إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حديث الصباح.. كروكس.. "إرهابي".. "مهاجم" أم "مسلح

بقلم: سفيان رجب

توماس ماثيو كروكس مطلق النار على الرئيس الأمريكي السابق، المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا.

طالب منعزل خريج مدرسة بيثيل بارك الثانوية لعام 2022، جمهوريً الانتماء السياسي، والده ماثيو كروكس مسجل ليبرالي ووالدته ماري ديمقراطية. والداه يعملان كمستشارين محترفين في ولاية بنسلفانيا..

هذا تقريبا ما تحدثت عنه الصحافة الأمريكية والغربية حول مطلق النار على ترامب ولم تذكر بالمرة ديانته ومعتقده اليهودي، وهو ما يطرح التساؤل كيف كان التعامل الإعلامي الغربي سيكون لو كان هذا الفتى مسلما؟ ولماذا يختلف تعامل الإعلام الغربي مع الأحداث المتعلقة بالعنف والإرهاب، وخاصة فيما يتعلق بتحديد الديانة.

 لن نضيف جديدا إذا ما قلنا أن هناك تحيزاً في كيفية تغطية الأحداث لدى الغرب حسب خلفية الفاعلين، فوسائل الإعلام تلعب دوراً حيوياً في تشكيل الرأي العام من خلال الطريقة التي تغطي بها الأخبار. عندما يتعلق الأمر بجرائم العنف، يميل الإعلام إلى التركيز على التفاصيل التي يمكن أن تثير اهتمام الجمهور. لكن، اختيار المعلومات التي يتم التركيز عليها غالباً ما يعكس التحيزات التحريرية والسياسية للمؤسسات الإعلامية.

فمصطلح "الإرهاب" مثلا والذي لم يطلق على مرتكب عملية إطلاق النار على ترامب يُستخدم بشكل متباين في وسائل الإعلام. عندما يرتكب شخص عربي أو مسلم عملاً ولو كانت درجة عنفه خفيفة، يتم تصنيفه مباشرة كـ"إرهابي". بينما، عندما يكون الجاني من خلفية دينية أو عرقية أخرى، تُستخدم مصطلحات أقل حدة مثل "المهاجم" أو "المسلح". هذا التفاوت في المصطلحات يعكس التحيزات الإعلامية ويؤثر على كيفية استقبال الجمهور للأخبار وفهمه لطبيعة الجرائم.

وفي حالة مطلق النار على ترامب، تجاهلت العديد من وسائل الإعلام ديانته اليهودية. وهذا التجاهل نابع بالأساس من التحيز اللاواعي في التغطية الإعلامية لدى الغرب ويعكس التحيزات القائمة في كيفية تغطية الأحداث الإخبارية والميز الموجود والنظرة التي صبغ بها الإعلام الغربي رؤيته لكل ما هو عربي ومسلم والتحيز وتبرئة كل من يحمل ديانة أو انتماء غير عربي وغير مسلم.

وإن كنا لا ننتظر إصلاحا ولا تعديلا من الإعلام الغربي خاصة والغرب عامة، فإنه من الضروري المطالبة باعتماد معايير موحدة ومراجعة مستمرة للسياسات التحريرية لضمان توفرّ تقارير عادلة وغير منحازة حتى يمكن للإعلام أن يلعب دوره المنوط بعهدته خاصة في الدول التي تعتّد بالديمقراطية وحرية الإعلام.

بقلم: سفيان رجب

توماس ماثيو كروكس مطلق النار على الرئيس الأمريكي السابق، المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا.

طالب منعزل خريج مدرسة بيثيل بارك الثانوية لعام 2022، جمهوريً الانتماء السياسي، والده ماثيو كروكس مسجل ليبرالي ووالدته ماري ديمقراطية. والداه يعملان كمستشارين محترفين في ولاية بنسلفانيا..

هذا تقريبا ما تحدثت عنه الصحافة الأمريكية والغربية حول مطلق النار على ترامب ولم تذكر بالمرة ديانته ومعتقده اليهودي، وهو ما يطرح التساؤل كيف كان التعامل الإعلامي الغربي سيكون لو كان هذا الفتى مسلما؟ ولماذا يختلف تعامل الإعلام الغربي مع الأحداث المتعلقة بالعنف والإرهاب، وخاصة فيما يتعلق بتحديد الديانة.

 لن نضيف جديدا إذا ما قلنا أن هناك تحيزاً في كيفية تغطية الأحداث لدى الغرب حسب خلفية الفاعلين، فوسائل الإعلام تلعب دوراً حيوياً في تشكيل الرأي العام من خلال الطريقة التي تغطي بها الأخبار. عندما يتعلق الأمر بجرائم العنف، يميل الإعلام إلى التركيز على التفاصيل التي يمكن أن تثير اهتمام الجمهور. لكن، اختيار المعلومات التي يتم التركيز عليها غالباً ما يعكس التحيزات التحريرية والسياسية للمؤسسات الإعلامية.

فمصطلح "الإرهاب" مثلا والذي لم يطلق على مرتكب عملية إطلاق النار على ترامب يُستخدم بشكل متباين في وسائل الإعلام. عندما يرتكب شخص عربي أو مسلم عملاً ولو كانت درجة عنفه خفيفة، يتم تصنيفه مباشرة كـ"إرهابي". بينما، عندما يكون الجاني من خلفية دينية أو عرقية أخرى، تُستخدم مصطلحات أقل حدة مثل "المهاجم" أو "المسلح". هذا التفاوت في المصطلحات يعكس التحيزات الإعلامية ويؤثر على كيفية استقبال الجمهور للأخبار وفهمه لطبيعة الجرائم.

وفي حالة مطلق النار على ترامب، تجاهلت العديد من وسائل الإعلام ديانته اليهودية. وهذا التجاهل نابع بالأساس من التحيز اللاواعي في التغطية الإعلامية لدى الغرب ويعكس التحيزات القائمة في كيفية تغطية الأحداث الإخبارية والميز الموجود والنظرة التي صبغ بها الإعلام الغربي رؤيته لكل ما هو عربي ومسلم والتحيز وتبرئة كل من يحمل ديانة أو انتماء غير عربي وغير مسلم.

وإن كنا لا ننتظر إصلاحا ولا تعديلا من الإعلام الغربي خاصة والغرب عامة، فإنه من الضروري المطالبة باعتماد معايير موحدة ومراجعة مستمرة للسياسات التحريرية لضمان توفرّ تقارير عادلة وغير منحازة حتى يمكن للإعلام أن يلعب دوره المنوط بعهدته خاصة في الدول التي تعتّد بالديمقراطية وحرية الإعلام.