إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

عبد الحميد الجلاصي القيادي السابق في حركة النهضة: "نعم نتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية في حادثة باب سويقة.. ونعتذر للتونسيين"

  ما تزال ما يُعرف بعملية باب سويقة التي جرت أحداثها في فيفري من سنة 1991، وتورطت فيها مجموعة من الشباب المنتمي إلى حركة النهضة، تثير الكثير من الجدل. خاصة بعد التصريحات المثيرة التي كشفها أحد منفذي العملية كريم عبد السلام في شهادة تاريخية كتبها بنفسه ونشرت قبل أشهر قليلة في العدد 16 من "المفكرة القانونية"، ثم مؤخرا في حوار مطول أدلى به لإذاعة شمس اف ام، ومؤسسات إعلامية أخرى، واتهم فيها قيادات عليا من حركة النهضة بأنها كانت على علم بالعملية. الجديد في القضية أن القيادي السابق في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي أعلن عن تحمّله المسؤولية السياسية والأخلاقية في أحداث باب سويقة سنة 1991. وقال خلال استضافته في برنامج "رونديفو9" على قناة التاسعة، مساء الثلاثاء المنقضي: "أتحمّل المسؤولية السياسية والأخلاقية لما حدث خلال تلك العملية واعتذر للتونسيين على ذلك". وقال الجلاصي في تعليقه على التصريحات الصادرة عن كريم عبد السلام المشارك في أحداث باب سويقة: "من الطبيعي أن يتحدّث عنّي ويذكرني كريم عبد السلام في شهادته بخصوص الحادثة بما أنّني كنت قياديا في النهضة بين سنتي 1988 و1991". وكان عبد السلام وهو الذي يعد أحد عناصر التنظيم السري آنذاك التي اخترقت حزب التجمع المنحل بداية التسعينات، قد اعترف في شهادته بممارسته للعنف في عملية باب سويقة، واعتذر عنه وكشف تبني النهضة للعنف واعتباره من أدوات التغيير السياسي وأنها أعدت عناصرها وشحنتهم لارتكاب العنف. لكن شهادة عبد السلام قوبلت بإنكار تام من قبل حركة النهضة التي ما تزال تتبنى رؤية خاصة في تفسيرها لعملية باب سويقة منذ صائفة 2011 بعد عودة معظم قيادييها المنفيين بالخارج إلى تونس وعلى رأسهم رئيس الحركة الحالي راشد الغنوشي، إذ تعتبر حركة النهضة أنها تعرضت للقمع والملاحقات الأمنية والقضائية وتلفيق القضايا عن أحداث عنف، وبالتالي فهي تنكر مسؤوليتها المباشرة عن جل الأحداث التي حصلت في حقبتي الثمانيات والتسعينات، ومنها أحداث باب سويقة ومحاولة الانقلاب في 8 نوفمبر 1987.. ففي تعليقه على هذه الشهادة، استنكر رئيس البرلمان وحركة النهضة راشد الغنوشي اتهامات عبد السلام للحركة، قائلاً: "هذه محاولات بائسة ويائسة لتحويل حركة سياسية منذ 