إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

زرعه الإرهابيون في جوف الأرض.. "حقول الموت" تهدد حياة متساكني جبال القصرين.. والحل في اعتزال المنطقة "العازلة"

 

تونس-الصباح

 الألغام قاتل متخفي زرعه الإرهابيون بعناية في جوف جبال مغيلة..سمامة ..الشعانبي والسلوم لتحصد أرواح كل من يقترب منها ولتكون آلة الرعب "الجبانة" التي تفتك بأرواح البشر وحتى الحيوانات.

تكلم "القاتل المتخفي" مرة أخرى وهذه المرة في جبل السلوم ليصيب مواطنا يبلغ من العمر 47 عاما، ساقه قدره الى هناك لرعي الأغنام ولكن يبدو انه اقترب أكثر من اللازم من اللغم لينفجر وتصيبه الشظايا مما استوجب نقله الى المستشفى الجهوي بالقصرين لتلقي العلاج.

مفيدة القيزاني

سكان تلك المناطق الحدودية الجبلية الوعرة مضطرون كل يوم للتوغل في الجبال إما للرعي أو لجني الاكليل وبيعه لاحقا..فبسبب ظروفهم القاسية يذهبون الى الألغام بمحض إرادتهم، ويعولون على القدر لحمايتهم ولكن في كل مرة تنفجر الألغام لتنهي حياة البعض وتبتر أقدام آخرين وينجو منها قلة قليلة فحتى الدواب كان لها نصيب من "القاتل المتخفي" وقد يكون الحل في الابتعاد عن المناطق العسكرية المغلقة.

معاناة لا تنتهي..

على الرغم من تنبيه وزارة الدفاع من خطورة التوغل في المنطقة العسكرية المغلقة لكن متساكني تلك الجهات مازالوا يخاطرون بحياتهم أثناء رحلة البحث عن قوت يومهم أو رعي أغنامهم.

فسكان ولاية القصرين مازالوا الى اليوم يعانون من تبعات المواجهات بين الجماعات الارهابية والجيش وقد ظلت الجبال المحيطة بالمنطقة عرضة لمخاطر الألغام المصنعة يدويا، والتي زرعتها جماعات إسلامية متطرفة، وكثيرا ما يخاطر السكان بحياتهم في الصعود إلى تلك الجبال لأن الزراعة تمثل وسيلة عيشهم الوحيدة، كما أن المسلحين ينزلون إلى المساكن المنعزلة للتزود بالمؤمن مثيرين الرعب في قلوب السكان.

وعلى امتداد عشر سنوات انفجرت عدة ألغام وتم تبادل لإطلاق النار بين الجيش الوطني ومسلحين أعلنوا انتماءهم لكتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تسلل معظمهم من الجزائر اثر الثورة في  2011،إلى جانب عمليات القصف والتمشيط من قبل الجيش منذ أفريل 2013 حتى أفريل 2015، وأدت إلى بتر أرجل عدة جنود وفقدان آخرين لبصرهم وجرح ووفاة آخرين بطرق مختلفة، ومن أبرز الاعتداءات الارهابية الكمين الذي جد يوم 29 جويلية 2013 وأودى بحياة 8 جنود منهم اثنان ماتا ذبحا.

على إثرها أطلق الجيش الوطني عمليات عسكرية واسعة النطاق في 2 أوت 2013 مستخدما المقاتلات والمروحيات الحربية والمدفعية الثقيلة والمدرعات، إضافة إلى إقحام القوات الخاصة التونسية وتثبيت منطقة عسكرية مغلقة، يمنع الدخول اليها دون ترخيص بهدف المحاصرة والقضاء على المجموعة الإرهابية المورطة في ارتكاب جرائم ارهابية وزرع ألغام بالجبال التي يختبئ فيها الارهابيون.

الألغام، القاتل المتخفي الذي زرعه الإرهابيون، مازالت الى اليوم تفتك بأرواح البشر وحتى الحيوانات، وقد سقط في وقت سابق بجبل مغيلة الملازم أول سامي الوناسي أصيل ولاية سيدي بوزيد والوكيل أول سيد عماري أصيل ولاية القيروان والعريف أول إسماعيل الخريجي أصيل الحامة ولاية قابس والرقيب أول منعم الدلاعي أصيل ولاية بنزرت.

