إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الخبير العسكري والاستراتيجي فواز حلمي في حوار لـ"الصباح": أسباب العملية الروسية على خاركيف الأوكرانية ليست هجومية أو جبهوية

 

*التغيير الجيواستراتيجي آت في أوكرانيا بمفاوضات أو من دونها

*هجوم خاركيف يضع كييف في وضع دفاعي لا تحسد عليه شمالا وشرقا

تونس الصباح

اعتبر فواز حلمي، الخبير العسكري والاستراتيجي المقيم في بريطانيا، أن ما تنشره أجهزة الاستخبارات الغربية عن ضعف موقف روسيا وفشلها المعلوماتي وتغيّر استراتيجيات القوات الأوكرانية، مغايراً للواقع الميداني، مشيرا إلى أن الغرب وقع ضحية إعلامه الذي وصفه محدثنا بـ"الكاذب".

وأضاف حلمي في حوار لـ"الصباح"، أن الهدف من العملية العسكرية لروسيا في مدينة خاركيف الإستراتيجية الأوكرانية يقصد منه تحييدها استراتيجيا بشل الصناعات وتقييد القدرات البشرية لأوكرانيا.

وأردف حلمي أن تغييرا جيواستراتيجيا سيحدث على الساحة الأوكرانية سواء من خلال المفاوضات أو دونها، خاصة وأن مدة الحرب بدأت تطول.

أجرى الحوار: نزار مقني

* أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الأول السيطرة مجددا على قرية كليشيفكا بشرق أوكرانيا، في وقت بدأت فيه منذ أيام عملية في منطقة خاركييف الإستراتيجية شمالي أوكرانيا، حسب رأيكم هل تطمح موسكو للسيطرة على خاركييف، أو أن التقدم له اهداف تكتيكية اخرى؟

-الهدف العسكري ليس هدفا هجوما جبهويا أو اجتياحا لمدينة خاركييف وضواحيها بل تحييدها استراتيجيا بشل الصناعات وتقييد القدرات البشرية برفد الجهد العسكري للقوات الأوكرانية.

اليوم يوجد نقص بالقدرات البشرية الأوكرانية، وكذلك عدم كفاية العتاد مع تناقص الدعم الغربي.

في وقت تمكنت فيه الصناعات العسكرية الروسية من تحقيق التحييد التقني ومعالجة قدرات لأسلحة الغربية والحقيقة معظم ما أرسل من الأسلحة لأوكرانيا بات عمليا خارج الخدمة. 

 

 * هل أن الذهاب لفتح جبهة خاركييف قد يمكن روسيا من تقليل الضغط العسكري على الهدف الذي يبدو معقولا هو عزل كييف وتحييدها كقدرة اقتصادية لجبهة الجنوب في خيرسون وزباروجيا؟

-مما ليس فيه جدال أن اكتمال تحقيق الهدف، كما في الجواب أعلاه، أن كييف ستكون في وضع دفاعي لا تحسد عليه شمالا وشرقا. لهذا تظهر الكثير من فقاعات التهديد من قبل بعض الدول الغربية في تشجيع الأوكرانيين بضرب العمق الروسي خاصة من حكومة المحافظين في بريطانيا التي هي في النهاية تقوم بدورها والانتخابات العامة قريبة لإزالتها.

اليوم لا الولايات المتحدة ولا أغلبية دول "الناتو" تحبذ رأي اللورد كامرون الرعناء (وزير الخارجية لبريطاني الذي وعد بتسليح كييف عسكريا). بالنسبة لجبهات الجنوب قدرات القوات الأوكرانية تتضاءل تدريجيا ولا يبدو أن الصمود سيكون متيسرا، كما يظهر في الإعلام الغربي، مستقبلا.

 

* في الإستراتيجية العسكرية توجد تكتيكات عديدة للوصول لتحقيق أهداف سياسية، فهل يعمل الكريملين على الإطاحة بحكومة زيلنسكي بالقوة، أم أن موسكو تطمح للضغط على كييف للجلوس على طاولة المفاوضات عملا بمقولة رومانية قديمة "حنبعل على الأبواب"؟

-إن الهدف الإستراتيجي لروسيا هو أمنها القومي ولا أعتقد أنه يوجد طموح للهيمنة على أوكرانيا في الوقت الحاضر.

هنا نعلم أن نظام زيلينسكي استنفد أسباب وجوده، والغرب أصبح يتعامل معه ببراغماتية خاصة بعد التسريبات عن الفساد. ربما أن وضع زيلينسكي اليوم، سيكون في مصلحة الغرب، فيمكن أن يفرض عليه التفاوض وربما يفرض عليه الخروج من المشهد. الغالبية في أوكرانيا مقتنعة أنه، كما في روما القديمة عندما كانوا ينادون بأن "حنبعل على الأبواب"، ولكن لا توجد في أوكرانيا قدرات روما قديما لمواصلة الحرب وهذا ربما من أسباب الهروب من الخدمة العسكرية في أوكرانيا حتى الآن. يبدو أنه لا مفر من المفاوضات بالنسبة لأوكرانيا.

*إذا ما تقدمت روسيا واستولت على خاركييف، كيف تتوقعون تحركات الغرب في هذا الصدد، خصوصا وأن حزم المساعدات العسكرية الغربية لكييف لم تؤت أكلها في إحداث تغيير جيواستراتيجي كبير على رقعة الحرب؟

-حزم المساعدات العسكرية الغربية لكييف لم تؤت أكلها، هو الأهم، كما توجد أسباب أخرى وبالدرجة الأولى الفشل الاستخباراتي.

وثانيا الغرب وقع ضحية إعلامه الكاذب والذي كان يروج بأن روسيا تخسر وتتراجع حتى تحولت الاستخبارات العسكرية البريطانية إلى خلية إعلام حربي لصالح أوكرانيا.

فعلى سبيل المثال، كان هناك خطاب اعلامي يروج عن خسائر روسيا في الحرب لا قبل لأي قوة بها على الكوكب.

كذلك الأسلحة الغربية التي وصلت أوكرانيا لم تكن لها قيمة بالمقارنة مع تقنيات القوات الروسية، وكل ما كان يروج عكس ذلك بني على قناعات إعلامية غربية والتي ادعت بأن روسيا متخلفة تكنولوجيا، وأن حزم العقوبات الموجهة ضد موسكو نجحت.

وهذه الحالة تشبه هفوة زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر الكبرى في سنة 1941.

أعتقد أنه سيكون هناك تغيير جيواستراتيجي من خلال المفاوضات أو دونها، خاصة وأن مدة الحرب بدأت تطول.

وهناك مثل لدى أهل الشام يقول أن "دخول الحمام مش مثل خروجه".

 

 

 

الخبير العسكري والاستراتيجي فواز حلمي في حوار لـ"الصباح":  أسباب العملية الروسية على خاركيف الأوكرانية ليست هجومية أو جبهوية

 

*التغيير الجيواستراتيجي آت في أوكرانيا بمفاوضات أو من دونها

*هجوم خاركيف يضع كييف في وضع دفاعي لا تحسد عليه شمالا وشرقا

تونس الصباح

اعتبر فواز حلمي، الخبير العسكري والاستراتيجي المقيم في بريطانيا، أن ما تنشره أجهزة الاستخبارات الغربية عن ضعف موقف روسيا وفشلها المعلوماتي وتغيّر استراتيجيات القوات الأوكرانية، مغايراً للواقع الميداني، مشيرا إلى أن الغرب وقع ضحية إعلامه الذي وصفه محدثنا بـ"الكاذب".

وأضاف حلمي في حوار لـ"الصباح"، أن الهدف من العملية العسكرية لروسيا في مدينة خاركيف الإستراتيجية الأوكرانية يقصد منه تحييدها استراتيجيا بشل الصناعات وتقييد القدرات البشرية لأوكرانيا.

وأردف حلمي أن تغييرا جيواستراتيجيا سيحدث على الساحة الأوكرانية سواء من خلال المفاوضات أو دونها، خاصة وأن مدة الحرب بدأت تطول.

أجرى الحوار: نزار مقني

* أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الأول السيطرة مجددا على قرية كليشيفكا بشرق أوكرانيا، في وقت بدأت فيه منذ أيام عملية في منطقة خاركييف الإستراتيجية شمالي أوكرانيا، حسب رأيكم هل تطمح موسكو للسيطرة على خاركييف، أو أن التقدم له اهداف تكتيكية اخرى؟

-الهدف العسكري ليس هدفا هجوما جبهويا أو اجتياحا لمدينة خاركييف وضواحيها بل تحييدها استراتيجيا بشل الصناعات وتقييد القدرات البشرية برفد الجهد العسكري للقوات الأوكرانية.

اليوم يوجد نقص بالقدرات البشرية الأوكرانية، وكذلك عدم كفاية العتاد مع تناقص الدعم الغربي.

في وقت تمكنت فيه الصناعات العسكرية الروسية من تحقيق التحييد التقني ومعالجة قدرات لأسلحة الغربية والحقيقة معظم ما أرسل من الأسلحة لأوكرانيا بات عمليا خارج الخدمة. 

 

 * هل أن الذهاب لفتح جبهة خاركييف قد يمكن روسيا من تقليل الضغط العسكري على الهدف الذي يبدو معقولا هو عزل كييف وتحييدها كقدرة اقتصادية لجبهة الجنوب في خيرسون وزباروجيا؟

-مما ليس فيه جدال أن اكتمال تحقيق الهدف، كما في الجواب أعلاه، أن كييف ستكون في وضع دفاعي لا تحسد عليه شمالا وشرقا. لهذا تظهر الكثير من فقاعات التهديد من قبل بعض الدول الغربية في تشجيع الأوكرانيين بضرب العمق الروسي خاصة من حكومة المحافظين في بريطانيا التي هي في النهاية تقوم بدورها والانتخابات العامة قريبة لإزالتها.

اليوم لا الولايات المتحدة ولا أغلبية دول "الناتو" تحبذ رأي اللورد كامرون الرعناء (وزير الخارجية لبريطاني الذي وعد بتسليح كييف عسكريا). بالنسبة لجبهات الجنوب قدرات القوات الأوكرانية تتضاءل تدريجيا ولا يبدو أن الصمود سيكون متيسرا، كما يظهر في الإعلام الغربي، مستقبلا.

 

* في الإستراتيجية العسكرية توجد تكتيكات عديدة للوصول لتحقيق أهداف سياسية، فهل يعمل الكريملين على الإطاحة بحكومة زيلنسكي بالقوة، أم أن موسكو تطمح للضغط على كييف للجلوس على طاولة المفاوضات عملا بمقولة رومانية قديمة "حنبعل على الأبواب"؟

-إن الهدف الإستراتيجي لروسيا هو أمنها القومي ولا أعتقد أنه يوجد طموح للهيمنة على أوكرانيا في الوقت الحاضر.

هنا نعلم أن نظام زيلينسكي استنفد أسباب وجوده، والغرب أصبح يتعامل معه ببراغماتية خاصة بعد التسريبات عن الفساد. ربما أن وضع زيلينسكي اليوم، سيكون في مصلحة الغرب، فيمكن أن يفرض عليه التفاوض وربما يفرض عليه الخروج من المشهد. الغالبية في أوكرانيا مقتنعة أنه، كما في روما القديمة عندما كانوا ينادون بأن "حنبعل على الأبواب"، ولكن لا توجد في أوكرانيا قدرات روما قديما لمواصلة الحرب وهذا ربما من أسباب الهروب من الخدمة العسكرية في أوكرانيا حتى الآن. يبدو أنه لا مفر من المفاوضات بالنسبة لأوكرانيا.

*إذا ما تقدمت روسيا واستولت على خاركييف، كيف تتوقعون تحركات الغرب في هذا الصدد، خصوصا وأن حزم المساعدات العسكرية الغربية لكييف لم تؤت أكلها في إحداث تغيير جيواستراتيجي كبير على رقعة الحرب؟

-حزم المساعدات العسكرية الغربية لكييف لم تؤت أكلها، هو الأهم، كما توجد أسباب أخرى وبالدرجة الأولى الفشل الاستخباراتي.

وثانيا الغرب وقع ضحية إعلامه الكاذب والذي كان يروج بأن روسيا تخسر وتتراجع حتى تحولت الاستخبارات العسكرية البريطانية إلى خلية إعلام حربي لصالح أوكرانيا.

فعلى سبيل المثال، كان هناك خطاب اعلامي يروج عن خسائر روسيا في الحرب لا قبل لأي قوة بها على الكوكب.

كذلك الأسلحة الغربية التي وصلت أوكرانيا لم تكن لها قيمة بالمقارنة مع تقنيات القوات الروسية، وكل ما كان يروج عكس ذلك بني على قناعات إعلامية غربية والتي ادعت بأن روسيا متخلفة تكنولوجيا، وأن حزم العقوبات الموجهة ضد موسكو نجحت.

وهذه الحالة تشبه هفوة زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر الكبرى في سنة 1941.

أعتقد أنه سيكون هناك تغيير جيواستراتيجي من خلال المفاوضات أو دونها، خاصة وأن مدة الحرب بدأت تطول.

وهناك مثل لدى أهل الشام يقول أن "دخول الحمام مش مثل خروجه".