إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي / العرب بين قمم الدوحة وجدة وموسكو و"نادي نيويورك" : تطلع لنظام دولي جديد..

بقلم كمال بن يونس 
 
تتواصل في مقر الأمم المتحدة في نيويورك الاجتماعات السنوية بمشاركة عشرات من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية وكبار الخبراء من العالم أجمع.
وتبحث هذه الاجتماعات في مستوى الجلسات العامة واللجان المختصة أغلب " الملفات السخنة " عالميا من الحروب والازمات الأمنية إلى معضلات الجفاف والتلوث والتنمية والاقتصادية والبحرية  والفقر وغيرها..
وكانت بعض الجلسات هذا العام "مثيرة للجدل" أكثر من العادة، مثل تلك التي تدخل فيها الرؤساء  الامريكي دونالد ترامب والبرازيلي لولا داسيلفا والتركي رجب الطيب اوردغان والفرنسي ماكرون والايراني مسعود بزكشيان والسوري أحمد الشرع وأمير قطر الشيخ تميم ورئيس حكومتي بريطانيا كير ستارمر  وايطاليا حيورجيا ميلوني، وزعيم اليمين المتطرف الاسرائيلي منذ ثلاثين عاما بنيامين نتنياهو.. وعدد من رؤساء أمريكا اللاتينية وافربقيا وزعماء " الدول الديمقراطية الغربية" التي اختارت ان تعلن بالمناسبة عن قرارها الانضمام الى حوالي 150 دولة صادقت منذ مدة على مبدأ تأسيس " دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس العربية" ( أي الشرقية ).
 
ملاحظات 
وبصرف النظر عن الملاحظات والانتقادات التي وجهها الاعلاميون والمراقبون والخبراء المستقلون والرسميون لاداء الأمم المتحدة وجلساتها السنوية فإن " نادي نيويورك السنوي" كان فرصة للتاكيد على الحاجة لنظام دولي جديد و لوقف الحروب والنزاعات المسلحة عالميا وخاصة تلك التي تشهدها المنطقة العربية والاسلامية والقارة الأفريقية منذ عشرات السنين.. وبصفة أخص في فلسطين المحتلة ولبنان وعدد من دول الخليج والمشرق العربي الاسلامي.
وبدا واضحا أن أغلب قادة العالم اعربوا مجددا في نيويورك عن انتقادات واضحة " النظام الدولي الاعرج الحالي " ولـ"صقور "الإدارة الامريكية بسبب استخدامهم " الفيتو" ستة مرات في ظرف عامين ضد مشاريع قرارات دولية لحقن الدماء ووقف الحرب على غزة الفلسطينية المحتلة وإدخال الغذاء والدواء لملايين المواطنين الفلسطينيين المحاصرين منذ عقود، والذين اصبحوا منذ عامين "مخيرين" بين الموت جوعا وعطشا أو بنيران قنابل الإحتلال وحلفائه. 
 
توسيع رقعة الحروب 
 
 هذه الجلسات الاممية جاءت بعد "توسيع رقعة  الحروب في المشرق العربي والاسلامي" لتمتد من قطر واليمن وإيران والعراق إلى لبنان وفلسطين وسوريا. مع تصاعد حدة التهديدات الاسرائيلية لدول عربية واسلامية أخرى بينها مصر و تركيا والاردن..
وتعقد جلسات " نادي نيويورك " بعد قمة عربية اسلامية كبيرة " طارئة"  استضافتها العاصمة القطرية ردا على العدوان الاسرائيلي عليها، رغم الدور الذي تلعبه منذ مدة اقليميا ودوليا مع مصر والادارة الامريكية وسلطات الإحتلال، ضمن "جهود وقف الحرب نهائيا في فلسطين المحتلة وخاصة في قطاع غزة" (؟!!)
كما جاءت اجتماعات نيويورك بعد سلسلة من القمم والمؤتمرات الوزارة العربية والاسلامية الطارئة التي عقدت منذ إنفجار "طوفان الاقصى" في أكتوبر 2023 وتصعيد قوات الإحتلال وحلفائها هجماتها العسكرية في فلسطين ولبنان وكامل المنطقة.
بعض تلك القمم والمؤتمرات عقدت في جدة والرياض بالمملكة العربية السعودية، وبعضها الآخر في مصر وتركيا و قطر واندونسيا وماليزيا..
لكن النتائج كانت دوما " اعلامية سياسية " وليست خطوات عملية لوقف العدوان مثل " تجميد العلاقات الاقتصادية والامنية والعسكرية والديبلوماسية " مع سلطات الإحتلال والدول التي تدعمها بالسلاح والمال والمعلومات.
 
