كانت المهرجانات الصيفية الى عهد غير بعيد عنوان التتويج والاحتفاء بالأغنية التونسية من خلال مبادرات وتوجهات واختيارات وسهرات ذات بعد تونسي اصيل وتأكيد على ثراء وتنوع المخزون الموسيقى التونسي الأصيل.
وكانت هذه المهرجات تمثل أيضا فرصة للالتقاء بأصوات تونسية بإنتاجاتها الخاصة التي تتغنى بالأرض والوطن والحب واحلام وامال الانسان
كانت الفرقة الوطنية للموسيقى والتي كانت تحمل اسم الفرقة القومية للموسيقى العنوان الرئيسي لهذه المهرجانات من خلال رحلتها وتجولها عبر أكثر من 20 مهرجانا كل صائفة بأحدث انتاجاتها وبأبرز اكتشافاتها من الأصوات.
وتعزز حضور الفرقة القومية للموسيقى أواخر الثمانينات بمبادرة فنية متفردة أسس لها الملحن الكبير عبد الكريم صحابو ثم عادل بندقة .
واليوم تغير الحال وغابت الفرقة الوطنية للموسيقى عن المهرجانت الصيفية بشكل كبير مخلفة العديد من التساؤلات حول سر هذا الغياب او التغييب ولعل من ابرز هذه التساؤلات هل في ذلك إشارة الى ان أيام الفرقة الوطنية للموسيقى أصبحت معدودة ؟ وهل ان الوزارة رفعت يدها وأوقفت الدعم لها ؟
في هذه الورقة نتوقف عند صفحات مضيئة من مسيرة الفرقة الوطنية للموسيقى وعلاقتها بالمهرجانات الصيفية-قبل ان يلفها اليوم النسيان والتجاهل كما نستكشف تفاصيل مبادرة الملحن عبد الكريم صحابو الغائب عن مهرجاناتنا الصيفية.
الفرقة الوطنية للموسيقى
مسيرة مضيئة كل صيف، ولكن؟
عندما بادر الأستاذ البشير بن سلامة بإصدار قرار تأسيس الفرقة القومية للموسيقى بصفته وزيرا للثقافة في ثمانينات القرن الماضي اتجهت الأنظار الى إدارة الموسيقى بالوزارة بإدارة الموسيقى الأستاذ فتحي زغندة وأول مدير لها الفنان الراحل عزالدين العياشي ليتسلم مشعل قيادة الفرقة بداية من 1985 الفنان الراحل حمادي بن عثمان لأجل تفعيل هذا القرار الذي استقبله اهل الموسيقى والاغنية في تونس بترحاب شديد وانطلق الاعداد لبرنامج هذه الفرقة الموسيقية الفتية التي مع تقدم الأعوام أصبحت عنصرا فاعلا ورئيسيا في اثراء المدونة الموسيقية التونسية بالإنتاجيات الجديدة من خلال أسماء أصبحت اليوم من الأصوات البارزة في الاغنية التونسية.
كانت الفرقة الوطنية للموسيقى الى عهد غير بعيد خلية لا يهدا لها بال انتاجا واكتشافا لمواهب فنية يتم تأطيرها بحرفية ومسؤولية من قبل موسيقيين اكفاء لتكون هذه الفرقة العريقة حاضرة وبقوة في المهرجانات الصيفية باغان تونسية وأصوات متشبعة بالخصوصيات الموسيقية التونسية .
كانت الفرقة الوطنية للموسيقى في سنوات التأسيس الأولى المنتجة والحاضنة لكل المبادرات الموسيقية وكانت الحصيلة انتاجا غنائيا ثريا ومتنوعا مازال الى اليوم حاضرا، على اعتبار ان الفرقة هي خلية انتاج بدرجة أولى وفي هذا التوجه دعم للفنان حتى يواصل الإنتاج والإبداع ولا يصاب بالركود.
ومن هذا المنطلق تألقت الفرقة، وكسبت الأغاني التي تم انتاجها في تلك الفترة الذهبية رهان التميز، وبرزت العديد من الأصوات الفنية على غرار الشاذلي الحاجي ونجاة عطية وصوفية صادق وشكري بوزيان وكريم شعيب وعبد الوهاب الحناشي وأمينة فاخت.
واليوم تغير الحال وغابت الفرقة الوطنية للموسيقى عن المهرجات الصيفية بشكل كبير مخلفة العديد من التساؤلات حول سر هذا الغياب او التغييب؟ ولعل من ابرز هذه التساؤلات هل في ذلك إشارة الى ان أيام الفرقة الوطنية للموسيقى أصبحت معدودة؟ وهل ان الوزارة رفعت يدها وأوقفت الدعم لها وفي ذلك إشارة ضمنية ان عهد الفرق الموسيقية الرسمية قد ولى وانتهى؟
عبد الكريم صحابو رائد المبادرات الفنية
عبد الكريم صحابو هو واحد من الذين صنعوا مجد الاغنية التونسية في ثمانينات القرن الماضي وقد بدا مسيرته الفنية في رحاب الفرقة الوطنية للموسيقى والتي كانت تسمى الفرقة القومية للموسيقى في سنوات التأسيس الأولى بكسبه رهان التمازج بين الموسيقى التونسية والشرقية. نجاح دفعه الى التفكير بجدية في التأسيس لبادرة فريدة تتمثل في جمع الحانه المتميزة وتقديمها في سهرة واحدة
ومع هذه الفرقة وفي رحابها انطلق في تأثيث العديد من سهرات المهرجانات الصيفية بألحانه التي كسبت الرهان وجعلت منه ابرز الملحنين في تلك الفترة ولم يتردد عبدالكريم صحابو في الاتجاه نحو تنفيذ هذه الفكرة فكانت " مجموعة عبد الكريم صحابو " اول من غنت الحانه في اكثر من مهرجان صيفي. وترانا نستحضر " سهرة ال15 اغنية " التي انفرد بها مهرجان المنستير الدولي في صيف 1987 ... كانت سهرة فنية تونسية استثنائية اكد فيها عبدالكريم صحابو انه الملحن المبدع والمغامر لأجل الارتقاء بالأغنية التونسية نحو الأفضل والارقى والاجمل ...
كانت سهرة استثنائية غنت فيها نوال غشام وعبد الوهاب الحناشي وزينة التونسية وسوسن الحمامي. سهرة غنى فيها أيضا الملحن عبد الكريم صحابو بصوته الحانا قدمها لأصوات فنية واعدة في تلك الفترة منها " يا اللي تبكي موش كفاية " لصلاح مصباح المتوجة في سهرة المواهب الفنية التي احتضنها المسرح الاثري بقرطاج في صيف1984 و" عودتني ع الود " وهي الاغنية الوحيدة للفنانة ثريا عبيد لتعتزل الغناء بعدها.
تواصلت رحلة عبد الكريم صحابو المتفردة مع مجموعته الموسيقية التي كانت تجوب كل مسارح الهواء الطلق وكانت متحركة من حيث الأصوات من خلال الاعتماد على سنة التداول في المشاركة مع انضمام أصوات جديدة للمجموعة على غرار سندس طاقة والراحلة فائزة المحرصي، حتى جاء قرار الاعتزال من المؤسس في تسعينات القرن الماضي عندما قرر عبد الكريم صحابو التفرغ الى تدريس الموسيقى من خلال بعث معهد خاص للموسيقى.
عادل بندقة على خطى صحابو
واستحسن من جهته الملحن عادل بندقة تجربة "المجموعة الموسيقية " التي أسسها عبد الكريم صحابو فبادر هو الاخر بتأسيس مجموعته الموسيقية لفائدة المهرجانات الصيفية، وقد عمل عادل بندقة وكرس جهده للإنتاج الجديد لأفراد مجموعته المكونة من كريم شعيب وغازي العيادي وسوسن الحمامي وعلياء بلعيد... نجاح عادل بندقة وكسبه الرهان مع هذه المجموعة الموسيقية اهله للصعود في صيف 2004 على ركح قرطاج من خلال سهرة فنية خاصة بالفنانة علياء بلعيد التي قدمت فيها الحانها الجديدة لعادل بندقة والتي كتب اغلبها الشاعر الحبيب الأسود.
محسن بن احمد
كانت المهرجانات الصيفية الى عهد غير بعيد عنوان التتويج والاحتفاء بالأغنية التونسية من خلال مبادرات وتوجهات واختيارات وسهرات ذات بعد تونسي اصيل وتأكيد على ثراء وتنوع المخزون الموسيقى التونسي الأصيل.
وكانت هذه المهرجات تمثل أيضا فرصة للالتقاء بأصوات تونسية بإنتاجاتها الخاصة التي تتغنى بالأرض والوطن والحب واحلام وامال الانسان
كانت الفرقة الوطنية للموسيقى والتي كانت تحمل اسم الفرقة القومية للموسيقى العنوان الرئيسي لهذه المهرجانات من خلال رحلتها وتجولها عبر أكثر من 20 مهرجانا كل صائفة بأحدث انتاجاتها وبأبرز اكتشافاتها من الأصوات.
وتعزز حضور الفرقة القومية للموسيقى أواخر الثمانينات بمبادرة فنية متفردة أسس لها الملحن الكبير عبد الكريم صحابو ثم عادل بندقة .
واليوم تغير الحال وغابت الفرقة الوطنية للموسيقى عن المهرجانت الصيفية بشكل كبير مخلفة العديد من التساؤلات حول سر هذا الغياب او التغييب ولعل من ابرز هذه التساؤلات هل في ذلك إشارة الى ان أيام الفرقة الوطنية للموسيقى أصبحت معدودة ؟ وهل ان الوزارة رفعت يدها وأوقفت الدعم لها ؟
في هذه الورقة نتوقف عند صفحات مضيئة من مسيرة الفرقة الوطنية للموسيقى وعلاقتها بالمهرجانات الصيفية-قبل ان يلفها اليوم النسيان والتجاهل كما نستكشف تفاصيل مبادرة الملحن عبد الكريم صحابو الغائب عن مهرجاناتنا الصيفية.
الفرقة الوطنية للموسيقى
مسيرة مضيئة كل صيف، ولكن؟
عندما بادر الأستاذ البشير بن سلامة بإصدار قرار تأسيس الفرقة القومية للموسيقى بصفته وزيرا للثقافة في ثمانينات القرن الماضي اتجهت الأنظار الى إدارة الموسيقى بالوزارة بإدارة الموسيقى الأستاذ فتحي زغندة وأول مدير لها الفنان الراحل عزالدين العياشي ليتسلم مشعل قيادة الفرقة بداية من 1985 الفنان الراحل حمادي بن عثمان لأجل تفعيل هذا القرار الذي استقبله اهل الموسيقى والاغنية في تونس بترحاب شديد وانطلق الاعداد لبرنامج هذه الفرقة الموسيقية الفتية التي مع تقدم الأعوام أصبحت عنصرا فاعلا ورئيسيا في اثراء المدونة الموسيقية التونسية بالإنتاجيات الجديدة من خلال أسماء أصبحت اليوم من الأصوات البارزة في الاغنية التونسية.
كانت الفرقة الوطنية للموسيقى الى عهد غير بعيد خلية لا يهدا لها بال انتاجا واكتشافا لمواهب فنية يتم تأطيرها بحرفية ومسؤولية من قبل موسيقيين اكفاء لتكون هذه الفرقة العريقة حاضرة وبقوة في المهرجانات الصيفية باغان تونسية وأصوات متشبعة بالخصوصيات الموسيقية التونسية .
كانت الفرقة الوطنية للموسيقى في سنوات التأسيس الأولى المنتجة والحاضنة لكل المبادرات الموسيقية وكانت الحصيلة انتاجا غنائيا ثريا ومتنوعا مازال الى اليوم حاضرا، على اعتبار ان الفرقة هي خلية انتاج بدرجة أولى وفي هذا التوجه دعم للفنان حتى يواصل الإنتاج والإبداع ولا يصاب بالركود.
ومن هذا المنطلق تألقت الفرقة، وكسبت الأغاني التي تم انتاجها في تلك الفترة الذهبية رهان التميز، وبرزت العديد من الأصوات الفنية على غرار الشاذلي الحاجي ونجاة عطية وصوفية صادق وشكري بوزيان وكريم شعيب وعبد الوهاب الحناشي وأمينة فاخت.
واليوم تغير الحال وغابت الفرقة الوطنية للموسيقى عن المهرجات الصيفية بشكل كبير مخلفة العديد من التساؤلات حول سر هذا الغياب او التغييب؟ ولعل من ابرز هذه التساؤلات هل في ذلك إشارة الى ان أيام الفرقة الوطنية للموسيقى أصبحت معدودة؟ وهل ان الوزارة رفعت يدها وأوقفت الدعم لها وفي ذلك إشارة ضمنية ان عهد الفرق الموسيقية الرسمية قد ولى وانتهى؟
عبد الكريم صحابو رائد المبادرات الفنية
عبد الكريم صحابو هو واحد من الذين صنعوا مجد الاغنية التونسية في ثمانينات القرن الماضي وقد بدا مسيرته الفنية في رحاب الفرقة الوطنية للموسيقى والتي كانت تسمى الفرقة القومية للموسيقى في سنوات التأسيس الأولى بكسبه رهان التمازج بين الموسيقى التونسية والشرقية. نجاح دفعه الى التفكير بجدية في التأسيس لبادرة فريدة تتمثل في جمع الحانه المتميزة وتقديمها في سهرة واحدة
ومع هذه الفرقة وفي رحابها انطلق في تأثيث العديد من سهرات المهرجانات الصيفية بألحانه التي كسبت الرهان وجعلت منه ابرز الملحنين في تلك الفترة ولم يتردد عبدالكريم صحابو في الاتجاه نحو تنفيذ هذه الفكرة فكانت " مجموعة عبد الكريم صحابو " اول من غنت الحانه في اكثر من مهرجان صيفي. وترانا نستحضر " سهرة ال15 اغنية " التي انفرد بها مهرجان المنستير الدولي في صيف 1987 ... كانت سهرة فنية تونسية استثنائية اكد فيها عبدالكريم صحابو انه الملحن المبدع والمغامر لأجل الارتقاء بالأغنية التونسية نحو الأفضل والارقى والاجمل ...
كانت سهرة استثنائية غنت فيها نوال غشام وعبد الوهاب الحناشي وزينة التونسية وسوسن الحمامي. سهرة غنى فيها أيضا الملحن عبد الكريم صحابو بصوته الحانا قدمها لأصوات فنية واعدة في تلك الفترة منها " يا اللي تبكي موش كفاية " لصلاح مصباح المتوجة في سهرة المواهب الفنية التي احتضنها المسرح الاثري بقرطاج في صيف1984 و" عودتني ع الود " وهي الاغنية الوحيدة للفنانة ثريا عبيد لتعتزل الغناء بعدها.
تواصلت رحلة عبد الكريم صحابو المتفردة مع مجموعته الموسيقية التي كانت تجوب كل مسارح الهواء الطلق وكانت متحركة من حيث الأصوات من خلال الاعتماد على سنة التداول في المشاركة مع انضمام أصوات جديدة للمجموعة على غرار سندس طاقة والراحلة فائزة المحرصي، حتى جاء قرار الاعتزال من المؤسس في تسعينات القرن الماضي عندما قرر عبد الكريم صحابو التفرغ الى تدريس الموسيقى من خلال بعث معهد خاص للموسيقى.
عادل بندقة على خطى صحابو
واستحسن من جهته الملحن عادل بندقة تجربة "المجموعة الموسيقية " التي أسسها عبد الكريم صحابو فبادر هو الاخر بتأسيس مجموعته الموسيقية لفائدة المهرجانات الصيفية، وقد عمل عادل بندقة وكرس جهده للإنتاج الجديد لأفراد مجموعته المكونة من كريم شعيب وغازي العيادي وسوسن الحمامي وعلياء بلعيد... نجاح عادل بندقة وكسبه الرهان مع هذه المجموعة الموسيقية اهله للصعود في صيف 2004 على ركح قرطاج من خلال سهرة فنية خاصة بالفنانة علياء بلعيد التي قدمت فيها الحانها الجديدة لعادل بندقة والتي كتب اغلبها الشاعر الحبيب الأسود.