إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حديث "الصباح".. "نخلّص إلي دفعتو"

بقلم: سفيان رجب 

في "حديث الصباح" ليوم أمس، تحدثنا عن علاقة أصحاب الفنادق وأعوانها بالحريف التونسي الذي يبقى غير مرحبّ به لديهم ويعتبرونه زبونا من درجة ثانية مع سوء المعاملة، وفي حديث اليوم سنتطرق إلى علاقة "السائح" التونسي بالفنادق وممارسات الأغلبية زمن "الخلاعة"..

فالمعروف صيفا أن التونسي يخصص جزءا من ميزانيته لـ"الخلاعة" والاستجمام وتحت ضغط العائلة يحجز لأيام في أحد الفنادق الساحلية حتى تتمتع الزوجة والأبناء بخدمات الفندق حتى ولو كانت التكلفة باهظة وحتى لو اضطر صاحبنا إلى الاقتراض من أجل "الراحة" ورضاء العائلة.

وباعتبار "التكلفة الباهظة" لأسعار الفنادق صيفا، فإن الشعار الذي ترفعه أغلب العائلات التونسية بمجرد وصولها إلى نزل الإقامة هو "نخلصوا حقنّا"، بمعنى استهلاك أقصى ما يمكن والتمتع بكل الخدمات والإفراط والإجحاف في ذلك وحتى "معاقبة" صاحب الفندق الذي أجحف بدوره في السعر والتكلفة..

فبمجرد وصول العائلة التونسية إلى النزل، يبدأ مشهد الفوضى عند منطقة الاستقبال حيث تتعالى الأصوات ويبدأ الجدل والخصام مع الأعوان وتجد الأطفال يركضون هنا وهناك دون أي رقابة دون مراعاة لبقية النزلاء الذين كانوا يتطلعون إلى قضاء عطلة رائقة والتمتع بالهدوء..

في المطعم، ترى العجب العجاب، طاولات تفيض بالأكل في أطباق متروكة وبقايا الطعام مبعثرة في كل مكان..، وأعوان يحاولون جاهدين تنظيف الطاولات وإعادة ترتيبها مطالبين باحتشام بالحفاظ على النظام مما يزيد الضغط على العاملين، وهو ما يؤثر بدوره على جودة الخدمة المقدمة للجميع.

على الشاطئ وخاصة حول المسبح، لم يكن الوضع أفضل، فوضى ولعب كرة وسط النزلاء الآخرين وأكل وشرب وبقايا غلال وزجاجات وعلب فارغة أو حتى شبه ممتلئة إذا كانت توزع مجانا في إطار نظام الـ (ALL inclusive).

في الغرف، بقايا طعام و"سندويتشات" معدة سلفا منذ فطور الصباح لتناولها بعد الظهر خاصة إذا كان الحريف اختار نظام "نصف الإقامة"..، وبقايا الطعام هذه تكون جالبة للحشرات والزواحف التي تقلق الحريف لو وجدها في غرفته وتجعله يشتكي من سوء النظافة!!

 هذا السلوك، الذي يقلق أصحاب النزل والعاملين والحرفاء، هو للأسف ليس سلوكا شاذا لا يقاس عليه بل أصبح ظاهرة تنم على عدم الوعي بأن الفندق مساحة مشتركة تتطلب احترامًا بين الجميع وتعاونًا من الجميع لضمان راحة كل النزلاء في إطار الوعي والمسؤولية واحترام الغير وحقوق الآخرين بعيدا عن عقلية "الغنيمة" وشعار "نخلص إلي دفعتو ثالث ومثلثّ".

 

 

بقلم: سفيان رجب 

في "حديث الصباح" ليوم أمس، تحدثنا عن علاقة أصحاب الفنادق وأعوانها بالحريف التونسي الذي يبقى غير مرحبّ به لديهم ويعتبرونه زبونا من درجة ثانية مع سوء المعاملة، وفي حديث اليوم سنتطرق إلى علاقة "السائح" التونسي بالفنادق وممارسات الأغلبية زمن "الخلاعة"..

فالمعروف صيفا أن التونسي يخصص جزءا من ميزانيته لـ"الخلاعة" والاستجمام وتحت ضغط العائلة يحجز لأيام في أحد الفنادق الساحلية حتى تتمتع الزوجة والأبناء بخدمات الفندق حتى ولو كانت التكلفة باهظة وحتى لو اضطر صاحبنا إلى الاقتراض من أجل "الراحة" ورضاء العائلة.

وباعتبار "التكلفة الباهظة" لأسعار الفنادق صيفا، فإن الشعار الذي ترفعه أغلب العائلات التونسية بمجرد وصولها إلى نزل الإقامة هو "نخلصوا حقنّا"، بمعنى استهلاك أقصى ما يمكن والتمتع بكل الخدمات والإفراط والإجحاف في ذلك وحتى "معاقبة" صاحب الفندق الذي أجحف بدوره في السعر والتكلفة..

فبمجرد وصول العائلة التونسية إلى النزل، يبدأ مشهد الفوضى عند منطقة الاستقبال حيث تتعالى الأصوات ويبدأ الجدل والخصام مع الأعوان وتجد الأطفال يركضون هنا وهناك دون أي رقابة دون مراعاة لبقية النزلاء الذين كانوا يتطلعون إلى قضاء عطلة رائقة والتمتع بالهدوء..

في المطعم، ترى العجب العجاب، طاولات تفيض بالأكل في أطباق متروكة وبقايا الطعام مبعثرة في كل مكان..، وأعوان يحاولون جاهدين تنظيف الطاولات وإعادة ترتيبها مطالبين باحتشام بالحفاظ على النظام مما يزيد الضغط على العاملين، وهو ما يؤثر بدوره على جودة الخدمة المقدمة للجميع.

على الشاطئ وخاصة حول المسبح، لم يكن الوضع أفضل، فوضى ولعب كرة وسط النزلاء الآخرين وأكل وشرب وبقايا غلال وزجاجات وعلب فارغة أو حتى شبه ممتلئة إذا كانت توزع مجانا في إطار نظام الـ (ALL inclusive).

في الغرف، بقايا طعام و"سندويتشات" معدة سلفا منذ فطور الصباح لتناولها بعد الظهر خاصة إذا كان الحريف اختار نظام "نصف الإقامة"..، وبقايا الطعام هذه تكون جالبة للحشرات والزواحف التي تقلق الحريف لو وجدها في غرفته وتجعله يشتكي من سوء النظافة!!

 هذا السلوك، الذي يقلق أصحاب النزل والعاملين والحرفاء، هو للأسف ليس سلوكا شاذا لا يقاس عليه بل أصبح ظاهرة تنم على عدم الوعي بأن الفندق مساحة مشتركة تتطلب احترامًا بين الجميع وتعاونًا من الجميع لضمان راحة كل النزلاء في إطار الوعي والمسؤولية واحترام الغير وحقوق الآخرين بعيدا عن عقلية "الغنيمة" وشعار "نخلص إلي دفعتو ثالث ومثلثّ".