إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الكاتب والباحث العماني د.محمود بن مبارك السالمي لـ"الصباح": رهاننا التسويق للمنجز الثقافي العماني عربيا وهذا "سر" علاقتنا الوطيدة بتونس

مسقط – الصباح- من مبعوثتنا الخاصة نزيهة الغضباني

يعد الدكتور محمود بن مبارك السالمي، أحد رموز الحركة الثقافية والأدبية والفكرية في سلطنة عمان والعالم العربي، نظرا لتخصصاته وانتاجاته المتنوعة في النقد الأدبي نثرا وشعرا إضافة إلى البحث التاريخي والحضاري والحضور المتواتر في أغلب الفعاليات الثقافية في البلدان العربية أساسا منها تونس.

ويشغل حاليا رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العماني، وهي المؤسسة التي تتولى الإشراف على وضع وتنفيذ البرنامج الثقافي والفني العماني الشامل بأبعاده وأهدافه المحلية والدولية. تحدث هذا الأكاديمي والباحث والمختص في النقد الأدبي والمباحث التاريخية والحضارية،عن خصوصية المنجز الأدبي والفكري العماني وواقع الحركة الثقافية اليوم بعد عودة الجدل عن التأصيل من ناحية وما تفرضه العولمة من آليات جديدة تقود إلى الانفتاح على التطورات الرقمية والتكنولوجية الحديثة. كما تطرق مهندس الحركة الثقافية والفكرية في "السلطنة" وصاحب عديد الإصدارات التاريخية والأدبية والنقدية في الأدب والشعر، عن موقع الحركة الثقافية التونسية القريبة من وجدانه ومشغله الإبداعي وغيرها من المسائل الأخرى في الحوار التالي:

  

- إلى أي مدى استطاعت مؤسسة النادي الثقافي، التي تضطلع بمهام بلورة وتجسيد سياسة "السلطنة" الثقافية، أن تكون وفية لأسس بعثها والمحافظة على الخصوصية العمانية والعربية؟

صحيح أن النادي الثقافي العماني هو مؤسسة ثقافية بحتة أنشئت سنة 1983 عن طريق السلطان قابوس وأريد لهذا النادي أن تكون له شخصيته الاعتبارية المستقلة إداريا بحيث لا يتبع أي مؤسسة أخرى ويتولى الإشراف عليه السلطان هيثم آل سعيد فيما يشرف عليه اليوم وزير الثقافة والرياضة والشباب يزن بن الهيثم آل سعيد. وهذه المؤسسة بصدد تجديد برنامجها وسياسة عملها بما يخدم المشروع الثقافي والفني العماني بهدف الانتشار والتعريف بالموروث والخصوصية الحضارية العمانية الضاربة في القدم على مستوى إقليمي عربي من ناحية والسعي لتأسيس علاقات تعاون وشراكة مع الآخر المشابه والمختلف عنا على حد السواء.

والهام في الأمر أن هذا النادي يسعى إلى أن تكون الثقافة بعمومها منبرا وسياسة تجمع كل المثقفين وكل من يحتاج إلى التعرف على الثقافة العربية بشكل عام والعمانية بشكل خاص. لذلك يظل هذا النادي منبرا لكل المهتمين بالحراك والشأن الثقافيين من مختلف الأطياف والمذاهب. لأن من خطوطه العريضة هي المزج بين الأصالة والمعاصرة والانطلاق من الذات إلى الآخر. لأن الثقافة العمانية مترسخة في الحضارة والتاريخ، ويكفي العودة إلى رموز الفكر والأدب والفقه والتأريخ والسياسة ومختلف مجالات الإبداع الأدبي والنقدي العمانيين لتؤكد من قيمة وأهمية هذا الزخم النوعي ودور هذا المعطى في برنامج النهوض بالسلطنة في المستقبل.

-  بم تفسر غياب هذا "المعطى" الذي تحدثت عنه إقليميا وعربيا؟

لا شك أن من أبرز أهداف هذه المؤسسة هي العمل على التعريف بهذا المنجز الكمي والنوعي على مر التاريخ والحضارات الذي يعد جزء هام من المكون الكلي للثقافة العربية والإسلامية والكونية. ولكننا اليوم أكثر حرصا على أن يكون لنا حضورا في الداخل والخارج. ومعرض مسقط الدولي للكتاب يعد أحد أبرز التظاهرات الثقافية التي تسجل حضور مجموعة من أهل الحراك الثقافي والأدبي العربي بالأساس بشكل ثانوي من باحثين وكتاب ونقاد وغيرهم من اختصاصات مختلفة للمشاركة في الندوات واللقاءات وشتى علوم المعرفة التاريخية والثقافية. ولكن شاءت الظروف والأزمات الصحية والاقتصادية بالأساس أن تجعل برنامج دورة هذا العام محدودة واستثنائية.

وقد ساهمت جملة من العوامل في عدم وصول صور الثقافة العمانية إلى الأقاصي العربية والدولية ولكن أعتقد أن سياسة الدولة اليوم حريصة على إيفاء هذا المعطى حقه وكسر حاجز الانغلاق.

- هل تعني أن هناك آلية وسياسة واضحة هدفها التعريف وإخراج الخصوصية الثقافية إلى الآخر؟

هذا تقريبا ما قصدت قوله. وقد برمج النادي تنظيم ثماني ندوات في العام الغاية منها هي النهوض بهذا الهدف. لاسيما في ظل التطور النوعي وتوفر جملة من العوامل التي من شأنها إيصال  صورة الثقافة والإبداع العمانيين إلى الخارج أساسا منه المجتمعات العربية التي يجهل جل أبنائها حقيقة العمق الحضاري والتاريخي لهذا البلد. فالشباب وعدد كبير من المثقفين ابتعدوا  اليوم عن قراءة الكتب التي كانت سائدة وأصبحوا يركزون على الثقافة الجاهزة وما تنتجه شبكات التواصل الاجتماعي بشتى صروفها وفروعها. فالكثير لا يعرف أن من وضع علم المعاجم هو الخليل بن احمد الفراهيدي إضافة إلى ابن دريد ومؤلفه "الجمهرة في اللغة" و"معجم الإبانة" للعوتبي وناصر بن مرشد وهم عمانيو الطبع والطابع وغيرهم كثيرون ممن يحتفظ التاريخ بأعمالهم العلمية والأدبية والفكرية والفقهية وأدوارهم العسكرية والسياسية. لذلك فإن مؤسسة النادي الثقافي عملت على تخصيص صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي وأيضا بعث قناة تلفزية ثقافية بهدف الترويج للثقافة ورموز الإبداع والفكر العمانيين في الخارج وتحديدا على مستوى عربي. لأننا نحاول داخل هذه المؤسسة أن يكون لنا دور في إيصال الرسالة إلى المتلقي العربي حول مكامن الفكر والثقافة الراسخة في القدم وهو ما حاولت المراهنة عليه في كل مناسبة تتاح لي للسفر إلى تونس والمشاركة في أي تظاهرة أو مناسبة ثقافية هناك.

- كيف تقيم واقع الشعر في بلد الخليل؟

اعتقد أن الشعر العربي الفصيح وحده له السيادة هنا. لأن الذائقة العمانية مازالت تعتمد على الإيقاع والموسيقى واغلب الشعراء هم شعراء الموزونة المقفى رغم وجود الشعر الحر.

- ما هو تقييمك للواقع الثقافي التونسي وقد قلت إنك مواكبا وقريبا منه؟

- لا شك أن تونس تشكل بالنسبة للمجتمع العماني جانبا هاما من جوانب التواصل الحضاري لأن عمان وان كانت قصية في الشرق فهي أول بقعة تشرق فيها الشمس في العالم العربي. لكنها بقيت على صلة مع الجميع وتجمعنا علاقات جد خاصة ووطيدة مع تونس ولهذا البلد مكانة خاصة بالنسبة لي ولأغلب العمانيين. ويكفي أن أشير إلى دور المدرسة التونسية في تعليم وتكوين الناشئة في كامل ربوع سلطنة عمان بفضل المدرسين الوافدين منذ السبعينات من القرن الماضي. وأعتقد أن هناك توجها وسياسة شاملة من اجل تقريب المسافات وكسر الكثير من الحواجز لأننا اليوم نحتاج إلى تعارف مباشر مع الآخر ويقيننا بدور المجال التونسي في التعريف بالثقافة والإبداع العماني مغاربيا وإفريقيا وعالميا، والسلطنة تزخر بالكفاءات والمواهب لذلك فإن التقارب مع تونس من شأنه أن يساهم في نشر صورة المبدع والمثقف العماني ومنجزه ليس في العالم العربي فحسب إنما في العالم أجمع.

