إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

آدم.. خامة صوتية نادرة تتلألأ على ركح قرطاج

أثبت الفنان اللبناني ٱدم ليلة أمس على مسرح قرطاج الدولي أنّه ليس مجرد صوت عابر في الساحة الفنية، بل موهبة استثنائية تمتلك مزيجا نادرا من العذوبة والقوة، وتستطيع أن تفرض حضورها حتى في أعرق المهرجانات.
وقد بدا واضحا أن الجمهور جاء ليحتفي بصوتٍ مختلف عن السائد.. صوت ذو خامة غنية بالطبقات، قرار عميق ودافئ يمنح أغانيه صلابة وجاذبية، وجواب صافٍ رنان ينساب بسلاسة، ليتمكن تدريجيا من أعلى الطبقات دون عناء، مانحا المستمع إحساسا بالتحليق في الوجدان والغوص في النوستالجيا.. 
في أدائه طيلة الحفل، انتقل ٱدم ببراعة بين القوة والنعومة.. بين الانفعال والهمس.. ليأسر المستمع -الذي ردد معه كل الأغاني- بكل طبقة من صوته.. 
ذلك أن قدرة الفنان اللبناني الشاب على الانتقال بين المواويل والعٌرب الموسيقية.. بين الانفعال والحنان.. جعلت الأداء أشبه برحلة وجدانية تحاكي قلوب الحاضرين.
 
إن ٱدم، رغم صغر سنه نسبيا، استطاع أن يرسخ مسيرته الفنية التي انطلقت في مطلع الألفية ووقعت اسمه باكراً عبر أعمال مثل "أكثر من غرام" و"على بالي"، التي عرّفت الجمهور على فنان وٌفّق في المزج بين الرومانسية والصدق..
وبأدائه المذهل في حفل ليلة أمس بقرطاج أثبت آدم أنه قادر على تطوير أدواته الصوتية وتوسيع مجاله التعبيري، لا سيما أنه اليوم وصل إلى مرحلة من النضج الفني تٌرجمت في ثقته بإمكاناته الفنية وتفاعله أمام جمهور كبير ومتنوع..
 
وما من شك أن الحفل لم يكن مجرد عرض موسيقي، بل كان لقاء بين صوت شاب ينهل من مدرسة الكبار وبين جمهور اعتاد على معايير عالية من الإبداع.. فآدم لم يتردد في اختبار طبقاته الصوتية وتقديم أداء حيّ يوازن بين "التكنيك" والوجدان، فكانت النتيجة تصفيقا حارا وتفاعلا استثنائيا من الحضور، الذي أدرك أنه أمام فنان يعيش الكلمة واللحن بكل جوارحه.
ثم إن نجاح السهرة -اضافة الى الجانب الفني - يحيل إلى دلالة أعمق وهو أن الصوت الأصيل ما زال قادرا على فرض نفسه وسط زحمة الألوان الموسيقية الجديدة، وأن آدم، بخامته النادرة وإصراره يكتب فصلا جديدا في رحلته، عنوانه "قرطاج"..
وليد عبد اللاوي
 
 
آدم.. خامة صوتية نادرة تتلألأ على ركح قرطاج
أثبت الفنان اللبناني ٱدم ليلة أمس على مسرح قرطاج الدولي أنّه ليس مجرد صوت عابر في الساحة الفنية، بل موهبة استثنائية تمتلك مزيجا نادرا من العذوبة والقوة، وتستطيع أن تفرض حضورها حتى في أعرق المهرجانات.
وقد بدا واضحا أن الجمهور جاء ليحتفي بصوتٍ مختلف عن السائد.. صوت ذو خامة غنية بالطبقات، قرار عميق ودافئ يمنح أغانيه صلابة وجاذبية، وجواب صافٍ رنان ينساب بسلاسة، ليتمكن تدريجيا من أعلى الطبقات دون عناء، مانحا المستمع إحساسا بالتحليق في الوجدان والغوص في النوستالجيا.. 
في أدائه طيلة الحفل، انتقل ٱدم ببراعة بين القوة والنعومة.. بين الانفعال والهمس.. ليأسر المستمع -الذي ردد معه كل الأغاني- بكل طبقة من صوته.. 
ذلك أن قدرة الفنان اللبناني الشاب على الانتقال بين المواويل والعٌرب الموسيقية.. بين الانفعال والحنان.. جعلت الأداء أشبه برحلة وجدانية تحاكي قلوب الحاضرين.
 
إن ٱدم، رغم صغر سنه نسبيا، استطاع أن يرسخ مسيرته الفنية التي انطلقت في مطلع الألفية ووقعت اسمه باكراً عبر أعمال مثل "أكثر من غرام" و"على بالي"، التي عرّفت الجمهور على فنان وٌفّق في المزج بين الرومانسية والصدق..
وبأدائه المذهل في حفل ليلة أمس بقرطاج أثبت آدم أنه قادر على تطوير أدواته الصوتية وتوسيع مجاله التعبيري، لا سيما أنه اليوم وصل إلى مرحلة من النضج الفني تٌرجمت في ثقته بإمكاناته الفنية وتفاعله أمام جمهور كبير ومتنوع..
 
وما من شك أن الحفل لم يكن مجرد عرض موسيقي، بل كان لقاء بين صوت شاب ينهل من مدرسة الكبار وبين جمهور اعتاد على معايير عالية من الإبداع.. فآدم لم يتردد في اختبار طبقاته الصوتية وتقديم أداء حيّ يوازن بين "التكنيك" والوجدان، فكانت النتيجة تصفيقا حارا وتفاعلا استثنائيا من الحضور، الذي أدرك أنه أمام فنان يعيش الكلمة واللحن بكل جوارحه.
ثم إن نجاح السهرة -اضافة الى الجانب الفني - يحيل إلى دلالة أعمق وهو أن الصوت الأصيل ما زال قادرا على فرض نفسه وسط زحمة الألوان الموسيقية الجديدة، وأن آدم، بخامته النادرة وإصراره يكتب فصلا جديدا في رحلته، عنوانه "قرطاج"..
وليد عبد اللاوي