تفاؤل ؟
 
 وبالرغم من " التفاؤل" الذي ساد قبل عودة فريق دونالد ترامب للبيت الأبيض، بعد وعوده بوقف الحرب فورا في قطاع غزة والضفة ولبنان وفي اوكرانيا وإيران واليمن، ساد التوتر مجددا واستفحلت الحروب ووعدت الازمات تعقيدا..
لذلك تحرك المجتمع المدني العالمي، ونزل الملايين الى الشوارع وساحات الجامعات في أمريكا واوربا و آسيا واستراليا وداخل تل ابيب والمدن الاسرائيلية.
 
 في هذا السياق العام من المقرر ان تعقد في روسيا منتصف شهر اكتوبر قمة تجمع قادة الدول العربية والرئيس الروسي على غرار قمم عقدت سابقا روسية - افريقية أو آسيوية - روسية، أو القمم الصينية - العربية  والصينية - الخليحية التي نظمتها الصين والمملكة العربية السعودية في بيكين وفي الرياض..
وكانت اليابان استضافت بدورها مؤخرا للنسخة الجديدة من القمم الأفريقية - اليابانية ( تيكاد).
وقبل اسابيع استضافت الصين قمة " تاريخية " الدول الأعضاء في "تحالف شانغهاي" وبينها روسيا والهند والصين وتركيا وإيران وابرز الدول الصناعية والمتقدمة عسكريا في آسيا.
واعتبر المراقبون ان هذا التحالف اصبح "نواة النظام الدولي الجديد "خاصة إن من بين اولوياته" دعم المبادلات التجارية بالعملات الوطنية الآسيوية "، أي "التحرر تدريجيا من هيمنة الدولار "(؟!)
 
المشاركة مفيدة 
 
 ولعل من بين الاسئلة التي تفرض نفسها في هذا السياق: هل يمكن ان تنجح القمة العربية الروسية القادمة في "دعم جهود بناء نظام عالمي جديد "؟، وهل ستنجح الدول العربية التي ستشارك فيها في توظيفها خدمة لمصالحها وقضاياها المشتركة وبينها وقف الحروب العدوانية ضدها وضد الشعب الفلسطيني الاعزل؟،
وهل ستنجح  بالمناسبة في "كسب ود" الدول العظمى المعارضة " للتغول الاسرائيلي- الامريكي "في المنطقة والمساندة باصلاح النظام الداخلي الأمم المتحدة والمؤسسات الاقليمية والدولية؟.
 
السيناريوهات عديدة ...
وهي رهينة عوامل كثيرة بينها مستوى مشاركة الدول العربية في هذه القمة.
واذا كانت تونس لم تتغيب عن كل القمم والمؤتمرات الدولية والاقليمية خلال العاملين الماضيين،  فقد يكون مفيدا ان تشارك بمستوى رفيع فيها، والدعوة من منبرها الى اقامة نظام عالمي جديد و سياسات دولية واممية تحترم مطالب "دول الجنوب" وبينها الحق في التنمية الشاملة والسلام والأمن الشامل وانهاء الحروب والنزاعات المسلحة وتحرير تنقل المسافرين والسلع والافكار في كل الاتجاهات..
وفي كل الحالات يُحسن تجنب سياسة المقعد الشاغر..
 
 رأي / العرب بين قمم الدوحة وجدة وموسكو و"نادي نيويورك" : تطلع لنظام دولي جديد..
بقلم كمال بن يونس 
 
تتواصل في مقر الأمم المتحدة في نيويورك الاجتماعات السنوية بمشاركة عشرات من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية وكبار الخبراء من العالم أجمع.
وتبحث هذه الاجتماعات في مستوى الجلسات العامة واللجان المختصة أغلب " الملفات السخنة " عالميا من الحروب والازمات الأمنية إلى معضلات الجفاف والتلوث والتنمية والاقتصادية والبحرية  والفقر وغيرها..
وكانت بعض الجلسات هذا العام "مثيرة للجدل" أكثر من العادة، مثل تلك التي تدخل فيها الرؤساء  الامريكي دونالد ترامب والبرازيلي لولا داسيلفا والتركي رجب الطيب اوردغان والفرنسي ماكرون والايراني مسعود بزكشيان والسوري أحمد الشرع وأمير قطر الشيخ تميم ورئيس حكومتي بريطانيا كير ستارمر  وايطاليا حيورجيا ميلوني، وزعيم اليمين المتطرف الاسرائيلي منذ ثلاثين عاما بنيامين نتنياهو.. وعدد من رؤساء أمريكا اللاتينية وافربقيا وزعماء " الدول الديمقراطية الغربية" التي اختارت ان تعلن بالمناسبة عن قرارها الانضمام الى حوالي 150 دولة صادقت منذ مدة على مبدأ تأسيس " دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس العربية" ( أي الشرقية ).
 
ملاحظات 
وبصرف النظر عن الملاحظات والانتقادات التي وجهها الاعلاميون والمراقبون والخبراء المستقلون والرسميون لاداء الأمم المتحدة وجلساتها السنوية فإن " نادي نيويورك السنوي" كان فرصة للتاكيد على الحاجة لنظام دولي جديد و لوقف الحروب والنزاعات المسلحة عالميا وخاصة تلك التي تشهدها المنطقة العربية والاسلامية والقارة الأفريقية منذ عشرات السنين.. وبصفة أخص في فلسطين المحتلة ولبنان وعدد من دول الخليج والمشرق العربي الاسلامي.
وبدا واضحا أن أغلب قادة العالم اعربوا مجددا في نيويورك عن انتقادات واضحة " النظام الدولي الاعرج الحالي " ولـ"صقور "الإدارة الامريكية بسبب استخدامهم " الفيتو" ستة مرات في ظرف عامين ضد مشاريع قرارات دولية لحقن الدماء ووقف الحرب على غزة الفلسطينية المحتلة وإدخال الغذاء والدواء لملايين المواطنين الفلسطينيين المحاصرين منذ عقود، والذين اصبحوا منذ عامين "مخيرين" بين الموت جوعا وعطشا أو بنيران قنابل الإحتلال وحلفائه. 
 
توسيع رقعة الحروب 
 
 هذه الجلسات الاممية جاءت بعد "توسيع رقعة  الحروب في المشرق العربي والاسلامي" لتمتد من قطر واليمن وإيران والعراق إلى لبنان وفلسطين وسوريا. مع تصاعد حدة التهديدات الاسرائيلية لدول عربية واسلامية أخرى بينها مصر و تركيا والاردن..
وتعقد جلسات " نادي نيويورك " بعد قمة عربية اسلامية كبيرة " طارئة"  استضافتها العاصمة القطرية ردا على العدوان الاسرائيلي عليها، رغم الدور الذي تلعبه منذ مدة اقليميا ودوليا مع مصر والادارة الامريكية وسلطات الإحتلال، ضمن "جهود وقف الحرب نهائيا في فلسطين المحتلة وخاصة في قطاع غزة" (؟!!)
كما جاءت اجتماعات نيويورك بعد سلسلة من القمم والمؤتمرات الوزارة العربية والاسلامية الطارئة التي عقدت منذ إنفجار "طوفان الاقصى" في أكتوبر 2023 وتصعيد قوات الإحتلال وحلفائها هجماتها العسكرية في فلسطين ولبنان وكامل المنطقة.
بعض تلك القمم والمؤتمرات عقدت في جدة والرياض بالمملكة العربية السعودية، وبعضها الآخر في مصر وتركيا و قطر واندونسيا وماليزيا..
لكن النتائج كانت دوما " اعلامية سياسية " وليست خطوات عملية لوقف العدوان مثل " تجميد العلاقات الاقتصادية والامنية والعسكرية والديبلوماسية " مع سلطات الإحتلال والدول التي تدعمها بالسلاح والمال والمعلومات.
 
تفاؤل ؟
 
 وبالرغم من " التفاؤل" الذي ساد قبل عودة فريق دونالد ترامب للبيت الأبيض، بعد وعوده بوقف الحرب فورا في قطاع غزة والضفة ولبنان وفي اوكرانيا وإيران واليمن، ساد التوتر مجددا واستفحلت الحروب ووعدت الازمات تعقيدا..
لذلك تحرك المجتمع المدني العالمي، ونزل الملايين الى الشوارع وساحات الجامعات في أمريكا واوربا و آسيا واستراليا وداخل تل ابيب والمدن الاسرائيلية.
 
 في هذا السياق العام من المقرر ان تعقد في روسيا منتصف شهر اكتوبر قمة تجمع قادة الدول العربية والرئيس الروسي على غرار قمم عقدت سابقا روسية - افريقية أو آسيوية - روسية، أو القمم الصينية - العربية  والصينية - الخليحية التي نظمتها الصين والمملكة العربية السعودية في بيكين وفي الرياض..
وكانت اليابان استضافت بدورها مؤخرا للنسخة الجديدة من القمم الأفريقية - اليابانية ( تيكاد).
وقبل اسابيع استضافت الصين قمة " تاريخية " الدول الأعضاء في "تحالف شانغهاي" وبينها روسيا والهند والصين وتركيا وإيران وابرز الدول الصناعية والمتقدمة عسكريا في آسيا.
واعتبر المراقبون ان هذا التحالف اصبح "نواة النظام الدولي الجديد "خاصة إن من بين اولوياته" دعم المبادلات التجارية بالعملات الوطنية الآسيوية "، أي "التحرر تدريجيا من هيمنة الدولار "(؟!)
 
المشاركة مفيدة 
 
 ولعل من بين الاسئلة التي تفرض نفسها في هذا السياق: هل يمكن ان تنجح القمة العربية الروسية القادمة في "دعم جهود بناء نظام عالمي جديد "؟، وهل ستنجح الدول العربية التي ستشارك فيها في توظيفها خدمة لمصالحها وقضاياها المشتركة وبينها وقف الحروب العدوانية ضدها وضد الشعب الفلسطيني الاعزل؟،
وهل ستنجح  بالمناسبة في "كسب ود" الدول العظمى المعارضة " للتغول الاسرائيلي- الامريكي "في المنطقة والمساندة باصلاح النظام الداخلي الأمم المتحدة والمؤسسات الاقليمية والدولية؟.
 
السيناريوهات عديدة ...
وهي رهينة عوامل كثيرة بينها مستوى مشاركة الدول العربية في هذه القمة.
واذا كانت تونس لم تتغيب عن كل القمم والمؤتمرات الدولية والاقليمية خلال العاملين الماضيين،  فقد يكون مفيدا ان تشارك بمستوى رفيع فيها، والدعوة من منبرها الى اقامة نظام عالمي جديد و سياسات دولية واممية تحترم مطالب "دول الجنوب" وبينها الحق في التنمية الشاملة والسلام والأمن الشامل وانهاء الحروب والنزاعات المسلحة وتحرير تنقل المسافرين والسلع والافكار في كل الاتجاهات..
وفي كل الحالات يُحسن تجنب سياسة المقعد الشاغر..