في الوقت الذي ينتشر فيه فيروس جدري القردة بسرعة قياسية مثيرا جدلا واسعا، أطلقت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تحذيرات جدية بشأن ظهور فيروس جديد يٌعرف بفيروس "أوروبوش" ويثير حاليا الكثير من المخاوف في ظل تواتر عدد الإصابات به في دول أمريكيا اللاتينية كما في بعض الدول الأوروبية: فأي تداعيات أولا على تونس في ظل انتشاره في عدد من الدول الأوروبية القريبة منا على غرار إيطاليا؟ وهل أن العالم حاليا بات أرضية خصبة لبروز عديد الفيروسات لا سيما وأن الأمر كان متوقعا منذ بروز جائحة كورونا؟
من هذا المنطلق – ونقلا عن رويترز- أصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة CDC تنبيها صحيا لإخطار الأطباء والسلطات الصحية العامة بزيادة في حالات الإصابة بفيروس "أوروبوش" في منطقة الأميركيتين والذي تسبّب في وفاة اثنين منذ بداية العام الجاري 2024.
ويٌثير حاليا هذا الفيروس الرعب في أوروبا بعد أن تسبّب في إصابة 19 حالة في الدول الأوروبية، بعد أن انتشر في أمريكيا اللاتينية، وذلك في ظل انتشار حمى الضنك وأنفلونزا الطيور.
واعتبارا من نهاية جويلية 2024 تم تأكيد 8078 حالة إصابة بأوروبوشفى المنطقة، وتم الإبلاغ عن حالتي وفاة، حيث إن هناك 356 حالة في بوليفيا، و290 حالة في بيرو و74 في كولومبيا، ولكن تعتبر البرازيل أكثر الدول المتضررة مع حالتي وفاة و7284 حالة إصابة
وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض، إنه خلال الفترة الممتدة بين الأول من شهر جانفي الماضي والأول من شهر أوت الجاري فانه تم الإبلاغ عن أكثر من ثمانية آلاف حالة إصابة بالمرض، بما في ذلك الإعلان عن حالتي وفاة وخمس حالات انتقل فيها الفيروس من الأم إلى الجنين أثناء الحمل علما انه لا توجد علاجات أو لقاحات محددة متاحة لهذا المرض في الوقت الراهن..
وقالت المراكز الأمريكية -نقلا عن عدد المواقع الإخبارية العالمية- إن الدول التي أبلغت عن حالات تشمل البرازيل وبوليفيا وبيرو وكولومبيا وكوبا، مضيفة أنه تم رصد حالات مرتبطة بالسفر إلى الولايات المتحدة وأوروبا لدى أشخاص عائدين من كوبا والبرازيل.
وأوصت المراكز بإجراء فحوصات وتقييم للمسافرين الذين كانوا في المناطق المتأثرة بعلامات وأعراض تتوافق مع عدوى "أوروبوش".
وتتوقع المراكز الأمريكية ظهور حالات في دول أخرى مع زيادة الفحوصات والمراقبة في الأميركيتين.
من جهة أخرى وبالتوازي مع التهديدات الجدية التي يثيرها هذا الفيروس في دول أمريكيا اللاتينية، فقد أصدرت السلطات الصحية في أوروبا تحذيرا للمسافرين بعد تأكيد 19 حالة إصابة بفيروس أوروبوش Oropouche الذي تنقله الحشرات لأول مرة في أوروبا علما أن الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس عادوا مؤخرًا من إجازاتهم في كوبا والبرازيل.
وتعتبر وفقا لعديد الأوساط الإعلامية العالمية إيطاليا وإسبانيا وألمانيا من الدول الأكثر تضررا، حيث ظهرت الحالات في تلك الدول، وأبلغت إيطاليا وإسبانيا عن عدد صغير من الحالات بين المسافرين من كوبا والبرازيل في الأسابيع الأخيرة. أما في ألمانيا فقد تم بالفعل تسجيل حالات إصابة لشخصين من ولاية ساكسونيا وبادن فورتمبيرج وكلاهما عائدان من كوبا..
في هذا الخضم وبالنظر لكثافة الرحلات الجوية بين تونس والدول سالفة الذكر فإنه يصح التساؤل عن مدى خطورة الوضع في علاقة بالشأن الوطني لتشير في هذا الخصوص مصادر مطلعة من وزارة الصحة لـ"الصباح" أنه حاليا لا يوجد أي إشكال وأن جميع المصالح في حالة يقظة دائمة وجاهزية، مشددا على أن الوضع يعتبر مستقرا وتحت السيطرة. .
الحديث عن هذا الفيروس يحيلنا إلى الخوض في الطرح الذي يؤشر الى أن العالم سيصبح أكثر عرضة للفيروسات بعد جائحة كورونا. وهنا تجدر الإشارة الى أن عديد الخبراء كانوا قد توقعوا ذلك فمع نهاية سنة 2023 حذر خبراء منظمة الصحة العالمية من أن العالم بحاجة إلى الاستعداد بشكل صحيح للأوبئة المستقبلية.
وفي هذا السياق توقع العلماء خلال شهر فيفري الماضي -نقلا عن عديد المواقع الإخبارية العالمية - أن العام 2024 يمكن أن يشهد تفشيا لبعض الأمراض والأوبئة، ما يتطلب منا المزيد من اليقظة والاستعداد لمجابهتها، بدءا من سلالة جديدة لـ"كوفيد-19" إلى المخاوف بشأن متغير جدري القردة الأكثر فتكا، وانتشار الأمراض التي ينقلها البعوض من البلدان الاستوائية وهو ما نعيشه فعليا..
تجدر الإشارة الى أن فيروس "أوروبوش" ينتشر من خلال لدغات الهاموش والبعوض المصاب. وتشمل أعراض المرض الصداع والحمى وآلام العضلات مع حالات شديدة تؤدي إلى التهاب السحايا. وقد تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في عام 1955 لدى عامل غابات أصيب به أثناء عمله بالقرب من نهر أوروبوش في ترينيداد وتوباجو في حين تم تسجيل أول تفشى كبير للمرض في ستينيات القرن الماضي في بيليم بالبرازيل، حيث تم تسجيل 11000 حالة.
منال حرزي
تونس-الصباح
في الوقت الذي ينتشر فيه فيروس جدري القردة بسرعة قياسية مثيرا جدلا واسعا، أطلقت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تحذيرات جدية بشأن ظهور فيروس جديد يٌعرف بفيروس "أوروبوش" ويثير حاليا الكثير من المخاوف في ظل تواتر عدد الإصابات به في دول أمريكيا اللاتينية كما في بعض الدول الأوروبية: فأي تداعيات أولا على تونس في ظل انتشاره في عدد من الدول الأوروبية القريبة منا على غرار إيطاليا؟ وهل أن العالم حاليا بات أرضية خصبة لبروز عديد الفيروسات لا سيما وأن الأمر كان متوقعا منذ بروز جائحة كورونا؟
من هذا المنطلق – ونقلا عن رويترز- أصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة CDC تنبيها صحيا لإخطار الأطباء والسلطات الصحية العامة بزيادة في حالات الإصابة بفيروس "أوروبوش" في منطقة الأميركيتين والذي تسبّب في وفاة اثنين منذ بداية العام الجاري 2024.
ويٌثير حاليا هذا الفيروس الرعب في أوروبا بعد أن تسبّب في إصابة 19 حالة في الدول الأوروبية، بعد أن انتشر في أمريكيا اللاتينية، وذلك في ظل انتشار حمى الضنك وأنفلونزا الطيور.
واعتبارا من نهاية جويلية 2024 تم تأكيد 8078 حالة إصابة بأوروبوشفى المنطقة، وتم الإبلاغ عن حالتي وفاة، حيث إن هناك 356 حالة في بوليفيا، و290 حالة في بيرو و74 في كولومبيا، ولكن تعتبر البرازيل أكثر الدول المتضررة مع حالتي وفاة و7284 حالة إصابة
وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض، إنه خلال الفترة الممتدة بين الأول من شهر جانفي الماضي والأول من شهر أوت الجاري فانه تم الإبلاغ عن أكثر من ثمانية آلاف حالة إصابة بالمرض، بما في ذلك الإعلان عن حالتي وفاة وخمس حالات انتقل فيها الفيروس من الأم إلى الجنين أثناء الحمل علما انه لا توجد علاجات أو لقاحات محددة متاحة لهذا المرض في الوقت الراهن..
وقالت المراكز الأمريكية -نقلا عن عدد المواقع الإخبارية العالمية- إن الدول التي أبلغت عن حالات تشمل البرازيل وبوليفيا وبيرو وكولومبيا وكوبا، مضيفة أنه تم رصد حالات مرتبطة بالسفر إلى الولايات المتحدة وأوروبا لدى أشخاص عائدين من كوبا والبرازيل.
وأوصت المراكز بإجراء فحوصات وتقييم للمسافرين الذين كانوا في المناطق المتأثرة بعلامات وأعراض تتوافق مع عدوى "أوروبوش".
وتتوقع المراكز الأمريكية ظهور حالات في دول أخرى مع زيادة الفحوصات والمراقبة في الأميركيتين.
من جهة أخرى وبالتوازي مع التهديدات الجدية التي يثيرها هذا الفيروس في دول أمريكيا اللاتينية، فقد أصدرت السلطات الصحية في أوروبا تحذيرا للمسافرين بعد تأكيد 19 حالة إصابة بفيروس أوروبوش Oropouche الذي تنقله الحشرات لأول مرة في أوروبا علما أن الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس عادوا مؤخرًا من إجازاتهم في كوبا والبرازيل.
وتعتبر وفقا لعديد الأوساط الإعلامية العالمية إيطاليا وإسبانيا وألمانيا من الدول الأكثر تضررا، حيث ظهرت الحالات في تلك الدول، وأبلغت إيطاليا وإسبانيا عن عدد صغير من الحالات بين المسافرين من كوبا والبرازيل في الأسابيع الأخيرة. أما في ألمانيا فقد تم بالفعل تسجيل حالات إصابة لشخصين من ولاية ساكسونيا وبادن فورتمبيرج وكلاهما عائدان من كوبا..
في هذا الخضم وبالنظر لكثافة الرحلات الجوية بين تونس والدول سالفة الذكر فإنه يصح التساؤل عن مدى خطورة الوضع في علاقة بالشأن الوطني لتشير في هذا الخصوص مصادر مطلعة من وزارة الصحة لـ"الصباح" أنه حاليا لا يوجد أي إشكال وأن جميع المصالح في حالة يقظة دائمة وجاهزية، مشددا على أن الوضع يعتبر مستقرا وتحت السيطرة. .
الحديث عن هذا الفيروس يحيلنا إلى الخوض في الطرح الذي يؤشر الى أن العالم سيصبح أكثر عرضة للفيروسات بعد جائحة كورونا. وهنا تجدر الإشارة الى أن عديد الخبراء كانوا قد توقعوا ذلك فمع نهاية سنة 2023 حذر خبراء منظمة الصحة العالمية من أن العالم بحاجة إلى الاستعداد بشكل صحيح للأوبئة المستقبلية.
وفي هذا السياق توقع العلماء خلال شهر فيفري الماضي -نقلا عن عديد المواقع الإخبارية العالمية - أن العام 2024 يمكن أن يشهد تفشيا لبعض الأمراض والأوبئة، ما يتطلب منا المزيد من اليقظة والاستعداد لمجابهتها، بدءا من سلالة جديدة لـ"كوفيد-19" إلى المخاوف بشأن متغير جدري القردة الأكثر فتكا، وانتشار الأمراض التي ينقلها البعوض من البلدان الاستوائية وهو ما نعيشه فعليا..
تجدر الإشارة الى أن فيروس "أوروبوش" ينتشر من خلال لدغات الهاموش والبعوض المصاب. وتشمل أعراض المرض الصداع والحمى وآلام العضلات مع حالات شديدة تؤدي إلى التهاب السحايا. وقد تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في عام 1955 لدى عامل غابات أصيب به أثناء عمله بالقرب من نهر أوروبوش في ترينيداد وتوباجو في حين تم تسجيل أول تفشى كبير للمرض في ستينيات القرن الماضي في بيليم بالبرازيل، حيث تم تسجيل 11000 حالة.