إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

فيما تمت الإطاحة ببارونات الترويج.. 80 مدمنا يتوافدون طوعيا شهريا للعلاج ومختصون يدقونَ ناقوس الخطر

 

تونس-الصباح

رغم المجهودات الحثيثة التي تقوم بها الوحدات الأمنية المختصة بمختلف اصنافها في مكافحة ظاهرة الإتجار  بالمخدرات والتصدي لبارونات التهريب والترويج لتلك المادة، كذلك مجهودات الديوانة، ورغم صرامة القانون الذي شدد العقوبة خاصة لمروجي ومهربي تلك المواد السامة التي فتكت بالعديد من فئات المجتمع الا ان ما نلاحظه من خلال نشاطات الوحدات الأمنية اليومية نكتشف ان تلك التجارة ما فتئت تزدهر في بلادنا يوما بعد يوم، وبالإضافة إلى وجود مروجين يعملون بمفردهم  لترويج تلك المواد المحظورة والمجرمة نجد كذلك شبكات تنشط في هذا المجال  فمنذ بداية شهر اوت الجاري  والوحدات الأمنية  تتمكن يوميا من القبض اما على مروجين او الكشف عن شبكات مختصة في ترويج المخدرات.

صباح الشابي

وفي هذا الإطار تمكن أعوان وإطارات الإدارة الفرعية لمكافحة المخدرات بإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني يوم 5 اوت الجاري من القبض على شخص بعد توفر معلومات مفادها تورطه ضمن شبكة تنشط في ترويج المخدرات بين ولايتي بن عروس وبنزرت.

تم أيضا خلال الأسبوع المنقضي  تفكيك 3 شبكات مختصة في الاتجار بالمواد المخدرة وضبط 15 مروجًا  بجهة بن عروس وحجز كميات هامة من المواد المخدرة "القنب الهندي" ،مخدر الهيروين، والأقراص المخدرة (الاكستازي). 

وانتشار هذه التجارة لا يقتصر على مكان معين بل شملت كافة المناطق على غرار منطقة المحمدية خلال اوت الجاري إذ تمكنت وحدات الأبحاث العدلية بمنطقة الحرس الوطني بالمحمدية، إقليم بنعروس، بعد استشارة النيابة العمومية، من الاحتفاظ بأحد الأفراد بعد العثور لديه على 175 قرصًا مخدرًا و4 قوارير تحتوي على سوائل مخدرة.

كما تمكنت نفس  الوحدات بمنطقة  التضامن إقليم أريانة معززة بوحدات التدخل المركزي والتدخلات السريعة تمكنت بدورها من تفكيك شبكة مختصة في ترويج المخدرات والإطاحة بعنصر إجرامي خطير في مجال ترويج القنب الهندي.

وقد أسفرت هذه العملية عن إلقاء القبض على 3 عناصر وحجز  صفيحتين  من مخدر القنب الهندي وكميات مختلفة الأحجام من المخدرات...

  الوحدات الاستعلاماتية التابعة لمنطقة الحرس الوطني بسبيطلة، إقليم القصرين تمكنت بدورها  خلال الأسبوع المنقضي من تفكيك شبكة مختصة في تهريب وترويج المخدرات وقد أسفرت هذه العملية عن إلقاء القبض على عنصرين من عناصر الشبكة، وحجز 5 صفائح من مخدر القنب الهندي، بالإضافة إلى دراجة نارية كانت تُستخدم في عمليات التنقل.

وفي نفس الإطار ذاته تمكنت وحدات الأبحاث العدلية بمنطقة الحرس الوطني بالمنيهلة إقليم أريانة من تفكيك شبكة مختصة في ترويج المخدرات تتكون من أربعة أفراد تتراوح أعمارهم بين 23 و49 سنة، من بينهم شخصان مفتش عنهما في قضايا حق عام. وقد تم خلال العملية حجز كميات من المخدرات بالإضافة إلى عائدات مالية ناتجة عن عملية الترويج.

في ولاية باجة أيضا تمكنت وحدات الأبحاث العدلية بمنطقة الحرس الوطني   من ضبط أحد الأشخاص، أصيل إحدى معتمديات الجهة، بحوزته كميات مختلفة من مخدر القنب الهندي.

كما تم حجز مبلغ مالي قدره 1400 دينار متأتيا من عائدات الترويج، بالإضافة إلى شاحنة خفيفة كان يستغلها في التنقل.

فلا  يمر يوم الا والوحدات الأمنية تتمكن من القبض اما على مروجين او الكشف عن شبكات مختصة وتعمل في إطار منظم لترويج تلك السموم، هذا بالإضافة  إلى  الكم الهائل من القضايا المنشورة بالمحاكم والمتعلقة بالمخدرات رغم انه  لا توجد احصائيات رسمية عن عددها ولكن المؤكد انها بالمئات ، ان لم تكن بالآلاف، فانتشار الظاهرة وتفشيها في المجتمع مسألة لا يمكن انكارها.

ويرجع المختصون في علم الاجتماع أسباب تفشي ظاهرة المخدرات في بلادنا إلى عدة عوامل.

أخصائي اجتماعي بالجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا وعلاج الإدمان لـ"الصباح" : أكثر من20 مدمنا تقريبا يتوافدون أسبوعيا على الجمعية

حيث أفاد "الصباح" في هذا الخصوص  شكري طرش  اخصائي اجتماعي في الجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا وعلاج الإدمان ان الواقع الراهن يؤكد الانتشار الفظيع لظاهرة المخدرات لدى الشباب والأطفال في سن16و12سنة وحتي قبل ذلك مضيفا انه منذ 2011 وقبلها عرفت بلادنا انتشارا كبير للمخدرات  باعتبار أن تونس تعتبر مركز عبور لتلك المادة  وبعد  2011 اصبحت بلادنا بلد  استهلاك المخدرات بدليل تفشيها وارتفاع نسبة الشباب المستهلك خاصة.

ومن بين الأسباب الأخرى لتفاقم  هذه  الظاهرة الانفلات الأمني الذي حصل  في 2011 وسهولة للحصول على المادة ولا ننسى ايضا المشاكل العائلية والتفكك الاسري والظروف الاقتصادية والاجتماعية وانعدام الرقابة الأسرية.

كذلك سهولة الحصول على المادة مثلما بينا وأصبح  الحديث عنها امرا عاديا فلم يعد من المواضيع المخفية وتم كشف الستار عن الفئات التي تستهلك المخدرات والتي لم تقتصر على فئة معينة بل شملت كافة الفئات من المجتمع ولكن اكثر فئة حسب المتحدث هي الفئات الهشة اجتماعيا وثقافيا واسريا واقتصاديا.

وأشار  انه خلال دراسة قام بها الطب المدرسي والجامعي سنة 2021  تبين  ان 9.6 بالمائة من مستهلكي الزطلة اول مرة كانوا في سن اقل من 13 سنة.

 40 مكالمة أسبوعيا

وعن عدد المقبلين على العلاج الذين يتوافدون على الجمعية قال ان الجمعية تستقبل  تقريبا أسبوعيا أكثر من  40 مكالمة  هاتفية من الجنسين ومن كافة الجهات  لطلب حصص علاج وهي مكالمات تكون اما من المدمن نفسه او المدمنة او من عائلاتهم والعدد  يتضاعف يوميا، والمفرح في الأمر أن هناك نسبة كبيرة من الشباب الذين يشفون من الإدمان.

اما نسبة المقبلين على العلاج من الادمان الذين يردون على عين المكان للجمعية  فيقدر عددهم تقريبا بأكثر من 20 مدمنا  أسبوعيا اناثا وذكورا  ومن كافة ولايات الجمهورية ولكن نسبة الذكور أكثر من الإناث باعتبار أن الاناث تخفين في أغلب الأحيان انهن يستهلكن المخدرات وتفضل البعض منهن تكبد المتاعب والاثار السلبية للاستهلاك ومواجهة ذلك بمفردهن على أن تفصحن بالحقيقة لذويهن او لمراكز العلاج من الإدمان.

وتوفر الجمعية للمرضى اخصائينَ نفسانيين واجتماعيين ومختصين في القانون للإحاطة بهؤلاء ومساعدتهم على تخطي مرحلة العلاج. بنجاح وثبات لإعادة ادماجهم في المجتمع وعدم عودتهم إلى نقطة الصفر.

وتقوم الجمعية بمجهودات بالشراكة مع بعض المؤسسات الأخرى على غرار وزارة التربية كذلك  دور الشباب للقيام بحصص اصغاء

وأشار ان الجمعية بصدد إعداد دراسة لمعرفة  أسباب انتشار الظاهرة في جهة أكثر من جهة، واعتبر ان التصدي للظاهرة يكون بتظافر الجهود لكافة مؤسسات الدولة الأمنية والتربوية... ومكونات المجتمع المدني كذلك العائلة يجب أن تقوم بدورها الرقابي الذي شهد  تراجعا كبيرا.  

تأثيرها

وعنَ آثار تعاطي المخدرات قال ان آثار ها  بدرجات متفاوتة الخطورة وهناك من يقبل على الجمعية في مرحلة متأخرة  وفي طريقه إلى  الدمار إذ يصل مرحلة الهلَوسة والهذيان ويصبح يشكل خطرا على نفسه وعلى  العائلة فيتم توجيهه للعلاج إلى الجهات المختصة.

وشدد على العلاج لكل من تزل به القدم في ذلك العالم خاصة وان هناك آثار مدمرة للمخدرات على المستهلك الذي يصبح بدوره خطرا على المجتمع فكم من جرائم فظيعة  كالقتل والاغتصاب  كان سببها مدمن لم يعالج نفسه في الوقت المناسب.

مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح":هنالك عدة عوامل ساهمت في تفشي الظاهرة

من جهته يرى المختص في علم الاجتماع ممدوح عز الدين انه لفهم ظاهرة شبكات الجريمة المنظمة المختصة في ترويج المخدرات و توسعها و الاقبال المتزايد عليها في تونس من منظور سوسيولوجي، يمكن تناول المسألة من عدة زوايا وهي  أن إرتفاع معدلات البطالة و الفقر يمكن أن يدفع الشباب نحو الانخراط في أنشطة غير قانونية مثل تجارة المخدرات كوسيلة لتحقيق دخل سريع كما قد تعزز اللامساواة الاقتصادية لدى العديد من الفئات الفقيرة والمهمشة ، الشعور بالحرمان و الرغبة في رد الاعتبار مما يدفع الأفراد البحث عن وسائل بديلة لتحقيق النجاح المادي حتى لو كانت غير قانونية وغير مشروعة.

ثانيا  العوامل الثقافية والتغير الاجتماعي الذان قد يؤديان إلى  تغير القيم الإجتماعية وتآكل النظم التقليدية إلى ضعف الرقابة الإجتماعية على السلوكيات المنحرفة ،مما يسهل إنتشار الجرائم كما قد تلعب الثقافة الشعبية والإعلام دورا في تعزيز صورة نمطية معينة حول المخدرات ،سواء من خلال تمجيد الشخصيات المرتبطة بها أو التقليل من خطورتها.

ثالثا الدور السياسي والمؤسسات إذ انه ورغم الجهود الامنية للحد من هذه الظاهرة فإن شبكات الجريمة المنظمة تستغل ما يطرأ على اجهزة الدولة من ضعف أو إخلالات وظيفية للتمدد وتكثيف نشاطاتها من خلال إستسهال تجاوز القانون و إنتشار عقلية التملص من العقاب.

رابعا  العوامل النفسية و الاجتماعية إذ تدفع  الظروف المعيشية الصعبة و الضغط النفسي  الأفراد إلى  اللجوء إلى المخدرات كوسيلة للهروب من الواقع كما أن الانضمام إلى شبكات الجريمة المنظمة قد يوفر شعورا بالانتماء والهوية للأفراد الذين يعانون من التهميش الاجتماعي.

خامسا العولمة و التواصل العابر للحدود، إذ سهلت العولمة حركة المخدرات عبر الحدود مما جعل الوصول إليها أكثر سهولة وانتشارا

كما أن التطور التكنولوجي سهل التواصل بين أعضاء الشبكات الاجرامية و عقد مهمة ملاحقتها و الحد منها.

واعتبر ان  معالجة هذه الظاهرة تحتاج  إلى جهود كاملة تشمل تحسين الظروف الاقتصادية و تعزيز القيم المجتمعية و تقوية الاجهزة الامنية الى جانب تطوير سياسات مكافحة الفساد و تحقيق العدالة الاجتماعية.

