*جمهور نوعي في سهرة تثمن ثقافة "الأندرغرواند" العربية وتترجم ثوابت مهرجان الحمامات
تونس – الصباح
احتفى مهرجان الحمامات الدولي ليلة الثلاثاء 23 جويلية الحالي بتعبيرات إبداعية بديلة لفنانين أثروا في مشهد ثقافة "الأندرغرواند" في العالم العربي، وقد انطلق هذا الحفل مع الثنائي لين أديب وزيد حمدان ومشروعهما المتفرد "بدوين برغر" (Bedouin Burger)القائم على مزج الموروث الموسيقي البدوي مع تلوينات عالمية من إيقاعات الجاز والبوب والموسيقى الالكترونية.
يشكل زيد حمدان بصمته الخاصة في عوالم الموسيقى الحديثة متماهيا مع ترنيمات لين أديب المستلهمة من ربوع سوريا وفلسطين واليمن، والمنفتحة على شتى تعبيرات الإرث العربي والأندلسي.
قدمت "بدوين برغر" رحلة من الأنغام والحكايا الإنسانية المفعمة بحب الحياة .. وتفاعل الجمهور "النوعي" الحاضر في سهرة ليلة أول أمس بمسرح الحمامات مع أعمال هذا الثنائي على غرار "نوماد"، "زامل"، "يامن"، "حرير"، "مالي بيت" وغيرها ...
يوميات المرأة العربية
الجزء الثاني من سهرة الثلاثاء 23 جويلية على ركح مسرح الحمامات كانت من نصيب الفنانة البصرية والمطربة تانيا صالح.. واحدة من أهم الأسماء الفنية المؤثرة في المشهد الموسيقي العربي البديل .. الفنانة اللبنانية اعتلت الركح ببساطتها الساحرة حاملة رسائل تحكي يوميات امرأة فنانة في عالم يموت فيه الأطفال وتهدم البيوت تحت أنظار العالم ... "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" عبارة يمكن أن تترجم قدرة تانيا صالح على الاستمرار والتعبير عبر الفن ... تتقاطع التعبيرات الإبداعية في تجربة الفنانة وتتراوح بين فن الغرافيتي، الفنون التشكيلية، التأليف والموسيقى. انها تغني للإنسان بتناقضاته، بأحلامه وبانكساراته ...
"شبابيك"، "يا سلوى ليش عم تبكي"، "فرحا بشيء ما" (لمحمود درويش) .. "بصارة براجة"، "عجبي"، "شو"، "مرايتي" و"من شردلي الغزالة" وغيرها من الأغاني لوّنت برنامج تانيا صالح على ركح الحمامات .. وأجادت الفنانة اللبنانية لعبة المسرح فتحدثت لجمهورها بـ"حميمية" راقت للحضور وتفاعلوا مع عباراتها الساخرة ومزاحها الراقي ..
صاحبة المسيرة المتفردة في عالم الموسيقى البديلة تانيا صالح اختارت أن تقدم نماذج من مشاريعها الموسيقية من أكثر من ألبوم غنائي في رصيدها فعادت لبدايات الألفية الثانية وأعمالها "ما بعد الربيع العربي" وغنت لجنوب لبنان "في بلد" وللوجع العربي "فلسطين".
تروي تانيا صالح يوميات نابعة من روح تتغنى بالجمال والحرية والكرامة .. تأبى الاستسلام لثقافة الموت رغم السواد المحيط بعالمنا العربي ... حدثتنا خلال سهرة أول أمس عن تأثر موسيقاها بهوية عربية متجذرة في عمق التاريخ رغم اقامتها بباريس تتقاطع خياراتها مع أبناء المهجر من فنانين وعازفين وفي مجموعتها الموسيقية على ركح المسرح الحمامات تتبادل التجارب والخبرات وشغف الإيقاع مع عازف "الغيتار" التونسي غسان الفندري والفلسطيني محمد نجم الذي تميز خلال العرض بعزفه المتفرد على آلات الكلارينات والناي، وعلى الباص غيتار وصاحبها كريستوف بوريلا ،وإدوارد فوفريي على آلة الدرامز.
تحية تونسية
وكان نسق حفل تانيا صالح تصاعديا في ايقاعه فأثار حماس الجمهور رغم عدده المتوسط مقارنة بسهرات أخرى على ركح الحمامات إلا أن خصوصية هذا الخيار يمنحه أفضلية على غيره من العروض التجارية. يكفي أن يصنف ضمن خانة العروض المتماهية مع أسس نشأة مهرجان الحمامات الدولي .
لقد رقص الجمهور وغنى على إيقاع أغنية تانيا صالح "حشيشة قلبي" وتضاعف إعجابه بالفنانة اللبنانية وهي تردد كلمات "حبي يتبدل يتجدد" للفنان الكبير الراحل الهادي الجويني، إحدى أشهر أغاني الخزينة الموسيقية التونسية الراسخة في ذاكرتنا .
مسرح الحمامات ليلة الثلاثاء 23 جويلية 2024 كان فضاء للايقاع البديل والموسيقى المتجددة، استقبل جمهورا نوعيا ورسم واحدة من أفضل سهراته لصائفة 2024 على مستوى البرمجة كما وفق القائمون على هذا الخيار في الجمع بين المجموعة الشابة "بدوين برغر" والفنانة تانيا صالح فكنا أمام مشهدا لأكثر من جيل يترجم المشهد الفني البديل وثقافة "الأندرغراوند" في موسيقانا العربية ..
تانيا صالح لــ"الصباح": أعتز باعتلائي ركح الحمامات العريق .. والحرب اليوم هدفها محو ثقافتنا العربية
عبرت الفنانة اللبنانية تانيا صالح في حديثها لـ"الصباح" عن اعتزازها بحفلها على ركح مسرح الحمامات واعتبرت هذا الركح متفردا مقارنة بغيره من المسارح العربية قائلة : "نعم انتظرت هذه اللحظة طويلا خاصة لهيبة هذا الركح وعراقته ورمزيته الثقافية والفنية وذلك إلى جانب المستوى التنظيمي".
وكشفت تانيا صالح لـ"الصباح" أن ألبومها الأخير هو مراجعة امرأة بعد الخمسين من العمر لحساباتها وهو عبارة عن يوميات وحالات اجتماعية وعاطفية لنساء العالم العربي أرادت من خلاله أن تعبر عن مشاعرهن وهواجسهن.
وعن تقاطع الفني والإنساني في تجربتها خاصة في الراهن العربي المتأزم قالت تانيا صالح لـ"الصباح" أن واجب الفنان في هذه الأوضاع أن يروي عبر تعبيراته الإبداعية قصص الهوية ويكشف ما يجهله الجيل الجديد من تاريخنا قائلة في السياق : "جانب من الحرب اليوم هدفه محو ثقافتنا ودورنا في خضم هذا الصراع التشبث بقيمنا الإنسانية والاستمرار في التعريف بثقافتنا .. ليس مطلوب منا أن نحارب كفنانين فنحن غير قادرين على ذلك يكفي أن نغني بالعربي ونحكي يومياتنا وقصص من حياتنا."
نجلاء قموع
*جمهور نوعي في سهرة تثمن ثقافة "الأندرغرواند" العربية وتترجم ثوابت مهرجان الحمامات
تونس – الصباح
احتفى مهرجان الحمامات الدولي ليلة الثلاثاء 23 جويلية الحالي بتعبيرات إبداعية بديلة لفنانين أثروا في مشهد ثقافة "الأندرغرواند" في العالم العربي، وقد انطلق هذا الحفل مع الثنائي لين أديب وزيد حمدان ومشروعهما المتفرد "بدوين برغر" (Bedouin Burger)القائم على مزج الموروث الموسيقي البدوي مع تلوينات عالمية من إيقاعات الجاز والبوب والموسيقى الالكترونية.
يشكل زيد حمدان بصمته الخاصة في عوالم الموسيقى الحديثة متماهيا مع ترنيمات لين أديب المستلهمة من ربوع سوريا وفلسطين واليمن، والمنفتحة على شتى تعبيرات الإرث العربي والأندلسي.
قدمت "بدوين برغر" رحلة من الأنغام والحكايا الإنسانية المفعمة بحب الحياة .. وتفاعل الجمهور "النوعي" الحاضر في سهرة ليلة أول أمس بمسرح الحمامات مع أعمال هذا الثنائي على غرار "نوماد"، "زامل"، "يامن"، "حرير"، "مالي بيت" وغيرها ...
يوميات المرأة العربية
الجزء الثاني من سهرة الثلاثاء 23 جويلية على ركح مسرح الحمامات كانت من نصيب الفنانة البصرية والمطربة تانيا صالح.. واحدة من أهم الأسماء الفنية المؤثرة في المشهد الموسيقي العربي البديل .. الفنانة اللبنانية اعتلت الركح ببساطتها الساحرة حاملة رسائل تحكي يوميات امرأة فنانة في عالم يموت فيه الأطفال وتهدم البيوت تحت أنظار العالم ... "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" عبارة يمكن أن تترجم قدرة تانيا صالح على الاستمرار والتعبير عبر الفن ... تتقاطع التعبيرات الإبداعية في تجربة الفنانة وتتراوح بين فن الغرافيتي، الفنون التشكيلية، التأليف والموسيقى. انها تغني للإنسان بتناقضاته، بأحلامه وبانكساراته ...
"شبابيك"، "يا سلوى ليش عم تبكي"، "فرحا بشيء ما" (لمحمود درويش) .. "بصارة براجة"، "عجبي"، "شو"، "مرايتي" و"من شردلي الغزالة" وغيرها من الأغاني لوّنت برنامج تانيا صالح على ركح الحمامات .. وأجادت الفنانة اللبنانية لعبة المسرح فتحدثت لجمهورها بـ"حميمية" راقت للحضور وتفاعلوا مع عباراتها الساخرة ومزاحها الراقي ..
صاحبة المسيرة المتفردة في عالم الموسيقى البديلة تانيا صالح اختارت أن تقدم نماذج من مشاريعها الموسيقية من أكثر من ألبوم غنائي في رصيدها فعادت لبدايات الألفية الثانية وأعمالها "ما بعد الربيع العربي" وغنت لجنوب لبنان "في بلد" وللوجع العربي "فلسطين".
تروي تانيا صالح يوميات نابعة من روح تتغنى بالجمال والحرية والكرامة .. تأبى الاستسلام لثقافة الموت رغم السواد المحيط بعالمنا العربي ... حدثتنا خلال سهرة أول أمس عن تأثر موسيقاها بهوية عربية متجذرة في عمق التاريخ رغم اقامتها بباريس تتقاطع خياراتها مع أبناء المهجر من فنانين وعازفين وفي مجموعتها الموسيقية على ركح المسرح الحمامات تتبادل التجارب والخبرات وشغف الإيقاع مع عازف "الغيتار" التونسي غسان الفندري والفلسطيني محمد نجم الذي تميز خلال العرض بعزفه المتفرد على آلات الكلارينات والناي، وعلى الباص غيتار وصاحبها كريستوف بوريلا ،وإدوارد فوفريي على آلة الدرامز.
تحية تونسية
وكان نسق حفل تانيا صالح تصاعديا في ايقاعه فأثار حماس الجمهور رغم عدده المتوسط مقارنة بسهرات أخرى على ركح الحمامات إلا أن خصوصية هذا الخيار يمنحه أفضلية على غيره من العروض التجارية. يكفي أن يصنف ضمن خانة العروض المتماهية مع أسس نشأة مهرجان الحمامات الدولي .
لقد رقص الجمهور وغنى على إيقاع أغنية تانيا صالح "حشيشة قلبي" وتضاعف إعجابه بالفنانة اللبنانية وهي تردد كلمات "حبي يتبدل يتجدد" للفنان الكبير الراحل الهادي الجويني، إحدى أشهر أغاني الخزينة الموسيقية التونسية الراسخة في ذاكرتنا .
مسرح الحمامات ليلة الثلاثاء 23 جويلية 2024 كان فضاء للايقاع البديل والموسيقى المتجددة، استقبل جمهورا نوعيا ورسم واحدة من أفضل سهراته لصائفة 2024 على مستوى البرمجة كما وفق القائمون على هذا الخيار في الجمع بين المجموعة الشابة "بدوين برغر" والفنانة تانيا صالح فكنا أمام مشهدا لأكثر من جيل يترجم المشهد الفني البديل وثقافة "الأندرغراوند" في موسيقانا العربية ..
تانيا صالح لــ"الصباح": أعتز باعتلائي ركح الحمامات العريق .. والحرب اليوم هدفها محو ثقافتنا العربية
عبرت الفنانة اللبنانية تانيا صالح في حديثها لـ"الصباح" عن اعتزازها بحفلها على ركح مسرح الحمامات واعتبرت هذا الركح متفردا مقارنة بغيره من المسارح العربية قائلة : "نعم انتظرت هذه اللحظة طويلا خاصة لهيبة هذا الركح وعراقته ورمزيته الثقافية والفنية وذلك إلى جانب المستوى التنظيمي".
وكشفت تانيا صالح لـ"الصباح" أن ألبومها الأخير هو مراجعة امرأة بعد الخمسين من العمر لحساباتها وهو عبارة عن يوميات وحالات اجتماعية وعاطفية لنساء العالم العربي أرادت من خلاله أن تعبر عن مشاعرهن وهواجسهن.
وعن تقاطع الفني والإنساني في تجربتها خاصة في الراهن العربي المتأزم قالت تانيا صالح لـ"الصباح" أن واجب الفنان في هذه الأوضاع أن يروي عبر تعبيراته الإبداعية قصص الهوية ويكشف ما يجهله الجيل الجديد من تاريخنا قائلة في السياق : "جانب من الحرب اليوم هدفه محو ثقافتنا ودورنا في خضم هذا الصراع التشبث بقيمنا الإنسانية والاستمرار في التعريف بثقافتنا .. ليس مطلوب منا أن نحارب كفنانين فنحن غير قادرين على ذلك يكفي أن نغني بالعربي ونحكي يومياتنا وقصص من حياتنا."