إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

كلام مباح.. أفلام تونسية ليست تونسية ..

 

تونس - الصباح

تدعم وزارة الشؤون الثقافية سنويا عددا من الإتاجات السينمائية لمخرجين ومنتجين تونسيين، ويمنحها تمويل هذه الأفلام الحصول على أحقية "جنسية" العمل الفني .. ومعلوم أن الإنتاج الرسمي يحدد هوية الفيلم ولكن هل هي "هوية" حقا أم مجرد خانة للجنسية في زمن يسيطر التمويل الأجنبي على معظم هذه الإنتاجات المدعومة من وزارة الشؤون الثقافية ..

الأكيد أن عددا من أفلامنا التونسية ليست تونسية في مضامينها ورؤيتها وانتمائها الفعلي لصناديق الدعم الأجنبية والممّولين الغربيين .. تدور هذه النوعية من الأفلام في فلك المجتمعات البائسة اليائسة حلمها أوروبا وكل الطرق في أحداثها تشرع لقانون الغاب من عنف وتطرف وفساد أخلاقي واجتماعي وسياسي .. يهان الانسان في واقعها رجلا كان أو امرأة أو طفلا .. ففي هذه الأفلام لا نعيد تصوير الحقيقة أو الواقع فنيا وجماليا بوجهة نظر مخرج تونسي يناقش القضايا الحارقة لمجتمعه بقدر ما نرسم أجندة الآخر وانعكاس صورتنا في ذهنه وثقافته وغاياته السياسية والأيديولوجية..

الممّول الغربي يفرض إعادة كتابة الأفلام قبل تنفيذها تحت بند "تطوير المعالجة الدرامية" وصناعها ينخرطون في هذا المسار بحماس فبعض الأهداف المشتركة بين الطرفين هي عرض هذه الأعمال في المهرجانات السينمائية الكبرى ولكن هل هذه هي الغاية الأساسية لصناديق الدعم الأجنبي ..

تتردد كثيرا شعارات تثير السخرية حول اكتشاف أصوات سينمائية جديدة من دول الجنوب ودعم أفكارهم فهل هي أفكارهم حقا ؟! لماذا يهتم المانح الغربي بأفلام عن الواقع الاجتماعي والراهن المتأزم والبطل اليائس .. لماذا لا يدعم أشكالا سينمائية تجريبية أو أفلام الحركة والخيال العلمي وغيرها إذ كان حقا هدفه دعم أفكار صناع أفلام "الجنوب" ..

ندرك أن عددا قليلا من الأفلام التونسية تحاول الحفاظ على جانب من هويتها، ويتشبث صناعها بمساحتهم الخاصة من الإبداع رغم صعوبات تنفيذ عمل سينمائي دون تمويلات أجنبية أو عربية في السنوات الأخيرة، ولكن من المهم أن

تطرح وزارة الشؤون الثقافية وصناع السينما في بلادنا السؤال الأهم لمّن ننتج أفلامنا؟ .. هل هي موجهة للجمهور التونسي وهل تشبهنا هذه الأفلام؟ أم سنكتفي بسينما تتحكم في طرح معظم إنتاجاتها "الإملاءات الغربية" ..

نجلاء قموع

 

 

 

 

 

 

 

 

تونس - الصباح

تدعم وزارة الشؤون الثقافية سنويا عددا من الإتاجات السينمائية لمخرجين ومنتجين تونسيين، ويمنحها تمويل هذه الأفلام الحصول على أحقية "جنسية" العمل الفني .. ومعلوم أن الإنتاج الرسمي يحدد هوية الفيلم ولكن هل هي "هوية" حقا أم مجرد خانة للجنسية في زمن يسيطر التمويل الأجنبي على معظم هذه الإنتاجات المدعومة من وزارة الشؤون الثقافية ..

الأكيد أن عددا من أفلامنا التونسية ليست تونسية في مضامينها ورؤيتها وانتمائها الفعلي لصناديق الدعم الأجنبية والممّولين الغربيين .. تدور هذه النوعية من الأفلام في فلك المجتمعات البائسة اليائسة حلمها أوروبا وكل الطرق في أحداثها تشرع لقانون الغاب من عنف وتطرف وفساد أخلاقي واجتماعي وسياسي .. يهان الانسان في واقعها رجلا كان أو امرأة أو طفلا .. ففي هذه الأفلام لا نعيد تصوير الحقيقة أو الواقع فنيا وجماليا بوجهة نظر مخرج تونسي يناقش القضايا الحارقة لمجتمعه بقدر ما نرسم أجندة الآخر وانعكاس صورتنا في ذهنه وثقافته وغاياته السياسية والأيديولوجية..

الممّول الغربي يفرض إعادة كتابة الأفلام قبل تنفيذها تحت بند "تطوير المعالجة الدرامية" وصناعها ينخرطون في هذا المسار بحماس فبعض الأهداف المشتركة بين الطرفين هي عرض هذه الأعمال في المهرجانات السينمائية الكبرى ولكن هل هذه هي الغاية الأساسية لصناديق الدعم الأجنبي ..

تتردد كثيرا شعارات تثير السخرية حول اكتشاف أصوات سينمائية جديدة من دول الجنوب ودعم أفكارهم فهل هي أفكارهم حقا ؟! لماذا يهتم المانح الغربي بأفلام عن الواقع الاجتماعي والراهن المتأزم والبطل اليائس .. لماذا لا يدعم أشكالا سينمائية تجريبية أو أفلام الحركة والخيال العلمي وغيرها إذ كان حقا هدفه دعم أفكار صناع أفلام "الجنوب" ..

ندرك أن عددا قليلا من الأفلام التونسية تحاول الحفاظ على جانب من هويتها، ويتشبث صناعها بمساحتهم الخاصة من الإبداع رغم صعوبات تنفيذ عمل سينمائي دون تمويلات أجنبية أو عربية في السنوات الأخيرة، ولكن من المهم أن

تطرح وزارة الشؤون الثقافية وصناع السينما في بلادنا السؤال الأهم لمّن ننتج أفلامنا؟ .. هل هي موجهة للجمهور التونسي وهل تشبهنا هذه الأفلام؟ أم سنكتفي بسينما تتحكم في طرح معظم إنتاجاتها "الإملاءات الغربية" ..

نجلاء قموع