فيما تمت الإطاحة ببارونات الترويج..   80 مدمنا يتوافدون طوعيا شهريا للعلاج ومختصون يدقونَ ناقوس الخطر

 

تونس-الصباح

رغم المجهودات الحثيثة التي تقوم بها الوحدات الأمنية المختصة بمختلف اصنافها في مكافحة ظاهرة الإتجار  بالمخدرات والتصدي لبارونات التهريب والترويج لتلك المادة، كذلك مجهودات الديوانة، ورغم صرامة القانون الذي شدد العقوبة خاصة لمروجي ومهربي تلك المواد السامة التي فتكت بالعديد من فئات المجتمع الا ان ما نلاحظه من خلال نشاطات الوحدات الأمنية اليومية نكتشف ان تلك التجارة ما فتئت تزدهر في بلادنا يوما بعد يوم، وبالإضافة إلى وجود مروجين يعملون بمفردهم  لترويج تلك المواد المحظورة والمجرمة نجد كذلك شبكات تنشط في هذا المجال  فمنذ بداية شهر اوت الجاري  والوحدات الأمنية  تتمكن يوميا من القبض اما على مروجين او الكشف عن شبكات مختصة في ترويج المخدرات.

صباح الشابي

وفي هذا الإطار تمكن أعوان وإطارات الإدارة الفرعية لمكافحة المخدرات بإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني يوم 5 اوت الجاري من القبض على شخص بعد توفر معلومات مفادها تورطه ضمن شبكة تنشط في ترويج المخدرات بين ولايتي بن عروس وبنزرت.

تم أيضا خلال الأسبوع المنقضي  تفكيك 3 شبكات مختصة في الاتجار بالمواد المخدرة وضبط 15 مروجًا  بجهة بن عروس وحجز كميات هامة من المواد المخدرة "القنب الهندي" ،مخدر الهيروين، والأقراص المخدرة (الاكستازي). 

وانتشار هذه التجارة لا يقتصر على مكان معين بل شملت كافة المناطق على غرار منطقة المحمدية خلال اوت الجاري إذ تمكنت وحدات الأبحاث العدلية بمنطقة الحرس الوطني بالمحمدية، إقليم بنعروس، بعد استشارة النيابة العمومية، من الاحتفاظ بأحد الأفراد بعد العثور لديه على 175 قرصًا مخدرًا و4 قوارير تحتوي على سوائل مخدرة.

كما تمكنت نفس  الوحدات بمنطقة  التضامن إقليم أريانة معززة بوحدات التدخل المركزي والتدخلات السريعة تمكنت بدورها من تفكيك شبكة مختصة في ترويج المخدرات والإطاحة بعنصر إجرامي خطير في مجال ترويج القنب الهندي.

وقد أسفرت هذه العملية عن إلقاء القبض على 3 عناصر وحجز  صفيحتين  من مخدر القنب الهندي وكميات مختلفة الأحجام من المخدرات...

  الوحدات الاستعلاماتية التابعة لمنطقة الحرس الوطني بسبيطلة، إقليم القصرين تمكنت بدورها  خلال الأسبوع المنقضي من تفكيك شبكة مختصة في تهريب وترويج المخدرات وقد أسفرت هذه العملية عن إلقاء القبض على عنصرين من عناصر الشبكة، وحجز 5 صفائح من مخدر القنب الهندي، بالإضافة إلى دراجة نارية كانت تُستخدم في عمليات التنقل.

وفي نفس الإطار ذاته تمكنت وحدات الأبحاث العدلية بمنطقة الحرس الوطني بالمنيهلة إقليم أريانة من تفكيك شبكة مختصة في ترويج المخدرات تتكون من أربعة أفراد تتراوح أعمارهم بين 23 و49 سنة، من بينهم شخصان مفتش عنهما في قضايا حق عام. وقد تم خلال العملية حجز كميات من المخدرات بالإضافة إلى عائدات مالية ناتجة عن عملية الترويج.

في ولاية باجة أيضا تمكنت وحدات الأبحاث العدلية بمنطقة الحرس الوطني   من ضبط أحد الأشخاص، أصيل إحدى معتمديات الجهة، بحوزته كميات مختلفة من مخدر القنب الهندي.

كما تم حجز مبلغ مالي قدره 1400 دينار متأتيا من عائدات الترويج، بالإضافة إلى شاحنة خفيفة كان يستغلها في التنقل.

فلا  يمر يوم الا والوحدات الأمنية تتمكن من القبض اما على مروجين او الكشف عن شبكات مختصة وتعمل في إطار منظم لترويج تلك السموم، هذا بالإضافة  إلى  الكم الهائل من القضايا المنشورة بالمحاكم والمتعلقة بالمخدرات رغم انه  لا توجد احصائيات رسمية عن عددها ولكن المؤكد انها بالمئات ، ان لم تكن بالآلاف، فانتشار الظاهرة وتفشيها في المجتمع مسألة لا يمكن انكارها.

ويرجع المختصون في علم الاجتماع أسباب تفشي ظاهرة المخدرات في بلادنا إلى عدة عوامل.

أخصائي اجتماعي بالجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا وعلاج الإدمان لـ"الصباح" : أكثر من20 مدمنا تقريبا يتوافدون أسبوعيا على الجمعية

حيث أفاد "الصباح" في هذا الخصوص  شكري طرش  اخصائي اجتماعي في الجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا وعلاج الإدمان ان الواقع الراهن يؤكد الانتشار الفظيع لظاهرة المخدرات لدى الشباب والأطفال في سن16و12سنة وحتي قبل ذلك مضيفا انه منذ 2011 وقبلها عرفت بلادنا انتشارا كبير للمخدرات  باعتبار أن تونس تعتبر مركز عبور لتلك المادة  وبعد  2011 اصبحت بلادنا بلد  استهلاك المخدرات بدليل تفشيها وارتفاع نسبة الشباب المستهلك خاصة.

ومن بين الأسباب الأخرى لتفاقم  هذه  الظاهرة الانفلات الأمني الذي حصل  في 2011 وسهولة للحصول على المادة ولا ننسى ايضا المشاكل العائلية والتفكك الاسري والظروف الاقتصادية والاجتماعية وانعدام الرقابة الأسرية.

كذلك سهولة الحصول على المادة مثلما بينا وأصبح  الحديث عنها امرا عاديا فلم يعد من المواضيع المخفية وتم كشف الستار عن الفئات التي تستهلك المخدرات والتي لم تقتصر على فئة معينة بل شملت كافة الفئات من المجتمع ولكن اكثر فئة حسب المتحدث هي الفئات الهشة اجتماعيا وثقافيا واسريا واقتصاديا.

وأشار  انه خلال دراسة قام بها الطب المدرسي والجامعي سنة 2021  تبين  ان 9.6 بالمائة من مستهلكي الزطلة اول مرة كانوا في سن اقل من 13 سنة.

 40 مكالمة أسبوعيا

وعن عدد المقبلين على العلاج الذين يتوافدون على الجمعية قال ان الجمعية تستقبل  تقريبا أسبوعيا أكثر من  40 مكالمة  هاتفية من الجنسين ومن كافة الجهات  لطلب حصص علاج وهي مكالمات تكون اما من المدمن نفسه او المدمنة او من عائلاتهم والعدد  يتضاعف يوميا، والمفرح في الأمر أن هناك نسبة كبيرة من الشباب الذين يشفون من الإدمان.

اما نسبة المقبلين على العلاج من الادمان الذين يردون على عين المكان للجمعية  فيقدر عددهم تقريبا بأكثر من 20 مدمنا  أسبوعيا اناثا وذكورا  ومن كافة ولايات الجمهورية ولكن نسبة الذكور أكثر من الإناث باعتبار أن الاناث تخفين في أغلب الأحيان انهن يستهلكن المخدرات وتفضل البعض منهن تكبد المتاعب والاثار السلبية للاستهلاك ومواجهة ذلك بمفردهن على أن تفصحن بالحقيقة لذويهن او لمراكز العلاج من الإدمان.

وتوفر الجمعية للمرضى اخصائينَ نفسانيين واجتماعيين ومختصين في القانون للإحاطة بهؤلاء ومساعدتهم على تخطي مرحلة العلاج. بنجاح وثبات لإعادة ادماجهم في المجتمع وعدم عودتهم إلى نقطة الصفر.

وتقوم الجمعية بمجهودات بالشراكة مع بعض المؤسسات الأخرى على غرار وزارة التربية كذلك  دور الشباب للقيام بحصص اصغاء

وأشار ان الجمعية بصدد إعداد دراسة لمعرفة  أسباب انتشار الظاهرة في جهة أكثر من جهة، واعتبر ان التصدي للظاهرة يكون بتظافر الجهود لكافة مؤسسات الدولة الأمنية والتربوية... ومكونات المجتمع المدني كذلك العائلة يجب أن تقوم بدورها الرقابي الذي شهد  تراجعا كبيرا.  

تأثيرها

وعنَ آثار تعاطي المخدرات قال ان آثار ها  بدرجات متفاوتة الخطورة وهناك من يقبل على الجمعية في مرحلة متأخرة  وفي طريقه إلى  الدمار إذ يصل مرحلة الهلَوسة والهذيان ويصبح يشكل خطرا على نفسه وعلى  العائلة فيتم توجيهه للعلاج إلى الجهات المختصة.

وشدد على العلاج لكل من تزل به القدم في ذلك العالم خاصة وان هناك آثار مدمرة للمخدرات على المستهلك الذي يصبح بدوره خطرا على المجتمع فكم من جرائم فظيعة  كالقتل والاغتصاب  كان سببها مدمن لم يعالج نفسه في الوقت المناسب.

مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح":هنالك عدة عوامل ساهمت في تفشي الظاهرة

من جهته يرى المختص في علم الاجتماع ممدوح عز الدين انه لفهم ظاهرة شبكات الجريمة المنظمة المختصة في ترويج المخدرات و توسعها و الاقبال المتزايد عليها في تونس من منظور سوسيولوجي، يمكن تناول المسألة من عدة زوايا وهي  أن إرتفاع معدلات البطالة و الفقر يمكن أن يدفع الشباب نحو الانخراط في أنشطة غير قانونية مثل تجارة المخدرات كوسيلة لتحقيق دخل سريع كما قد تعزز اللامساواة الاقتصادية لدى العديد من الفئات الفقيرة والمهمشة ، الشعور بالحرمان و الرغبة في رد الاعتبار مما يدفع الأفراد البحث عن وسائل بديلة لتحقيق النجاح المادي حتى لو كانت غير قانونية وغير مشروعة.

ثانيا  العوامل الثقافية والتغير الاجتماعي الذان قد يؤديان إلى  تغير القيم الإجتماعية وتآكل النظم التقليدية إلى ضعف الرقابة الإجتماعية على السلوكيات المنحرفة ،مما يسهل إنتشار الجرائم كما قد تلعب الثقافة الشعبية والإعلام دورا في تعزيز صورة نمطية معينة حول المخدرات ،سواء من خلال تمجيد الشخصيات المرتبطة بها أو التقليل من خطورتها.

ثالثا الدور السياسي والمؤسسات إذ انه ورغم الجهود الامنية للحد من هذه الظاهرة فإن شبكات الجريمة المنظمة تستغل ما يطرأ على اجهزة الدولة من ضعف أو إخلالات وظيفية للتمدد وتكثيف نشاطاتها من خلال إستسهال تجاوز القانون و إنتشار عقلية التملص من العقاب.

رابعا  العوامل النفسية و الاجتماعية إذ تدفع  الظروف المعيشية الصعبة و الضغط النفسي  الأفراد إلى  اللجوء إلى المخدرات كوسيلة للهروب من الواقع كما أن الانضمام إلى شبكات الجريمة المنظمة قد يوفر شعورا بالانتماء والهوية للأفراد الذين يعانون من التهميش الاجتماعي.

خامسا العولمة و التواصل العابر للحدود، إذ سهلت العولمة حركة المخدرات عبر الحدود مما جعل الوصول إليها أكثر سهولة وانتشارا

كما أن التطور التكنولوجي سهل التواصل بين أعضاء الشبكات الاجرامية و عقد مهمة ملاحقتها و الحد منها.

واعتبر ان  معالجة هذه الظاهرة تحتاج  إلى جهود كاملة تشمل تحسين الظروف الاقتصادية و تعزيز القيم المجتمعية و تقوية الاجهزة الامنية الى جانب تطوير سياسات مكافحة الفساد و تحقيق العدالة الاجتماعية.