اختتم منتدى التعاون الصيني العربي في بكين، الخميس، أعماله بإعلان 3 وثائق رسمية هي "مشروع بكين"، ومشروع البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني (2024-2026)، وأخرى تتعلق بموقف صيني عربي موحد تجاه القضية الفلسطينية.
وشارك رئيس الجمهورية قيس سعيد في هذا المنتدى، وأكد خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية على ضرورة العمل معا "لبناء تاريخ جديد يسوده العدل ويقوم على الحرية وعلى الإرادة المشتركة في التعاون"، مضيفا أن "تونس التي ينشد شعبها العدل في الداخل ينشده أيضا على الصعيد العالمي".
وأكد سعيد، في كلمة ألقاها أمام الرئيس الصيني شي جين بينغ والقادة العرب المشاركين في القمة وهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة على أن "العلاقات بيننا وبين الصين لم تقتصر فقط على طريق الحرير بل شملت الفكر والثقافة أيضاً".
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد، أعرب في كلمته، عن التطلع إلى دعم ما تم بناؤه مع الصين منذ ستة عقود والعمل على مزيد الارتقاء بالعلاقات المتينة بين البلدين إلى أعلى.
وقال إن الهدف من استحضار التاريخ المشترك هو "الاستلهام منه لنواصل معا في بناء تاريخ جديد يسوده العدل ويقوم على الحرية وعلى الإرادة المشتركة في التآزر والتعاضد والتعاون".
وقال سعيد إن "المجتمع الإنساني بدأ يتشكل بطريقة جديدة وبدأ يتجاوز النظام الدولي القديم وما نراه من مظاهرات في كافة أنحاء العالم يدل على أن هناك شيئا جديدا بدأ يظهر في تاريخ الإنسانية".
وأكد رئيس الجمهورية على ضرورة العمل المشترك لتوفير مرافق عمومية تتنزل في إطار الحقوق الإنسانية للإنسان من بينها الحق في الصحة والعمل والنقل والتعليم والأجر المجزي مع توفير كل الضمانات للذات البشرية مؤكدا على أن "الإنسان هو ذات بشرية في الشمال وفي الجنوب والشرق والغرب والحقوق التي يجب أن يتمتع بها يجب أن تكون هي ذاتها في كل أصقاع العالم".
واعتبر أن التقسيم غير العادل للعمل منذ قرون على المستوى الدولي أدّى إلى مزيد تفشي الفقر والجهل والهجرة غير النظامية وصار البشر وأعضاؤهم بضاعة تتهافت عليها شبكات الاتجار بالبشر.
وتطرق سعيد إلى ظاهرة الانحباس الحراري وشح المياه، مشيرا إلى أنها أسوأ الأضرار على البشرية واقتصاديات الدول.
وبين أن الحقوق الأساسية للإنسان لا يجب أن تبقى مجرد قواعد في نصوص قانونية لا أثر لها.
وفي سياق آخر، أضاف رئيس الجمهورية إن تونس التي ينشد شعبها العدل في الداخل، ينشده أيضا على الصعيد العالمي، مجددا التأكيد على موقفها "الثابت والراسخ المتعلق بحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقه السليب في كل أرض فلسطين وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وأشار إلى أن "المجتمع الإنساني بدأ ينتفض في كل مكان ضد هذا العدوان وهذه الجرائم البشعة، التي ترتكب كل يوم في حق شعب سلب لا من أرضه فقط بل حتى من حقه في الحياة"، داعيا المجتمع الدولي لأن "يلحق بما ينادي به المجتمع الإنساني، الذي انطلق في التشكل كما لم يتشكل من قبل".
3 وثائق في البيان ختامي
وتم اعتماد ثلاث وثائق ختامية في البيان الختامي للمنتدى، وهي: "إعلان بكين" و"خطة عمل منتدى التعاون الصيني العربي من عام 2024 إلى عام 2026" و"البيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية".
وشهد المؤتمر، توقيع الصين على عدد من وثائق التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف مع الدول المشاركة والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
واستعرض "إعلان بكين" أهم ما تم الإجماع عليه في القمة الصينية العربية الأولى والتقدم المحرز في تنفيذ مخرجات القمة، وأوضح المسار الفعلي لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين والدول العربية.
وأعاد "إعلان بكين" التأكيد على مواصلة الصين والدول العربية دعم بعضهما البعض في القضايا ذات المصالح الجوهرية وتعميق التعاون العملي بينهما، موضحًا المواقف المشتركة لكلا الجانبين فيما يتعلق بالحلول السياسية للقضايا الإقليمية الساخنة، والحوار الحضاري، والحوكمة العالمية، ومكافحة الإرهاب، وحقوق الإنسان، والذكاء الاصطناعي، وتغير المناخ، وما إلى ذلك.
كما تضمن وضع "خطة عمل المنتدى" للصين والدول العربية لتعزيز بناء آليات المنتدى، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف والثنائي خلال العامين المقبلين في السياسة، والاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والتمويل، والبنية التحتية، والموارد والبيئة، والتبادلات الثقافية بين الشعوب، والفضاء، والتعليم والصحة، وغيرها من المجالات.
الشرق الأوسط أرض تتمتع بآفاق واسعة للتنمية
وأكد إعلان بكين على قلق الصين والدول العربية العميق إزاء الأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع الذي طال أمده في قطاع غزة، مؤكدًا على الموقف الثابت لكلا الجانبين وإجماعهما على وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، وضمان الإغاثة الإنسانية، ومعارضة التهجير القسري للشعب الفلسطيني.
ودعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والسعي للتسوية المبكرة للقضية الفلسطينية على أساس "حل الدولتين".
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ دعا، إلى عقد مؤتمر سلام "واسع النطاق" لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال الرئيس الصيني الذي جدد دعمه لحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، إن "الشرق الأوسط أرض تتمتع بآفاق واسعة للتنمية.. لا ينبغي للعدالة أن تغيب إلى الأبد"، داعياً إلى عقد "مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقاً وأكثر موثوقية وفعالية".
وأعلن شي جين بينغ، تبرع بلاده بثلاثة ملايين دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، لدعم تقديم المساعدات الإنسانية الملحة لغزة، إضافة 500 مليون يوان إضافية للمساعدة في تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية في القطاع ودعم إعادة الإعمار.
وأضاف الرئيس الصيني: "بكين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجالي النفط والغاز، ودمج أمن الإمدادات مع أمن الأسواق".
وتابع "الصين جاهزة للعمل مع الجانب العربي في مجال البحث والتطوير لتكنولوجيا الطاقة الحديثة وإنتاج المعدات".
وعبر الرئيس الصيني في كلمته عن "إحساسه العميق بالألفة" مع الدول العربية، قائلاً: في كلمته "كل مرة ألتقي فيها بأصدقائنا العرب، أشعر بإحساس عميق بالألفة". وأضاف أن "الصداقة بين الصين والشعب الصيني والدول والشعوب العربية تنبع من التبادلات الودية على طول طريق الحرير القديم".
تونس- الصباح
اختتم منتدى التعاون الصيني العربي في بكين، الخميس، أعماله بإعلان 3 وثائق رسمية هي "مشروع بكين"، ومشروع البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني (2024-2026)، وأخرى تتعلق بموقف صيني عربي موحد تجاه القضية الفلسطينية.
وشارك رئيس الجمهورية قيس سعيد في هذا المنتدى، وأكد خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية على ضرورة العمل معا "لبناء تاريخ جديد يسوده العدل ويقوم على الحرية وعلى الإرادة المشتركة في التعاون"، مضيفا أن "تونس التي ينشد شعبها العدل في الداخل ينشده أيضا على الصعيد العالمي".
وأكد سعيد، في كلمة ألقاها أمام الرئيس الصيني شي جين بينغ والقادة العرب المشاركين في القمة وهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة على أن "العلاقات بيننا وبين الصين لم تقتصر فقط على طريق الحرير بل شملت الفكر والثقافة أيضاً".
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد، أعرب في كلمته، عن التطلع إلى دعم ما تم بناؤه مع الصين منذ ستة عقود والعمل على مزيد الارتقاء بالعلاقات المتينة بين البلدين إلى أعلى.
وقال إن الهدف من استحضار التاريخ المشترك هو "الاستلهام منه لنواصل معا في بناء تاريخ جديد يسوده العدل ويقوم على الحرية وعلى الإرادة المشتركة في التآزر والتعاضد والتعاون".
وقال سعيد إن "المجتمع الإنساني بدأ يتشكل بطريقة جديدة وبدأ يتجاوز النظام الدولي القديم وما نراه من مظاهرات في كافة أنحاء العالم يدل على أن هناك شيئا جديدا بدأ يظهر في تاريخ الإنسانية".
وأكد رئيس الجمهورية على ضرورة العمل المشترك لتوفير مرافق عمومية تتنزل في إطار الحقوق الإنسانية للإنسان من بينها الحق في الصحة والعمل والنقل والتعليم والأجر المجزي مع توفير كل الضمانات للذات البشرية مؤكدا على أن "الإنسان هو ذات بشرية في الشمال وفي الجنوب والشرق والغرب والحقوق التي يجب أن يتمتع بها يجب أن تكون هي ذاتها في كل أصقاع العالم".
واعتبر أن التقسيم غير العادل للعمل منذ قرون على المستوى الدولي أدّى إلى مزيد تفشي الفقر والجهل والهجرة غير النظامية وصار البشر وأعضاؤهم بضاعة تتهافت عليها شبكات الاتجار بالبشر.
وتطرق سعيد إلى ظاهرة الانحباس الحراري وشح المياه، مشيرا إلى أنها أسوأ الأضرار على البشرية واقتصاديات الدول.
وبين أن الحقوق الأساسية للإنسان لا يجب أن تبقى مجرد قواعد في نصوص قانونية لا أثر لها.
وفي سياق آخر، أضاف رئيس الجمهورية إن تونس التي ينشد شعبها العدل في الداخل، ينشده أيضا على الصعيد العالمي، مجددا التأكيد على موقفها "الثابت والراسخ المتعلق بحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقه السليب في كل أرض فلسطين وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وأشار إلى أن "المجتمع الإنساني بدأ ينتفض في كل مكان ضد هذا العدوان وهذه الجرائم البشعة، التي ترتكب كل يوم في حق شعب سلب لا من أرضه فقط بل حتى من حقه في الحياة"، داعيا المجتمع الدولي لأن "يلحق بما ينادي به المجتمع الإنساني، الذي انطلق في التشكل كما لم يتشكل من قبل".
3 وثائق في البيان ختامي
وتم اعتماد ثلاث وثائق ختامية في البيان الختامي للمنتدى، وهي: "إعلان بكين" و"خطة عمل منتدى التعاون الصيني العربي من عام 2024 إلى عام 2026" و"البيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية".
وشهد المؤتمر، توقيع الصين على عدد من وثائق التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف مع الدول المشاركة والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
واستعرض "إعلان بكين" أهم ما تم الإجماع عليه في القمة الصينية العربية الأولى والتقدم المحرز في تنفيذ مخرجات القمة، وأوضح المسار الفعلي لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين والدول العربية.
وأعاد "إعلان بكين" التأكيد على مواصلة الصين والدول العربية دعم بعضهما البعض في القضايا ذات المصالح الجوهرية وتعميق التعاون العملي بينهما، موضحًا المواقف المشتركة لكلا الجانبين فيما يتعلق بالحلول السياسية للقضايا الإقليمية الساخنة، والحوار الحضاري، والحوكمة العالمية، ومكافحة الإرهاب، وحقوق الإنسان، والذكاء الاصطناعي، وتغير المناخ، وما إلى ذلك.
كما تضمن وضع "خطة عمل المنتدى" للصين والدول العربية لتعزيز بناء آليات المنتدى، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف والثنائي خلال العامين المقبلين في السياسة، والاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والتمويل، والبنية التحتية، والموارد والبيئة، والتبادلات الثقافية بين الشعوب، والفضاء، والتعليم والصحة، وغيرها من المجالات.
الشرق الأوسط أرض تتمتع بآفاق واسعة للتنمية
وأكد إعلان بكين على قلق الصين والدول العربية العميق إزاء الأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع الذي طال أمده في قطاع غزة، مؤكدًا على الموقف الثابت لكلا الجانبين وإجماعهما على وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، وضمان الإغاثة الإنسانية، ومعارضة التهجير القسري للشعب الفلسطيني.
ودعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والسعي للتسوية المبكرة للقضية الفلسطينية على أساس "حل الدولتين".
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ دعا، إلى عقد مؤتمر سلام "واسع النطاق" لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال الرئيس الصيني الذي جدد دعمه لحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، إن "الشرق الأوسط أرض تتمتع بآفاق واسعة للتنمية.. لا ينبغي للعدالة أن تغيب إلى الأبد"، داعياً إلى عقد "مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقاً وأكثر موثوقية وفعالية".
وأعلن شي جين بينغ، تبرع بلاده بثلاثة ملايين دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، لدعم تقديم المساعدات الإنسانية الملحة لغزة، إضافة 500 مليون يوان إضافية للمساعدة في تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية في القطاع ودعم إعادة الإعمار.
وأضاف الرئيس الصيني: "بكين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجالي النفط والغاز، ودمج أمن الإمدادات مع أمن الأسواق".
وتابع "الصين جاهزة للعمل مع الجانب العربي في مجال البحث والتطوير لتكنولوجيا الطاقة الحديثة وإنتاج المعدات".
وعبر الرئيس الصيني في كلمته عن "إحساسه العميق بالألفة" مع الدول العربية، قائلاً: في كلمته "كل مرة ألتقي فيها بأصدقائنا العرب، أشعر بإحساس عميق بالألفة". وأضاف أن "الصداقة بين الصين والشعب الصيني والدول والشعوب العربية تنبع من التبادلات الودية على طول طريق الحرير القديم".