- قمة تحت شعار "أوكرانيا أولا.. وغزة إن وجدت لها مساحة من الزمن"!
تونس-الصباح
بتكليف من رئيس الجمهورية قيس سعيّد، شارك أحمد الحشّاني، رئيس الحكومة أمس الجمعة في اجتماعات القمة الخمسين لمجموعة الدول الصناعية السبع التي احتضنها فندق بورجوإجناتسيا بمنتجع بروغوانيازيا المنعزل في ريف بوليا بايطاليا، التي حملت شعار "مجموعة السبع من أجل السلام" والتي ستتواصل على مدى ثلاثة أيام على ست جلسات عمل.
ورافق رئيس الحكومة الى إيطاليا نبيل عمار وزير الخارجية.
سفيان رجب
ومجموعة السبع هي منتدى غير رسمي، تعقد قمتها بدورية سنوية تناقش خلالها السياسة الاقتصادية والقضايا الأمنية، وتضم الدول الصناعية الغربية الكبرى وهي كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وتشارك هذه الدول على مستوى القادة في منتدى سنوي تحضره كذلك دول أخرى تتم دعوتها كضيوف شرف.
تونس ومجموعة الدول السبع
وكان من المفروض أن تكون تونس ممثلة على اعلى مستوى في هذه القمة حيث تم توجيه دعوة رسمية للرئيس قيس سعيد ليكون ضيف شرف في قمة "الكبار"، لكن يبدو أن المواقف المنتظرة من الحرب الدائرة في غزة جعلت الرئيس سعيد يرفض الحضور في قمة يتمنى حضورها جل القادة في العالم. فمواقف الرئيس سعيد واضحة وثابتة ولا تقبل المزايدات في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية لذلك خيّر عدم حضور قمة لن تعطي الشعب الفلسطيني حقه ولن تعمل وتدفع على رفع المأساة عن أهالي غزة ضحايا مجزرة العصر التي ينفذها الكيان المحتل وستدافع عن الجلاد وفي أحسن الحالات تسوّي بين الجلاد والضحية.
كذلك من الأسباب المحتملة التي جعلت الرئيس قيس سعيد يتخلف عن هذه القمة هو تجنب الضغوطات والالتزامات المحتملة في ما يتعلق بقضية الهجرة غير النظامية والدفع نحو فرض وجهة النظر الأوروبية في جعل تونس حارسة للحدود الجنوبية للمتوسط وهو ما ترفضه بلادنا التي أكدت أكثر من مرة أنها لن تكون حارسة سوى على حدودها ولن تكون ابدا ارض استقرار لمن عجزوا عن العبور نحو الضفة الأخرى من المتوسط، وان مسالة الهجرة غير النظامية يجب أن تعالج من جذورها أي معالجة أسبابها ودعم ومساندة الدول "المصدرّة" للحارقين.
وتبقى مشاركة رئيس الحكومة احمد الحشاني في قمة إيطاليا هامة لعديد الاعتبارات منها خاصة مواصلة التأكيد على أن تونس لا ولن تصطف في أي حلف على حساب الآخر، وأن التفات بلادنا نحو الشرق ومشاركة الرئيس قيس سعيد في القمة الصينية-العربية في بيكين ثم مشاركة رئيس الحكومة في القمة الكورية-الافريقية في سيول لا يعني ان بلادنا تخلت عن شراكاتها الاستراتيجية وعن ارتباطاتها الوثيقة مع الغرب بل انها تتعامل مع الجميع وفق مبدإ الشراكة والاحترام المتبادل دون اصطفاف مع هذا المحور أو ذاك. وهو مبدأ تتعامل به تونس منذ استقلالها الى حد اليوم.
يذكر ان قمة السنة الماضية التي احتضنتها مدينة هيروشيما اليابانية، والتي لم تشارك فيها تونس، خصصت حيزا من نقاشاتها وتقريرها الختامي لبلادنا حيث دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني صندوق النقد الدولي إلى تبني نهج "عملي" لصرف تمويل لتونس دون شروط مسبقة.
وقالت خلال جلسة مع القادة الآخرين للدول الصناعية السبع الرئيسية "تونس في وضع صعب للغاية، وهناك خطر تخلف وشيك عن السداد في ظل توقف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي"، ودافعت ميلوني عن تونس وعن ضرورة دعم اقتصادها.
وكانت تونس شاركت سنة 2017 في أشغال قمة مجموعة الدول السبع الكبار بمدينة تاورمينا الإيطالية، وكانت ممثلة وقتها برئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي الذي القى كلمة بالمناسبة طالب فيها بدعم أكبر لجهود بلاده في مكافحة الإرهاب قائلا :"إن تونس التي وجدت نفسها في المواقع الأمامية لمواجهة الإرهاب، تستحق أكبر مساندة في الجهود التي تبذلها.. إن نجاحنا في كسب هذه المعركة من شأنه أن يساهم في دعم الاستقرار في كامل المنطقة".
وناقشت القمة وقتها تحديات وفرص التنمية في إفريقيا وكان لتونس نصيب سواء في الجلسات الرسمية أو في الكواليس واللقاءات الثنائية التي اجراها قائد السبسي مع عدد من قادة الدول المشاركة في القمة.
كما شارك الباجي قائد السبسي في الدورة 41 لقمة مجموعة الدول السبع الكبار في المانيا سنة 2018 كضيف شرف.
ماذا في جدول الاعمال؟
وبالعودة الى قمة هذا العام، فان من ابرز الحضور سيكون البابا فرانسيس الذي سيلقي خطابًا حول مخاطر وإمكانات الذكاء الاصطناعي، وكذلك عدد من قادة الدول غير الأعضاء في مجموعة السبع، بما في ذلك الرئيس الاماراتي محمد بن زايد ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الكيني ويليام روتو... في حين اعتذر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن الحضور، ستكون في ظاهرها كونية ولكن في باطنها مصالح المجموعة وحلفائها حيث ستركز القمة على الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال وهي الهجرة، ومنطقة المحيط الهادئ والهندي، والأمن الاقتصادي، وإفريقيا، والذكاء الاصطناعي، وتغير المناخ، والصراعات الجارية في غزة وأوكرانيا...
وتعقد القمة في أعقاب انتخابات البرلمان الأوروبي، التي شهدت فوزا وزيادة في دعم اليمين المتطرف بعدد من الدول مثل فرنسا وألمانيا، أعضاء المجموعة.
وحسب جدول الاعمال وكلمات "قادة العالم"، فان قمة مجموعة السبع، ستعبر عن القلق من تطور القدرة الصناعية الزائدة للصين ودعم هذه الاخيرة لروسيا في حربها ضد أوكرانيا حليفة الغرب.
وتركز القمة كذلك، على الوضع الجيوسياسي الراهن وخاصة الصراعات العالمية، لا سيما العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والحرب الروسية الأوكرانية، وانتشار الذكاء الاصطناعي، وقضايا إفريقيا، مع التركيز على قلق إيطاليا الطويل الأمد بشأن الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وكذلك سيتم مناقشة القضايا الدائمة مثل تغير المناخ..
قمة وسط زلزال سياسي أوروبي
القمة التي تشارك فيها عديد الدول الأوروبية، تزامنت مع العاصفة الانتخابية التي ضربت جل دول القارة. فعلى عكس رئيسة الحكومة الإيطالية ميلوني التي تشهد شعبيتها تزايدا وانتعاشة بعد تقدم التيار الذي تقوده، يواجه حلفاؤها، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وقتًا عصيبًا كل في بلده. حيث دعا ماكرون إلى إجراء انتخابات فرنسية جديدة نهاية هذا الشهر وبالتحديد يوم 30 جوان الجاري وسط المخاوف من خطر التحول نحو اليمين.
أما شولتس، فقد تعرض لهزيمة خطيرة لائتلافه الحاكم المكون من حزبه الاشتراكي الديمقراطي والخضر والليبراليين في الانتخابات الأوروبية.
نفس الشيء في بريطانيا حيث من المرجح أن يضطر سوناك المحافظ إلى الاستقالة وتسليم السلطة لحزب العمال، بعد الانتخابات المنتظرة في الرابع من جويلية المقبل.
ومثلما هو حال الاضطراب السياسي الذي تشهده الدول الأوروبية الممثلة في مجموعة السبع، فان الولايات المتحدة نفسها غير مستقرة وغير ثابتة في ظل التحركات الداخلية والخارجية ضد سلطاتها جراء ما يجري في غزة والاصطفاف الاعمى للكيان الصهيوني رغم مجازره المرتكبة.. كما ان الولايات المتحدة تواجه كذلك فترة صعبة ومهزوزة جراء الانتخابات الرئاسية المحدد عقدها في نوفمبر المقبل، وتواجه شكوكا كبيرة بين حلفائها، حيث يثير احتمال انتصار دونالد ترامب قلق معظم القادة الحاضرين في قمة إيطاليا والذين يساندون أو يأملون في فوز منافسه الجمهوري بايدن.
أوكرانيا في الصدارة.. وغزة بتحفظ
القمة كعادتها في السنوات الأخيرة، وضعت كل ثقلها لدعم أوكرانيا ضد روسيا حيث اقرت القمة في يومها الاول تقديم دعم مالي لأوكرانيا بمبلغ 50 مليار دولار حتى نهاية العام من خلال أموال روسية مجمدة ومصادرة لدى الأعضاء.
اما فيما يتعلق بغزة وما يجري فيها والمأساة التي يعيشها شعبها في ظل صمت دولي مخز، فان قادة مجموعة الدول السبع أكدوا دعمهم الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار في القطاع وتبادل المحتجزين بين الكيان الإسرائيلي وحركة "حماس" على 3 مراحل، والتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن في أواخر ماي الماضي.
ولم يشر قادة مجموعة الدول السبع إلى الوضع الإنساني في غزة وكيفية انقاذ ملايين الفلسطينيين من آلة القتل والدمار الإسرائيلية المدعومة من قبل اغلب الدول المجتمعة في إيطاليا وهذا في حد ذاته يعد أمرا مخجلا للأطراف المجتمعة التي أكدت مرة أخرى أن وجهتها أوكرانيا لا غير وان غزة لا تعنيها.
- قمة تحت شعار "أوكرانيا أولا.. وغزة إن وجدت لها مساحة من الزمن"!
تونس-الصباح
بتكليف من رئيس الجمهورية قيس سعيّد، شارك أحمد الحشّاني، رئيس الحكومة أمس الجمعة في اجتماعات القمة الخمسين لمجموعة الدول الصناعية السبع التي احتضنها فندق بورجوإجناتسيا بمنتجع بروغوانيازيا المنعزل في ريف بوليا بايطاليا، التي حملت شعار "مجموعة السبع من أجل السلام" والتي ستتواصل على مدى ثلاثة أيام على ست جلسات عمل.
ورافق رئيس الحكومة الى إيطاليا نبيل عمار وزير الخارجية.
سفيان رجب
ومجموعة السبع هي منتدى غير رسمي، تعقد قمتها بدورية سنوية تناقش خلالها السياسة الاقتصادية والقضايا الأمنية، وتضم الدول الصناعية الغربية الكبرى وهي كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وتشارك هذه الدول على مستوى القادة في منتدى سنوي تحضره كذلك دول أخرى تتم دعوتها كضيوف شرف.
تونس ومجموعة الدول السبع
وكان من المفروض أن تكون تونس ممثلة على اعلى مستوى في هذه القمة حيث تم توجيه دعوة رسمية للرئيس قيس سعيد ليكون ضيف شرف في قمة "الكبار"، لكن يبدو أن المواقف المنتظرة من الحرب الدائرة في غزة جعلت الرئيس سعيد يرفض الحضور في قمة يتمنى حضورها جل القادة في العالم. فمواقف الرئيس سعيد واضحة وثابتة ولا تقبل المزايدات في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية لذلك خيّر عدم حضور قمة لن تعطي الشعب الفلسطيني حقه ولن تعمل وتدفع على رفع المأساة عن أهالي غزة ضحايا مجزرة العصر التي ينفذها الكيان المحتل وستدافع عن الجلاد وفي أحسن الحالات تسوّي بين الجلاد والضحية.
كذلك من الأسباب المحتملة التي جعلت الرئيس قيس سعيد يتخلف عن هذه القمة هو تجنب الضغوطات والالتزامات المحتملة في ما يتعلق بقضية الهجرة غير النظامية والدفع نحو فرض وجهة النظر الأوروبية في جعل تونس حارسة للحدود الجنوبية للمتوسط وهو ما ترفضه بلادنا التي أكدت أكثر من مرة أنها لن تكون حارسة سوى على حدودها ولن تكون ابدا ارض استقرار لمن عجزوا عن العبور نحو الضفة الأخرى من المتوسط، وان مسالة الهجرة غير النظامية يجب أن تعالج من جذورها أي معالجة أسبابها ودعم ومساندة الدول "المصدرّة" للحارقين.
وتبقى مشاركة رئيس الحكومة احمد الحشاني في قمة إيطاليا هامة لعديد الاعتبارات منها خاصة مواصلة التأكيد على أن تونس لا ولن تصطف في أي حلف على حساب الآخر، وأن التفات بلادنا نحو الشرق ومشاركة الرئيس قيس سعيد في القمة الصينية-العربية في بيكين ثم مشاركة رئيس الحكومة في القمة الكورية-الافريقية في سيول لا يعني ان بلادنا تخلت عن شراكاتها الاستراتيجية وعن ارتباطاتها الوثيقة مع الغرب بل انها تتعامل مع الجميع وفق مبدإ الشراكة والاحترام المتبادل دون اصطفاف مع هذا المحور أو ذاك. وهو مبدأ تتعامل به تونس منذ استقلالها الى حد اليوم.
يذكر ان قمة السنة الماضية التي احتضنتها مدينة هيروشيما اليابانية، والتي لم تشارك فيها تونس، خصصت حيزا من نقاشاتها وتقريرها الختامي لبلادنا حيث دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني صندوق النقد الدولي إلى تبني نهج "عملي" لصرف تمويل لتونس دون شروط مسبقة.
وقالت خلال جلسة مع القادة الآخرين للدول الصناعية السبع الرئيسية "تونس في وضع صعب للغاية، وهناك خطر تخلف وشيك عن السداد في ظل توقف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي"، ودافعت ميلوني عن تونس وعن ضرورة دعم اقتصادها.
وكانت تونس شاركت سنة 2017 في أشغال قمة مجموعة الدول السبع الكبار بمدينة تاورمينا الإيطالية، وكانت ممثلة وقتها برئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي الذي القى كلمة بالمناسبة طالب فيها بدعم أكبر لجهود بلاده في مكافحة الإرهاب قائلا :"إن تونس التي وجدت نفسها في المواقع الأمامية لمواجهة الإرهاب، تستحق أكبر مساندة في الجهود التي تبذلها.. إن نجاحنا في كسب هذه المعركة من شأنه أن يساهم في دعم الاستقرار في كامل المنطقة".
وناقشت القمة وقتها تحديات وفرص التنمية في إفريقيا وكان لتونس نصيب سواء في الجلسات الرسمية أو في الكواليس واللقاءات الثنائية التي اجراها قائد السبسي مع عدد من قادة الدول المشاركة في القمة.
كما شارك الباجي قائد السبسي في الدورة 41 لقمة مجموعة الدول السبع الكبار في المانيا سنة 2018 كضيف شرف.
ماذا في جدول الاعمال؟
وبالعودة الى قمة هذا العام، فان من ابرز الحضور سيكون البابا فرانسيس الذي سيلقي خطابًا حول مخاطر وإمكانات الذكاء الاصطناعي، وكذلك عدد من قادة الدول غير الأعضاء في مجموعة السبع، بما في ذلك الرئيس الاماراتي محمد بن زايد ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الكيني ويليام روتو... في حين اعتذر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن الحضور، ستكون في ظاهرها كونية ولكن في باطنها مصالح المجموعة وحلفائها حيث ستركز القمة على الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال وهي الهجرة، ومنطقة المحيط الهادئ والهندي، والأمن الاقتصادي، وإفريقيا، والذكاء الاصطناعي، وتغير المناخ، والصراعات الجارية في غزة وأوكرانيا...
وتعقد القمة في أعقاب انتخابات البرلمان الأوروبي، التي شهدت فوزا وزيادة في دعم اليمين المتطرف بعدد من الدول مثل فرنسا وألمانيا، أعضاء المجموعة.
وحسب جدول الاعمال وكلمات "قادة العالم"، فان قمة مجموعة السبع، ستعبر عن القلق من تطور القدرة الصناعية الزائدة للصين ودعم هذه الاخيرة لروسيا في حربها ضد أوكرانيا حليفة الغرب.
وتركز القمة كذلك، على الوضع الجيوسياسي الراهن وخاصة الصراعات العالمية، لا سيما العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والحرب الروسية الأوكرانية، وانتشار الذكاء الاصطناعي، وقضايا إفريقيا، مع التركيز على قلق إيطاليا الطويل الأمد بشأن الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وكذلك سيتم مناقشة القضايا الدائمة مثل تغير المناخ..
قمة وسط زلزال سياسي أوروبي
القمة التي تشارك فيها عديد الدول الأوروبية، تزامنت مع العاصفة الانتخابية التي ضربت جل دول القارة. فعلى عكس رئيسة الحكومة الإيطالية ميلوني التي تشهد شعبيتها تزايدا وانتعاشة بعد تقدم التيار الذي تقوده، يواجه حلفاؤها، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وقتًا عصيبًا كل في بلده. حيث دعا ماكرون إلى إجراء انتخابات فرنسية جديدة نهاية هذا الشهر وبالتحديد يوم 30 جوان الجاري وسط المخاوف من خطر التحول نحو اليمين.
أما شولتس، فقد تعرض لهزيمة خطيرة لائتلافه الحاكم المكون من حزبه الاشتراكي الديمقراطي والخضر والليبراليين في الانتخابات الأوروبية.
نفس الشيء في بريطانيا حيث من المرجح أن يضطر سوناك المحافظ إلى الاستقالة وتسليم السلطة لحزب العمال، بعد الانتخابات المنتظرة في الرابع من جويلية المقبل.
ومثلما هو حال الاضطراب السياسي الذي تشهده الدول الأوروبية الممثلة في مجموعة السبع، فان الولايات المتحدة نفسها غير مستقرة وغير ثابتة في ظل التحركات الداخلية والخارجية ضد سلطاتها جراء ما يجري في غزة والاصطفاف الاعمى للكيان الصهيوني رغم مجازره المرتكبة.. كما ان الولايات المتحدة تواجه كذلك فترة صعبة ومهزوزة جراء الانتخابات الرئاسية المحدد عقدها في نوفمبر المقبل، وتواجه شكوكا كبيرة بين حلفائها، حيث يثير احتمال انتصار دونالد ترامب قلق معظم القادة الحاضرين في قمة إيطاليا والذين يساندون أو يأملون في فوز منافسه الجمهوري بايدن.
أوكرانيا في الصدارة.. وغزة بتحفظ
القمة كعادتها في السنوات الأخيرة، وضعت كل ثقلها لدعم أوكرانيا ضد روسيا حيث اقرت القمة في يومها الاول تقديم دعم مالي لأوكرانيا بمبلغ 50 مليار دولار حتى نهاية العام من خلال أموال روسية مجمدة ومصادرة لدى الأعضاء.
اما فيما يتعلق بغزة وما يجري فيها والمأساة التي يعيشها شعبها في ظل صمت دولي مخز، فان قادة مجموعة الدول السبع أكدوا دعمهم الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار في القطاع وتبادل المحتجزين بين الكيان الإسرائيلي وحركة "حماس" على 3 مراحل، والتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن في أواخر ماي الماضي.
ولم يشر قادة مجموعة الدول السبع إلى الوضع الإنساني في غزة وكيفية انقاذ ملايين الفلسطينيين من آلة القتل والدمار الإسرائيلية المدعومة من قبل اغلب الدول المجتمعة في إيطاليا وهذا في حد ذاته يعد أمرا مخجلا للأطراف المجتمعة التي أكدت مرة أخرى أن وجهتها أوكرانيا لا غير وان غزة لا تعنيها.