إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد تزايد أرقام الهجرة غير الشرعية أي مصير لشباب الحرقة.. وأين اختفى مشروع تنظيم الهجرة؟

شهدت بلادنا هجرة عشرات الآلاف من الشباب منذ سنه 2011 عن طريق مراكب الموت نحو أوروبا ومازالت هذه العمليات متواصلة نحو ايطاليا ثم التحول إلى فرنسا، ويمكن التساؤل عن مصير هذا الشباب بعد أن نجح العديد منهم وفشل البعض الآخر، وخاصة أبناء مدن الجنوب الشرقي.

فالجميع اصطدم بواقع صعب في فرنسا، خاصة وأنه يمنع تشغيلهم مثلما أفاد "الصباح" بعض أصحاب المؤسسات ويتعرضون لخطية مالية. لكن الشاب الذي يملك مهنه في التكوين المهني على غرار النجارة والحدادة والكهرباء والبناء والدهن والسباكة(plomberie) وهي مهن يتحصل أصحابها على قرابة 2500 اورو شهريا، قد وجدوا حلولا واندمجوا في سوق الشغل باعتبار أن هذه المهن مطلوبة ويوجد فيها نقص كبير كما هو الحال في بلادنا.

تطور تحويلات الجالية وتنظيم الهجرة بعقود

وإذ تطورت مداخيل الجالية بالخارج لتصل قرابة سبعة آلاف مليار خلال العشرة أشهر فقط من سنة 2021 وهو رقم قياسي يسجل لأول مرة، ويمكن مضاعفة مبلغ هذه التحويلات في السنوات القادمة بإعادة اعتبار التكوين المهني وتوجيه تلاميذ المهن التي تشهد إقبالا في الخارج وتكون الهجرة المنظمة بعقود شغل وتحفظ كرامة الشباب التونسي.

كما أن المدير العام للوكالة التونسية للشغيل والتكوين تحدث منذ ايام عن إطلاق برنامج تكوين سريع في عدة مهن مطلوبة سنة 2022 تتراوح مدتها بين ثلاثة وستة أشهر ويمكن أن يتوجه أصحاب الشهائد العليا المتخرجين منذ سنوات في تكوينهم باختصاصات تجد اقبالا في تونس والخارج.

تنظيم الهجرة وتكوين الشباب

ضرورة تنظيم الهجرة لأوروبا بتحديد المهن التي تشكو نقصا والتكثيف من مراكز التكوين الموجة للشباب وكذلك أصحاب الشهادات المتخرجين من الجامعة بتكوين سريع في هذه المجالات التي تشكو نقصا في سوق الشغل سواء في تونس او خارجها.

فحسب اصداء الحارقين من اصحاب الشهادات الذين استقروا بفرنسا ووصلوا سالمين فلم يجدوا حلولا واكتفوا في أفضل الحالات بالعمل في المطاعم تحت ضغط الترحيل في كل وقت وخوف المشغل من خطايا ماليه تصل لغلق المحل.

أزمة يد عامله في تونس ونتائج سلبية لـ"الحرقان"

نتائج كارثية جراء الهجرة غير الشرعية "الحرقان" لآلاف الشباب من مدن الجنوب الشرقي بمن فيهم من أطفال المعاهد الثانوية والعديد منهم لا يتجاوز 14 سنة، وذلك تراجع وتردي مستوى التعليم وتفاقم أزمة بطالة أصحاب الشهائد العليا، وتراجع النتائج لدى العديد من التلاميذ كلها عوامل تدفع بالعديد منهم إلى الهجرة السرية، فحسب بعض المربين فالتلاميذ يحلمون بفرنسا والحرقان، خاصة وأن أصدقائهم موجودون أسبوعيا على متن مراكب الموت حتى أن أقسام الدراسة بالمعاهد الثانوية اصبحت تمثل 90% من الجنس اللطيف. ومعتمدية جرجيس وكذلك بن قردان شهدت بدورها هجرة مكثفه لشبابها وخاصة منذ سنة 2020 ومازالت متواصلة إلى اليوم وحتى الذي فشل في مناسبتين أو ثلاثة يعاود تجربة الحرقة على أمل النجاح...

أزمة في اليد العاملة والأفارقة حل مؤقت!

 

ومن جهة أخرى يشكو أصحاب المهن الحرة في البناء والميكانيك والنجارة من نقص فادح في عدد العمال، فأحد أصحاب محلات النجارة قال لـ"الصباح" إن 8 من عملته رحلوا ولم يبق سوى عامل وحيد وورشته مهددة بالغلق ونفس الشيء لصاحب ورشة في الميكانيك وكذلك قطاع الصيد البحري ولولا الشباب الأفارقة القادمين من ليبيا الذين انقذوا وضعيه سوق الشغل خاصه في ميدان البناء لتوقفت العجلة اقتصادية. لكن هؤلاء الأفارقة وجودهم مؤقت فعندما يتوفر لهم ثمن رحلة -الحرقة حاليا بأربعة ملايين- لا يترددوا في الرحيل عن مدن الجنوب الشرقي.

اما عن غياب اليد العاملة في الميدان الفلاحي فهو اكبر عائق لتطور القطاع وصابة الزيتون هاجس لدى الفلاح الذي يتكبد مشاق جمة لجنيها.

ويجب البحث بجديه في ظروف الهجرة السرية وعقد ندوات والحديث مع الشباب وإيجاد الحلول وتطوير منظومة التعليم وخاصة التكوين المهني لتتلاءم مع سوق الشغل في تونس وخارجها في الدول الأوروبية ودول الخليج والدول الأفريقية وتطوير شعب التعليم العالي وحذف الشعب التي لا توجد فيها فرص الشغل وهذا يتطلب حوارا جديا بين جميع المتدخلين ذلك أن المهن التي يوجد فيها إقبال سنة 2021 قد تندثر بعد 20 سنة.

كما ان عديد البلدان ترغب في الهجرة المنظمة وآخرها بريطانيا وكندا حتى يذهب شبابنا بكرامة بعقد شغل وتكوين مطلوب وليس في مراكب الموت امام مصير مجهول.

عماد بلهيبة

بعد تزايد أرقام الهجرة غير الشرعية أي مصير لشباب الحرقة.. وأين اختفى مشروع تنظيم الهجرة؟

شهدت بلادنا هجرة عشرات الآلاف من الشباب منذ سنه 2011 عن طريق مراكب الموت نحو أوروبا ومازالت هذه العمليات متواصلة نحو ايطاليا ثم التحول إلى فرنسا، ويمكن التساؤل عن مصير هذا الشباب بعد أن نجح العديد منهم وفشل البعض الآخر، وخاصة أبناء مدن الجنوب الشرقي.

فالجميع اصطدم بواقع صعب في فرنسا، خاصة وأنه يمنع تشغيلهم مثلما أفاد "الصباح" بعض أصحاب المؤسسات ويتعرضون لخطية مالية. لكن الشاب الذي يملك مهنه في التكوين المهني على غرار النجارة والحدادة والكهرباء والبناء والدهن والسباكة(plomberie) وهي مهن يتحصل أصحابها على قرابة 2500 اورو شهريا، قد وجدوا حلولا واندمجوا في سوق الشغل باعتبار أن هذه المهن مطلوبة ويوجد فيها نقص كبير كما هو الحال في بلادنا.

تطور تحويلات الجالية وتنظيم الهجرة بعقود

وإذ تطورت مداخيل الجالية بالخارج لتصل قرابة سبعة آلاف مليار خلال العشرة أشهر فقط من سنة 2021 وهو رقم قياسي يسجل لأول مرة، ويمكن مضاعفة مبلغ هذه التحويلات في السنوات القادمة بإعادة اعتبار التكوين المهني وتوجيه تلاميذ المهن التي تشهد إقبالا في الخارج وتكون الهجرة المنظمة بعقود شغل وتحفظ كرامة الشباب التونسي.

كما أن المدير العام للوكالة التونسية للشغيل والتكوين تحدث منذ ايام عن إطلاق برنامج تكوين سريع في عدة مهن مطلوبة سنة 2022 تتراوح مدتها بين ثلاثة وستة أشهر ويمكن أن يتوجه أصحاب الشهائد العليا المتخرجين منذ سنوات في تكوينهم باختصاصات تجد اقبالا في تونس والخارج.

تنظيم الهجرة وتكوين الشباب

ضرورة تنظيم الهجرة لأوروبا بتحديد المهن التي تشكو نقصا والتكثيف من مراكز التكوين الموجة للشباب وكذلك أصحاب الشهادات المتخرجين من الجامعة بتكوين سريع في هذه المجالات التي تشكو نقصا في سوق الشغل سواء في تونس او خارجها.

فحسب اصداء الحارقين من اصحاب الشهادات الذين استقروا بفرنسا ووصلوا سالمين فلم يجدوا حلولا واكتفوا في أفضل الحالات بالعمل في المطاعم تحت ضغط الترحيل في كل وقت وخوف المشغل من خطايا ماليه تصل لغلق المحل.

أزمة يد عامله في تونس ونتائج سلبية لـ"الحرقان"

نتائج كارثية جراء الهجرة غير الشرعية "الحرقان" لآلاف الشباب من مدن الجنوب الشرقي بمن فيهم من أطفال المعاهد الثانوية والعديد منهم لا يتجاوز 14 سنة، وذلك تراجع وتردي مستوى التعليم وتفاقم أزمة بطالة أصحاب الشهائد العليا، وتراجع النتائج لدى العديد من التلاميذ كلها عوامل تدفع بالعديد منهم إلى الهجرة السرية، فحسب بعض المربين فالتلاميذ يحلمون بفرنسا والحرقان، خاصة وأن أصدقائهم موجودون أسبوعيا على متن مراكب الموت حتى أن أقسام الدراسة بالمعاهد الثانوية اصبحت تمثل 90% من الجنس اللطيف. ومعتمدية جرجيس وكذلك بن قردان شهدت بدورها هجرة مكثفه لشبابها وخاصة منذ سنة 2020 ومازالت متواصلة إلى اليوم وحتى الذي فشل في مناسبتين أو ثلاثة يعاود تجربة الحرقة على أمل النجاح...

أزمة في اليد العاملة والأفارقة حل مؤقت!

 

ومن جهة أخرى يشكو أصحاب المهن الحرة في البناء والميكانيك والنجارة من نقص فادح في عدد العمال، فأحد أصحاب محلات النجارة قال لـ"الصباح" إن 8 من عملته رحلوا ولم يبق سوى عامل وحيد وورشته مهددة بالغلق ونفس الشيء لصاحب ورشة في الميكانيك وكذلك قطاع الصيد البحري ولولا الشباب الأفارقة القادمين من ليبيا الذين انقذوا وضعيه سوق الشغل خاصه في ميدان البناء لتوقفت العجلة اقتصادية. لكن هؤلاء الأفارقة وجودهم مؤقت فعندما يتوفر لهم ثمن رحلة -الحرقة حاليا بأربعة ملايين- لا يترددوا في الرحيل عن مدن الجنوب الشرقي.

اما عن غياب اليد العاملة في الميدان الفلاحي فهو اكبر عائق لتطور القطاع وصابة الزيتون هاجس لدى الفلاح الذي يتكبد مشاق جمة لجنيها.

ويجب البحث بجديه في ظروف الهجرة السرية وعقد ندوات والحديث مع الشباب وإيجاد الحلول وتطوير منظومة التعليم وخاصة التكوين المهني لتتلاءم مع سوق الشغل في تونس وخارجها في الدول الأوروبية ودول الخليج والدول الأفريقية وتطوير شعب التعليم العالي وحذف الشعب التي لا توجد فيها فرص الشغل وهذا يتطلب حوارا جديا بين جميع المتدخلين ذلك أن المهن التي يوجد فيها إقبال سنة 2021 قد تندثر بعد 20 سنة.

كما ان عديد البلدان ترغب في الهجرة المنظمة وآخرها بريطانيا وكندا حتى يذهب شبابنا بكرامة بعقد شغل وتكوين مطلوب وليس في مراكب الموت امام مصير مجهول.

عماد بلهيبة