كما استشهد الوكيل مراد الفداوي بالمستشفى العسكري بالعاصمة بعد تدهور حالته الصحيه وكان أصيب أثناء تنفيذ مهمة عملياتية بالمنطقة، وتم نقله إلى المستشفى الجهوي بالكاف لتلقي العلاج وكانت حالته الصحية وقتها مستقرة.

ولم تستهدف هذه الألغام العسكريين فحسب، بل حصدت أرواح المدنيين القاطنين بالمناطق الجبلية القريبة من معاقل الإرهابيين، وحتى حيواناتهم لم تسلم من هذه الألغام التي تم زرعها في جبل الشعانبي المتاخم لجبل مغيلة من قبل الارهابيين   وخاصة كتيبة عقبة بن نافع، هذه الكتيبة المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي قامت بغرس ألغام تقليدية الصنع في باطن جبال القصرين لمنع القوات العسكرية من التقدم.

شهداء "الألغام" المدنيين

قاتل متخف في جوف الأرض أخذ أرواح شريفة الهلالي التي تركت سبعة أيتام وخيرة الهلالي التي تركت أربعة أيتام، وقبلهما راعية تركت سبعة أطفال، والقائمة تطول.. شهداء من المدنيين سقطوا في السنوات الأخيرة خلال رحلة البحث عن لقمة العيش، فخيرة وشريفة خرجتا لجمع الاكليل لبيعه لاحقا ولكن في طريق العودة انفجر لغم ليحولهما ودابتيهما الى أشلاء.

ومنذ انفجار أوّل لغم في 1 ماي 2013 إلى حدود 2017 ارتفع عدد المصابين بسبب انفجار العبوات التقليديّة الصّنع إلى 328 عسكريّا، منهم 28 تم بتر أحد أعضائهم أو أكثر، ورغم تمكّن القوات العسكرية من إبطال مفعول حوالي 100 لغم في جبل الشعانبي إلّا أنّه توجد ألغام عصيّة عن الكشف وذلك لأنّ العناصر الإرهابيّة طوّرت تقنيات زرعها وإخفائها وأيضا تغيير مواد صنعها.

وكانت تونس أعلنت في أفريل من سنة 2014 جبل الشعانبي منطقة عمليات عسكرية مغلقة وجبل السمامة والسلوم والمغيلة وخشم الكلب والدولاب وعبد العظيم.

إزالة الألغام..

إزالة الألغام هي عملية استئصال الألغام المزروعة في الأرض، ويطلق مصطلح شبيه هو كسح الألغام على عمليَّة تسبقها وهي الكشف عن أماكن الألغام و يوجد نوعان من إزالة الألغام يتمَّان لأغراضٍ وبوسائل مختلفة، هما الإنسانية والعسكرية. وتتعدَّد الأدوات المستعملة في مهمة إزالة الألغام كثيراً، وقد شمل كسحها واكتشافها تاريخياً أساليب تعتمد على حيواناتٍ مُدرَّبة مثل الكلاب والجرذان، إلا أنَّ معظم عمليات كسح الألغام الآن تتم بكاشفات المعادن وعربات خاصة مُزوَّدة بالعديد من الآلات الميكانيكية، كما توجد طرق عديدة غريبة مقترحة ومجرَّبة مثل استعمال البكتيريا والموجات الصوتية وغير ذلك.

وتستعمل بعض الدول الجرذان للكشف عن الألغام ويحتاج الجرذ الذي يبلغ من العمر عامين إلى  11 دقيقة فقط كي يتمكن من رصد لغم قاتل مدفون في حقل بكمبوديا وهي المهمة التي ينجزها البشر بالاستعانة بأجهزة لرصد المعادن وفترة قد تصل إلى خمسة أيام.

والجرذ "بيت" ذو العين الواحدة ضمن فريق من قوة خاصة من الجرذان تم استيرادها من افريقيا ويتلقى تدريبا في كمبوديا على شم الالغام الارضية التي لا تزال مطمورة في المناطق الريفية بعد صراع استمر عقودا من الزمن.

اتفاقية الألغام..

على عكس الاعتقاد السائد فإن خطورة الألغام تزيد مع مرور الوقت لأن الألغام، بغض النظر عن نوعها، تحتوي على نسبة من مادة تي.أن.تي المتفجرة أو خليط أر. دي.إكس (RDX).

وهذه المتفجرات تفقد مرونتها مع مرور السنوات وتصبح بالتالي غير مستقرة، وأحيانا قد يكفي احتكاك بسيط لتفجيرها.

هذه الألغام قد تبقى 80 أو 90 سنة في الأرض دون أن تفقد خطورتها، مثال على ذلك "فردان" في فرنسا التي كانت ساحة للمعركة في الحرب العالمية الأولى، حيث ما تزال الألغام فيها فعالة وخطيرة وحتى لو كانت الفتيلة قد تعرضت للصدأ ولم تعد تعمل، فإن ذلك لا يمنع إمكانية تفجيرها.

وتعالج اتفاقية الألغام الأرضية المضادة للأفراد أو اتفاقية حظر الألغام، هذه الآفة و تحظر تكديس ونقل واستعمال الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وتطلب من البلدان تدمير ما في أرضها من الالغام كما تطلب من الدول التي تكون في وضع يتيح لها مساعدة البلدان المتضررة توفير تلك المساعدة.

وتأتي الألغام الأرضية على شكلين ألغام مضادة للأفراد، وألغام مضادة للمركبات والألغام المضادة للأفراد محظورة بموجب اتفاقية حظر استعمال وتكديس وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدمير تلك الألغام أو اتفاقية حظر الألغام التي اعتمدت سنة 1997 وقد انضم أكثر من 150 بلدا إلى هذه الاتفاقية.

ومن جهة ثانية لا توجد إحصائيات رسمية حول عدد ضحايا الألغام من مخلفات الحرب العالمية الثانية عدا أنه هناك ما لا يقل عن 13 ضحية خلال الفترة الممتدة بين سنوات 2000 و2005 في مناطق تونس والقيروان وصفاقس والقصرين والكاف فيما بلغ عدد الناجين الحاملين لاعاقة جراء الالغام من بقايا الحرب العالمية الثانية 107282 شخصا على الرغم من تطهير حقول الألغام.

زرعه الإرهابيون في جوف الأرض..   "حقول الموت" تهدد حياة متساكني جبال القصرين.. والحل في اعتزال المنطقة "العازلة"

 

تونس-الصباح

 الألغام قاتل متخفي زرعه الإرهابيون بعناية في جوف جبال مغيلة..سمامة ..الشعانبي والسلوم لتحصد أرواح كل من يقترب منها ولتكون آلة الرعب "الجبانة" التي تفتك بأرواح البشر وحتى الحيوانات.

تكلم "القاتل المتخفي" مرة أخرى وهذه المرة في جبل السلوم ليصيب مواطنا يبلغ من العمر 47 عاما، ساقه قدره الى هناك لرعي الأغنام ولكن يبدو انه اقترب أكثر من اللازم من اللغم لينفجر وتصيبه الشظايا مما استوجب نقله الى المستشفى الجهوي بالقصرين لتلقي العلاج.

مفيدة القيزاني

سكان تلك المناطق الحدودية الجبلية الوعرة مضطرون كل يوم للتوغل في الجبال إما للرعي أو لجني الاكليل وبيعه لاحقا..فبسبب ظروفهم القاسية يذهبون الى الألغام بمحض إرادتهم، ويعولون على القدر لحمايتهم ولكن في كل مرة تنفجر الألغام لتنهي حياة البعض وتبتر أقدام آخرين وينجو منها قلة قليلة فحتى الدواب كان لها نصيب من "القاتل المتخفي" وقد يكون الحل في الابتعاد عن المناطق العسكرية المغلقة.

معاناة لا تنتهي..

على الرغم من تنبيه وزارة الدفاع من خطورة التوغل في المنطقة العسكرية المغلقة لكن متساكني تلك الجهات مازالوا يخاطرون بحياتهم أثناء رحلة البحث عن قوت يومهم أو رعي أغنامهم.

فسكان ولاية القصرين مازالوا الى اليوم يعانون من تبعات المواجهات بين الجماعات الارهابية والجيش وقد ظلت الجبال المحيطة بالمنطقة عرضة لمخاطر الألغام المصنعة يدويا، والتي زرعتها جماعات إسلامية متطرفة، وكثيرا ما يخاطر السكان بحياتهم في الصعود إلى تلك الجبال لأن الزراعة تمثل وسيلة عيشهم الوحيدة، كما أن المسلحين ينزلون إلى المساكن المنعزلة للتزود بالمؤمن مثيرين الرعب في قلوب السكان.

وعلى امتداد عشر سنوات انفجرت عدة ألغام وتم تبادل لإطلاق النار بين الجيش الوطني ومسلحين أعلنوا انتماءهم لكتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تسلل معظمهم من الجزائر اثر الثورة في  2011،إلى جانب عمليات القصف والتمشيط من قبل الجيش منذ أفريل 2013 حتى أفريل 2015، وأدت إلى بتر أرجل عدة جنود وفقدان آخرين لبصرهم وجرح ووفاة آخرين بطرق مختلفة، ومن أبرز الاعتداءات الارهابية الكمين الذي جد يوم 29 جويلية 2013 وأودى بحياة 8 جنود منهم اثنان ماتا ذبحا.

على إثرها أطلق الجيش الوطني عمليات عسكرية واسعة النطاق في 2 أوت 2013 مستخدما المقاتلات والمروحيات الحربية والمدفعية الثقيلة والمدرعات، إضافة إلى إقحام القوات الخاصة التونسية وتثبيت منطقة عسكرية مغلقة، يمنع الدخول اليها دون ترخيص بهدف المحاصرة والقضاء على المجموعة الإرهابية المورطة في ارتكاب جرائم ارهابية وزرع ألغام بالجبال التي يختبئ فيها الارهابيون.

الألغام، القاتل المتخفي الذي زرعه الإرهابيون، مازالت الى اليوم تفتك بأرواح البشر وحتى الحيوانات، وقد سقط في وقت سابق بجبل مغيلة الملازم أول سامي الوناسي أصيل ولاية سيدي بوزيد والوكيل أول سيد عماري أصيل ولاية القيروان والعريف أول إسماعيل الخريجي أصيل الحامة ولاية قابس والرقيب أول منعم الدلاعي أصيل ولاية بنزرت.

كما استشهد الوكيل مراد الفداوي بالمستشفى العسكري بالعاصمة بعد تدهور حالته الصحيه وكان أصيب أثناء تنفيذ مهمة عملياتية بالمنطقة، وتم نقله إلى المستشفى الجهوي بالكاف لتلقي العلاج وكانت حالته الصحية وقتها مستقرة.

ولم تستهدف هذه الألغام العسكريين فحسب، بل حصدت أرواح المدنيين القاطنين بالمناطق الجبلية القريبة من معاقل الإرهابيين، وحتى حيواناتهم لم تسلم من هذه الألغام التي تم زرعها في جبل الشعانبي المتاخم لجبل مغيلة من قبل الارهابيين   وخاصة كتيبة عقبة بن نافع، هذه الكتيبة المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي قامت بغرس ألغام تقليدية الصنع في باطن جبال القصرين لمنع القوات العسكرية من التقدم.

شهداء "الألغام" المدنيين

قاتل متخف في جوف الأرض أخذ أرواح شريفة الهلالي التي تركت سبعة أيتام وخيرة الهلالي التي تركت أربعة أيتام، وقبلهما راعية تركت سبعة أطفال، والقائمة تطول.. شهداء من المدنيين سقطوا في السنوات الأخيرة خلال رحلة البحث عن لقمة العيش، فخيرة وشريفة خرجتا لجمع الاكليل لبيعه لاحقا ولكن في طريق العودة انفجر لغم ليحولهما ودابتيهما الى أشلاء.

ومنذ انفجار أوّل لغم في 1 ماي 2013 إلى حدود 2017 ارتفع عدد المصابين بسبب انفجار العبوات التقليديّة الصّنع إلى 328 عسكريّا، منهم 28 تم بتر أحد أعضائهم أو أكثر، ورغم تمكّن القوات العسكرية من إبطال مفعول حوالي 100 لغم في جبل الشعانبي إلّا أنّه توجد ألغام عصيّة عن الكشف وذلك لأنّ العناصر الإرهابيّة طوّرت تقنيات زرعها وإخفائها وأيضا تغيير مواد صنعها.

وكانت تونس أعلنت في أفريل من سنة 2014 جبل الشعانبي منطقة عمليات عسكرية مغلقة وجبل السمامة والسلوم والمغيلة وخشم الكلب والدولاب وعبد العظيم.

إزالة الألغام..

إزالة الألغام هي عملية استئصال الألغام المزروعة في الأرض، ويطلق مصطلح شبيه هو كسح الألغام على عمليَّة تسبقها وهي الكشف عن أماكن الألغام و يوجد نوعان من إزالة الألغام يتمَّان لأغراضٍ وبوسائل مختلفة، هما الإنسانية والعسكرية. وتتعدَّد الأدوات المستعملة في مهمة إزالة الألغام كثيراً، وقد شمل كسحها واكتشافها تاريخياً أساليب تعتمد على حيواناتٍ مُدرَّبة مثل الكلاب والجرذان، إلا أنَّ معظم عمليات كسح الألغام الآن تتم بكاشفات المعادن وعربات خاصة مُزوَّدة بالعديد من الآلات الميكانيكية، كما توجد طرق عديدة غريبة مقترحة ومجرَّبة مثل استعمال البكتيريا والموجات الصوتية وغير ذلك.

وتستعمل بعض الدول الجرذان للكشف عن الألغام ويحتاج الجرذ الذي يبلغ من العمر عامين إلى  11 دقيقة فقط كي يتمكن من رصد لغم قاتل مدفون في حقل بكمبوديا وهي المهمة التي ينجزها البشر بالاستعانة بأجهزة لرصد المعادن وفترة قد تصل إلى خمسة أيام.

والجرذ "بيت" ذو العين الواحدة ضمن فريق من قوة خاصة من الجرذان تم استيرادها من افريقيا ويتلقى تدريبا في كمبوديا على شم الالغام الارضية التي لا تزال مطمورة في المناطق الريفية بعد صراع استمر عقودا من الزمن.

اتفاقية الألغام..

على عكس الاعتقاد السائد فإن خطورة الألغام تزيد مع مرور الوقت لأن الألغام، بغض النظر عن نوعها، تحتوي على نسبة من مادة تي.أن.تي المتفجرة أو خليط أر. دي.إكس (RDX).

وهذه المتفجرات تفقد مرونتها مع مرور السنوات وتصبح بالتالي غير مستقرة، وأحيانا قد يكفي احتكاك بسيط لتفجيرها.

هذه الألغام قد تبقى 80 أو 90 سنة في الأرض دون أن تفقد خطورتها، مثال على ذلك "فردان" في فرنسا التي كانت ساحة للمعركة في الحرب العالمية الأولى، حيث ما تزال الألغام فيها فعالة وخطيرة وحتى لو كانت الفتيلة قد تعرضت للصدأ ولم تعد تعمل، فإن ذلك لا يمنع إمكانية تفجيرها.

وتعالج اتفاقية الألغام الأرضية المضادة للأفراد أو اتفاقية حظر الألغام، هذه الآفة و تحظر تكديس ونقل واستعمال الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وتطلب من البلدان تدمير ما في أرضها من الالغام كما تطلب من الدول التي تكون في وضع يتيح لها مساعدة البلدان المتضررة توفير تلك المساعدة.

وتأتي الألغام الأرضية على شكلين ألغام مضادة للأفراد، وألغام مضادة للمركبات والألغام المضادة للأفراد محظورة بموجب اتفاقية حظر استعمال وتكديس وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدمير تلك الألغام أو اتفاقية حظر الألغام التي اعتمدت سنة 1997 وقد انضم أكثر من 150 بلدا إلى هذه الاتفاقية.

ومن جهة ثانية لا توجد إحصائيات رسمية حول عدد ضحايا الألغام من مخلفات الحرب العالمية الثانية عدا أنه هناك ما لا يقل عن 13 ضحية خلال الفترة الممتدة بين سنوات 2000 و2005 في مناطق تونس والقيروان وصفاقس والقصرين والكاف فيما بلغ عدد الناجين الحاملين لاعاقة جراء الالغام من بقايا الحرب العالمية الثانية 107282 شخصا على الرغم من تطهير حقول الألغام.