إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد أن أصابت حشرة العنكبوت التين.. صحة الغراسات والنباتات في الميزان.. وأمراض خارج السيطرة

تونس – الصباح

انتشار سريع وظهور مكثف لأمراض تصيب الأشجار والثمار.. ما فتح الباب للتساؤل هل أن الأمر طبيعي أم لا؟ ..من الحشرة القرمزية التي أصبحت خارج السيطرة، إلى ذبابة الزيتون وصولا إلى آفة العنكبوت التي تصيب التين ("الكرموس") هذه الأوبئة التي ظهرت في فترة وجيزة وبشكل ملفت للانتباه، قال بخصوصها طارق المخزومي عضو الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالمياه والتغيرات المناخية، هي حشرات ليست جديدة وهي معروفة لكن الهجمة الشرسة للآفات التي ضربت الزراعات بمختلف أنواعها ناتجة عن التغيرات المناخية.

وأكد المخزومي في تصريح لـ"الصباح" أنه على السلط المعنية والفلاحين التسريع في المداواة لمنع انتشار هذه الأمراض على باقي الحقول لأنها تمثل خطرا على المحصول والجودة والكميات.

وبالنسبة للحشرة القرمزية قال المخزومي هذه الآفة أصبحت خارج السيطرة لذلك لجأت مصالح المندوبيات في المناطق المتضررة  إلى إزالة المساحات المصابة وردمها أو حرقها.

وبالنسبة لذبابة الزيتون فهي حشرة ضارة خاصة بأشجار الزيتون وتعتبر عدوها الرئيسي، ويمكن أن تسبب أضرارا بالغة، في حالة الإصابة الشديدة، حيث تصل الخسائر إلى 100 بالمائة. وتظهر على الثمار ثقوب البيوض التي تسببها إناث الحشرة، ويُؤثّر نمو وتطور اليرقة داخل ثمرة الزيتون، مباشرة على تغذية الثمرة، ونضجها واتصالها بالسويقة وهذا ما يؤدي إلى سقوطها مبكرا.

وكانت المكلفة بتسيير الإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية، نعيمة المحفوظي، أفادت في تصريح لـ"جوهر أف أم"، إنّ "ذبابة الزيتون هي حشرة موجودة في تونس منذ سنوات، والوزارة تضع كلّ سنة برنامجًا لمداواتها".

وأوضحت المحفوظي، أنّ "الذبابة تتواجد على مستوى الشريط الساحلي وتستهدف ثمرة الزيتون وليس الشجرة"، مشيرة إلى أنّ "برنامج المداواة يستهدف 4 ملايين شجرة في عديد الولايات على غرار مدنين والمنستير والمهدية".

كما أكّدت أنّ "حملة المداواة مجانية وتقع على عاتق وزارة الفلاحة"، لافتة إلى أنّ "العملية انتهت في كل من مدنين، وصفاقس، وقابس، في حين بلغت نسبة المداواة 90 بالمائة في كل من المهدية والمنستير."

كما ظهرت مؤخرا آفة الحشرة المجهرية العنكبوت، التي اجتاحت آلاف أشجار التين، وقد أصابت هذه الحشرة 80 بالمائة من غراسات هذه الشجرة المثمرة.

وأصدرت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بولاية مدنين بلاغا توضيحيا أكدت فيه تسجيل إصابات متفاوتة بالعنكبوت على أشجار التين للسنة الثانية، ما أثر بشكل كبير على الحالة الخضرية للغراسات والإنتاج وخاصة تأثر الأشجار الضعيفة والمهملة.

وأشارت المندوبية إلى أنها أنجزت عدة أنشطة إرشادية لفائدة الفلاحين لتوجيههم إلى ضرورة القيام بأشغال العناية والتدخل المبكر بالمداواة الشتوية للوقاية والمداواة العلاجية عند ظهور البؤر الأولى.

وبينت أن الإقبال كان محدودا بسبب غياب تقاليد في مداواة التين ولتشتت الغراسات وارتفاع كلفة الدواء وضعف تنظم المنتجين، حسب نص البلاغ.

ولفتت المندوبية إلى تسجيل نتائج إيجابية لدى بعض الفلاحين الذين تمكنوا من حماية غراساتهم وتطبيقهم بروتوكول التدخل، مؤكدة أنها تواصل وضع آلات رش على ذمة الهياكل المهنية الناشطة بالجهة عند برمجة حملات مكافحة جماعية ومنظمة للحشرة.

وذكرت أنها وأمام أهمية منظومة التين ببني خداش، أنجزت دراسة شاملة وسبل تطوير المنظومة، كما ساهمت في تمويل جزئي لعدد من المشاريع في حلقات الإنتاج والتجفيف والتحويل والخدمات.

ورغم اختلاف المسميات، إن كانت وباء أو مرضا عاديا، فإن الحشرة القرمزية قد أتت على أكثر من 50 بالمائة من مساحات التين الشوكي "الهندي"، وذلك وفقا للمكلفة بتسيير الإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية، نعيمة المحفوظي.

وكشفت المحفوظي، أن نسبة الإصابة بالحشرة القرمزية بولايات المهدية والمنستير، قد بلغت 100 بالمائة، وسوسة وصفاقس حوالي 70 بالمائة والقيروان حوالي 50 بالمائة.

وشدّدت في حديثها لـ "وات" على خطورة هذه الحشرة على التين الشوكي والتي تهدد القطاع بأكمله، كما أكدت المسؤولة، وجوب المكافحة المندمجة المستدامة والمتمثلة خاصة في التقليم والتنظيف وتغيير النمط الزراعي واعتماد الأصناف المقاومة واستعمال المفترسات الحيوية.

وأفادت في هذا الشأن، بأن الحشرة القرمزية عابرة للحدود وموطنها الأصلي المكسيك وتتكاثر حصريا على التين الشوكي (الهندي)، وهي تفتك به إلى حدّ القضاء عليه، وتتميز بسرعة انتشارها عبر عدة وسائل، وهي تستعمل في بعض الدول كوسيلة مكافحة بيولوجية للقضاء على التين الشوكي.

وكانت عمادة سيدي زيد من ولاية المهدية، قد سجلت أول ظهور للحشرة القرمزية سنة 2021، ووقع التدخل الفوري من طرف مصالح الوزارة لمحاولة استئصال البؤرة، وذلك طبقا للمعايير الدولية لمكافحة الآفات العابرة للحدود.

ومن بين الأسباب التي ساهمت في انتشار الحشرة، حسب المكلفة بتسيير الإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية، قلة الاهتمام بالطوابي وصعوبة اكتشاف البؤر في مراحلها الأولى وصعوبة وصول الدواء إلى كل الكفوف المصابة، إلى جانب العوامل المناخية الملائمة وخاصة الرياح وصوف الأغنام القادمة من المناطق الموبوءة أو عن طريق نقل كفوف "الهندي" والثمار المصابة والعصافير وكلاب الصيد.

جهاد الكلبوسي

بعد أن أصابت حشرة العنكبوت التين..   صحة الغراسات والنباتات في الميزان.. وأمراض خارج السيطرة

تونس – الصباح

انتشار سريع وظهور مكثف لأمراض تصيب الأشجار والثمار.. ما فتح الباب للتساؤل هل أن الأمر طبيعي أم لا؟ ..من الحشرة القرمزية التي أصبحت خارج السيطرة، إلى ذبابة الزيتون وصولا إلى آفة العنكبوت التي تصيب التين ("الكرموس") هذه الأوبئة التي ظهرت في فترة وجيزة وبشكل ملفت للانتباه، قال بخصوصها طارق المخزومي عضو الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالمياه والتغيرات المناخية، هي حشرات ليست جديدة وهي معروفة لكن الهجمة الشرسة للآفات التي ضربت الزراعات بمختلف أنواعها ناتجة عن التغيرات المناخية.

وأكد المخزومي في تصريح لـ"الصباح" أنه على السلط المعنية والفلاحين التسريع في المداواة لمنع انتشار هذه الأمراض على باقي الحقول لأنها تمثل خطرا على المحصول والجودة والكميات.

وبالنسبة للحشرة القرمزية قال المخزومي هذه الآفة أصبحت خارج السيطرة لذلك لجأت مصالح المندوبيات في المناطق المتضررة  إلى إزالة المساحات المصابة وردمها أو حرقها.

وبالنسبة لذبابة الزيتون فهي حشرة ضارة خاصة بأشجار الزيتون وتعتبر عدوها الرئيسي، ويمكن أن تسبب أضرارا بالغة، في حالة الإصابة الشديدة، حيث تصل الخسائر إلى 100 بالمائة. وتظهر على الثمار ثقوب البيوض التي تسببها إناث الحشرة، ويُؤثّر نمو وتطور اليرقة داخل ثمرة الزيتون، مباشرة على تغذية الثمرة، ونضجها واتصالها بالسويقة وهذا ما يؤدي إلى سقوطها مبكرا.

وكانت المكلفة بتسيير الإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية، نعيمة المحفوظي، أفادت في تصريح لـ"جوهر أف أم"، إنّ "ذبابة الزيتون هي حشرة موجودة في تونس منذ سنوات، والوزارة تضع كلّ سنة برنامجًا لمداواتها".