- لنعد للحديث عن معرض مسقط الدولي للكتاب، ما هي الخصوصية التي تمت المراهنة عليها في دورة هذا العام؟

في الحقيقة دورة هذا العام هي استثنائية بجميع المقاييس نظرا لما تمر به بلادنا من أزمات اقتصادية وصحية أثرت على الوضع العام، والمعرض هو أهم تظاهرة ثقافية في بلادنا. وقد حرصنا هذه المرة على أن يكون برنامج المعرض متنوعا وشاملا لقضايا ومسائل عربية وعالمية لكن بمشاركة عمانيين في تناولها بشكل يضفي مسحة من الكونية على أغلب المطارحات. ولكن الضرورة ومتطلبات المرحلة تحتم علينا المراهنة على بدائل أخرى للخروج من حالة الانغلاق التي أثرت سلبيا على حضورنا خارج حدود السلطنة.

ونحاول من خلال أنشطتنا ضمن مؤسسات الدولة الثقافية وغيرها من "الصالونات" الأخرى إعداد خطة سنوية وفق برنامج وخطة واضحة تتضمن ندوات ومعارض فنية وعروض موسيقية ومسرحية تكون مفتوحة لكل الأجيال والمواهب. لأننا نسعى لدخول وتأسيس مقومات سياسة ثقافية جديدة شاملة وهادفة تراهن على الانفتاح على الآخر العربي بالأساس ولنا في التجارب التونسية الرائدة أمثلة عديدة يمكن الاستناد عليها والاستئناس بتجاربها في مشروعنا الذي نطمح لإرسائه ليكون في مستوى المنجز الثقافي والحضاري والتاريخي لسلطنة عمان.  

oman.jpg

الكاتب والباحث العماني د.محمود بن مبارك السالمي لـ"الصباح": رهاننا التسويق للمنجز الثقافي العماني عربيا وهذا "سر" علاقتنا الوطيدة بتونس

مسقط – الصباح- من مبعوثتنا الخاصة نزيهة الغضباني

يعد الدكتور محمود بن مبارك السالمي، أحد رموز الحركة الثقافية والأدبية والفكرية في سلطنة عمان والعالم العربي، نظرا لتخصصاته وانتاجاته المتنوعة في النقد الأدبي نثرا وشعرا إضافة إلى البحث التاريخي والحضاري والحضور المتواتر في أغلب الفعاليات الثقافية في البلدان العربية أساسا منها تونس.

ويشغل حاليا رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العماني، وهي المؤسسة التي تتولى الإشراف على وضع وتنفيذ البرنامج الثقافي والفني العماني الشامل بأبعاده وأهدافه المحلية والدولية. تحدث هذا الأكاديمي والباحث والمختص في النقد الأدبي والمباحث التاريخية والحضارية،عن خصوصية المنجز الأدبي والفكري العماني وواقع الحركة الثقافية اليوم بعد عودة الجدل عن التأصيل من ناحية وما تفرضه العولمة من آليات جديدة تقود إلى الانفتاح على التطورات الرقمية والتكنولوجية الحديثة. كما تطرق مهندس الحركة الثقافية والفكرية في "السلطنة" وصاحب عديد الإصدارات التاريخية والأدبية والنقدية في الأدب والشعر، عن موقع الحركة الثقافية التونسية القريبة من وجدانه ومشغله الإبداعي وغيرها من المسائل الأخرى في الحوار التالي:

  

- إلى أي مدى استطاعت مؤسسة النادي الثقافي، التي تضطلع بمهام بلورة وتجسيد سياسة "السلطنة" الثقافية، أن تكون وفية لأسس بعثها والمحافظة على الخصوصية العمانية والعربية؟

صحيح أن النادي الثقافي العماني هو مؤسسة ثقافية بحتة أنشئت سنة 1983 عن طريق السلطان قابوس وأريد لهذا النادي أن تكون له شخصيته الاعتبارية المستقلة إداريا بحيث لا يتبع أي مؤسسة أخرى ويتولى الإشراف عليه السلطان هيثم آل سعيد فيما يشرف عليه اليوم وزير الثقافة والرياضة والشباب يزن بن الهيثم آل سعيد. وهذه المؤسسة بصدد تجديد برنامجها وسياسة عملها بما يخدم المشروع الثقافي والفني العماني بهدف الانتشار والتعريف بالموروث والخصوصية الحضارية العمانية الضاربة في القدم على مستوى إقليمي عربي من ناحية والسعي لتأسيس علاقات تعاون وشراكة مع الآخر المشابه والمختلف عنا على حد السواء.

والهام في الأمر أن هذا النادي يسعى إلى أن تكون الثقافة بعمومها منبرا وسياسة تجمع كل المثقفين وكل من يحتاج إلى التعرف على الثقافة العربية بشكل عام والعمانية بشكل خاص. لذلك يظل هذا النادي منبرا لكل المهتمين بالحراك والشأن الثقافيين من مختلف الأطياف والمذاهب. لأن من خطوطه العريضة هي المزج بين الأصالة والمعاصرة والانطلاق من الذات إلى الآخر. لأن الثقافة العمانية مترسخة في الحضارة والتاريخ، ويكفي العودة إلى رموز الفكر والأدب والفقه والتأريخ والسياسة ومختلف مجالات الإبداع الأدبي والنقدي العمانيين لتؤكد من قيمة وأهمية هذا الزخم النوعي ودور هذا المعطى في برنامج النهوض بالسلطنة في المستقبل.

-  بم تفسر غياب هذا "المعطى" الذي تحدثت عنه إقليميا وعربيا؟

لا شك أن من أبرز أهداف هذه المؤسسة هي العمل على التعريف بهذا المنجز الكمي والنوعي على مر التاريخ والحضارات الذي يعد جزء هام من المكون الكلي للثقافة العربية والإسلامية والكونية. ولكننا اليوم أكثر حرصا على أن يكون لنا حضورا في الداخل والخارج. ومعرض مسقط الدولي للكتاب يعد أحد أبرز التظاهرات الثقافية التي تسجل حضور مجموعة من أهل الحراك الثقافي والأدبي العربي بالأساس بشكل ثانوي من باحثين وكتاب ونقاد وغيرهم من اختصاصات مختلفة للمشاركة في الندوات واللقاءات وشتى علوم المعرفة التاريخية والثقافية. ولكن شاءت الظروف والأزمات الصحية والاقتصادية بالأساس أن تجعل برنامج دورة هذا العام محدودة واستثنائية.

وقد ساهمت جملة من العوامل في عدم وصول صور الثقافة العمانية إلى الأقاصي العربية والدولية ولكن أعتقد أن سياسة الدولة اليوم حريصة على إيفاء هذا المعطى حقه وكسر حاجز الانغلاق.

- هل تعني أن هناك آلية وسياسة واضحة هدفها التعريف وإخراج الخصوصية الثقافية إلى الآخر؟

هذا تقريبا ما قصدت قوله. وقد برمج النادي تنظيم ثماني ندوات في العام الغاية منها هي النهوض بهذا الهدف. لاسيما في ظل التطور النوعي وتوفر جملة من العوامل التي من شأنها إيصال  صورة الثقافة والإبداع العمانيين إلى الخارج أساسا منه المجتمعات العربية التي يجهل جل أبنائها حقيقة العمق الحضاري والتاريخي لهذا البلد. فالشباب وعدد كبير من المثقفين ابتعدوا  اليوم عن قراءة الكتب التي كانت سائدة وأصبحوا يركزون على الثقافة الجاهزة وما تنتجه شبكات التواصل الاجتماعي بشتى صروفها وفروعها. فالكثير لا يعرف أن من وضع علم المعاجم هو الخليل بن احمد الفراهيدي إضافة إلى ابن دريد ومؤلفه "الجمهرة في اللغة" و"معجم الإبانة" للعوتبي وناصر بن مرشد وهم عمانيو الطبع والطابع وغيرهم كثيرون ممن يحتفظ التاريخ بأعمالهم العلمية والأدبية والفكرية والفقهية وأدوارهم العسكرية والسياسية. لذلك فإن مؤسسة النادي الثقافي عملت على تخصيص صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي وأيضا بعث قناة تلفزية ثقافية بهدف الترويج للثقافة ورموز الإبداع والفكر العمانيين في الخارج وتحديدا على مستوى عربي. لأننا نحاول داخل هذه المؤسسة أن يكون لنا دور في إيصال الرسالة إلى المتلقي العربي حول مكامن الفكر والثقافة الراسخة في القدم وهو ما حاولت المراهنة عليه في كل مناسبة تتاح لي للسفر إلى تونس والمشاركة في أي تظاهرة أو مناسبة ثقافية هناك.

- كيف تقيم واقع الشعر في بلد الخليل؟

اعتقد أن الشعر العربي الفصيح وحده له السيادة هنا. لأن الذائقة العمانية مازالت تعتمد على الإيقاع والموسيقى واغلب الشعراء هم شعراء الموزونة المقفى رغم وجود الشعر الحر.

- ما هو تقييمك للواقع الثقافي التونسي وقد قلت إنك مواكبا وقريبا منه؟

- لا شك أن تونس تشكل بالنسبة للمجتمع العماني جانبا هاما من جوانب التواصل الحضاري لأن عمان وان كانت قصية في الشرق فهي أول بقعة تشرق فيها الشمس في العالم العربي. لكنها بقيت على صلة مع الجميع وتجمعنا علاقات جد خاصة ووطيدة مع تونس ولهذا البلد مكانة خاصة بالنسبة لي ولأغلب العمانيين. ويكفي أن أشير إلى دور المدرسة التونسية في تعليم وتكوين الناشئة في كامل ربوع سلطنة عمان بفضل المدرسين الوافدين منذ السبعينات من القرن الماضي. وأعتقد أن هناك توجها وسياسة شاملة من اجل تقريب المسافات وكسر الكثير من الحواجز لأننا اليوم نحتاج إلى تعارف مباشر مع الآخر ويقيننا بدور المجال التونسي في التعريف بالثقافة والإبداع العماني مغاربيا وإفريقيا وعالميا، والسلطنة تزخر بالكفاءات والمواهب لذلك فإن التقارب مع تونس من شأنه أن يساهم في نشر صورة المبدع والمثقف العماني ومنجزه ليس في العالم العربي فحسب إنما في العالم أجمع.

- لنعد للحديث عن معرض مسقط الدولي للكتاب، ما هي الخصوصية التي تمت المراهنة عليها في دورة هذا العام؟

في الحقيقة دورة هذا العام هي استثنائية بجميع المقاييس نظرا لما تمر به بلادنا من أزمات اقتصادية وصحية أثرت على الوضع العام، والمعرض هو أهم تظاهرة ثقافية في بلادنا. وقد حرصنا هذه المرة على أن يكون برنامج المعرض متنوعا وشاملا لقضايا ومسائل عربية وعالمية لكن بمشاركة عمانيين في تناولها بشكل يضفي مسحة من الكونية على أغلب المطارحات. ولكن الضرورة ومتطلبات المرحلة تحتم علينا المراهنة على بدائل أخرى للخروج من حالة الانغلاق التي أثرت سلبيا على حضورنا خارج حدود السلطنة.

ونحاول من خلال أنشطتنا ضمن مؤسسات الدولة الثقافية وغيرها من "الصالونات" الأخرى إعداد خطة سنوية وفق برنامج وخطة واضحة تتضمن ندوات ومعارض فنية وعروض موسيقية ومسرحية تكون مفتوحة لكل الأجيال والمواهب. لأننا نسعى لدخول وتأسيس مقومات سياسة ثقافية جديدة شاملة وهادفة تراهن على الانفتاح على الآخر العربي بالأساس ولنا في التجارب التونسية الرائدة أمثلة عديدة يمكن الاستناد عليها والاستئناس بتجاربها في مشروعنا الذي نطمح لإرسائه ليكون في مستوى المنجز الثقافي والحضاري والتاريخي لسلطنة عمان.  

oman.jpg

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews