إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حديث "الصباح".. يوم.. ثلاثي الرمزية

 

بقلم: سفيان رجب

اليوم 25 جويلية، يوم غير عادي بالنسبة للتونسيين باعتباره اليوم الذي تعددت فيه الأحداث حيث يحتفل فيه التونسيون ما بعد الاستقلال بذكرى إعلان الجمهورية التونسية في عام 1957، وذلك بعد الإطاحة بالنظام الملكي وإلغاء الملكية بقيادة الرئيس الأول الحبيب بورقيبة. ثم عاش التونسيون في نفس اليوم من سنة 2013 فاجعة الاغتيال السياسي الثاني في البلاد وهو اغتيال الشهيد محمد البراهمي وبعد ثماني سنوات وبالتحديد في 25 جويلية 2021 كانت الإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيد والتي غيرت كليا من المشهد السياسي في البلاد.

عيد الجمهورية

تمثل ذكرى إعلان الجمهورية نقطة تحول جوهرية في تاريخ تونس الحديث، حيث تم إنهاء الحكم الملكي لباي تونس وتأسيس نظام جمهوري. الرئيس الحبيب بورقيبة، الذي أصبح أول رئيس للجمهورية، لعب دورًا كبيرًا في تحديث وتطوير البلاد من خلال مجموعة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية. ويُعتبر 25 جويلية يومًا للاحتفال بالقيم الجمهورية والحرية والتقدم في تونس.

اغتيال محمد البراهمي

في 25 جويلية 2013، شهدت تونس حادثة اغتيال سياسي كبيرة تمثلت في اغتيال محمد البراهمي، القيادي في التيار الشعبي والمعارض للنظام الحاكم وهو نظام "الترويكا" بقيادة حركة النهضة الاسلامية. اغتياله جاء بعد ستة أشهر فقط من اغتيال شكري بلعيد، مما أثار موجة من الغضب والاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد. وبقي هذا اليوم ذكرى مؤلمة في ذاكرة التونسيين، حيث أعاد إحياء الجدل حول الأمن والاستقرار السياسي والديمقراطية في تونس.

إجراءات قيس سعيد

وفي 25 جويلية 2021، اتخذ الرئيس قيس سعيد سلسلة من الإجراءات الاستثنائية التي هزت وغيرت المشهد السياسي في البلاد. شملت هذه الإجراءات تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه، وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، وتولي الرئيس السلطات التنفيذية. وبرّر سعيد تلك الخطوات بأنها تأتي استجابة لمطالب الشعب التونسي لمكافحة الفساد والفوضى السياسية التي رافقت خاصة المجلس النيابي برئاسة راشد الغنوشي. لكن هذه الإجراءات أثارت جدلاً واسعاً داخل تونس وخارجها، بين أغلبية رأت فيها تصحيحًا لمسار الثورة ومحاولة لإنقاذ البلاد، وأقلية معارضة اعتبرتها انقلابًا على الديمقراطية والدستور.

رمزية 25 جويلية

ومن خلال هذه الأحداث الثلاثة التي ميزت يوم 25 جويلية، يمكن اعتبار هذا التاريخ ذو رمزية كبيرة في تونس، جمع بين ذكرى إعلان الجمهورية واغتيال محمد البراهمي، بالإضافة إلى الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد وجميعها يعكس تطلعات الشعب التونسي نحو الديمقراطية والحرية والعدالة، ويذكرهم بالتحديات والصعوبات التي واجهوها في كل مرة منذ الاستقلال والى حد اليوم من أجل تحقيق هذه القيم.

 

 

 

بقلم: سفيان رجب

اليوم 25 جويلية، يوم غير عادي بالنسبة للتونسيين باعتباره اليوم الذي تعددت فيه الأحداث حيث يحتفل فيه التونسيون ما بعد الاستقلال بذكرى إعلان الجمهورية التونسية في عام 1957، وذلك بعد الإطاحة بالنظام الملكي وإلغاء الملكية بقيادة الرئيس الأول الحبيب بورقيبة. ثم عاش التونسيون في نفس اليوم من سنة 2013 فاجعة الاغتيال السياسي الثاني في البلاد وهو اغتيال الشهيد محمد البراهمي وبعد ثماني سنوات وبالتحديد في 25 جويلية 2021 كانت الإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيد والتي غيرت كليا من المشهد السياسي في البلاد.

عيد الجمهورية

تمثل ذكرى إعلان الجمهورية نقطة تحول جوهرية في تاريخ تونس الحديث، حيث تم إنهاء الحكم الملكي لباي تونس وتأسيس نظام جمهوري. الرئيس الحبيب بورقيبة، الذي أصبح أول رئيس للجمهورية، لعب دورًا كبيرًا في تحديث وتطوير البلاد من خلال مجموعة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية. ويُعتبر 25 جويلية يومًا للاحتفال بالقيم الجمهورية والحرية والتقدم في تونس.

اغتيال محمد البراهمي

في 25 جويلية 2013، شهدت تونس حادثة اغتيال سياسي كبيرة تمثلت في اغتيال محمد البراهمي، القيادي في التيار الشعبي والمعارض للنظام الحاكم وهو نظام "الترويكا" بقيادة حركة النهضة الاسلامية. اغتياله جاء بعد ستة أشهر فقط من اغتيال شكري بلعيد، مما أثار موجة من الغضب والاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد. وبقي هذا اليوم ذكرى مؤلمة في ذاكرة التونسيين، حيث أعاد إحياء الجدل حول الأمن والاستقرار السياسي والديمقراطية في تونس.

إجراءات قيس سعيد

وفي 25 جويلية 2021، اتخذ الرئيس قيس سعيد سلسلة من الإجراءات الاستثنائية التي هزت وغيرت المشهد السياسي في البلاد. شملت هذه الإجراءات تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه، وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، وتولي الرئيس السلطات التنفيذية. وبرّر سعيد تلك الخطوات بأنها تأتي استجابة لمطالب الشعب التونسي لمكافحة الفساد والفوضى السياسية التي رافقت خاصة المجلس النيابي برئاسة راشد الغنوشي. لكن هذه الإجراءات أثارت جدلاً واسعاً داخل تونس وخارجها، بين أغلبية رأت فيها تصحيحًا لمسار الثورة ومحاولة لإنقاذ البلاد، وأقلية معارضة اعتبرتها انقلابًا على الديمقراطية والدستور.

رمزية 25 جويلية

ومن خلال هذه الأحداث الثلاثة التي ميزت يوم 25 جويلية، يمكن اعتبار هذا التاريخ ذو رمزية كبيرة في تونس، جمع بين ذكرى إعلان الجمهورية واغتيال محمد البراهمي، بالإضافة إلى الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد وجميعها يعكس تطلعات الشعب التونسي نحو الديمقراطية والحرية والعدالة، ويذكرهم بالتحديات والصعوبات التي واجهوها في كل مرة منذ الاستقلال والى حد اليوم من أجل تحقيق هذه القيم.