إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المحلل السياسي اﻹيراني أحمد مهدي في حوار لـ"الصباح": "البراغماتية" في ممارسة السياسة الخارجية مرفوضة في إيران

تونس-الصباح

قال المحلل السياسي اﻹيراني، أحمد مهدي، أن أي تغيير في اﻷساليب والتكتيكات في السياسة الخارجية اﻹيرانية، مرتبط بالرئيس الذي سيخلف الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

وأضاف مهدي، في حوار لـ"الصباح"، أن سياسة الرئيس الراحل الخارجية اختلفت كثيرا عن سلفه حسن روحاني، مشيرا إلى "جدلية" في العلاقات بين الشرق والغرب بالنسبة ﻹيران على امتداد حكم الرئيسين.

وأكد مهدي، أن "البراغماتية" في ممارسة السياسة الخارجية مرفوضة في إيران، وأن الربط بين الملف النووي اﻹيراني وغيره من الملفات غير صحيح، مشيرا في ذات السياق، إلى أن هذا الربط نتاج دعاية غربية تحاول تشويه السياسة اﻹيرانية في المنطقة.

أجرى الحوار: نزار مقني

*في علم الجيوبولتيك دائما ما نتحدث عن ثنائية التكتيك والاستراتيجيا.. هل ستتغير استراتيجية طهران الخارجية بعد وفاة رئيسي أم أن التكتيك هو الذي سيتغير حسب رأيكم؟

-ليس من المتوقع أن تحدث أي تغييرات جذرية على صعيد السياسة الخارجية اﻹيرانية في الاستراتيجيات المتبعة لأن إيران لديها خطوط حمراء.

هذه الخطوط فيما يتعلق بشأن الملفات المختلفة على صعيد الملف النووي والقضية الفلسطينية، ومساعي إيران لطرد القوات اﻷمريكية من المنطقة، وإقامة علاقات ودية مع دول الجوار المسلمة والعربية.

هذه الملفات الرئيسية تتابعها إيران بشكل عام، في نطاق إستراتيجيتها المتبعة.

انما المتوقع حدوث تغيير في بعض اﻷساليب والتكتيكات وفق الرئيس الذي سيتسلم منصبه بعد الانتخابات التي حددت يوم 28 جوان القادم.

في هذه الحالة ربما سيتم خفض بعض الملفات ورفع أخرى، وفق اﻷولويات. ولكن هذه كذلك غير مرجحة، فالاحتمالية اﻷكبر أن يكون في الرئاسة رئيس يعمل وفق النهج الذي خطه الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

*في التحول الحاصل على مستوى الصراع الجيوسياسي الدولي.. أين تتموقع طهران الآن؟

-من المعروف أن سياسة الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي تختلف عن سياسة سلفه حسن روحاني، حيث خطّ اﻷخير مسارا يختلف في النهج، وذلك بتوجهاته نحو الشرق والدخول والسعي لانضمام إيران لعدد من المنظمات الدولية كمنظمة "شنغهاي للتعاون"، و"الاتحاد الاقتصادي اﻷوراسي" ومجموعة "بريكس".

وهذه الانجازات التي تحققت في عهد رئيسي في الواقع شكلت بلورة واضحة لسياسته في اتجاه الشرق، وتركه للسياسة السابقة التي كان يتابعها روحاني، في التقارب مع بلدان الغرب فيما يتعلق بالملف النووي، وكسر الحظر والتوقيع على اتفاقيات اقتصادية مع هذه البلدان، إلا أن هذه الجهود فشلت تماما، بخروج الرئيس اﻷمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، لذلك اضطر رئيسي لتغيير سياسة البلاد والتوجه نحو الشرق، وحاليا هناك تحالفات استراتيجية وتعاون وثيق بين إيران من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى، وهو ما شكل مصدر قلق للولايات المتحدة التي أعلنت ذلك بشكل واضح، كذلك الانفتاح وتطبيع العلاقات التي قامت بها الحكومة اﻹيرانية، مع جاراتها في دول الخليج، يكشف على التموضع الجيوسياسي لإيران في المنطقة والعالم.

*نلاحظ أن إيران عادة ما تركز على جيرانها الغربيين من الجهة العربية.. مقابل وجود خمول في علاقاتها مع الامتداد الآسيوي.. وهذا بدا واضحا في مستوى العلاقات مع باكستان وأفغانستان وصلت حد التلويح باستعمال القوة، ما هي أسباب ذلك؟

-نعم هذا صحيح، بالنسبة للعلاقات مع باكستان وأفغانستان شهدت تقلبات، وهناك مشاكل مع ايران بشكل ملفات عالقة يبدو وأن البلدين لا يستطيعان حلها بسهولة، مثلا مع أفغانستان هناك عمليات تهريب للمخدرات باستمرار، في المناطق الحدودية والدفع بالهجرة غير الشرعية دون أن تسيطر الحكومة اﻷفغانية الحالية على الوضع الحدودي، وهذا في الواقع يدفع إلى توترات بين البلدين، وقد نبهت إيران الحكومة اﻷفغانية الحالية إلى ضرورة حلها، واقترحت تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة هذه الملفات الشائكة ولكن يبدو أن أفغانستان مشغولة بمشاكلها الداخلية ما جعل العلاقات يشوبها بعض التوتر، ولكن المساعدات اﻹيرانية للجانب اﻷفغاني وتقبل أعداد كبيرة من المهاجرين منذ 40 عاما، جعلت العلاقات تتحسن جراء صبر إيران، وعدم انجرارها لسياسة المواجهة مع دول الجوار.

كذلك بالنسبة لباكستان، فهي انتهكت اتفاق مد أنبوب الغاز إلى الهند، وقد تأخر هذا المشروع الذي تم التوصل إليه منذ عهد الرئيس السابق أحمدي نجاد والرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، والذي يقضي بأن يدفع الجانب الذي ينتهك بنود الاتفاق غرامة مالية، ولكن إسلام أباد لم تعمل ببنود الاتفاق، ما شاب العلاقة بعض التوتر على الصعيد الاقتصادي وكذلك أيضا حول ملف منظمة (إرهابية)تسمى "جيش العدل" التي يختبئ عناصرها في المناطق الحدودية، وفي الواقع سبب توترا في العلاقة حيث تشن هذه المنظمة هجمات على المخافر الحدودية اﻹيرانية ويتم فيها قتل رجال الشرطة وحرس الحدود، وهذا ما أدى إلى احتجاجات إيرانية مستمرة وأدى إلى بعض الاشتباكات وإطلاق النار.

وتحاول طهران تحسين العلاقة مع باكستان بطريقة لا تستغل من قبل الولايات الأمريكية التي لها تأثيرات على باكستان، وكذلك أفغانستان وتحاول توتير اﻷجواء.

إيران تدرك ذلك جيدا لذلك تتجاوز أحيانا بعض اﻷمور المتعلقة بها، ولكن كذلك لديها خطوط حمراء لا يمكنها تجاوزها.

*كثيرون يشيرون إلى أن "البراغماتية" الإيرانية في سياستها الخارجية تعمل على أن يكون هناك ثابت معين وهو الملف النووي مقابل متغيرات تتعلق بعلاقاتها مع حلفائها في المنطقة.. فكلما أرخت الخيط مع مجموعة 5 +1 وهناك تقارب على مستوى المفاوضات النووية، كلما كان ارتخاء في أداء حلفائها من محور المقاومة.. ما مدى صحة هذا الطرح؟

-إيران في الواقع سياستها منبثقة من عقيدتها اﻹسلامية وعدم التمسك بمبدأ "البراغماتية" المرفوض، حيث لا تفضل مصالحها الذاتية الخاصة، على مصالح الجوار، ونحن نشاهد ذلك في علاقاتها مع شعوب المنطقة لاسيما في كفاحها وتأييدها ودعمها للقضية الفلسطينية وهذا لا يدخل مطلقا في سياق "البراغماتية"، لأنها لم تستفد من هذه العلاقة مطلقا.

وشاهدنا نماذج على ذلك، منذ انتصار الثورة الاسلامية في إيران (سنة 1979)، دعمت طهران المستضعفين في كل مكان، وما أكده قائد الثورة اﻹيرانية "اﻹمام الخميني" الذي كان يدعو إلى تشكيل جبهة واسعة تضم المستضعفين والمظلومين والمضطهدين في جميع أرجاء العالم لمواجهة المستكبرين الطامعين بثروات البلدان الإسلامية وثروات الشعوب المقهورة.

لكن ما يلاحظ بشأن الموضوع النووي، في الواقع إيران كانت تسعى دائما بهذا الشأن لكسر الحصار أو الحظر الاقتصادي المفروض عليها والذي ترك تأثيرات كبيرة على الاقتصاد، وبالتالي على دعم إيران للحركات المقاومة في المنطقة، والحلفاء المقارعين الذين يقفون معها ابتداء من فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن.

فحينما يتحسن الوضع الاقتصادي الايراني تستطيع إيران الاستمرار في مد الحلفاء بما يحتاجونه من دعم سواء السياسي والمالي والتسليحي.

هذه الملفات منفصلة، ولكن الإعلام الغربي يحاول تشويه إيران، ويحاول ربط هذه الملفات ببعضها البعض وخلط اﻷوراق عكس صورة مزيفة أنها تضحي بحلفائها وتفضل مصالحها الذاتية عليهم.

وهذا في الواقع تصور مغلوط لوسائل الإعلام الغربية، الذي يسعى لتفكيك أواصر العلاقات والتحالف القائمة بين فصائل ومكونات محور المقاومة الذي استطاع كسر شوكة الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي خلال اﻷعوام الماضية بفعل الدعم الهائل والواسع الذي تقدمه إيران لحلفائها في مختلف المجالات وهذا ما شهدت به اﻷحداث، والتطورات المتلاحقة في المنطقة.

 

 

 

 

 

المحلل السياسي اﻹيراني أحمد مهدي في حوار لـ"الصباح":  "البراغماتية" في ممارسة السياسة الخارجية مرفوضة في إيران

تونس-الصباح

قال المحلل السياسي اﻹيراني، أحمد مهدي، أن أي تغيير في اﻷساليب والتكتيكات في السياسة الخارجية اﻹيرانية، مرتبط بالرئيس الذي سيخلف الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

وأضاف مهدي، في حوار لـ"الصباح"، أن سياسة الرئيس الراحل الخارجية اختلفت كثيرا عن سلفه حسن روحاني، مشيرا إلى "جدلية" في العلاقات بين الشرق والغرب بالنسبة ﻹيران على امتداد حكم الرئيسين.

وأكد مهدي، أن "البراغماتية" في ممارسة السياسة الخارجية مرفوضة في إيران، وأن الربط بين الملف النووي اﻹيراني وغيره من الملفات غير صحيح، مشيرا في ذات السياق، إلى أن هذا الربط نتاج دعاية غربية تحاول تشويه السياسة اﻹيرانية في المنطقة.

أجرى الحوار: نزار مقني

*في علم الجيوبولتيك دائما ما نتحدث عن ثنائية التكتيك والاستراتيجيا.. هل ستتغير استراتيجية طهران الخارجية بعد وفاة رئيسي أم أن التكتيك هو الذي سيتغير حسب رأيكم؟

-ليس من المتوقع أن تحدث أي تغييرات جذرية على صعيد السياسة الخارجية اﻹيرانية في الاستراتيجيات المتبعة لأن إيران لديها خطوط حمراء.

هذه الخطوط فيما يتعلق بشأن الملفات المختلفة على صعيد الملف النووي والقضية الفلسطينية، ومساعي إيران لطرد القوات اﻷمريكية من المنطقة، وإقامة علاقات ودية مع دول الجوار المسلمة والعربية.

هذه الملفات الرئيسية تتابعها إيران بشكل عام، في نطاق إستراتيجيتها المتبعة.

انما المتوقع حدوث تغيير في بعض اﻷساليب والتكتيكات وفق الرئيس الذي سيتسلم منصبه بعد الانتخابات التي حددت يوم 28 جوان القادم.

في هذه الحالة ربما سيتم خفض بعض الملفات ورفع أخرى، وفق اﻷولويات. ولكن هذه كذلك غير مرجحة، فالاحتمالية اﻷكبر أن يكون في الرئاسة رئيس يعمل وفق النهج الذي خطه الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

*في التحول الحاصل على مستوى الصراع الجيوسياسي الدولي.. أين تتموقع طهران الآن؟

-من المعروف أن سياسة الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي تختلف عن سياسة سلفه حسن روحاني، حيث خطّ اﻷخير مسارا يختلف في النهج، وذلك بتوجهاته نحو الشرق والدخول والسعي لانضمام إيران لعدد من المنظمات الدولية كمنظمة "شنغهاي للتعاون"، و"الاتحاد الاقتصادي اﻷوراسي" ومجموعة "بريكس".

وهذه الانجازات التي تحققت في عهد رئيسي في الواقع شكلت بلورة واضحة لسياسته في اتجاه الشرق، وتركه للسياسة السابقة التي كان يتابعها روحاني، في التقارب مع بلدان الغرب فيما يتعلق بالملف النووي، وكسر الحظر والتوقيع على اتفاقيات اقتصادية مع هذه البلدان، إلا أن هذه الجهود فشلت تماما، بخروج الرئيس اﻷمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، لذلك اضطر رئيسي لتغيير سياسة البلاد والتوجه نحو الشرق، وحاليا هناك تحالفات استراتيجية وتعاون وثيق بين إيران من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى، وهو ما شكل مصدر قلق للولايات المتحدة التي أعلنت ذلك بشكل واضح، كذلك الانفتاح وتطبيع العلاقات التي قامت بها الحكومة اﻹيرانية، مع جاراتها في دول الخليج، يكشف على التموضع الجيوسياسي لإيران في المنطقة والعالم.

*نلاحظ أن إيران عادة ما تركز على جيرانها الغربيين من الجهة العربية.. مقابل وجود خمول في علاقاتها مع الامتداد الآسيوي.. وهذا بدا واضحا في مستوى العلاقات مع باكستان وأفغانستان وصلت حد التلويح باستعمال القوة، ما هي أسباب ذلك؟

-نعم هذا صحيح، بالنسبة للعلاقات مع باكستان وأفغانستان شهدت تقلبات، وهناك مشاكل مع ايران بشكل ملفات عالقة يبدو وأن البلدين لا يستطيعان حلها بسهولة، مثلا مع أفغانستان هناك عمليات تهريب للمخدرات باستمرار، في المناطق الحدودية والدفع بالهجرة غير الشرعية دون أن تسيطر الحكومة اﻷفغانية الحالية على الوضع الحدودي، وهذا في الواقع يدفع إلى توترات بين البلدين، وقد نبهت إيران الحكومة اﻷفغانية الحالية إلى ضرورة حلها، واقترحت تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة هذه الملفات الشائكة ولكن يبدو أن أفغانستان مشغولة بمشاكلها الداخلية ما جعل العلاقات يشوبها بعض التوتر، ولكن المساعدات اﻹيرانية للجانب اﻷفغاني وتقبل أعداد كبيرة من المهاجرين منذ 40 عاما، جعلت العلاقات تتحسن جراء صبر إيران، وعدم انجرارها لسياسة المواجهة مع دول الجوار.

كذلك بالنسبة لباكستان، فهي انتهكت اتفاق مد أنبوب الغاز إلى الهند، وقد تأخر هذا المشروع الذي تم التوصل إليه منذ عهد الرئيس السابق أحمدي نجاد والرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، والذي يقضي بأن يدفع الجانب الذي ينتهك بنود الاتفاق غرامة مالية، ولكن إسلام أباد لم تعمل ببنود الاتفاق، ما شاب العلاقة بعض التوتر على الصعيد الاقتصادي وكذلك أيضا حول ملف منظمة (إرهابية)تسمى "جيش العدل" التي يختبئ عناصرها في المناطق الحدودية، وفي الواقع سبب توترا في العلاقة حيث تشن هذه المنظمة هجمات على المخافر الحدودية اﻹيرانية ويتم فيها قتل رجال الشرطة وحرس الحدود، وهذا ما أدى إلى احتجاجات إيرانية مستمرة وأدى إلى بعض الاشتباكات وإطلاق النار.

وتحاول طهران تحسين العلاقة مع باكستان بطريقة لا تستغل من قبل الولايات الأمريكية التي لها تأثيرات على باكستان، وكذلك أفغانستان وتحاول توتير اﻷجواء.

إيران تدرك ذلك جيدا لذلك تتجاوز أحيانا بعض اﻷمور المتعلقة بها، ولكن كذلك لديها خطوط حمراء لا يمكنها تجاوزها.

*كثيرون يشيرون إلى أن "البراغماتية" الإيرانية في سياستها الخارجية تعمل على أن يكون هناك ثابت معين وهو الملف النووي مقابل متغيرات تتعلق بعلاقاتها مع حلفائها في المنطقة.. فكلما أرخت الخيط مع مجموعة 5 +1 وهناك تقارب على مستوى المفاوضات النووية، كلما كان ارتخاء في أداء حلفائها من محور المقاومة.. ما مدى صحة هذا الطرح؟

-إيران في الواقع سياستها منبثقة من عقيدتها اﻹسلامية وعدم التمسك بمبدأ "البراغماتية" المرفوض، حيث لا تفضل مصالحها الذاتية الخاصة، على مصالح الجوار، ونحن نشاهد ذلك في علاقاتها مع شعوب المنطقة لاسيما في كفاحها وتأييدها ودعمها للقضية الفلسطينية وهذا لا يدخل مطلقا في سياق "البراغماتية"، لأنها لم تستفد من هذه العلاقة مطلقا.

وشاهدنا نماذج على ذلك، منذ انتصار الثورة الاسلامية في إيران (سنة 1979)، دعمت طهران المستضعفين في كل مكان، وما أكده قائد الثورة اﻹيرانية "اﻹمام الخميني" الذي كان يدعو إلى تشكيل جبهة واسعة تضم المستضعفين والمظلومين والمضطهدين في جميع أرجاء العالم لمواجهة المستكبرين الطامعين بثروات البلدان الإسلامية وثروات الشعوب المقهورة.

لكن ما يلاحظ بشأن الموضوع النووي، في الواقع إيران كانت تسعى دائما بهذا الشأن لكسر الحصار أو الحظر الاقتصادي المفروض عليها والذي ترك تأثيرات كبيرة على الاقتصاد، وبالتالي على دعم إيران للحركات المقاومة في المنطقة، والحلفاء المقارعين الذين يقفون معها ابتداء من فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن.

فحينما يتحسن الوضع الاقتصادي الايراني تستطيع إيران الاستمرار في مد الحلفاء بما يحتاجونه من دعم سواء السياسي والمالي والتسليحي.

هذه الملفات منفصلة، ولكن الإعلام الغربي يحاول تشويه إيران، ويحاول ربط هذه الملفات ببعضها البعض وخلط اﻷوراق عكس صورة مزيفة أنها تضحي بحلفائها وتفضل مصالحها الذاتية عليهم.

وهذا في الواقع تصور مغلوط لوسائل الإعلام الغربية، الذي يسعى لتفكيك أواصر العلاقات والتحالف القائمة بين فصائل ومكونات محور المقاومة الذي استطاع كسر شوكة الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي خلال اﻷعوام الماضية بفعل الدعم الهائل والواسع الذي تقدمه إيران لحلفائها في مختلف المجالات وهذا ما شهدت به اﻷحداث، والتطورات المتلاحقة في المنطقة.