الإدارة العامة للهندسة العسكرية: "حزم وعزم" قولا وفعلا
تونس - الصباح
تابع بعناية فائقة أدق التفاصيل اللازمة.. وقبلها تولى بدقة عالية تفقّد كل المراحل والمحطات الضرورية لينتهي في مرحلة أخيرة الى تدوين كل ما يلزم لرحلته في سجلّ الطيران ثم توجه بعد ذلك شامخا شموخ الأبطال الى مربض الطائرات.. أين ستنطلق بعد دقائق رحلته.. مٌعتليا بشجاعة المحاربين القدامى قمرة القيادة.. هو إقلاع آخر ينضاف إلى مسيرته ليعانق مرة أخرى روعة المجد والتميز والإبداع..
"واثق الخطوة يمشي ملكا" ... هكذا هو الملازم يسري القطاري الأول على دفعته في مدرسة الطيران ببرج العامري.. هذه المدرسة التي تظل حلم الآلاف.. تابعنا معه تفاصيل رحلة أو مجال ولئن يراه كثيرون مثيرا وساحرا لكنه يظل على غاية كبيرة من الدقة والخصوصية..
تمنحك الزيارات الميدانية التي تنظمها وزارة الدفاع الوطني لفائدة الإعلاميين فرصة الاقتراب من عوالم ومجالات لا نقول تجهلها ولكن مهما كانت سعة معرفتك أو درايتك بمجال ما فإن فرصة الولوج إلى هذا العالم والاقتراب منه من خلال متابعة أدق مراحله وخصوصياته تجعلك تدرك أن عالم الطيران المغري والساحر والذي يمثل حلم الآلاف هو عالم يتطلب استعدادات نفسية وبدنية كبيرة.. وليس من سمع كمن رأى..
ونحن نتابع تحركاته وخطواته الحثيثة والسريعة قبل أن يحلّق عاليا كان الملازم يسري القطاري شعلة من الحماس.. حيث بدا جليّا شغفه بهذا العالم الذي اختاره وبرع فيه.. فمن خلال حرصه الشديد وهو يتفقد أجنحة الطائرة ومحركها متحسسا مدى جاهزيتها، تلمس اليقظة والانضباط والجدية.. وتلمس أيضا كفاءة عالية ومواكبة هامة لكل المستجدات التكنولوجية.. وبعد أن اطمأن أن الأوضاع "عال العال" اعتلى يسري قمرة القيادة.. فحلقت الطائرة حتى غابت عن الأنظار وبقيت كل التفاصيل التي قام بها يسري مستقرة في الذاكرة كعنوان للتميز ولجودة لا تضاهى في التكوين..
يٌسري القطاري واحد من بين الكفاءات التي تزخر بها مدرسة برج العامري هذه المنارة التكوينية المشعة والهامة على مدار التاريخ.. ففي مدرسة برج العامري تٌنحت الكفاءات على إيقاع قيم ومبادئ قوامها التميّز والانضباط ونكران الذات، وهو ما لمسناه فعلا.
فمرافقتنا للملازم يسري القطاري في رحلة إقلاعه سبقتها جولة في أرجاء المدرسة ومختلف أقسامها حيث تسنى لنا ملامسة ومواكبة مدى التطور الحاصل على مستوى التكوين من خلال مختلف الوسائل اللوجستية المتوفرة التي يستعملها التلاميذ والتي كانت على درجة عالية من التطور ..
اقتناءات هامة..
وهو ما يترجمه محاكي برج المراقبة الذي يعتبر من احدث الاقتناءات الهامة للمدرسة بما انه على درجة عالية من التطور التكنولوجي..
هذا المٌحاكي المجهز بكل تقنيات الذكاء الاصطناعي يوفر محاكاة فعلية لكل المعطيات من خلال عرض ثلاثي الأبعاد للمطارات فقاعدة بياناته تحتوي على 3 مطارات تونسية و3 مطارات عالمية فضلا عن تواجد جميع أنواع الطائرات. ويمكن هذا المحاكي التلاميذ من تطوير مهارات الاتصال لديهم عبر التدرب على التدخل في مواجهة سيناريوهات طارئة مختلفة على غرار الحوادث والتغيرات الجوية علاوة على تدريبهم على السرعة في اتخاذ القرار والمحافظة على سلامة الطائرة.. ولا يمكن أن يكون هذا التدخل ناجعا دون إتقان كلي للغة الانقليزية التي برع فيها تلاميذ المدرسة.
وبالتّوازي مع محاكي برج المراقبة تزخر المدرسة بوسائل أخرى متطورة فمن محاكي الرادار هذه الصناعة التونسية التي تمكن من التحكم في الطيران من خلال الحالة الجوية الى مخبر الديناميك الهوائية وصولا الى مركز التطبيقات في ميدان الطيران.. أقسام وتجهيزات تعكس مدى جدية والتطور التكنولوجي في المدرسة..
من هذا المنطلق جدير بالذكر انه الى جانب مهمة تكوين الطيّارين تعدّ مدرسة الطيران ببرج العامري المركز الوطني الوحيد لتكوين المراقبين الجويين العسكريين منهم والمدنيين لفائدة جيش الطيران ومختلف المطارات العسكرية وأيضا لفائدة ديوان الطيران المدني والمطارات.
مدرسة الطيران ببرج العامري هذا الصرح التكويني الهام يؤمن التكوين الأكاديمي للضباط وتختتم مراحل التكوين بالحصول على الشهادة الوطنية لمهندس أو مهندس طيّار علاوة على تكوين ضباط الصف قصد الحصول على الإجازة التطبيقية في اختصاصات الطيران. فعند الانتهاء من التكوين الأساسي يكون في رصيد الطيار المتخرّج من مدرسة برج العامري 200 ساعة طيران 35 بالمائة منها على المحاكي.. علما أنّ الطيارين العسكريين والمدنيين يتلقون نفس التكوين مع فرق في ساعات الطيران على اعتبار أن الطيار العسكري ونظرا لمهامه الدقيقة فإن تكوينه يقتضي أكثر خبرة وتمكن في مجالات أخرى..
وتنظّم مدرسة الطيران ببرج العامري دورات خاصة أو تكميلية لفائدة وزارتي الدفاع والنقل كما تقوم أيضا بتنظيم دورات الامتحانات الوطنية للإدارة العامة للطيران المدني هذا بالتوازي مع مساهمتها في مجال البحث العلمي والقيام بتطبيقات عملية في مجال الطيران.
قطب إفريقي
المدرسة والى جانب تكوينها الهام والمميّز الذي يرتكز على الجودة والتطور تٌعتبر قطبا إفريقيا هاما حيث ضمّت المدرسة خلال السنة التكوينية الحالية (2023 -2024) 51 متربصا من دول إفريقية بما يعكس توجّه تونس لتُصبح مركزا إقليميا للتكوين في مجال الطيران.
ويشير في هذا الخصوص آمر المدرسة العقيد قيس الصغير أن ثقة الدول الإفريقية في تونس في التكوين في مجال الطيران وفي مجال الدفاع عموما يعود إلى العلاقات التاريخية مع هذه الدول عبر مختلف آليات التعاون الدولي، من بينها مساهمة القوات المسلّحة التونسية منذ عقود في المهمات الأممية في القارة الإفريقية.
وهنا جدير بالذكر انه مر ما يقارب 1015 متربّصا من بلدان شقيقة وصديقة بالتكوين في مجال الطيران في تونس خلال الفترة الممتدة من 1968 الى 2023 .
ويأتي المتربّصون من المغرب الشقيق على رأس القائمة بـ148 متربّصا ويليهم الجزائريون بـ120 متربّصا ثم تتعزز القائمة بالإيفواريين والغابونيين والموريتانيين. .
رحلتنا في رحاب التكوين المتطور لم تنته يومها عند مدرسة الطيران ببرج العامري هذه المنارة التعليمية التي تظل حلما للآلاف بل امتد ليصل الى الإدارة العامة للهندسة العسكرية بوادي الليل.. هذا الفضاء الذي تٌعهد إليه عديد المهمات الدقيقة على غرار الإشراف على إعادة تأهيل المسبح البلدي ببلفدير بتكليف من رئيس الجمهورية قيس سعيد.
"حزم وعزم" مفردتان اتخذتهما الإدارة العامة للهندسة العسكرية كشعار لها.. وهو ما لمسناه فعلا من خلال جولتنا في مختلف أرجاء الإدارة.. فأينما تولى وجهك في ثنايا المكان تطالعك صورة الفيل الإفريقي في إشارة الى الهدم والبناء والترميم.. وهو ما يعكس فلسفة الإدارة العامة للهندسة العسكرية.. هذه الفلسفة التي لمسناها من خلال مختلف الورشات المنتشرة.. فكلما توغلت في المكان كلما باح أكثر بإسراره.. لتدرك لحظتها أن الإدارة العامة للهندسة العسكرية هي عبارة عن خلية نحل تعمل "بحزم وعزم"..
هذا الفضاء التابع لوزارة الدفاع الوطني يمكّنك من فرصة لقاء كفاءات تونسية في مجال الهندسة على درجة عالية من الكفاءة والانضباط كما يمنحك أيضا ومن خلال مختلف الورشات المنتشرة في أرجائه فرصة التعرف على منتوجات وصناعات على درجة عالية من الحرفية والإتقان.. لعل أبرزها ورشة النجارة حيث كانت المنتوجات المعروضة عبارة عن تحف فنية نظرا لجماليتها العالية ..
"قوة الإدارة العامة للهندسة العسكرية تكمن في مواردها البشرية" بهذه العبارة تولى العميد سامي الأندلسي المدير العام للهندسة العسكرية التأكيد على مدى أهمية هذا الهيكل مشيرا الى أن الهدف الأساسي من إحداث المركز هو النهوض بالبنية الأساسية للقوات المسلحة من خلال الدراسة والإنجاز والمتابعة. كما يقوم المركز ضمن مهامه بالإسناد اللوجستي في مجالات التسخين والتبريد والكهرباء وهو يزخر بالكفاءات المجنّدة لخدمة المؤسسات العسكرية وأيضا لفائدة وزارات وجهات أخرى لإنجاز الأشغال بتكليف من القيادة.
ومن بين المهام الموكولة إليها أيضا مسك وتحيين سجل المنشآت والعقارات التابعة للوزارة ومسك وتحيين سجل شبكة الطرقات الوطنية والجسور علاوة على المشاركة في البحث العلمي وتكوين ورسكلة العسكريين التقنيين في مجال الهندسة فضلا عن القيام بصفة استثنائية وبعد إذن وزير الدفاع الوطني بانجاز صيانة البناءات والمنشآت التابعة لهياكل مدنية.
ويزخر المركز ومختلف دوائره الجهوية بكفاءات هندسية وتقنية تلقت تكوينا هندسيا ورسكلة بالمدارس التونسية في عدد من الدول الشقيقة والصديقة وذلك في إطار التعاون الدولي.
وإلى جانب الإدارة المركزية في وادي الليل فان للمركز عدّة تمثيليات جهوية أخرى من خلال دائرتين واحدة مستقرة في تونس الكبرى وواحدة في كلّ من بنزرت وباجة والقيروان وقابس.
ويحتكم المركز على ورشات إنتاج خاصة في مجالات الحدادة والتركيب المعدني ونجارة الألمنيوم والأسلاك الشائكة.
إنجازات من الوزن الثقيل
الجولة داخل الإدارة العامة للهندسة العسكرية عبارة عن رحلة استكشاف في مدى دقة وأهمية المهام الموكولة إليها على مدار التاريخ لتتفطن الى أن هذه الإدارة تولت القيام بانجازات من الوزن الثقيل على غرار انجاز مأوى للسيارات تحت الأرض بالقصبة سنة 1986 وتهيئة ساحة الحكومة 1991 وترميم مبان ذات طابع تاريخي من بينها مبنى زاوية سيدي محرز 1998 ودار الأصرم سنة 2003 فضلا عن تهيئة مقرات بعض الوزارات على غرار وزارة المرأة 2007 وتهيئة مقبرة الشهداء ببنزرت والنصب التذكاري بالسيجومي 1984 ومقر ضريح الشهيد فرحات حشاد 2003.
كما عهدت الى الإدارة تهيئة قاعة المؤتمرات بمناسبة القمة الإفريقية المنعقدة سنة 1994وتهيئة المركب الجامعي بالمنار بمناسبة المنتدى الاجتماعي العالمي 2013 ومصب الفضلات بطينة 2009- 2010 وبعض مقرات سفارات تونس في الخارج كالجزائر سنة 2006، وعمليات هدم على غرار هدم سجن 9 أفريل.
غادرنا المكان بكم هائل من المعلومات عن الإدارة العامة للهندسة العسكرية التي تزخر بكفاءات تونسية هامة.. هذه الإدارة التي اتخذت مفردتي "حزم وعزم" شعارا لها فكانت كذلك: قولا وفعلا..
منال حرزي
الإدارة العامة للهندسة العسكرية: "حزم وعزم" قولا وفعلا
تونس - الصباح
تابع بعناية فائقة أدق التفاصيل اللازمة.. وقبلها تولى بدقة عالية تفقّد كل المراحل والمحطات الضرورية لينتهي في مرحلة أخيرة الى تدوين كل ما يلزم لرحلته في سجلّ الطيران ثم توجه بعد ذلك شامخا شموخ الأبطال الى مربض الطائرات.. أين ستنطلق بعد دقائق رحلته.. مٌعتليا بشجاعة المحاربين القدامى قمرة القيادة.. هو إقلاع آخر ينضاف إلى مسيرته ليعانق مرة أخرى روعة المجد والتميز والإبداع..
"واثق الخطوة يمشي ملكا" ... هكذا هو الملازم يسري القطاري الأول على دفعته في مدرسة الطيران ببرج العامري.. هذه المدرسة التي تظل حلم الآلاف.. تابعنا معه تفاصيل رحلة أو مجال ولئن يراه كثيرون مثيرا وساحرا لكنه يظل على غاية كبيرة من الدقة والخصوصية..
تمنحك الزيارات الميدانية التي تنظمها وزارة الدفاع الوطني لفائدة الإعلاميين فرصة الاقتراب من عوالم ومجالات لا نقول تجهلها ولكن مهما كانت سعة معرفتك أو درايتك بمجال ما فإن فرصة الولوج إلى هذا العالم والاقتراب منه من خلال متابعة أدق مراحله وخصوصياته تجعلك تدرك أن عالم الطيران المغري والساحر والذي يمثل حلم الآلاف هو عالم يتطلب استعدادات نفسية وبدنية كبيرة.. وليس من سمع كمن رأى..
ونحن نتابع تحركاته وخطواته الحثيثة والسريعة قبل أن يحلّق عاليا كان الملازم يسري القطاري شعلة من الحماس.. حيث بدا جليّا شغفه بهذا العالم الذي اختاره وبرع فيه.. فمن خلال حرصه الشديد وهو يتفقد أجنحة الطائرة ومحركها متحسسا مدى جاهزيتها، تلمس اليقظة والانضباط والجدية.. وتلمس أيضا كفاءة عالية ومواكبة هامة لكل المستجدات التكنولوجية.. وبعد أن اطمأن أن الأوضاع "عال العال" اعتلى يسري قمرة القيادة.. فحلقت الطائرة حتى غابت عن الأنظار وبقيت كل التفاصيل التي قام بها يسري مستقرة في الذاكرة كعنوان للتميز ولجودة لا تضاهى في التكوين..
يٌسري القطاري واحد من بين الكفاءات التي تزخر بها مدرسة برج العامري هذه المنارة التكوينية المشعة والهامة على مدار التاريخ.. ففي مدرسة برج العامري تٌنحت الكفاءات على إيقاع قيم ومبادئ قوامها التميّز والانضباط ونكران الذات، وهو ما لمسناه فعلا.
فمرافقتنا للملازم يسري القطاري في رحلة إقلاعه سبقتها جولة في أرجاء المدرسة ومختلف أقسامها حيث تسنى لنا ملامسة ومواكبة مدى التطور الحاصل على مستوى التكوين من خلال مختلف الوسائل اللوجستية المتوفرة التي يستعملها التلاميذ والتي كانت على درجة عالية من التطور ..
اقتناءات هامة..
وهو ما يترجمه محاكي برج المراقبة الذي يعتبر من احدث الاقتناءات الهامة للمدرسة بما انه على درجة عالية من التطور التكنولوجي..
هذا المٌحاكي المجهز بكل تقنيات الذكاء الاصطناعي يوفر محاكاة فعلية لكل المعطيات من خلال عرض ثلاثي الأبعاد للمطارات فقاعدة بياناته تحتوي على 3 مطارات تونسية و3 مطارات عالمية فضلا عن تواجد جميع أنواع الطائرات. ويمكن هذا المحاكي التلاميذ من تطوير مهارات الاتصال لديهم عبر التدرب على التدخل في مواجهة سيناريوهات طارئة مختلفة على غرار الحوادث والتغيرات الجوية علاوة على تدريبهم على السرعة في اتخاذ القرار والمحافظة على سلامة الطائرة.. ولا يمكن أن يكون هذا التدخل ناجعا دون إتقان كلي للغة الانقليزية التي برع فيها تلاميذ المدرسة.
وبالتّوازي مع محاكي برج المراقبة تزخر المدرسة بوسائل أخرى متطورة فمن محاكي الرادار هذه الصناعة التونسية التي تمكن من التحكم في الطيران من خلال الحالة الجوية الى مخبر الديناميك الهوائية وصولا الى مركز التطبيقات في ميدان الطيران.. أقسام وتجهيزات تعكس مدى جدية والتطور التكنولوجي في المدرسة..
من هذا المنطلق جدير بالذكر انه الى جانب مهمة تكوين الطيّارين تعدّ مدرسة الطيران ببرج العامري المركز الوطني الوحيد لتكوين المراقبين الجويين العسكريين منهم والمدنيين لفائدة جيش الطيران ومختلف المطارات العسكرية وأيضا لفائدة ديوان الطيران المدني والمطارات.
مدرسة الطيران ببرج العامري هذا الصرح التكويني الهام يؤمن التكوين الأكاديمي للضباط وتختتم مراحل التكوين بالحصول على الشهادة الوطنية لمهندس أو مهندس طيّار علاوة على تكوين ضباط الصف قصد الحصول على الإجازة التطبيقية في اختصاصات الطيران. فعند الانتهاء من التكوين الأساسي يكون في رصيد الطيار المتخرّج من مدرسة برج العامري 200 ساعة طيران 35 بالمائة منها على المحاكي.. علما أنّ الطيارين العسكريين والمدنيين يتلقون نفس التكوين مع فرق في ساعات الطيران على اعتبار أن الطيار العسكري ونظرا لمهامه الدقيقة فإن تكوينه يقتضي أكثر خبرة وتمكن في مجالات أخرى..
وتنظّم مدرسة الطيران ببرج العامري دورات خاصة أو تكميلية لفائدة وزارتي الدفاع والنقل كما تقوم أيضا بتنظيم دورات الامتحانات الوطنية للإدارة العامة للطيران المدني هذا بالتوازي مع مساهمتها في مجال البحث العلمي والقيام بتطبيقات عملية في مجال الطيران.
قطب إفريقي
المدرسة والى جانب تكوينها الهام والمميّز الذي يرتكز على الجودة والتطور تٌعتبر قطبا إفريقيا هاما حيث ضمّت المدرسة خلال السنة التكوينية الحالية (2023 -2024) 51 متربصا من دول إفريقية بما يعكس توجّه تونس لتُصبح مركزا إقليميا للتكوين في مجال الطيران.
ويشير في هذا الخصوص آمر المدرسة العقيد قيس الصغير أن ثقة الدول الإفريقية في تونس في التكوين في مجال الطيران وفي مجال الدفاع عموما يعود إلى العلاقات التاريخية مع هذه الدول عبر مختلف آليات التعاون الدولي، من بينها مساهمة القوات المسلّحة التونسية منذ عقود في المهمات الأممية في القارة الإفريقية.
وهنا جدير بالذكر انه مر ما يقارب 1015 متربّصا من بلدان شقيقة وصديقة بالتكوين في مجال الطيران في تونس خلال الفترة الممتدة من 1968 الى 2023 .
ويأتي المتربّصون من المغرب الشقيق على رأس القائمة بـ148 متربّصا ويليهم الجزائريون بـ120 متربّصا ثم تتعزز القائمة بالإيفواريين والغابونيين والموريتانيين. .
رحلتنا في رحاب التكوين المتطور لم تنته يومها عند مدرسة الطيران ببرج العامري هذه المنارة التعليمية التي تظل حلما للآلاف بل امتد ليصل الى الإدارة العامة للهندسة العسكرية بوادي الليل.. هذا الفضاء الذي تٌعهد إليه عديد المهمات الدقيقة على غرار الإشراف على إعادة تأهيل المسبح البلدي ببلفدير بتكليف من رئيس الجمهورية قيس سعيد.
"حزم وعزم" مفردتان اتخذتهما الإدارة العامة للهندسة العسكرية كشعار لها.. وهو ما لمسناه فعلا من خلال جولتنا في مختلف أرجاء الإدارة.. فأينما تولى وجهك في ثنايا المكان تطالعك صورة الفيل الإفريقي في إشارة الى الهدم والبناء والترميم.. وهو ما يعكس فلسفة الإدارة العامة للهندسة العسكرية.. هذه الفلسفة التي لمسناها من خلال مختلف الورشات المنتشرة.. فكلما توغلت في المكان كلما باح أكثر بإسراره.. لتدرك لحظتها أن الإدارة العامة للهندسة العسكرية هي عبارة عن خلية نحل تعمل "بحزم وعزم"..
هذا الفضاء التابع لوزارة الدفاع الوطني يمكّنك من فرصة لقاء كفاءات تونسية في مجال الهندسة على درجة عالية من الكفاءة والانضباط كما يمنحك أيضا ومن خلال مختلف الورشات المنتشرة في أرجائه فرصة التعرف على منتوجات وصناعات على درجة عالية من الحرفية والإتقان.. لعل أبرزها ورشة النجارة حيث كانت المنتوجات المعروضة عبارة عن تحف فنية نظرا لجماليتها العالية ..
"قوة الإدارة العامة للهندسة العسكرية تكمن في مواردها البشرية" بهذه العبارة تولى العميد سامي الأندلسي المدير العام للهندسة العسكرية التأكيد على مدى أهمية هذا الهيكل مشيرا الى أن الهدف الأساسي من إحداث المركز هو النهوض بالبنية الأساسية للقوات المسلحة من خلال الدراسة والإنجاز والمتابعة. كما يقوم المركز ضمن مهامه بالإسناد اللوجستي في مجالات التسخين والتبريد والكهرباء وهو يزخر بالكفاءات المجنّدة لخدمة المؤسسات العسكرية وأيضا لفائدة وزارات وجهات أخرى لإنجاز الأشغال بتكليف من القيادة.
ومن بين المهام الموكولة إليها أيضا مسك وتحيين سجل المنشآت والعقارات التابعة للوزارة ومسك وتحيين سجل شبكة الطرقات الوطنية والجسور علاوة على المشاركة في البحث العلمي وتكوين ورسكلة العسكريين التقنيين في مجال الهندسة فضلا عن القيام بصفة استثنائية وبعد إذن وزير الدفاع الوطني بانجاز صيانة البناءات والمنشآت التابعة لهياكل مدنية.
ويزخر المركز ومختلف دوائره الجهوية بكفاءات هندسية وتقنية تلقت تكوينا هندسيا ورسكلة بالمدارس التونسية في عدد من الدول الشقيقة والصديقة وذلك في إطار التعاون الدولي.
وإلى جانب الإدارة المركزية في وادي الليل فان للمركز عدّة تمثيليات جهوية أخرى من خلال دائرتين واحدة مستقرة في تونس الكبرى وواحدة في كلّ من بنزرت وباجة والقيروان وقابس.
ويحتكم المركز على ورشات إنتاج خاصة في مجالات الحدادة والتركيب المعدني ونجارة الألمنيوم والأسلاك الشائكة.
إنجازات من الوزن الثقيل
الجولة داخل الإدارة العامة للهندسة العسكرية عبارة عن رحلة استكشاف في مدى دقة وأهمية المهام الموكولة إليها على مدار التاريخ لتتفطن الى أن هذه الإدارة تولت القيام بانجازات من الوزن الثقيل على غرار انجاز مأوى للسيارات تحت الأرض بالقصبة سنة 1986 وتهيئة ساحة الحكومة 1991 وترميم مبان ذات طابع تاريخي من بينها مبنى زاوية سيدي محرز 1998 ودار الأصرم سنة 2003 فضلا عن تهيئة مقرات بعض الوزارات على غرار وزارة المرأة 2007 وتهيئة مقبرة الشهداء ببنزرت والنصب التذكاري بالسيجومي 1984 ومقر ضريح الشهيد فرحات حشاد 2003.
كما عهدت الى الإدارة تهيئة قاعة المؤتمرات بمناسبة القمة الإفريقية المنعقدة سنة 1994وتهيئة المركب الجامعي بالمنار بمناسبة المنتدى الاجتماعي العالمي 2013 ومصب الفضلات بطينة 2009- 2010 وبعض مقرات سفارات تونس في الخارج كالجزائر سنة 2006، وعمليات هدم على غرار هدم سجن 9 أفريل.
غادرنا المكان بكم هائل من المعلومات عن الإدارة العامة للهندسة العسكرية التي تزخر بكفاءات تونسية هامة.. هذه الإدارة التي اتخذت مفردتي "حزم وعزم" شعارا لها فكانت كذلك: قولا وفعلا..