وأوضحت المحفوظي، أنّ "الذبابة تتواجد على مستوى الشريط الساحلي وتستهدف ثمرة الزيتون وليس الشجرة"، مشيرة إلى أنّ "برنامج المداواة يستهدف 4 ملايين شجرة في عديد الولايات على غرار مدنين والمنستير والمهدية".

كما أكّدت أنّ "حملة المداواة مجانية وتقع على عاتق وزارة الفلاحة"، لافتة إلى أنّ "العملية انتهت في كل من مدنين، وصفاقس، وقابس، في حين بلغت نسبة المداواة 90 بالمائة في كل من المهدية والمنستير."

كما ظهرت مؤخرا آفة الحشرة المجهرية العنكبوت، التي اجتاحت آلاف أشجار التين، وقد أصابت هذه الحشرة 80 بالمائة من غراسات هذه الشجرة المثمرة.

وأصدرت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بولاية مدنين بلاغا توضيحيا أكدت فيه تسجيل إصابات متفاوتة بالعنكبوت على أشجار التين للسنة الثانية، ما أثر بشكل كبير على الحالة الخضرية للغراسات والإنتاج وخاصة تأثر الأشجار الضعيفة والمهملة.

وأشارت المندوبية إلى أنها أنجزت عدة أنشطة إرشادية لفائدة الفلاحين لتوجيههم إلى ضرورة القيام بأشغال العناية والتدخل المبكر بالمداواة الشتوية للوقاية والمداواة العلاجية عند ظهور البؤر الأولى.

وبينت أن الإقبال كان محدودا بسبب غياب تقاليد في مداواة التين ولتشتت الغراسات وارتفاع كلفة الدواء وضعف تنظم المنتجين، حسب نص البلاغ.

ولفتت المندوبية إلى تسجيل نتائج إيجابية لدى بعض الفلاحين الذين تمكنوا من حماية غراساتهم وتطبيقهم بروتوكول التدخل، مؤكدة أنها تواصل وضع آلات رش على ذمة الهياكل المهنية الناشطة بالجهة عند برمجة حملات مكافحة جماعية ومنظمة للحشرة.

وذكرت أنها وأمام أهمية منظومة التين ببني خداش، أنجزت دراسة شاملة وسبل تطوير المنظومة، كما ساهمت في تمويل جزئي لعدد من المشاريع في حلقات الإنتاج والتجفيف والتحويل والخدمات.

ورغم اختلاف المسميات، إن كانت وباء أو مرضا عاديا، فإن الحشرة القرمزية قد أتت على أكثر من 50 بالمائة من مساحات التين الشوكي "الهندي"، وذلك وفقا للمكلفة بتسيير الإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية، نعيمة المحفوظي.

وكشفت المحفوظي، أن نسبة الإصابة بالحشرة القرمزية بولايات المهدية والمنستير، قد بلغت 100 بالمائة، وسوسة وصفاقس حوالي 70 بالمائة والقيروان حوالي 50 بالمائة.

وشدّدت في حديثها لـ "وات" على خطورة هذه الحشرة على التين الشوكي والتي تهدد القطاع بأكمله، كما أكدت المسؤولة، وجوب المكافحة المندمجة المستدامة والمتمثلة خاصة في التقليم والتنظيف وتغيير النمط الزراعي واعتماد الأصناف المقاومة واستعمال المفترسات الحيوية.

وأفادت في هذا الشأن، بأن الحشرة القرمزية عابرة للحدود وموطنها الأصلي المكسيك وتتكاثر حصريا على التين الشوكي (الهندي)، وهي تفتك به إلى حدّ القضاء عليه، وتتميز بسرعة انتشارها عبر عدة وسائل، وهي تستعمل في بعض الدول كوسيلة مكافحة بيولوجية للقضاء على التين الشوكي.

وكانت عمادة سيدي زيد من ولاية المهدية، قد سجلت أول ظهور للحشرة القرمزية سنة 2021، ووقع التدخل الفوري من طرف مصالح الوزارة لمحاولة استئصال البؤرة، وذلك طبقا للمعايير الدولية لمكافحة الآفات العابرة للحدود.

ومن بين الأسباب التي ساهمت في انتشار الحشرة، حسب المكلفة بتسيير الإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية، قلة الاهتمام بالطوابي وصعوبة اكتشاف البؤر في مراحلها الأولى وصعوبة وصول الدواء إلى كل الكفوف المصابة، إلى جانب العوامل المناخية الملائمة وخاصة الرياح وصوف الأغنام القادمة من المناطق الموبوءة أو عن طريق نقل كفوف "الهندي" والثمار المصابة والعصافير وكلاب الصيد.

جهاد الكلبوسي