بدأ العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى 3 أيام ، ورغم قرب موعده فان أسعار الأضاحي تزداد ارتفاعا يوم بعد آخر في مختلف أسواق ولايات الجمهورية، وهو سبب حيرة لنسبة هامة من العائلات التونسية التي اضطرت الى العزوف عن شراء علوش العيد هذه السنة لاسيما ان الصعود "الصاروخي" للأسعار لا يتماشى مع المقدرة الشرائية لأغلب التونسيين.
ورغم ان الفلاح يبرر ارتفاع الأسعار هذا العام بالتكلفة الباهظة في ظل الترفيع المتواتر في أسعار الأعلاف، فان السماسرة والمستكرشين عمقوا معاناة التونسيين من خلال جشعهم وبحثهم عن هامش كبير للربح دون أية رقابة .
ويبدو ان عديد الإشكاليات تطرح استفهامات عديدة يتوجب إيجاد حلول لها تجنبا لتواصل الصعود الغريب للأسعار الذي فاق كل الحدود دون أي تدخل من الأطراف المتداخلة ليبقى المواطن المتضرر الأكبر .
رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بمدنين لـ"الصباح" بعد ركود الأسابيع الفارطة ..تراجع الأسعار في الأيام الماضية
اكد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بمدنين الجيلاني شعوي لـ"الصباح" انه لحد نهاية الأسبوع المنقضي سجلت أسواق الأضاحي ركودا لافتا بمختلف مناطق ومعتمديات ولاية مدنين ،ويعود ذلك الى ضعف المقدرة الشرائية للمواطنين وغلاء الأضاحي الناجم عن الارتفاع المشط للأعلاف بسبب تواتر سنوات الجفاف والأزمات العالمية.
وبخصوص أسعار العلوش ،فانها تتراوح ما بين 700 دينار و 1350 دينار حسب جلولي شعوي الذي أضاف انه تم تسجيل تراجع طفيف للأسعار مطلع الأسبوع بنسبة تتراوح ما بين 10و 15 بالمائة .
كما اشار رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بمدنين ان الأسواق عرفت منذ نهاية الأسبوع المنقضي حركية ، ومن المنتظر ان تتواصل قبل يوم عيد الاضحي بيوم .
وأضاف انه تم تركيز نقاط بيع بعدد من مناطق ولاية مدنين غير انها لم تشهد إقبالا من طرف المستهلكين لنفس الأسباب التي تم ذكرها سابقا.
وفي سياق متصل التقت الصباح برياض الهنتاش ناشط بالمجتمع المدني ومتابع للشأن المحلي الذي قال "خلال الأيام الأخيرة وبمناسبة عيد الاضحى المبارك بدأت الحركية في أسواق الماشية تبلغ ذروتها مع توافد بائعي ومربي الأضاحي لجني محصول تعب الموسم وإقبال الناس لشراء الاضاحي الا انه ومن خلال متابعتي لهذا الشأن في الفترة الأخيرة لاحظت تباينا شاسعا بين العرض والطلب فالأسعار مرتفعة والأرقام التي يتداولها الباعة عالية مقارنة بالمقدرة الشرائية وبطموحات المواطن لذلك فان "العلوش" لم يعد ذا أهمية للعيد من العائلات وتنازل العديد عن الاضحية لمجابهة ماهو اهم من متطلبات الحياة" على حد تعبيره .
*ميمون التونسي
علوش العيد بأسواق سوسة : " الوكّال " يستنكر والفلّاح يتبرّأ والوسيط أكبر مستفيد
لم يعد يفصلنا على موعد حلول عيد الأضحى المبارك غير أيّام قليلة حيث تتواتر الإستعدادات ويشتدّ نسق الإجتهادات لدى أرباب الأسر والعائلات من أجل البحث عن سبل توفير ثمن كبش العيد في ظرف اقتصادي واجتماعي صعب زادته تأزّما تواتر المحطّات الإنفاقيّة للأسر التّونسيّة التي خرجت مؤخّرا بكثير من التّعب من نزالها مع مستلزمات وشهوات شهر رمضان وعيد الفطر ما يجعل من عمليّة اقتناء خروف العيد لهذه السّنة أمرا عسيرا بل وضربا من المستحيل عند الكثيرين .
" الصّباح " تجوّلت في عدد من أسواق معتمديّات الولاية وعاينت " بورصة " بيع علّوش العيد سواء بالأسواق الأسبوعيّة أو ببعض النّقاط العشوائيّة الموجودة ببعض المعتمديات ورصدت آراء وانطباعات عدد من المواطنين حول الأسعار المطروحة ومدى نسبة الإقبال كما وقفت على عديد الإشكاليّات المطروحة ولاسيما منها تقلّص هامش الرّبح بالنّسبة للمربّين في ظلّ التّزايد المستمرّ لأسعار الأعلاف وتأثير ذلك بشكل مباشر على كلفة الإنتاج وهو ما يدفع نحو تعزيز دور الوسطاء الذين ووفق شهادات عديد الفلاّحين هم المستفيدون الأبرز من الوضع الرّاهن
حيث أمكن خلال الجولة الميدانيّة بسوق الدّواب بسوق الأحد بسوسة الوقوف على حقيقة ثابتة تنسحب بدورها على أسواق مدينة القلعة الكبرى والنّفيضة وهو توفّر المنتوج - في ظلّ تواصل تواضع الإقبال - سواء من خلال ما يوفّره المربّون المحليّون بعدد من معتمديّات الولاية أو من خلال ما يطرحه في الأسواق "الجلاّبة " من ولايات القيروان وسيدي بوزيد والقصرين وهو ما يسمح بتوفّر أحجام مختلفة من الخرفان وبأسعار متباينة تراعي إلى حدّ ما تفاوت المقدرة الشرائيّة للرّاغبين في اقتناء الأضاحي حيث تتراوح أسعار الأضحية الجيّدة "بركوس " بين الألف وخمسمائة دينار والألفيْ دينار لمن تجاوز وزنه 40 كغ فيما تتراوح الأسعار بين 1200 و 1500 د لمن تراوحت كتلته بين 20 و35 كغ وبين 800 د و1000 الف دينار لعلوش 20 كغ , أسعار علّق عليها العديد من المواطنين بأنّها تتطابق الى حدّ كبير مع السّعر المرجعي للكغ من اللحم الحي الذي تعوّدت وزارة التجارة على تحديده في السنوات الأخيرة وهو ما يجعل من إمكانيّة الإستفادة ببعض الكيلوغرامات أمرا صعبا بل ومحسوما وفق ما ورد على لسان أحد الحرفاء " الأمور محسومة ومحسوبة بالورقة والقلم ..لقد ولّى زمن الخير فدخول القشّارة والقصّابة وكبار التجّار على الخطّ في السّنوات الأخيرة أجهض على حظوظ "الوكّال " في إمكانيّة الظّفر بكبش يحظى بقبول الأطفال ورضى أمّهم في المقابل تبرّأ عدد من الفلاّحين من مربي الماشية من أن تكون لهم مسؤولية وراء لهيب أسعار العلّوش وأقسم عدد منهم على أنّ الأسعار المطروحة بالأسواق هي بالكاد تغطّي مصاريفهم وتكلفة الإنتاج مستعرضين مغامرات وحكايات عن المخاطر وما يتعرّضون له من اعتداءات قد يدفعون فيها أرواحهم نتيجة للانتشار المُلفت لعمليّات السّطو والسّرقة في ظلّ عدم توفّر منظومة تحميهم من جملة هذه المخاطر وهو ما جعل من الوسطاء وكبار التجّار وكبار القصّابين أكبر المستفيدين من الوضع حيث لا ينالهم من مسيرة العناء والمشقّة غير النّهوض فجرا ومُصادرة مجهود الفلاّحين وأتعابهم وتضحيّاتهم باقتناء خرفانهم " شيلا بيلا " وبأسعار يفرضونها واقعا ميدانيّا يتحكّمون من خلاله في عمليّات البيع والشّراء التي لم ترتق إلى مستوى تطلّعات وتضحيّات معظم الفلاّحين نتيجة لحالة من الكساد المبرّر ما جعل أغلب روّاد الأسواق يكتفون بالمعاينة وتحسّس محرار الأسعار دون أن يُبدوا استعدادا حقيقيّا لإقتناء أضاحي وتوقّع البعض منهم أن تتواصل هذه الحالة رغم التحسّن النسبي في الإقبال بحر هذا الأسبوع وأن تشهد هذه السّنة أدنى نسبة إقبال على اقتناء الأضاحي .
تراجع عدد النّقاط المنظّمة
طالب عدد من المواطنين المصالح والأجهزة المعنيّة وعلى رأسها البلديّات في أن تتحمّل مسؤوليّاتها كاملة وأن تدفع نحو إحداث نقاط بيع الأضاحي بالميزان من خلال تركيز نقاط بيع منظّمة تضمن حُسن تزويد الأسواق بالأضاحي وتحمي في نفس الوقت المستهلك من مختلف عمليّات الغشّ والتحيّل التي استفحلت واتخذت أشكالا متعدّدة مستغربين من انتشار ملفت لنقاط بيع عشوائيّة لا تتوفّر فيها لا المراقبة البيطريّة ولا الاقتصادية فضلا عمّا تشكّله من تشويه لمداخل المدن وساحاتها مشيرين إلى تراجع عدد النقاط المنظّمة لبيع الأضاحي التي غابت إلى حد الآن على أكثر من ثلثي بلديات الولاية حيث اقتصرت في السّنوات الأخيرة على عدد قليل جدّا من المعتمديّات ما يُسهم في تكريس الفوضى ويشجّع على صنوف من الغشّ والحيل من قبيل تقديم " البوشون " أو خلط "السدّاري " بالملح ما يجعل الحيوان يشعر بالعطش ويستهلك كميات وافرة من الماء تزيد في كتلته فضلا عن تعليف الخبز و"الكاكي " وتقديم هرمونات تحفيزيّة.
أنور قلاّلة
مع تراجع مخزون الأضاحي بالقصرين . ارتفاع في الأسعار والمواطن والفلاح أكبر المتضررين
أسابيع قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك ولا تزال الكثير من العائلات بولاية القصرين لم تجد ضالتها بعد في الأسواق ، خاصة مع ارتفاع في أسعار الأضاحي يقابله تراجع في مخزون الأضاحي بالجهة ب20 بالمائة مقارنة بالسنة الفارطة ، ليبقى الانتظار سيد الموقف حتى الأيام الأخيرة التي تسبق العيد التي تجبر المواطن اما على الشراء بأسعار مرتفعة أو تخفيض الفلاح لسعر انتاجه وفقا لعديد المتدخلين لـ"الصباح" في رصدها لأجواء الأسواق بالقصرين.
أسعار مرتفعة والمواطن والفلاح أكثر المتضررين
في جولة" الصباح " في الأسواق بالجهة تباينت الآراء من الفلاحين والمواطنين بين الارتفاع في الأسعار وتراجعه لكنها اشتركت في الأسباب والضرر ، فعدد من الفلاحين بالجهة يؤكدون ارتفاع الأسعار في الأضاحي هذه السنة حتى مقارنة بالسنة الفارطة ما ينعكس على الطاقة الشرائية للمواطن الذي يجد نفسه مضطرا اما على الاقتناء كرها بأسعار مرتفعة او بما لا يتناسب مع أفراد عائلته.
كما كانت الآراء متجمعة حول عدم وجود البيع المثالي حتى الآن ، ولا يزال الفلاح يراوح مكانه من سوق إلى سوق دون الحصول على مبتغاه ، فيجبر غالبا على البيع بالخسارة دون النظر أبدا إلى هامش الربح وبالتالي تجنب أقل خسائر ممكنة ليباع الكبش ب1700 بعد كان أكثر من ذلك في السنة الفارطة أو الشاة أو العلوش من 900 د إلى 700 أو 600د، مرجعين كل ذلك إلى التهاب أسعار الأعلاف التي أرهقتهم بعد رفع الدعم مؤخرا على مادة الشعير التي أصبحت تباع ب60د وتصل الى أسعار خيالية في السوق السوداء إلى جانب أنواع أخرى .موجهين دعوتهم إلى ضرورة العودة إلى سياسة الدعم في قطاع الأعلاف رحمة بالفلاح وما يعانيه من صعوبات مختلفة خاصة مع التغيرات المناخية والجفاف.
المواطن من جهته وفي روايات متعددة لـ"الصباح" كانت كلها تحت عناوين أسعار خيالية ومجحفة لا طاقة للمواطن ذي المقدرة الشرائية المتدهورة باقتناء أضحية ولو كانت بأدنى الصفات، فلا الموظف ولا المواطن العادي قادر على هكذا أسعار تتراوح حسب المتدخلين من فئات اجتماعية مختلفة من 670 د كأدنى سعر فما فوق ، وأغلب العائلات متعددة الأفراد لن تجد ضالتها في هكذا أضاحي . فالشاة أو العلوش للعائلة المتوسطة بالقصرين لابد أن يوفر على الأقل 20 كلغ وأسعار هذه الأضاحي تبلغ 900د أو 1200د وبالتالي لا تزال الكثير من العائلات بالجهة إلى الان لم تقتن بعد أضحيتها أو يضطرون إلى البقاء لآخر الأيام التي قد يشترون بسعر مضاعف أو يضطر الفلاح الى البيع بأقل الأسعار ، في المقابل يوجد البعض ممن اشترى أضحيته منذ فترة قبل أن تشتعل الأسعار وهناك أيضا من يضع ميزانية الأضحية جانبا ويشتريها في وقت مبكر.
تراجع مخزون الأضاحي ب20 بالمائة
في حديث رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين والصيد البحري بالقصرين محمد الهاشمي فارحي لـ"الصباح" أفاد بتراجع مخزون الأضاحي بجهة القصرين لهذه السنة بحوالي 20 بالمائة مقارنة بالسنة الفارطة ، وقدر المخزون ب105 آلاف رأس موزعة بين 50 ألف خرفان (25كلغ) ، البرشني 20 ألف والبركوس 35 ألف.
وتتراوح الأسعار الحالية بالأسواق بين 700د و800د الى 1200 و1500د كأقصى سعر مع قلة قليلة يبيعون أضحية بأكثر من هذا السعر وفق محدثنا الذي نفى نفيا قاطعا الأخبار المشاعة عن الأسعار التي تصل الى 2000د . مشيرا إلى أن ذلك ناتج عن بعض الدخلاء في الأسواق الذين يتفقون على المزايدات في الأسعار انطلاقا من هذا السعر لايهام الفلاح والمواطن على حد السواء بالأسعار المهولة هذه التي تقفز فوق 1800د الى 2000د وأنه تم الانتباه جيدا الى ذلك في الأسواق بالجهة وبالتالي لا توجد هكذا أسعار خيالية في أسواق القصرين.
في المقابل اعتبر محدثنا أن الأسعار الحالية للأضاحي تعتبر في المتناول اذا نظرنا إلى التحولات الاقتصادية العالمية والى بعض الأسعار في عدة دول اوروبية ، ولكنها باعتبار الطاقة الشرائية للمواطن فتعتبر فوق طاقته نوعا ما.
مشيرا إلى أن المواطن بإمكانه العودة إلى العادات القديمة كحل من الحلول المشتركة بين العائلات في الأضاحي.
الفارحي تطرق إلى أن تراجع مخزون الأضاحي وارتفاع الأسعار في علاقة مباشرة ببعضها الى جانب أسباب أخرى أدت إلى هذه النتائج منها أساسا رفع الدعم كليا عن كل أنواع الأعلاف تقريبا ماعدا مادة السداري الموجهة وفقا للقانون للشاة المنتجة ما أثر على الكلفة لدى الفلاح ، خاصة مع التغيرات المناخية والجفاف الذي أثر على مساحات المراعي والمساحات المروية ككل ليتبق الاعتماد الكلي على الأعلاف. كما أن السنوات الأخيرة تم تسجيل نقص كبير في الشاة المنتجة او الأنثى المنتجة لتزايد ذبحها لدى القصابين أو حتى في مناسبة العيد يتم الإقبال عليها بكثرة لانخفاض سعرها عن باقي الرؤوس الأخرى وأنواع الأضاحي ما أدى الى هذا التراجع في الثروة الحيوانية ومخزون الأضاحي الذي يشهد نقصا سنة تلو الأخرى ما يدق ناقوس الخطر.
كما أن الفلاح أصبح عازفا عن بعث المشاريع في قطاع تربية الماشية لكل هذه الارهصات وكونه أضحى قطاعا غير مربح خلال 3 سنوات الأخيرة وتوجههم الى قطاعات أخرى فلاحية. كما تحدث عن أن الاستيراد والمقاطعة يعتبران أكثر أساليب تضرب في العمق الفلاح بالبلاد ووجب دعم الفلاح التونسي وبالجهات بدل دعم فلاحي دول أخرى .
صفوة قرمازي
أسعار الأضاحي بولاية جندوبة..الفلاح يشتكي من غلاء الأعلاف والمواطن في انتظار فرصة آخر المطاف
بدأ العد التنازلي لعيد الإضحى المبارك وفي هذا السياق تنشط الحركة بالأسواق الأسبوعية لولاية جندوبة والتي أشاهد إقبالا هاما من المواطنين إعتبارا وأن هذه الأسواق هي ملاذ العائلات المتوسطة الدخل والفقيرة.
إلا أن الواقع عكس ذلك بهذه الأسواق التي تعج بالدخلاء والوسطاء.
وعن أسعار الأضاحي أكد عدد من الفلاحين بأنها منطقية مقارنة بندرة الأعلاف وغلائها وأحياناً انعدامها وأشاروا إلى أن الفلاح يعاني الأمرين طيلة السنة من أجل تربية قطيع الأغنام والذي يعرف تراجعا ملحوظا.
وأضاف عدد آخر من الفلاحين أن التقلبات المناخية ألقت بظلالها على تربية الأغنام والتي أصبحت كابوسا يؤرق الفلاح.
السوق الأسبوعية بفرنانة تعتبر من أكبر الأسواق بالجهة وتستقبل المئات من الماشية والآلاف من الزوار الذين يأملون في الحصول على أضحية بسعر معقول إلا أن بعض المواطنين الذين تحدثنا إليهم عن أسعار الأضاحي فإن أغلب الآراء أجمعت على غلاء الأسعار التي تراوحت بين 500 دينار ومليون ونصف وأكد البعض لنا رغم أنه موظف وكذلك الزوجة صعوبة شراء أضحية هذه السنة نظرا لتجاوزها إمكانيات العائلة المادية.
كما أن أسعار الماعز عرفت أيضاً ارتفاعا كبيراً في الأسعار مقارنة بالسنة الماضية وهي مؤشرات تؤكد أن المئات من العائلات بولاية جندوبة لن تستطيع شراء أضحية.
قطيع مهدد والإنقاذ واجب وطني
يبلغ عدد رؤوس الأغنام بولاية جندوبة 70 ألف رأس إلا أن هذا العديد يتقلص من سنة إلى أخرى جراء غلاء الأعلاف والأمراض ونقص الأدوية وغياب التشجيع من طرف وزارة الإشراف بالإضافة إلى عمليات التهريب ومقاطعة العشرات من الفلاحين هذا النشاط ما يستدعي من الجهات المعنية إعادة النظر في الطرق التقليدية في الحفاظ على قطيع تربية الماشية بالجهة وتشجيع الشبان من الفلاحين على الإقبال على هذا القطاع والاستثمار فيه وتوفير عوامل التكاثر من توفير الأعلاف والإحاطة بصغار الفلاحين من أجل انقاذ قطيع تهدده ذئاب بشرية.
الأمل في الأيام الأخيرة
تنتظر أغلب العائلات بولاية جندوبة اقتراب موعد حلول عيد الإضحي أملا في الحصول على أضحية بسعر مقبول ويتماشى وإمكانياتها المادية خاصة وأن بعض الفلاحين يدرك جيداً أنه سيتكبد خسائر مضاعفة إذا بقيت الخرفان بحوزته فحين أن البعض الآخر يتمسك بغلاء أسعار الأضاحي مهما كانت الوضعيات.
وبين جدلية العرض والطلب يبدو أن بعض المناسبات ورغم أهميتها الدينية لم تعد العائلات متمسكة بها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة في مفهومها الشامل مقابل تجميد الأجور.
عمار مويهبي
بنزرت .. إقبال ضعيف على شراء أضحية العيد
رغم اقتراب يوم عيد الاضحى فقد تواصل العزوف عن شراء الأضحية الذي فسره عدد من المواطنين بتراجع قدرتهم الشرائية مقابل الارتفاع الصاروخي للأسعار لأسباب عددها سليم ع و محسن العويشاوي مربي اغنام وعماد اوعاضور رئيس النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت.
حليلو الفلاح حليلو الشاري
حسب الشهادات التي جمعتها " الصباح " من مدينة ماطر المعروفة بتربية الماشية فقد عرض العلوش الصغير يوم الجمعة الماضي في "الرحبة " من 750 دينار الى 850 دينار والخروف الممتلئ ما بين 1300 و 1600 د مما نفّر المشترين الذي اكتفوا بالفرجة في انتظار فرصة قد تأتي وهو ما حدث يوم الأحد في منزل بورقيبة أين عرضت بعض الأضاحي بأسعار خيالية بلغت 1900 دينار .
سعر لم يتداول في "رحبة بنزرت الجنوبية اين عرض سليم ع (سيدي عمر بوحجلة ولاية القيروان) مجموعة من الخرفان متفاوتة الأحجام بين 700 و 1300 دينار على امل تغطية المصاريف الباهظة بعد ان لامس ثمن بالة " القرط " 40 دينارا خلال الشتاء الماضي في غياب المراعي المفتوحة بسبب نقص التساقطات على حد قول الشاب الذي أضاف " حليلو الفلاح وحليلو الشاري " ان لم تتدخل الدولة لتوفير العلف ودعم المربين فإن القطاع سيندثر ..
من جهته وضح محسن العويشاوي ( مربي من سيدي عمر بوحجلة القيروان ) ان ارتفاع أسعار الاضاحي كان منتظرا بسبب تناقص الاناث ( النعاج ) التي طالتها عمليات الذبح فتقلص عدد القطيع وختم العيشاوي الذي يختزل خبرة 40 سنة في القطاع ان الإقبال يتحسن تدريجيا مع اقتراب العيد " و ربي يقرب البائع من الشاري ..
واصلنا رحلتنا وسط " الرحبة " اين اكتفى اغلب الحاضرين بالسؤال عن الأسعار وابداء الإعجاب ببعض الخرفان المميزة من حيث الشكل والقرون التي "عربن " عليها " الڨشارة " على امل بيعها خارج السوق لحرفاء من نوعية خاصة ..
العرض متوفر
لفهم وضعية السوق اتصلت " الصباح " بعماد اوعاضور رئيس النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت الذي قدّر ان القطيع المحلي والوارد من مناطق أخرى يغطي نظريا طلبات حرفاء الجهة بأسعار مقبولة عكس الشطط الموجود الذي يرتبط بعديد العوامل منها نقص الأمطار ، تقلص مساحات المراعي المفتوحة ، ارتفاع أسعار الأعلاف وجشع السماسرة وأضاف اوعاضور ان اغلب مربي الماشية يمارسون النشاط الزراعي وتكبلهم التزامات وديون تجاه المزودين مما يفرض عليهم بيع الأغنام ولو بهامش ربح قليل للحصول على السيولة اللازمة لكراء الآلات الحاصدة ، آلات الربط وخلاص عمال فضلا عن تكاليف الاعاشة خلال موسم الحصاد وما بعده.
وشدد رئيس النقابة الجهوية للفلاحين بان الإقبال سيرتفع تدريجيا على نقاط البيع مباشرة اثر وصول التحويلات المالية من الآلاف من أبناء بنزرت المغتربين لفائدة عائلاتهم المتبقية ودخول الجمعيات ، الشركات والوداديات على الخط لشراء أعداد كبيرة من الأضاحي لفائدة منظوريها من عند كبار المربين بأسعار تخضع للمفاصلة او بسعر 24 والى 25 د للكغ من نقاط البيع بالميزان التي اعتبرها المتحدث احد الحلول الممكنة لمن يريد الحصول على أضحية توافق ميزانيته وأنهى اوعاضور انه في كل الأحوال فإن " العلوش "المقبول يتراوح سعره بين 900 و 1000 دينار مقابل 22-23 كغ من اللحم الصافي وفق النوعية عربي –غربي او تيبار.
ساسي الطرابلسي
الوطن القبلي .. أسعار مشطة والمواطن غير قادر على شراء الأضحية
يتجه التفكير وكافة الأنظار هذه الأيام، نحو أسواق الماشية، وذلك مع اقتراب عيد الأضحى حيث تشهد أسواق الماشية ونقاط بيع الأضاحي ازدحاما رغم الإجماع على ارتفاع الأسعار هذه السنة، وفي ولاية نابل اثر جولة في نقاط متفرقة لبيع أضحية العيد التقينا عدد من المواطنين الذين عبروا عن حيرتهم بين تحمل أعباء تصعب مجابهتها او التخلي عن إحياء هذه المناسبة الدينية.
وقال عدد من المواطنين في تصريحات متطابقة لجريدة الصباح ان أسعار الأضاحي هذه السنة مشطة جدا مقارنة بالسنة الفارطة وأصحاب الدخل المحدود غير قادرين على شراء أضحية العيد بسبب ضعف مقدرتهم الشرائية مما يجعلهم يلتجئون الى التداين لمجابهة المصاريف داعين وزارة الفلاحة للتدخل وايجاد حل لحماية المقدرة الشرائية للمواطن وتوفير نقاط بيع من المنتج الى المستهلك.
وبين احد المواطنين الى ان الظروف المعيشية للأسر أصبحت صعبة وان الطبقة المتوسطة لن تقدر على اقتناء أضحية العيد مشيرا الى ان نسبة كبيرة من العائلات قد تحتاج الى اقتناء لحوم جاهزة كبديل عن اقتناء الأضاحي
هذا واكد مربو المواشي بولاية نابل في تصريح لجريدة الصباح على أن ارتفاع أسعار الأضاحي يعود أساسا إلى غلاء الأعلاف وارتفاع تكلفة الإنتاج بالإضافة إلى الإشكاليات المتعلقة بمسألة توزيع الأعلاف المدعمة، معتبرين ان الأسعار تعد عادية مقارنة بتكلفة الإنتاج وعدم توفر مواد علف طبيعية.
ومن جهته، بيّن رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة ببوعرقوب سامي الهويدي، ان الأسباب التي تقف وراء ارتفاع أسعار المواشي تتعلق بارتفاع أسعار الأعلاف، حيث بلغ سعر “بالة القرط” 45 دينارا.
وابرز الهويدي انه رغم ارتفاع أسعار الأضاحي في السوق، إلا أن هامش ربح الفلاح لا يتجاوز 100 أو 150 دينارا في الكبش أو الخروف الواحد، نظرا لارتفاع تكلفة الإنتاج.
ومن جهته قال رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل عماد الباي، إنه تم تسجيل تراجع في عدد الأضاحي المتوفرة في السوق من قبل المنتجين المحليين بنسبة 10 بالمائة مقارنة بالسنة الفارطة، واضاف أن الاضاحي تتوزع على حوالي 16000 من الخرفان و5000 رأس بركوس (يفوق وزنه 40 كغ) وبين 2500 و3000 من ذكور الماعز "برشني"
وأضاف المصدر ذاته ان حاجيات الجهة من الأضاحي تعد حوالي 35000 من الأضاحي لاسيما وان الجهة تشهد مع اقتراب موعد عيد الأضحى توافد تجار ومربي المواشي من عديد الولايات الأخرى منها القيروان وسيدي بوزيد، وهو ما يساهم في ارتفاع عدد الأضاحي المعروضة للبيع.
وأشار الى انه لن يتم اللجوء الى نقاط بيع الأضاحي من المنتج الى المستهلك بولاية نابل باعتبار توفر عديد نقاط البيع "رحبة" بمختلف معتمديات ومناطق الجهة بما يفي بالحاجة.
وبين الباي، ان الأسعار المتداولة حاليا في حدود 25 دينارا للكغ الواحد، مشيرا الى ان ارتفاع تكلفة الإنتاج نظرا لغلاء الأعلاف وندرتها وغياب المراعي الطبيعية الناجم عن نقص مياه الري خلال المواسم الفلاحية الفارطة.
ليلى بن سعد