1981، هي الحزب الأكبر في البلاد سواء في المعارضة والحكم، إلى حالة وقضية أمنية وربطها بالإرهاب". وللتذكير فقد برّر الغنوشي في أول لقاء بعد عودته من منفاه في لندن عام 2011، أحداث باب سويقة بأنها كانت "أخطاء فردية" لبعض شباب الحركة، الذين كانوا "يعانون القمع في ظل غياب قيادات النهضة سواء بالنفي أو بالسجن". وفي نفس السياق، برّر القيادي السابق في الحركة حمادي الجبالي يوم 7 فيفري 2011  في ندوة صحفية وكان يتقلد وقتها منصب الأمين العام للحزب أحداث العنف التي تورط فيها شباب من حركة النهضة، ومنها “حادثة ماء الفرق”، وقال:" تلك الحادثة تعد من أخطائنا (النهضة) التي جاءت في إطار أخطاء فردية في إطار رد فعل منظوري النهضة على “الكبت وعلى إرهاب الدولة”. اللافت أن اعتذار الجلاصي للتونسيين عن عملية باب سويقة، يعتبر مهما لسببن:  الأول أنه صدر عن قيادي سابق بارز يعتبر من الأعمدة المؤسسة للحركة. وهي شهادة من شأنها احراج حركة النهضة وقياداتها الحالية، التي ما تزال تنكر مسؤوليتها السياسية والأخلاقية عن تلك الأحداث، والسبب الثاني، أنه يأتي في سياق مضاد للأطروحة التي تحاول قيادات أخرى في الحركة تسويقها لتبرير ما حدث في تلك الحقبة من أحداث عنف، والتي تصور نفسها كضحية للقمع والتضييقات التي مارسها نظاما بورقيبة وبن علي على قيادات الحركة وعلى الشباب المنتمي إليها.. يذكر أن كريم عبد السلام كشف عن تورط الحركة في عملية باب سويقة قبل نحو ثلاثة عقود في سياق محاولات النهضة الانقلاب على النظام، وقال إن العملية التي جاءت في إطار ما سمّي بـ"تحرير المبادرة" استهدفت إحدى لجان التنسيق لحزب التجمع الحاكم آنذاك بباب سويقة وسط العاصمة، وراح ضحيتها أحد حراس المركز وجرح آخرون. وقال: "حُدّد موعد التنفيذ في 17 فيفري 1991، لاستهداف مقر لجنة التنسيق الحزبي بباب سويقة". مؤكداً أن التخطيط والتنفيذ كانا "بعلم قيادة الحركة، وجاء تحت خطة صادقت عليها هياكل النهضة في مؤتمرها". ووصف عبد السلام في حوار لـ"الشارع المغاربي" أحداث باب سويقة بأنها مغامرة فاشلة سقط فيها ضحايا من الطرفين مؤكدا أن حركة النهضة لم تتحمل مسؤوليتها التاريخية رغم أنها في السلطة منذ 10 سنوات لم تقم بردّ الاعتبار أو حتى الاعتذار. واتهم الحركة بأنها تحاول تزييف التاريخ ونفي التهم المتطرفة عنها، وفسّر أن الحركة اتخذت طريقة الاعتراف الضمني بالعمليات ثم نفي المسؤولية تدريجيا ولومها على الشباب المتحمس وقواعد الحركة الذين "جرّوا القيادات للمواجهة" على حد تعبيره.  

رفيق

 
  ما تزال ما يُعرف بعملية باب سويقة التي جرت أحداثها في فيفري من سنة 1991، وتورطت فيها مجموعة من الشباب المنتمي إلى حركة النهضة، تثير الكثير من الجدل. خاصة بعد التصريحات المثيرة التي كشفها أحد منفذي العملية كريم عبد السلام في شهادة تاريخية كتبها بنفسه ونشرت قبل أشهر قليلة في العدد 16 من "المفكرة القانونية"، ثم مؤخرا في حوار مطول أدلى به لإذاعة شمس اف ام، ومؤسسات إعلامية أخرى، واتهم فيها قيادات عليا من حركة النهضة بأنها كانت على علم بالعملية. الجديد في القضية أن القيادي السابق في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي أعلن عن تحمّله المسؤولية السياسية والأخلاقية في أحداث باب سويقة سنة 1991. وقال خلال استضافته في برنامج "رونديفو9" على قناة التاسعة، مساء الثلاثاء المنقضي: "أتحمّل المسؤولية السياسية والأخلاقية لما حدث خلال تلك العملية واعتذر للتونسيين على ذلك". وقال الجلاصي في تعليقه على التصريحات الصادرة عن كريم عبد السلام المشارك في أحداث باب سويقة: "من الطبيعي أن يتحدّث عنّي ويذكرني كريم عبد السلام في شهادته بخصوص الحادثة بما أنّني كنت قياديا في النهضة بين سنتي 1988 و1991". وكان عبد السلام وهو الذي يعد أحد عناصر التنظيم السري آنذاك التي اخترقت حزب التجمع المنحل بداية التسعينات، قد اعترف في شهادته بممارسته للعنف في عملية باب سويقة، واعتذر عنه وكشف تبني النهضة للعنف واعتباره من أدوات التغيير السياسي وأنها أعدت عناصرها وشحنتهم لارتكاب العنف. لكن شهادة عبد السلام قوبلت بإنكار تام من قبل حركة النهضة التي ما تزال تتبنى رؤية خاصة في تفسيرها لعملية باب سويقة منذ صائفة 2011 بعد عودة معظم قيادييها المنفيين بالخارج إلى تونس وعلى رأسهم رئيس الحركة الحالي راشد الغنوشي، إذ تعتبر حركة النهضة أنها تعرضت للقمع والملاحقات الأمنية والقضائية وتلفيق القضايا عن أحداث عنف، وبالتالي فهي تنكر مسؤوليتها المباشرة عن جل الأحداث التي حصلت في حقبتي الثمانيات والتسعينات، ومنها أحداث باب سويقة ومحاولة الانقلاب في 8 نوفمبر 1987.. ففي تعليقه على هذه الشهادة، استنكر رئيس البرلمان وحركة النهضة راشد الغنوشي اتهامات عبد السلام للحركة، قائلاً: "هذه محاولات بائسة ويائسة لتحويل حركة سياسية منذ 1981، هي الحزب الأكبر في البلاد سواء في المعارضة والحكم، إلى حالة وقضية أمنية وربطها بالإرهاب". وللتذكير فقد برّر الغنوشي في أول لقاء بعد عودته من منفاه في لندن عام 2011، أحداث باب سويقة بأنها كانت "أخطاء فردية" لبعض شباب الحركة، الذين كانوا "يعانون القمع في ظل غياب قيادات النهضة سواء بالنفي أو بالسجن". وفي نفس السياق، برّر القيادي السابق في الحركة حمادي الجبالي يوم 7 فيفري 2011  في ندوة صحفية وكان يتقلد وقتها منصب الأمين العام للحزب أحداث العنف التي تورط فيها شباب من حركة النهضة، ومنها “حادثة ماء الفرق”، وقال:" تلك الحادثة تعد من أخطائنا (النهضة) التي جاءت في إطار أخطاء فردية في إطار رد فعل منظوري النهضة على “الكبت وعلى إرهاب الدولة”. اللافت أن اعتذار الجلاصي للتونسيين عن عملية باب سويقة، يعتبر مهما لسببن:  الأول أنه صدر عن قيادي سابق بارز يعتبر من الأعمدة المؤسسة للحركة. وهي شهادة من شأنها احراج حركة النهضة وقياداتها الحالية، التي ما تزال تنكر مسؤوليتها السياسية والأخلاقية عن تلك الأحداث، والسبب الثاني، أنه يأتي في سياق مضاد للأطروحة التي تحاول قيادات أخرى في الحركة تسويقها لتبرير ما حدث في تلك الحقبة من أحداث عنف، والتي تصور نفسها كضحية للقمع والتضييقات التي مارسها نظاما بورقيبة وبن علي على قيادات الحركة وعلى الشباب المنتمي إليها.. يذكر أن كريم عبد السلام كشف عن تورط الحركة في عملية باب سويقة قبل نحو ثلاثة عقود في سياق محاولات النهضة الانقلاب على النظام، وقال إن العملية التي جاءت في إطار ما سمّي بـ"تحرير المبادرة" استهدفت إحدى لجان التنسيق لحزب التجمع الحاكم آنذاك بباب سويقة وسط العاصمة، وراح ضحيتها أحد حراس المركز وجرح آخرون. وقال: "حُدّد موعد التنفيذ في 17 فيفري 1991، لاستهداف مقر لجنة التنسيق الحزبي بباب سويقة". مؤكداً أن التخطيط والتنفيذ كانا "بعلم قيادة الحركة، وجاء تحت خطة صادقت عليها هياكل النهضة في مؤتمرها". ووصف عبد السلام في حوار لـ"الشارع المغاربي" أحداث باب سويقة بأنها مغامرة فاشلة سقط فيها ضحايا من الطرفين مؤكدا أن حركة النهضة لم تتحمل مسؤوليتها التاريخية رغم أنها في السلطة منذ 10 سنوات لم تقم بردّ الاعتبار أو حتى الاعتذار. واتهم الحركة بأنها تحاول تزييف التاريخ ونفي التهم المتطرفة عنها، وفسّر أن الحركة اتخذت طريقة الاعتراف الضمني بالعمليات ثم نفي المسؤولية تدريجيا ولومها على الشباب المتحمس وقواعد الحركة الذين "جرّوا القيادات للمواجهة" على حد تعبيره.  

رفيق

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews