إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

غنت لأكثر من ساعتين ونصف متجاوزة الزمن المحدد للعرض.. بسهرة استثنائية.. أصالة باقتدار في اختتام مهرجان قرطاج الدولي

 

"تونس الخضراء"  هدية الفنانة السورية  لجمهور قرطاج 

لم تغب القضية الفلسطينية عن الحدث وأغنية  "فلسطين عربية" التي صدحت بها أصالة من بين أجمل أغاني السهرة 

تونس - الصباح

اختتمت أصالة نصري الدورة الثامنة والخمسون لمهرجان قرطاج الدولي في سهرة حظيت بتفاعل الجمهور وإشادة معظم الفاعلين في المشهد الثقافي التونسي خاصة وأن الفنانة السورية كانت في أفضل حالاتها الفنية ليلة 17 أوت الحالي وهي تعتلي مسرحا طالما كان مؤثرا في حياتها وخاصة سنة 2006 التي شهدت تحولات فنية وشخصية في مشوارها...

عن قرطاج والجمهور التونسي لم تقل أصالة الكثير فالمشاعر أعمق من عبارات الترحيب وكان البوح غناء ومحبة متبادلة طغت على سهرة اختتام ستينية المهرجان الأعرق قيمة وتاريخا ..

في هذه الدورة الثامنة والخمسين لم تكن أغلب العروض المقترحة ترتقي لمكانة هذا المسرح والأسباب عديدة أهمها المسائل المالية والإمكانيات المتاحة على مستوى الميزانية المرصودة للمهرجان ومع ذلك تمكن قرطاج من استضافة ثلاثة فنانين من أهم الأسماء في المشهد الموسيقي العربي بداية من وائل كفوري مرورا بكاظم الساهر وصولا إلى  أصالة في سهرة الاختتام ..

الحضور الجماهيري الكبير والذي فاق طاقة الاستيعاب مع تميز فريق أصالة والمجموعة الموسيقية المصاحبة بقيادة المايسترو حلمى مصطفى منح الاختتام بريقا خاصا رغم ثغرات التنظيم التي تظل الحلقة الأضعف في تظاهراتنا الفنية والثقافية التونسية وعلى رأس قائمتها مهرجان قرطاج الدولي.

ثلاثون عاما من الفن والذكريات بآلامها وأفراحها لونت وجدان الفنانة السورية أصالة وهي تحتفي بهذه المناسبة الاستثنائية عن أول حفلاتها على مسرح قرطاج الأثري سنة 1994 فتحدثت لجمهورها وغنت لأكثر من ساعتين ونصف متجاوزة الزمن المحدد للعرض ملبية كل طلبات محبيها ولم تكتف بالبرنامج الغنائي المحدد  مسبقا ... 

راوحت أصالة بين القديم والجديد من أحدث ألبوماتها "ثم أنا" متنقلة بأريحية وسلاسة من لون موسيقي إلى آخر متماهية مع جمهورها في أعمال على غرار  "أكثر"، "بعدك عني"، "بنت أكابر"، "آسفة"، "جاية سيرته"، "إنسان"، "سامحتك"، "صندوق"، "يا مجنون"، "يمر وما يسلّم"، "قد الحروف"، "يسمحولي الكل"، "ما بقاش أنا" و"غلبان" ولجمهور قرطاج أهدت الفنانة السورية عملا حمل عنوان "تونس الخضراء" وفي تصريح للمايسترو مصطفى حلمي لـ"الصباح" عن هذه الأغنية كشف أن أصالة غيرت كلمات أغنية "مانڨا" لتونس الخضراء وذلك بالتعاون مع الشاعر خالد الوغلاني ولم تغب فلسطين عن خيارات أصالة أو مواقفها والتي كانت ضريبتها كبيرة في السنوات الأخيرة ومع ذلك ظلت الفنانة السورية وفية لقراراتها وفكرها المناهض للظلم والاضطهاد وصدح صوتها "فلسطين عربية" ..

جسدت أصالة على المسرح الأثري لقرطاج معاني القوة والكبرياء والحب والعطاء في أعمال منحتها المكانة والأثر الباقي كواحدة من أهم مطربات العصر ... فالطفلة التي غنت أصعب المقامات وتتلمذت على أيادي الأب الموسيقي مصطفى نصري وصدح صوتها الفتي للوطن وأغاني الطفولة لم تهزمها الحياة رغم الصعاب والآلام وظلت شامخة على امتداد ثلاثة عقود قدمت خلالها رصيدا غنائيا بعدد من اللهجات العربية،  ومع "اسمع صدى صوتك" كانت نافذة أصالة للعالم العربي في بداية التسعينات وهي اليوم المطربة الأكثر استماعا في أكثر من استفتاء في مصر ودول الخليج .. في ذاك الزمن أيضا قدمت أصالة ألبوم "لو تعرفوا" وهي من الأغاني الراسخة في ذاكرة محبيها فلقد كتب عبد الوهاب محمد لصوت أصالة أروع أغانيها ومن أعمال هذا الالبوم كذلك تعاونها مع القدير محمد سلطان في "سامحتك كتير" و"يا صبره" ..

التجربة تتطور فنحن أمام فنانة مغامرة واثقة من إمكاناتها الصوتية وقدرتها على تقديم كل الأنماط والألوان الموسيقية فالوصول للقمة ليس صعبا مع هذه المميزات ولكن الاستمرار هو الأصعب في ظل التغيرات الثقافية والسياسية وعلى مستوى الذائقة الفنية كذلك خلال الثلاثين سنة الأخيرة ومع ذلك نجحت أصالة في  أن تكون من "الاستثناءات القليلة"واستحقت النجمة السورية لقب محبيها "تاج" الأغنية العربية .

أسدل الستار على الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي مع المؤتمر الإعلامي للفنانة السورية أصالة وهي تغني "شكرا" لممثلي وسائل الاعلام وتحيّي عبر هذه الأغنية المحببة لقلوب جمهورها قرطاج المحطة التي تبقى خاصة واستثنائية في مسيرة أصالة.

نجلاء قموع

غنت لأكثر من ساعتين ونصف متجاوزة الزمن المحدد للعرض..   بسهرة استثنائية.. أصالة باقتدار في اختتام مهرجان قرطاج الدولي

 

"تونس الخضراء"  هدية الفنانة السورية  لجمهور قرطاج 

لم تغب القضية الفلسطينية عن الحدث وأغنية  "فلسطين عربية" التي صدحت بها أصالة من بين أجمل أغاني السهرة 

تونس - الصباح

اختتمت أصالة نصري الدورة الثامنة والخمسون لمهرجان قرطاج الدولي في سهرة حظيت بتفاعل الجمهور وإشادة معظم الفاعلين في المشهد الثقافي التونسي خاصة وأن الفنانة السورية كانت في أفضل حالاتها الفنية ليلة 17 أوت الحالي وهي تعتلي مسرحا طالما كان مؤثرا في حياتها وخاصة سنة 2006 التي شهدت تحولات فنية وشخصية في مشوارها...

عن قرطاج والجمهور التونسي لم تقل أصالة الكثير فالمشاعر أعمق من عبارات الترحيب وكان البوح غناء ومحبة متبادلة طغت على سهرة اختتام ستينية المهرجان الأعرق قيمة وتاريخا ..

في هذه الدورة الثامنة والخمسين لم تكن أغلب العروض المقترحة ترتقي لمكانة هذا المسرح والأسباب عديدة أهمها المسائل المالية والإمكانيات المتاحة على مستوى الميزانية المرصودة للمهرجان ومع ذلك تمكن قرطاج من استضافة ثلاثة فنانين من أهم الأسماء في المشهد الموسيقي العربي بداية من وائل كفوري مرورا بكاظم الساهر وصولا إلى  أصالة في سهرة الاختتام ..

الحضور الجماهيري الكبير والذي فاق طاقة الاستيعاب مع تميز فريق أصالة والمجموعة الموسيقية المصاحبة بقيادة المايسترو حلمى مصطفى منح الاختتام بريقا خاصا رغم ثغرات التنظيم التي تظل الحلقة الأضعف في تظاهراتنا الفنية والثقافية التونسية وعلى رأس قائمتها مهرجان قرطاج الدولي.

ثلاثون عاما من الفن والذكريات بآلامها وأفراحها لونت وجدان الفنانة السورية أصالة وهي تحتفي بهذه المناسبة الاستثنائية عن أول حفلاتها على مسرح قرطاج الأثري سنة 1994 فتحدثت لجمهورها وغنت لأكثر من ساعتين ونصف متجاوزة الزمن المحدد للعرض ملبية كل طلبات محبيها ولم تكتف بالبرنامج الغنائي المحدد  مسبقا ... 

راوحت أصالة بين القديم والجديد من أحدث ألبوماتها "ثم أنا" متنقلة بأريحية وسلاسة من لون موسيقي إلى آخر متماهية مع جمهورها في أعمال على غرار  "أكثر"، "بعدك عني"، "بنت أكابر"، "آسفة"، "جاية سيرته"، "إنسان"، "سامحتك"، "صندوق"، "يا مجنون"، "يمر وما يسلّم"، "قد الحروف"، "يسمحولي الكل"، "ما بقاش أنا" و"غلبان" ولجمهور قرطاج أهدت الفنانة السورية عملا حمل عنوان "تونس الخضراء" وفي تصريح للمايسترو مصطفى حلمي لـ"الصباح" عن هذه الأغنية كشف أن أصالة غيرت كلمات أغنية "مانڨا" لتونس الخضراء وذلك بالتعاون مع الشاعر خالد الوغلاني ولم تغب فلسطين عن خيارات أصالة أو مواقفها والتي كانت ضريبتها كبيرة في السنوات الأخيرة ومع ذلك ظلت الفنانة السورية وفية لقراراتها وفكرها المناهض للظلم والاضطهاد وصدح صوتها "فلسطين عربية" ..

جسدت أصالة على المسرح الأثري لقرطاج معاني القوة والكبرياء والحب والعطاء في أعمال منحتها المكانة والأثر الباقي كواحدة من أهم مطربات العصر ... فالطفلة التي غنت أصعب المقامات وتتلمذت على أيادي الأب الموسيقي مصطفى نصري وصدح صوتها الفتي للوطن وأغاني الطفولة لم تهزمها الحياة رغم الصعاب والآلام وظلت شامخة على امتداد ثلاثة عقود قدمت خلالها رصيدا غنائيا بعدد من اللهجات العربية،  ومع "اسمع صدى صوتك" كانت نافذة أصالة للعالم العربي في بداية التسعينات وهي اليوم المطربة الأكثر استماعا في أكثر من استفتاء في مصر ودول الخليج .. في ذاك الزمن أيضا قدمت أصالة ألبوم "لو تعرفوا" وهي من الأغاني الراسخة في ذاكرة محبيها فلقد كتب عبد الوهاب محمد لصوت أصالة أروع أغانيها ومن أعمال هذا الالبوم كذلك تعاونها مع القدير محمد سلطان في "سامحتك كتير" و"يا صبره" ..

التجربة تتطور فنحن أمام فنانة مغامرة واثقة من إمكاناتها الصوتية وقدرتها على تقديم كل الأنماط والألوان الموسيقية فالوصول للقمة ليس صعبا مع هذه المميزات ولكن الاستمرار هو الأصعب في ظل التغيرات الثقافية والسياسية وعلى مستوى الذائقة الفنية كذلك خلال الثلاثين سنة الأخيرة ومع ذلك نجحت أصالة في  أن تكون من "الاستثناءات القليلة"واستحقت النجمة السورية لقب محبيها "تاج" الأغنية العربية .

أسدل الستار على الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي مع المؤتمر الإعلامي للفنانة السورية أصالة وهي تغني "شكرا" لممثلي وسائل الاعلام وتحيّي عبر هذه الأغنية المحببة لقلوب جمهورها قرطاج المحطة التي تبقى خاصة واستثنائية في مسيرة أصالة.

نجلاء قموع