- نحو عرض "حرقة" في "مسلسل" طويل لكن في حلقة واحدة بعدة لغات
-رغبة العديد من نجوم الدراما في المشاركة دليل على تميز العمل
من سلسلة "ambulance " إلى فيلم "Le pardon " الى مسلسل "مايسترو".. فمسلسل حرقة1 وحرقة2(الضفة الاخرى).. هكذا كانت الرحلة الفنية للمخرج لسعد الوسلاتي والسينياريست عماد الحكيم -ولو في وظائف مختلفة- .. مسيرة وإن دلت على شيء فهي تدل على اختيار الإبداع والتطور بخطى ثابتة كمنهج عمل وسبيل إلى القطع مع الانتاجات الاستهلاكية..
ثنائي أثبتا ذلك -بعد "النضج الفني"- من خلال "حرقة1و2" خاصة وانهما كانا أمام مسؤولية وتحد كبيرين.. بما ان المسلسل في الموسم الاول قد نال استحسان وإعجاب الجماهير الواسعة وقد نجحا في ذلك ولم يشعر المتفرج بالتكرار أو ببساطة الطرح بل بالعكس وُظفت محاور جديدة مثل "البرباشة" والعنصرية ومعاملة الاداريين التونسيين والايطاليين في بلاد المهجر..مع ربطها بالقضية الرئيسية "الحرقة "كي لا يُشتت المتلقي..
"الصباح نيوز " كان لها لقاء مع الممثل مهذب الرميلي بطل "حرقة" في دور "الصاروخ" .. الذي أبدع في تقمص الشخصية وأضاف الكثير من حيث الحبكة الدرامية.. للحديث عن أهم عناصر نجاح العمل وآفاقه.. فكان الحوار التالي:
ما سر نجاح "حرقة 1 و2"؟
- ثلاثة معطيات أساسية يجب أن تتوفر في اي عمل درامي ليصل إلى مرحلة النجاح والتميز .. اولا يجب أن يكون السيناريو واضحا يقوم على فكرة واضحة وان يتوفر جانب القصدية من خلال طرح معين، ذلك أن موضوع الهجرة غير النظامية قد طرح في العديد من الأعمال سواء كان ذلك في أفلام أو في وثائقي.. لكن المهم في كيفية تناول الظاهرة والأبعاد والأهداف التي يرنو فريق العمل إلى إيصالها إلى المتفرج عبر حجج وادلة مقنعة من شأنها أن تثبت تلك الأهداف.. إذ من غير الممكن أن يُكتب سيناريو بصفة اعتباطية ويلقى تفاعلا إيجاببا أو يشهد نجاحا لا نظير له..وهنا أحرص على قيمة السيناريو ثم السيناريو ثم السيناريو في أي أثر فني ومهما كان الموضوع..
ثانيا أرى أن الرؤية الإخراجية في غاية الأهمية بمكان فهي تعكس تمكنا من آليات المهنة و"الصنعة"..كما أن المخرج-حسب رأيي- يجب أن يكون صاحب تصور وافكار لا أن يكون ناقلا او مترجما للسيناريو فحسب بل يجب أن يوظف "كتابته الإخراجية"..
اما الجانب الثالث وهو لا يقل أهمية عن السيناريو والإخراج فهو التمثيل..فالممثل يكتب دراميا من خلال الدور وتقمص الشخصية .. لأن النص يكتب على ثلاث مراحل المرحلة الاولى على مستوى السيناريو بالقلم ثم بأداء المخرج وفي مرحلة ثالثة عن طريق اداء الممثل. وبالتالي تُفرض bras de fer artistique لتخلق أجواء تنافسية بين المشاركين في العمل ويصبح كل طرف من خلال دوره يسعى إلى التميز وتقديم الإضافة..يعني بواسطة النص ماذا نستطيع أن نقدم وبواسطة الإخراج ماذا عسانا أن نضيف وبالتمثيل كيف يمكن أن نثري مضمون السيناريو والفكرة الرئيسية التي يتبناها المشروع.. أعتقد أن هذه العناصر الثلاثة هي بوادر النجاح في اي عمل فني.. طبعا مع الصدق في التعامل مع المسألة المهنية والحرفية والثقة ثم الثقة ثم الثقة..
هل شاركت حقا في كتابة بعض الأحداث؟
-لا أسميه تدخلا بقدر ما أسميه تفاعلا .. تفاعل كان بطلب من المخرج لسعد الوسلاتي والأمر تكرر ليس مع مهذب الرميلي فقط إنما مع أغلب الممثلين.. ذلك أن مخرج "حرقة" يؤمن بالعمل التشاركي وليس بتنفيذ الاوامر خلال التصوير.. بدليل أنه تم التركيز على بعض التعديلات والتحيين في بعض النصوص والحال أن السيناريو الأصلي جاهز وهنا أود أن اشكر لسعد الوسلاتي الذي منحنا تلك الثقة التي جعلتني شخصيا أعيد صياغة المنطوق-طبعا بالاتفاق مع المخرج والسينياريست- وكأننا بصدد الاشتغال في ورشة ممتدة..وهنا تكمن مدى أهميةالجدلية القائمة بين الثلاثي (مخرج، سينياريست وممثل) والتكامل بينهم..
إلى اي مدى كان كاستينغ "حرقة" ناجحا، والحال أن العديد من نجوم الدراما لم يكونوا موجودين؟
-نستطيع أن نتحدث عن العشرات من الممثلين التونسيين الذين لهم من المؤهلات والرصيد الفني ما يمكنهم من التمثيل والإبداع وتقديم الإضافة في أي عمل فني، لكن للاسف -وببساطة- المخرج غير قادر على دعوة كل الممثلين.. ثم إن "لوم" البعض منهم على عدم وجودهم في هذا المشروع الفني الضخم ماهو إلا دليل على نجاحه وأن أدوار الممثلين وكل فريق العمل كانت مقنعة وتركت أثرا طيبا لدى المتفرج..
*لاحظنا وجود وجوه مسرحية شابة في المسلسل على غرار رياض حمدي وكوشكار وغيرهما، ألا ترى أن التكوين المسرحي ضروري لتقمص الشخصيات المركبة والمعقدة؟
-يجب أن نتفق منذ البداية على أننا لا نستطيع الحديث عن شخصية ناجحة لأنه ثمة فرق بين نجاح شخصية ونجاح ممثل بدليل أن نجاح شخصية يمكن أن يمحي مع الوقت.. حينها يكون نجاح "الممثل" في تقمص شخصية معينة انعكاس لحسن تأطير المخرج أو العمل على سيناريو ملائم ، أما أن يصبح ممثلا ناجحا يجب أن يمر بالتكوين المسرحي وهنا أؤكد أنه لا وجود لطريق آخر إذ يجب على الممثل أن الاطلاع على المراجع والمشاركة في تربصات كما يجب -وهو الاهم- أن يكون التكوين المسرحي على يد مختصين أكاديميين .. لأنه في النهاية اي خصال أو سليقة يتحلى بها أي شخص يريد الدخول إلى عالم التمثيل دون المرور بتلك المراحل، ستنتهي يوما ما..
هل كان ظهور المسرحي الكبير فتحي العكاري مفاجأة بالنسبة لك؟
-بل كان هدية من المخرج لسعد الوسلاتي لأنه يدرك جيدا علاقتي بالرجل فهو استاذي وهو بالنسبة لي مرجع التكوين المسرحي في تونس حاليا.. بقطع النظر عن الانتاج.. باختصار لا يمكننا الحديث عن التكوين دون الحديث عن فتحي العكاري.. لذلك كانت فرصة لقائه في عمل ضخم مثل "حرقة" فرصة سعدت بها كثيرا.. وقد أكد خلال المسلسل أنه لا يوجد دور كبير أو صغير لكن يمكن الحديث عن ممثل صغير أو ممثل كبير..بدليل أنه اكتفى بدور خلال حلقتين كان فيه الأداء أكثر مو رائع..
"حرقة" في فيلم.. ما صحة الخبر؟
-ليس فيلم إنما ستقع إعادة جمع أهم الأحداث وسيكون عبارة عن مسلسل طويل ( في حدود الساعتين) في حلقة واحدة كما سيترجم إلى العديد من اللغات منها الإيطالية وذلك بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة التي ستشرف على العمل ونشره في العديد من دول العالم.
حوار: وليد عبداللاوي
- نحو عرض "حرقة" في "مسلسل" طويل لكن في حلقة واحدة بعدة لغات
-رغبة العديد من نجوم الدراما في المشاركة دليل على تميز العمل
من سلسلة "ambulance " إلى فيلم "Le pardon " الى مسلسل "مايسترو".. فمسلسل حرقة1 وحرقة2(الضفة الاخرى).. هكذا كانت الرحلة الفنية للمخرج لسعد الوسلاتي والسينياريست عماد الحكيم -ولو في وظائف مختلفة- .. مسيرة وإن دلت على شيء فهي تدل على اختيار الإبداع والتطور بخطى ثابتة كمنهج عمل وسبيل إلى القطع مع الانتاجات الاستهلاكية..
ثنائي أثبتا ذلك -بعد "النضج الفني"- من خلال "حرقة1و2" خاصة وانهما كانا أمام مسؤولية وتحد كبيرين.. بما ان المسلسل في الموسم الاول قد نال استحسان وإعجاب الجماهير الواسعة وقد نجحا في ذلك ولم يشعر المتفرج بالتكرار أو ببساطة الطرح بل بالعكس وُظفت محاور جديدة مثل "البرباشة" والعنصرية ومعاملة الاداريين التونسيين والايطاليين في بلاد المهجر..مع ربطها بالقضية الرئيسية "الحرقة "كي لا يُشتت المتلقي..
"الصباح نيوز " كان لها لقاء مع الممثل مهذب الرميلي بطل "حرقة" في دور "الصاروخ" .. الذي أبدع في تقمص الشخصية وأضاف الكثير من حيث الحبكة الدرامية.. للحديث عن أهم عناصر نجاح العمل وآفاقه.. فكان الحوار التالي:
ما سر نجاح "حرقة 1 و2"؟
- ثلاثة معطيات أساسية يجب أن تتوفر في اي عمل درامي ليصل إلى مرحلة النجاح والتميز .. اولا يجب أن يكون السيناريو واضحا يقوم على فكرة واضحة وان يتوفر جانب القصدية من خلال طرح معين، ذلك أن موضوع الهجرة غير النظامية قد طرح في العديد من الأعمال سواء كان ذلك في أفلام أو في وثائقي.. لكن المهم في كيفية تناول الظاهرة والأبعاد والأهداف التي يرنو فريق العمل إلى إيصالها إلى المتفرج عبر حجج وادلة مقنعة من شأنها أن تثبت تلك الأهداف.. إذ من غير الممكن أن يُكتب سيناريو بصفة اعتباطية ويلقى تفاعلا إيجاببا أو يشهد نجاحا لا نظير له..وهنا أحرص على قيمة السيناريو ثم السيناريو ثم السيناريو في أي أثر فني ومهما كان الموضوع..
ثانيا أرى أن الرؤية الإخراجية في غاية الأهمية بمكان فهي تعكس تمكنا من آليات المهنة و"الصنعة"..كما أن المخرج-حسب رأيي- يجب أن يكون صاحب تصور وافكار لا أن يكون ناقلا او مترجما للسيناريو فحسب بل يجب أن يوظف "كتابته الإخراجية"..
اما الجانب الثالث وهو لا يقل أهمية عن السيناريو والإخراج فهو التمثيل..فالممثل يكتب دراميا من خلال الدور وتقمص الشخصية .. لأن النص يكتب على ثلاث مراحل المرحلة الاولى على مستوى السيناريو بالقلم ثم بأداء المخرج وفي مرحلة ثالثة عن طريق اداء الممثل. وبالتالي تُفرض bras de fer artistique لتخلق أجواء تنافسية بين المشاركين في العمل ويصبح كل طرف من خلال دوره يسعى إلى التميز وتقديم الإضافة..يعني بواسطة النص ماذا نستطيع أن نقدم وبواسطة الإخراج ماذا عسانا أن نضيف وبالتمثيل كيف يمكن أن نثري مضمون السيناريو والفكرة الرئيسية التي يتبناها المشروع.. أعتقد أن هذه العناصر الثلاثة هي بوادر النجاح في اي عمل فني.. طبعا مع الصدق في التعامل مع المسألة المهنية والحرفية والثقة ثم الثقة ثم الثقة..
هل شاركت حقا في كتابة بعض الأحداث؟
-لا أسميه تدخلا بقدر ما أسميه تفاعلا .. تفاعل كان بطلب من المخرج لسعد الوسلاتي والأمر تكرر ليس مع مهذب الرميلي فقط إنما مع أغلب الممثلين.. ذلك أن مخرج "حرقة" يؤمن بالعمل التشاركي وليس بتنفيذ الاوامر خلال التصوير.. بدليل أنه تم التركيز على بعض التعديلات والتحيين في بعض النصوص والحال أن السيناريو الأصلي جاهز وهنا أود أن اشكر لسعد الوسلاتي الذي منحنا تلك الثقة التي جعلتني شخصيا أعيد صياغة المنطوق-طبعا بالاتفاق مع المخرج والسينياريست- وكأننا بصدد الاشتغال في ورشة ممتدة..وهنا تكمن مدى أهميةالجدلية القائمة بين الثلاثي (مخرج، سينياريست وممثل) والتكامل بينهم..
إلى اي مدى كان كاستينغ "حرقة" ناجحا، والحال أن العديد من نجوم الدراما لم يكونوا موجودين؟
-نستطيع أن نتحدث عن العشرات من الممثلين التونسيين الذين لهم من المؤهلات والرصيد الفني ما يمكنهم من التمثيل والإبداع وتقديم الإضافة في أي عمل فني، لكن للاسف -وببساطة- المخرج غير قادر على دعوة كل الممثلين.. ثم إن "لوم" البعض منهم على عدم وجودهم في هذا المشروع الفني الضخم ماهو إلا دليل على نجاحه وأن أدوار الممثلين وكل فريق العمل كانت مقنعة وتركت أثرا طيبا لدى المتفرج..
*لاحظنا وجود وجوه مسرحية شابة في المسلسل على غرار رياض حمدي وكوشكار وغيرهما، ألا ترى أن التكوين المسرحي ضروري لتقمص الشخصيات المركبة والمعقدة؟
-يجب أن نتفق منذ البداية على أننا لا نستطيع الحديث عن شخصية ناجحة لأنه ثمة فرق بين نجاح شخصية ونجاح ممثل بدليل أن نجاح شخصية يمكن أن يمحي مع الوقت.. حينها يكون نجاح "الممثل" في تقمص شخصية معينة انعكاس لحسن تأطير المخرج أو العمل على سيناريو ملائم ، أما أن يصبح ممثلا ناجحا يجب أن يمر بالتكوين المسرحي وهنا أؤكد أنه لا وجود لطريق آخر إذ يجب على الممثل أن الاطلاع على المراجع والمشاركة في تربصات كما يجب -وهو الاهم- أن يكون التكوين المسرحي على يد مختصين أكاديميين .. لأنه في النهاية اي خصال أو سليقة يتحلى بها أي شخص يريد الدخول إلى عالم التمثيل دون المرور بتلك المراحل، ستنتهي يوما ما..
هل كان ظهور المسرحي الكبير فتحي العكاري مفاجأة بالنسبة لك؟
-بل كان هدية من المخرج لسعد الوسلاتي لأنه يدرك جيدا علاقتي بالرجل فهو استاذي وهو بالنسبة لي مرجع التكوين المسرحي في تونس حاليا.. بقطع النظر عن الانتاج.. باختصار لا يمكننا الحديث عن التكوين دون الحديث عن فتحي العكاري.. لذلك كانت فرصة لقائه في عمل ضخم مثل "حرقة" فرصة سعدت بها كثيرا.. وقد أكد خلال المسلسل أنه لا يوجد دور كبير أو صغير لكن يمكن الحديث عن ممثل صغير أو ممثل كبير..بدليل أنه اكتفى بدور خلال حلقتين كان فيه الأداء أكثر مو رائع..
"حرقة" في فيلم.. ما صحة الخبر؟
-ليس فيلم إنما ستقع إعادة جمع أهم الأحداث وسيكون عبارة عن مسلسل طويل ( في حدود الساعتين) في حلقة واحدة كما سيترجم إلى العديد من اللغات منها الإيطالية وذلك بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة التي ستشرف على العمل ونشره في العديد من دول العالم.