إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الشاعر خيرالدين الشابي: الشاعر اليوم يعيش عزلة مقيتة في المهرجانات الصيفية

 

محسن بن احمد

عبر الشاعر خير الدين الشابي عن الاستياء الشديد من موقف المهرجانات الصيفية التي اهملت الشعر والشعراء ولم تعد تلتفت اليهم على حد تعبيره فالعمل الثقافي وخاصة الشعري انتهى او في طريقه الى ذلك.

وكشف الشاعر خيرالدين الشابي قائلا:

"ما قبل الثورة كنا نتلقى دعوات على هامش برامج المهرجانات الصيفية وكنا نختتم هذه المهرجانات بامسيات شعرية، اليوم انتهى هذا البرنامج وحتى مهرجان المدينة من يقرأ مجانا فليحضر ومن يريد منحة فالاموال محدودة يعطونها للرقص ولكل شيء ألا عندما يتعلق الأمر بالشعر فان جوابهم الميزانية لا تسمح بذلك" .

ويضيف: "المشهد الثقافي الفني والطربي والفلكلوري والتهريجي بخير أما العمل الابداعي الشعري خاصة انقرض تماما في توزر، ما عدا الجمعيات ذات الطابع الخاص والحر والمستقر في تأثيث الامسيات الشعرية التي لا يحضرها إلا الشعراء انفسهم، مع حضور محتشم حد الفراغ المفزع، نعم هذه الحقيقة اصبحت حقيقة واضحة للعيان لم تعد تلك المسامرات والسهرات والجو الشاعري الجميل بحيث اصبح الشاعر شبه معزول تماما على ما يسمى بالفعل الثقافي والفكري.

 وفي حديثه عن الشعر اليوم وتعدد توجهاته واختياراته قال الشاعر خير الدين الشابي :عندما تتحدث عن الشعر عموما لا بدً أن نتحدث ونسأل هل هناك شعراء قادرون على تحقيق وترسيخ كلمة شعر في هذا المجتمع المتحضًر تكنولوجيا فقط والجاهل بمفهوم العمل الابداعي للكلمة، والذي اصبح لا يهتم بما نكتبه شعرا ولولا "الفايسبوك" الذي انقذنا من الانقراض لكنا كالديناصورات رغم أننا ندفع الثمن باهضا على جميع المستويات التعب الجسدي والفكري وعديد الأشياء التي تمتً بالصلة للصحة التي خانت عديد الشعراء ولعل اولهم أنا.

 أما فيما يخص الشعر "الهاكويفهو" اختصار وجيز للتبليغ بما نسميه بالعربية الومضة أو القصيدة القصيرة وهذا مسً حتى القصة وربما الرواية الومضة أو القصيرة، يعني أرى إن هناك فوضى عارمة في هذا المجال واعتقد أن كل هذه التجارب لا تدوم كما شعراء الطليعة، والقصيدة التي تستطيع أن تعيش هي القصيدة الحديثة بمفهوم العصر الذي يعيشه الشاعر والشاعر ابن بيئتهّ".

وبخصوص الحداثة في الشعر كما يراها ويؤمن بها أجاب خير الدين الشابي:

مفهوم الحداثة اصبح سهلا عند الذين استهدوا الى اماكن مفاتيحه الضًائعة على من ليس لهم دراية كاملة بالموضوع ذاته امثال الذين يكتبون دون وعي مسبًق وهم الذين مازالو على قيد التقليد الاعمى للشعر الكلاسيكي القديم رغم ان مستوياتهم العلمية على وعي كبير واكثرهم قد مر من هذه الفصول بكراسي الدراسة في التعليم الثانوي والجامعي ايضا ولكن موضوع الحداثة في نصوصهم خال تماما من رائحة الابداع الحقيقي الذي يصب في عديد النصوص الأخرى رغم اختلاف المستويات.

ان التجديد في النص الشعري الحديث يبدأ من ثقافة الكاتب نفسه وخاصة عندما يتعلق الأمر بالشاعر الكاتب وهو الذي يمثل المرآة العاكسة للمجتمع والذي بدوره يقوم مقام ادوات الفعل الثقافي الوطني الذي يلفت انتباه العارفين بتقدًم الفكر نحو الهدف المنشود وكثيرا ما احصينا مواقع نجوم الابداع في النص الشعري اليوم ولم نحفل به الا في قليل من النصوص الشعرية في الوطن العربي الجديد بمفهوم الثقافة اليومية وفي بلدنا خاصة تجد ان الكثير لا يعرف معنى التجديد والجديد في حياة القصيدة التي أصبحت كالسلاح الابيض بالنسبة للحداثة الصحيحة وافسدت سواقي اللغة وعادت لتلتقي بشيخوخة القصيدة القديمة بل وانخرطت معها في عديد الدواوين الشعرية ناهيك عندما تقرأ بعضها ترى أنها شبه ميتة مكفنة بنفس كفن القصيدة المذكورة وهذا ما جعل الشعر عموما واقف في مكانه مع أن كتاب هذا النوع قادم من حضارة وقته. لقد خضنا في هذا الموضوع مرارا وتكرارا ولم تجد ما يفسر هذا الموضوع اولا ضعف الموهبة وثانيا قلة الخوض في التجربة وثالثا التقليد الاعمى دون تمحيص. الفكرة الناجحة والتي تضمن ديمومة الحرية للنص الشعري وضرورة الارتقاء به الى أعلى درجات الوعي القادم مباشرة من مطالعة كل ما هو شعر قديمه وحديثه أن الشعر اليوم أصبح علما قائم على كل ما هو يتماشى مع روح العصر الذي تغير مئة درجة فوق السائد ولعل الشاعر الذكي الذي يرصد ذلك في نصوصه بما فيها الوطنية والعاطفية والشخصية قادر على أن يكون شاعر عصره بمفهوم العلم في الثقافة والابداع"

الشاعر خيرالدين الشابي:   الشاعر اليوم يعيش عزلة مقيتة في المهرجانات الصيفية

 

محسن بن احمد

عبر الشاعر خير الدين الشابي عن الاستياء الشديد من موقف المهرجانات الصيفية التي اهملت الشعر والشعراء ولم تعد تلتفت اليهم على حد تعبيره فالعمل الثقافي وخاصة الشعري انتهى او في طريقه الى ذلك.

وكشف الشاعر خيرالدين الشابي قائلا:

"ما قبل الثورة كنا نتلقى دعوات على هامش برامج المهرجانات الصيفية وكنا نختتم هذه المهرجانات بامسيات شعرية، اليوم انتهى هذا البرنامج وحتى مهرجان المدينة من يقرأ مجانا فليحضر ومن يريد منحة فالاموال محدودة يعطونها للرقص ولكل شيء ألا عندما يتعلق الأمر بالشعر فان جوابهم الميزانية لا تسمح بذلك" .

ويضيف: "المشهد الثقافي الفني والطربي والفلكلوري والتهريجي بخير أما العمل الابداعي الشعري خاصة انقرض تماما في توزر، ما عدا الجمعيات ذات الطابع الخاص والحر والمستقر في تأثيث الامسيات الشعرية التي لا يحضرها إلا الشعراء انفسهم، مع حضور محتشم حد الفراغ المفزع، نعم هذه الحقيقة اصبحت حقيقة واضحة للعيان لم تعد تلك المسامرات والسهرات والجو الشاعري الجميل بحيث اصبح الشاعر شبه معزول تماما على ما يسمى بالفعل الثقافي والفكري.

 وفي حديثه عن الشعر اليوم وتعدد توجهاته واختياراته قال الشاعر خير الدين الشابي :عندما تتحدث عن الشعر عموما لا بدً أن نتحدث ونسأل هل هناك شعراء قادرون على تحقيق وترسيخ كلمة شعر في هذا المجتمع المتحضًر تكنولوجيا فقط والجاهل بمفهوم العمل الابداعي للكلمة، والذي اصبح لا يهتم بما نكتبه شعرا ولولا "الفايسبوك" الذي انقذنا من الانقراض لكنا كالديناصورات رغم أننا ندفع الثمن باهضا على جميع المستويات التعب الجسدي والفكري وعديد الأشياء التي تمتً بالصلة للصحة التي خانت عديد الشعراء ولعل اولهم أنا.

 أما فيما يخص الشعر "الهاكويفهو" اختصار وجيز للتبليغ بما نسميه بالعربية الومضة أو القصيدة القصيرة وهذا مسً حتى القصة وربما الرواية الومضة أو القصيرة، يعني أرى إن هناك فوضى عارمة في هذا المجال واعتقد أن كل هذه التجارب لا تدوم كما شعراء الطليعة، والقصيدة التي تستطيع أن تعيش هي القصيدة الحديثة بمفهوم العصر الذي يعيشه الشاعر والشاعر ابن بيئتهّ".

وبخصوص الحداثة في الشعر كما يراها ويؤمن بها أجاب خير الدين الشابي:

مفهوم الحداثة اصبح سهلا عند الذين استهدوا الى اماكن مفاتيحه الضًائعة على من ليس لهم دراية كاملة بالموضوع ذاته امثال الذين يكتبون دون وعي مسبًق وهم الذين مازالو على قيد التقليد الاعمى للشعر الكلاسيكي القديم رغم ان مستوياتهم العلمية على وعي كبير واكثرهم قد مر من هذه الفصول بكراسي الدراسة في التعليم الثانوي والجامعي ايضا ولكن موضوع الحداثة في نصوصهم خال تماما من رائحة الابداع الحقيقي الذي يصب في عديد النصوص الأخرى رغم اختلاف المستويات.

ان التجديد في النص الشعري الحديث يبدأ من ثقافة الكاتب نفسه وخاصة عندما يتعلق الأمر بالشاعر الكاتب وهو الذي يمثل المرآة العاكسة للمجتمع والذي بدوره يقوم مقام ادوات الفعل الثقافي الوطني الذي يلفت انتباه العارفين بتقدًم الفكر نحو الهدف المنشود وكثيرا ما احصينا مواقع نجوم الابداع في النص الشعري اليوم ولم نحفل به الا في قليل من النصوص الشعرية في الوطن العربي الجديد بمفهوم الثقافة اليومية وفي بلدنا خاصة تجد ان الكثير لا يعرف معنى التجديد والجديد في حياة القصيدة التي أصبحت كالسلاح الابيض بالنسبة للحداثة الصحيحة وافسدت سواقي اللغة وعادت لتلتقي بشيخوخة القصيدة القديمة بل وانخرطت معها في عديد الدواوين الشعرية ناهيك عندما تقرأ بعضها ترى أنها شبه ميتة مكفنة بنفس كفن القصيدة المذكورة وهذا ما جعل الشعر عموما واقف في مكانه مع أن كتاب هذا النوع قادم من حضارة وقته. لقد خضنا في هذا الموضوع مرارا وتكرارا ولم تجد ما يفسر هذا الموضوع اولا ضعف الموهبة وثانيا قلة الخوض في التجربة وثالثا التقليد الاعمى دون تمحيص. الفكرة الناجحة والتي تضمن ديمومة الحرية للنص الشعري وضرورة الارتقاء به الى أعلى درجات الوعي القادم مباشرة من مطالعة كل ما هو شعر قديمه وحديثه أن الشعر اليوم أصبح علما قائم على كل ما هو يتماشى مع روح العصر الذي تغير مئة درجة فوق السائد ولعل الشاعر الذكي الذي يرصد ذلك في نصوصه بما فيها الوطنية والعاطفية والشخصية قادر على أن يكون شاعر عصره بمفهوم العلم في الثقافة والابداع"