متابعة لموضوع شبهة تلاعب ببطاقات التوجيه الجامعي لعدد من التلاميذ بولاية الكاف، تم بعد مراجعة النيابة العمومية الاذن بفتح بحث تحقيقي وتعهيد احدى الفرق الأمنية الجهة بالموضوع وإجراء الأبحاث والتساخير الفنية اللازمة.
ووفق المعطيات المتوفرة تم الاستماع لستة تلاميذ من مجموعة ثمانية في انتظار سماع البقية والقضية محل متابعة من طرف النيابة العمومية بالكاف.
في نفس السياق اكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي انها قامت بالتنسيق مع وزارتيْ تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد والتربية بفتح تحقيق في ما يتداول بخصوص نتائج التوجيه الجامعي لبعض الناجحين في بكالوريا 2025 من معهديْن بمدينة الكاف، وهي تعمل على تسوية وضعية المعنيين حالة بحالة..
سابقة خطيرة
في هذا السياق أفاد الخبير في الإعلامية أمين حاجي في تصريح لـ"الصباح نيوز" ان ما سجل يعد سابقة خطيرة تهزّ الثقة في المنظومات الرقمية التعليمية، بعد ان تقدّمت مجموعة من التلاميذ المتفوّقين في امتحان البكالوريا 2025 بالكاف، بشكاية تُفيد بوجود تلاعب في اختياراتهم الجامعية دون علمهم أو موافقتهم.
واضاف حاجي ان الخطورة لا تقف عند مجرّد "خطأ تقني" أو "خلل عرضي"، بل تتجاوزها لتطرح علامات استفهام جدية حول أمن منظومة التوجيه الجامعي وشفافيتها.
شبهة اختراق أم تلاعب داخلي؟
وكشف محدثنا انه أمام هذه الوقائع، تُطرح فرضيات عديدة قد تفسّر ما حصل؛ منها فرضية الاختراق الإلكتروني (وهي الأرجح)وتتمثل في ولوج غير مشروع لمنصة التوجيه الجامعي عبر سرقة بيانات الدخول الخاصة بالطلبة (رقم الباكالوريا وكلمة السر)، سواء عبر صفحات تصيد وهمية أو عبر تسريب داخلي أو اختراق تقني مباشر للمنصة.
وكذلك فرضية التلاعب الداخلي وهي أشد خطورة من الاختراق الخارجي، لأنها تفترض وجود أطراف لها صلاحيات رسمية داخل المنظومة عمدت إلى تعديل التوجيهات بشكل غير قانوني، إمّا بغاية التربح، أو بفعل ضغوط، أو في إطار شبكة محسوبية.
كما تطرح فرضية أخرى تتعلق بالإهمال أو الثغرة: حيث لا يمكن استبعاد فرضية وجود خلل تقني أو ضعف في حماية المعطيات، ما سهّل على أطراف غير معنية النفاذ إلى بيانات الطلبة والتصرف فيها دون رقيب.
التحقيقات في طور الإنجاز
وأوضح محدثنا انه وفق مصادر إعلامية رسمية، أذنت النيابة العمومية بالكاف بمباشرة التساخير الفنية الضرورية، بما في ذلك تتبّع أثر البيانات الرقمية وتحليل سجلات الدخول إلى المنصة.
ومن المنتظر أن يتم استجواب الفنيين والتقنيين المشرفين على منظومة التوجيه الجامعي من قبل وحدات مختصة في الأمن السيبرني، في إطار تحديد المسؤوليات بدقة.
منظومة تحت الضغط.. ومراجعة ضرورية
وشدد مصدرنا ان ما حصل يطرح بجدية ضرورة مراجعة منظومة التوجيه الجامعي، ليس فقط على مستوى الإجراءات التقنية، ولكن أيضًا في آليات الحوكمة والرقابة، متسائلا: كيف يمكن لمنصة وطنية، تُعتمد لتحديد مصير آلاف الطلبة، أن تُخترق أو تُستعمل بطريقة غير قانونية؟ وأين هي الضمانات المؤسسية لحماية المعطيات الشخصية؟
دور الأولياء والتلاميذ في حماية البيانات
ولاحظ حاجي في ذات الصدد انه في خضم هذه الأزمة، تبرز أهمية التوعية الرقمية لدى التلاميذ والأسر، فالمعطى الوحيد وكلمة السر الممنوحة لكل تلميذ تعتبر مفتاحًا شخصيًا لا يجب تحت أي ظرف مشاركته مع الغير، مهما كانت الصفة أو الدافع. ومهما كان الإلحاح أو الإغراء، يبقى من الضروري:
استخدام المنصة الرسمية فقط: www.orientation.tn
وايضا رفض التعامل مع صفحات أو وسطاء يدّعون تقديم "مساعدة في التوجيه" مع تغيير كلمة السر فورًا عند الشك والتبليغ عن أي خرق أو تدخل مشبوه في حساب التوجيه.
وانتهى محدثنا الى توجيه كلمة أخيرة تخص تأمين منظومة التوجيه الجامعي التي هي مسؤولية جماعية تتقاسمها الدولة والمؤسسات والطلبة وأولياؤهم، وأن ما حصل في الكاف ليس مجرد حادث معزول، بل ناقوس خطر يُنبه الجميع إلى ضرورة اليقظة الرقمية وإعادة بناء الثقة، لأن أي خرق اليوم هو تهديد مباشر للعدالة التربوية غدًا..
سعيدة الميساوي
متابعة لموضوع شبهة تلاعب ببطاقات التوجيه الجامعي لعدد من التلاميذ بولاية الكاف، تم بعد مراجعة النيابة العمومية الاذن بفتح بحث تحقيقي وتعهيد احدى الفرق الأمنية الجهة بالموضوع وإجراء الأبحاث والتساخير الفنية اللازمة.
ووفق المعطيات المتوفرة تم الاستماع لستة تلاميذ من مجموعة ثمانية في انتظار سماع البقية والقضية محل متابعة من طرف النيابة العمومية بالكاف.
في نفس السياق اكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي انها قامت بالتنسيق مع وزارتيْ تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد والتربية بفتح تحقيق في ما يتداول بخصوص نتائج التوجيه الجامعي لبعض الناجحين في بكالوريا 2025 من معهديْن بمدينة الكاف، وهي تعمل على تسوية وضعية المعنيين حالة بحالة..
سابقة خطيرة
في هذا السياق أفاد الخبير في الإعلامية أمين حاجي في تصريح لـ"الصباح نيوز" ان ما سجل يعد سابقة خطيرة تهزّ الثقة في المنظومات الرقمية التعليمية، بعد ان تقدّمت مجموعة من التلاميذ المتفوّقين في امتحان البكالوريا 2025 بالكاف، بشكاية تُفيد بوجود تلاعب في اختياراتهم الجامعية دون علمهم أو موافقتهم.
واضاف حاجي ان الخطورة لا تقف عند مجرّد "خطأ تقني" أو "خلل عرضي"، بل تتجاوزها لتطرح علامات استفهام جدية حول أمن منظومة التوجيه الجامعي وشفافيتها.
شبهة اختراق أم تلاعب داخلي؟
وكشف محدثنا انه أمام هذه الوقائع، تُطرح فرضيات عديدة قد تفسّر ما حصل؛ منها فرضية الاختراق الإلكتروني (وهي الأرجح)وتتمثل في ولوج غير مشروع لمنصة التوجيه الجامعي عبر سرقة بيانات الدخول الخاصة بالطلبة (رقم الباكالوريا وكلمة السر)، سواء عبر صفحات تصيد وهمية أو عبر تسريب داخلي أو اختراق تقني مباشر للمنصة.
وكذلك فرضية التلاعب الداخلي وهي أشد خطورة من الاختراق الخارجي، لأنها تفترض وجود أطراف لها صلاحيات رسمية داخل المنظومة عمدت إلى تعديل التوجيهات بشكل غير قانوني، إمّا بغاية التربح، أو بفعل ضغوط، أو في إطار شبكة محسوبية.
كما تطرح فرضية أخرى تتعلق بالإهمال أو الثغرة: حيث لا يمكن استبعاد فرضية وجود خلل تقني أو ضعف في حماية المعطيات، ما سهّل على أطراف غير معنية النفاذ إلى بيانات الطلبة والتصرف فيها دون رقيب.
التحقيقات في طور الإنجاز
وأوضح محدثنا انه وفق مصادر إعلامية رسمية، أذنت النيابة العمومية بالكاف بمباشرة التساخير الفنية الضرورية، بما في ذلك تتبّع أثر البيانات الرقمية وتحليل سجلات الدخول إلى المنصة.
ومن المنتظر أن يتم استجواب الفنيين والتقنيين المشرفين على منظومة التوجيه الجامعي من قبل وحدات مختصة في الأمن السيبرني، في إطار تحديد المسؤوليات بدقة.
منظومة تحت الضغط.. ومراجعة ضرورية
وشدد مصدرنا ان ما حصل يطرح بجدية ضرورة مراجعة منظومة التوجيه الجامعي، ليس فقط على مستوى الإجراءات التقنية، ولكن أيضًا في آليات الحوكمة والرقابة، متسائلا: كيف يمكن لمنصة وطنية، تُعتمد لتحديد مصير آلاف الطلبة، أن تُخترق أو تُستعمل بطريقة غير قانونية؟ وأين هي الضمانات المؤسسية لحماية المعطيات الشخصية؟
دور الأولياء والتلاميذ في حماية البيانات
ولاحظ حاجي في ذات الصدد انه في خضم هذه الأزمة، تبرز أهمية التوعية الرقمية لدى التلاميذ والأسر، فالمعطى الوحيد وكلمة السر الممنوحة لكل تلميذ تعتبر مفتاحًا شخصيًا لا يجب تحت أي ظرف مشاركته مع الغير، مهما كانت الصفة أو الدافع. ومهما كان الإلحاح أو الإغراء، يبقى من الضروري:
استخدام المنصة الرسمية فقط: www.orientation.tn
وايضا رفض التعامل مع صفحات أو وسطاء يدّعون تقديم "مساعدة في التوجيه" مع تغيير كلمة السر فورًا عند الشك والتبليغ عن أي خرق أو تدخل مشبوه في حساب التوجيه.
وانتهى محدثنا الى توجيه كلمة أخيرة تخص تأمين منظومة التوجيه الجامعي التي هي مسؤولية جماعية تتقاسمها الدولة والمؤسسات والطلبة وأولياؤهم، وأن ما حصل في الكاف ليس مجرد حادث معزول، بل ناقوس خطر يُنبه الجميع إلى ضرورة اليقظة الرقمية وإعادة بناء الثقة، لأن أي خرق اليوم هو تهديد مباشر للعدالة التربوية غدًا..