إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

فؤاد بوسلامة لـ"الصباح": إتهام الشاهد بمحاولة الإنقلاب على الباجي مجرد تخمينات... والتطبيع تهمة غبية

لا تزال المواقف تتضارب بشان طبيعة التحرك البرلماني الذي رافق مرض رئيس الراحل الباجي قائد السبسي، وقد رافقت تلك المواقف تهم من الحجم الثقيل تعلقت اساسا بمحاولة الانقلاب التي قيل انها قادتها كل من كتلة حركة النهضة وتحيا تونس واتهام رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالسعي لقصر قرطاج منقلبا على الرئيس. ولم يكن موضوع الانقلاب وحده عنوان الطوق المحيط بيوسف الشاهد بعد ان اتهمه خصومه بالتطبيع ليفتح معها الرجل ملفا وازنا في الحياة السياسية. "الصباح" التقت عضو الديوان السياسي والمكلف بالإعلام في حركة تحيا تونس فؤاد بوسلامة الذي كان لنا معه الحوار التالي: بداية دعنا ننطلق من القراءة الأخيرة لكتاب الرئيس السابق محمد الناصر وما وصفه من محاولة للانقلاب على الراحل الباجي قائد السبسي وهو على فراش المرض؟ كما تعلمون فان السيد محمد الناصر يحظى بتقدير واحترام اغلب قيادات ومناضلي تحيا تونس باعتباره نائب رئيس ثم رئيسا للفترة الذهبية من حركة نداء تونس التي لمت الجميع. وكما تعرفون أيضا فقد كان الناصر بعيدا عن المزايدات والاصطفاف والشقوق رغم مآخذ البعض وانتقاداتهم له. أما أن نفاجأ منه بمجرد تخمينات وقراءات لا ترتقي إلى المنصب الذي تقلده كرئيس الجمهورية مطلع على كل الخفايا فهذا ما لم نكن ننتظره. ولكنه اتهام صريح لرئيس الحكومة آنذاك يوسف الشاهد؟ الحقيقة ان محمد الناصر لم يتهم الشاهد بل خلص الى استنتاج فقط لا غير، بمعنى أن يسعى رئيس حركة تحيا تونس  الشاهد  بوصفه رئيسا للحكومة حينها لافتكاك رئاسة الجمهورية في مدة زمنية قصيرة حيث سيحرمه ذلك من الترشح للانتخابات هو في الواقع تفكير ساذج لم يدر بذهن الشاهد ولا الكتلة النيابية وقتها. وهذا يجرنا للتساؤل المنطقي الفكري والسياسي الذي ذهب له محمد الناصر، اذ هل كان الشاهد سيضحي بمستقبله السياسي من أجل بضعة أيام كرئيس للجمهورية خاصة ان كان  من بين المرشحين البارزين. وبالنسبة للذين ابتهجوا بشهادة محمد الناصر خاصة اولئك الذين تمرسوا بمنطق المناورة والانقلاب مع أكثر من شق في نداء تونس ان الشاهد لم يكن يفكر في الامر وما الحديث عن طموحه لدخول قصر قرطاج سوى مجرد اوهام. يعني الكل اقر بمحاولات الانقلاب فقط فؤاد بوسلامة يرى في الشاهد ملاكا سياسيا بل وتدافع عنه بمنطق انصر ابن حزبك ظالما او مظلوما؟ هذا هو المنطق الذي يسعى الاعلام لترويجه لدى الراي العام رغم حرصي أمامك على تبيان الحقيقة، أنا لن أدافع عن يوسف الشاهد الذين كان رده واضحا وحاسما ولكن منطق الاشياء يتطلب التفكير مليا قبل البحث عن ترويج الكتاب ولو بالقفز على الحقائق والوقائع. بعيدا عن الناصر كيف تنظرون الى سعي رئيس الحزب الى التطبيع بمشاركته في أشغال بدولة الإمارات؟ تطبيع؟ هذا موضوع غارق في الدغمائية والبهتان فقد حضر يوسف الشاهد ضيفا على القمة العالمية "موازين القوى الدولية في عالم ما بعد الوباء". ورغم بعض التشويش المتعمد الذي سبق هذه المشاركة فقد كان حضوره مميزا وقدم مداخلة قيمة أثبتت للعالم أن لتونس من الكفاءات الشابة القادرة على حسن إدارة الأزمات واستنباط الحلول. لذلك حري بالجميع أن نقف وراء الجيل الجديد من السياسيين الذين يثبتون باستمرار قدرتهم على النهوض بالوطن خاصة أنهم من جيل لا يحمل أحقادا ولا صراعات كالتي نعيش على وقعها اليوم بل تحركهم فقط وطنيتهم وانتماؤهم لتونس. وهذا هو الحل الذي لا مفر منه. ما يلاحظ اليوم غياب الحزب ميدانيا باستثناء بعض البيانات المناسباتية… فأين ذهب الحزب؟ نحن هنا، ولكن الجزء الأكبر من الاعلام في تونس لا يسلط الضوء الا على الخلافات والصراعات، فقد انطلق الحزب في مرحلة إعادة هيكلة الحركة على كل الأصعدة لتجاوز سلبيات المرحلة السابقة التي سبقت انتخابات 2019 . ماذا تقصد بتجاوز سلبيات المرحلة السابقة؟ اقصد انه عندما تهافت أكثر من اسم على الحزب من أجل مصالح شخصية ضيقة سواء خلال تكوين الحزب او التحضير للقائمات الانتخابية، اما اليوم فان قيادة الحزب تتجه لبدء مرحلة جديدة شعارها العمل والالتزام بمبادئ الحركة بعيدا عن المكاسب الشخصية وهدفها لم شمل كل القوى الوطنية التي مزقتها التفرقة والخلافات البسيطة رغم التقائها في اهم وأغلب المواقف. وباعتباره رئيسا للحزب فان يوسف الشاهد  يطرح خارطة طريق واضحة للمرحلة المقبلة وهو القادر بحكم تجربته الأطول على مستوى رئاسة الحكومة على حسن التقييم والدفع نحو وحدة وطنية حقيقية تجمع مؤسسات الرئاسة والحكومة ومجلس نواب الشعب بعيدا عن المزايدات والمشاحنات من أجل مصلحة الوطن التي ضاعت في زحمة الخلافات والمهاترات.

خليل الحناشي

 
لا تزال المواقف تتضارب بشان طبيعة التحرك البرلماني الذي رافق مرض رئيس الراحل الباجي قائد السبسي، وقد رافقت تلك المواقف تهم من الحجم الثقيل تعلقت اساسا بمحاولة الانقلاب التي قيل انها قادتها كل من كتلة حركة النهضة وتحيا تونس واتهام رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالسعي لقصر قرطاج منقلبا على الرئيس. ولم يكن موضوع الانقلاب وحده عنوان الطوق المحيط بيوسف الشاهد بعد ان اتهمه خصومه بالتطبيع ليفتح معها الرجل ملفا وازنا في الحياة السياسية. "الصباح" التقت عضو الديوان السياسي والمكلف بالإعلام في حركة تحيا تونس فؤاد بوسلامة الذي كان لنا معه الحوار التالي: بداية دعنا ننطلق من القراءة الأخيرة لكتاب الرئيس السابق محمد الناصر وما وصفه من محاولة للانقلاب على الراحل الباجي قائد السبسي وهو على فراش المرض؟ كما تعلمون فان السيد محمد الناصر يحظى بتقدير واحترام اغلب قيادات ومناضلي تحيا تونس باعتباره نائب رئيس ثم رئيسا للفترة الذهبية من حركة نداء تونس التي لمت الجميع. وكما تعرفون أيضا فقد كان الناصر بعيدا عن المزايدات والاصطفاف والشقوق رغم مآخذ البعض وانتقاداتهم له. أما أن نفاجأ منه بمجرد تخمينات وقراءات لا ترتقي إلى المنصب الذي تقلده كرئيس الجمهورية مطلع على كل الخفايا فهذا ما لم نكن ننتظره. ولكنه اتهام صريح لرئيس الحكومة آنذاك يوسف الشاهد؟ الحقيقة ان محمد الناصر لم يتهم الشاهد بل خلص الى استنتاج فقط لا غير، بمعنى أن يسعى رئيس حركة تحيا تونس  الشاهد  بوصفه رئيسا للحكومة حينها لافتكاك رئاسة الجمهورية في مدة زمنية قصيرة حيث سيحرمه ذلك من الترشح للانتخابات هو في الواقع تفكير ساذج لم يدر بذهن الشاهد ولا الكتلة النيابية وقتها. وهذا يجرنا للتساؤل المنطقي الفكري والسياسي الذي ذهب له محمد الناصر، اذ هل كان الشاهد سيضحي بمستقبله السياسي من أجل بضعة أيام كرئيس للجمهورية خاصة ان كان  من بين المرشحين البارزين. وبالنسبة للذين ابتهجوا بشهادة محمد الناصر خاصة اولئك الذين تمرسوا بمنطق المناورة والانقلاب مع أكثر من شق في نداء تونس ان الشاهد لم يكن يفكر في الامر وما الحديث عن طموحه لدخول قصر قرطاج سوى مجرد اوهام. يعني الكل اقر بمحاولات الانقلاب فقط فؤاد بوسلامة يرى في الشاهد ملاكا سياسيا بل وتدافع عنه بمنطق انصر ابن حزبك ظالما او مظلوما؟ هذا هو المنطق الذي يسعى الاعلام لترويجه لدى الراي العام رغم حرصي أمامك على تبيان الحقيقة، أنا لن أدافع عن يوسف الشاهد الذين كان رده واضحا وحاسما ولكن منطق الاشياء يتطلب التفكير مليا قبل البحث عن ترويج الكتاب ولو بالقفز على الحقائق والوقائع. بعيدا عن الناصر كيف تنظرون الى سعي رئيس الحزب الى التطبيع بمشاركته في أشغال بدولة الإمارات؟ تطبيع؟ هذا موضوع غارق في الدغمائية والبهتان فقد حضر يوسف الشاهد ضيفا على القمة العالمية "موازين القوى الدولية في عالم ما بعد الوباء". ورغم بعض التشويش المتعمد الذي سبق هذه المشاركة فقد كان حضوره مميزا وقدم مداخلة قيمة أثبتت للعالم أن لتونس من الكفاءات الشابة القادرة على حسن إدارة الأزمات واستنباط الحلول. لذلك حري بالجميع أن نقف وراء الجيل الجديد من السياسيين الذين يثبتون باستمرار قدرتهم على النهوض بالوطن خاصة أنهم من جيل لا يحمل أحقادا ولا صراعات كالتي نعيش على وقعها اليوم بل تحركهم فقط وطنيتهم وانتماؤهم لتونس. وهذا هو الحل الذي لا مفر منه. ما يلاحظ اليوم غياب الحزب ميدانيا باستثناء بعض البيانات المناسباتية… فأين ذهب الحزب؟ نحن هنا، ولكن الجزء الأكبر من الاعلام في تونس لا يسلط الضوء الا على الخلافات والصراعات، فقد انطلق الحزب في مرحلة إعادة هيكلة الحركة على كل الأصعدة لتجاوز سلبيات المرحلة السابقة التي سبقت انتخابات 2019 . ماذا تقصد بتجاوز سلبيات المرحلة السابقة؟ اقصد انه عندما تهافت أكثر من اسم على الحزب من أجل مصالح شخصية ضيقة سواء خلال تكوين الحزب او التحضير للقائمات الانتخابية، اما اليوم فان قيادة الحزب تتجه لبدء مرحلة جديدة شعارها العمل والالتزام بمبادئ الحركة بعيدا عن المكاسب الشخصية وهدفها لم شمل كل القوى الوطنية التي مزقتها التفرقة والخلافات البسيطة رغم التقائها في اهم وأغلب المواقف. وباعتباره رئيسا للحزب فان يوسف الشاهد  يطرح خارطة طريق واضحة للمرحلة المقبلة وهو القادر بحكم تجربته الأطول على مستوى رئاسة الحكومة على حسن التقييم والدفع نحو وحدة وطنية حقيقية تجمع مؤسسات الرئاسة والحكومة ومجلس نواب الشعب بعيدا عن المزايدات والمشاحنات من أجل مصلحة الوطن التي ضاعت في زحمة الخلافات والمهاترات.

خليل الحناشي

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews