إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

نصير شمة.. بين اوتار العود وشجن العزف.. حديثُ روح عطّر شذاه المكان والاذان

هو جمهور جاء بحثا عن عزف فريد ليجد ضالته في نصير شمة الذي صنع، ليلة البارحة، الامتاع والمؤانسة في اختتام فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للعود بمدينة الثقافة، وانفرد بأوتاره ، وتفرّد في العزف لتنثر أنفاس العود سحر الوتر،وتحاكي الشجن تارة، والمرح طورا بين انامل عازفها.
 
وهي طقوس موسيقية في عرض يبتعد بك عن العزف المعتاد وسلطة المنوال، فانت الليلة على موعد مع حديث الاوتار، ووشائج الالفة بين الة العود وعازفها الى حد الذوبان بين ثنايا توليفة فريدة للمقامات والاشجان ، وايقاعات الزمن الجميل ،خاطب عبرها نصير شمة الحضور لتنبع خواطر وترية استقام معها "زرياب الصغير" ،بعزفه ، مددا يحمل المنصت الى عالم ارحب ،ويسافر به في الان نفسه الى حيث جوهر الروح وسواكن الباطن ،وايقاع الحياة البهيج.
 
فروعة الأداء، هو ومن صاحبه من الموسيقيين ، قد تجلت في معزوفات تستحضر نفحات الشجن الفيروزية والاغاني التي تتراقص مرحا وتراقص الجمهور الحاضر ، وقد قطف شمّة من كل هويّة موسيقية وجمعها في حديقة " قطاف" ،و" غدا اجمل" ، من "بنت الشلبية" الى "ماحبيتش وعمري ما نحب"، ومن يا قدس الى "يا مالي الشام" و"رايحة لبيت ابوها" و"لاموني غاروا مني"، وصولا الى معزوفة "هلال" ومقام "عكمر"، حيث حركة العزف تقفز بين الطي والبطء.
 
وفي كل هذا، أتقن الانتقال من الشجن الى المرح ،ومن الانفراد بالركح الى مشاركة الجمهور نسق العزف المتوثب عبر معزوفات تنساب وتسترسل ، وتعلو وتتداعى لتصبح كالهمس في اذن المنصت وتداعب حسه الفني ووجدانه الموسيقي ، وهي تنبع ابداعا وخلقا لا ينضب بين انامل نصير شمة الذي انعكف على الته ،واعتكف في محراب موسيقاه ليضحى العرض صلوات في فلك العزف الشجي، الرائق،المتصاعد، المهرول ،الحالم.
 
فهو بدا ذلك الفنان الذي ينصاع له العود ليضحى بعضا منه ويصنع معه فلكا فنيا فريدا في كنف الاوتار، يأخذك نحو عوالم فنية متفردة تنتفي معها المسافات بين الروح والراح ، فالسهرة كانت بمثابة عرض وتر العود وعودة الروح وانشراح النفوس ، وكأنّ العود معه ظليل الشجن كما الفرح ، وظلّ الروح و ايقاع الحياة ، ليرتشف الجمهور نكهة اوتار تروي ظمأه لمعنى الفن ،وسحر العزف.
 
العود كان سيد المكان، يسري بأوتاره بين تفاصيل قسمات وجه عازفه ،وينساب بين أنامله ومنمنماته الموسيقية لتتزاحم عبرات الترح والمرح ،فيصنع بينهما خصوصية اللّحظة الموسيقية التي يغيب عبرها نصير شمة عن الحضور في عوالمه الوجودية، تعكسها تعبيرات وجهه والهالة الطقوسية التي يغرق فيها ويجذب اليها منصتيه.
 
وحين قطع العزف على الة العود، فقط ليغازلها وسط العرض بكلمات تستحضر امجادها منذ اكثر من 4000 سنة ،ويروي لنا قصة معشوقته الابدية زمن الايام الخوالي ،ويذكرنا بان الة العود تاريخ وحضارة وموروث قد ظلت في مأمن من عوادي الايام ، حضرت في دور العبادة في بابل ، ومع الجيوش والشعراء ، وفي مجالس الغناء ، وولع بها العلماء من الكندي والفرابي و ابن سينا، الى الشعوب التي تسكن اليوم جغرافيا العالم العربي.
 
نصير شمة يظل تلك التركيبة الموسيقية الفريدة التي جعلت من العود كائنا حيا يتفاعل مع انامل عازفه السحرية ، فهو من اضاف الوتر الثامن وتفرّد في العزف انطلاقا من مقطوعته الموسيقية "قصة حب شرقي".هو عصفور الشرق، من الشرق حلّق وابدع وتفرّد وصاغ لنفسه رؤية موسيقية تجاوز بها المألوف وسافر من خلالها نحو الافق الفني الارحب.
 
وبخصوص الجوائز ،افصحت لجنة التحكيم اثر الحفل عن الفائزين في مسابقة العزف ومنحت الجائزة الاولى للعازفة زينب التريكي من معهد الكندي للموسيقى. وات
 
نصير شمة.. بين اوتار العود وشجن العزف.. حديثُ روح عطّر شذاه المكان والاذان
هو جمهور جاء بحثا عن عزف فريد ليجد ضالته في نصير شمة الذي صنع، ليلة البارحة، الامتاع والمؤانسة في اختتام فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للعود بمدينة الثقافة، وانفرد بأوتاره ، وتفرّد في العزف لتنثر أنفاس العود سحر الوتر،وتحاكي الشجن تارة، والمرح طورا بين انامل عازفها.
 
وهي طقوس موسيقية في عرض يبتعد بك عن العزف المعتاد وسلطة المنوال، فانت الليلة على موعد مع حديث الاوتار، ووشائج الالفة بين الة العود وعازفها الى حد الذوبان بين ثنايا توليفة فريدة للمقامات والاشجان ، وايقاعات الزمن الجميل ،خاطب عبرها نصير شمة الحضور لتنبع خواطر وترية استقام معها "زرياب الصغير" ،بعزفه ، مددا يحمل المنصت الى عالم ارحب ،ويسافر به في الان نفسه الى حيث جوهر الروح وسواكن الباطن ،وايقاع الحياة البهيج.
 
فروعة الأداء، هو ومن صاحبه من الموسيقيين ، قد تجلت في معزوفات تستحضر نفحات الشجن الفيروزية والاغاني التي تتراقص مرحا وتراقص الجمهور الحاضر ، وقد قطف شمّة من كل هويّة موسيقية وجمعها في حديقة " قطاف" ،و" غدا اجمل" ، من "بنت الشلبية" الى "ماحبيتش وعمري ما نحب"، ومن يا قدس الى "يا مالي الشام" و"رايحة لبيت ابوها" و"لاموني غاروا مني"، وصولا الى معزوفة "هلال" ومقام "عكمر"، حيث حركة العزف تقفز بين الطي والبطء.
 
وفي كل هذا، أتقن الانتقال من الشجن الى المرح ،ومن الانفراد بالركح الى مشاركة الجمهور نسق العزف المتوثب عبر معزوفات تنساب وتسترسل ، وتعلو وتتداعى لتصبح كالهمس في اذن المنصت وتداعب حسه الفني ووجدانه الموسيقي ، وهي تنبع ابداعا وخلقا لا ينضب بين انامل نصير شمة الذي انعكف على الته ،واعتكف في محراب موسيقاه ليضحى العرض صلوات في فلك العزف الشجي، الرائق،المتصاعد، المهرول ،الحالم.
 
فهو بدا ذلك الفنان الذي ينصاع له العود ليضحى بعضا منه ويصنع معه فلكا فنيا فريدا في كنف الاوتار، يأخذك نحو عوالم فنية متفردة تنتفي معها المسافات بين الروح والراح ، فالسهرة كانت بمثابة عرض وتر العود وعودة الروح وانشراح النفوس ، وكأنّ العود معه ظليل الشجن كما الفرح ، وظلّ الروح و ايقاع الحياة ، ليرتشف الجمهور نكهة اوتار تروي ظمأه لمعنى الفن ،وسحر العزف.
 
العود كان سيد المكان، يسري بأوتاره بين تفاصيل قسمات وجه عازفه ،وينساب بين أنامله ومنمنماته الموسيقية لتتزاحم عبرات الترح والمرح ،فيصنع بينهما خصوصية اللّحظة الموسيقية التي يغيب عبرها نصير شمة عن الحضور في عوالمه الوجودية، تعكسها تعبيرات وجهه والهالة الطقوسية التي يغرق فيها ويجذب اليها منصتيه.
 
وحين قطع العزف على الة العود، فقط ليغازلها وسط العرض بكلمات تستحضر امجادها منذ اكثر من 4000 سنة ،ويروي لنا قصة معشوقته الابدية زمن الايام الخوالي ،ويذكرنا بان الة العود تاريخ وحضارة وموروث قد ظلت في مأمن من عوادي الايام ، حضرت في دور العبادة في بابل ، ومع الجيوش والشعراء ، وفي مجالس الغناء ، وولع بها العلماء من الكندي والفرابي و ابن سينا، الى الشعوب التي تسكن اليوم جغرافيا العالم العربي.
 
نصير شمة يظل تلك التركيبة الموسيقية الفريدة التي جعلت من العود كائنا حيا يتفاعل مع انامل عازفه السحرية ، فهو من اضاف الوتر الثامن وتفرّد في العزف انطلاقا من مقطوعته الموسيقية "قصة حب شرقي".هو عصفور الشرق، من الشرق حلّق وابدع وتفرّد وصاغ لنفسه رؤية موسيقية تجاوز بها المألوف وسافر من خلالها نحو الافق الفني الارحب.
 
وبخصوص الجوائز ،افصحت لجنة التحكيم اثر الحفل عن الفائزين في مسابقة العزف ومنحت الجائزة الاولى للعازفة زينب التريكي من معهد الكندي للموسيقى. وات
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews