حديث الروح يهدف إلى العودة بالإنسان إلى عبادة الطبيعة واستحضار الفلسفة الهندوسية والبوذية في تقديس النفس والتوحد مع الكون!!
بقلم نوفل سلامة:
التأم بأحد النزل بالعاصمة في الفترة الممتدة بين 19 و 21 من شهر أفريل الجاري النسخة الأولى من مؤتمر عالمي في التنمية البشرية أطلق عليه إسم “حديث الروح " تحت شعار " تونس منارة الحب والسلام والتشافي " حضره عدد كبير من الاخصائيين من دول عربية وأفريقية وأوروبية وبمشاركة أسماء معروفة على الساحة الفكرية في تونس من بينهم ألفة يوسف .
هذا المؤتمر الأول من نوعه في العالم العربي والذي تم الإعداد له منذ أشهر وتم الإعلان عنه والترويج له منذ فترة وخصصت له فقرات في بعض البرامج الإذاعية وقدم على أنه حدث هام ونوعي في بلادنا تناول جملة من القضايا والمواضيع يحوم حولها غموض كبير وأسئلة حول جملة من المفاهيم والرؤى التي رافقت الترويج له جاءت على لسان بعض الفاعلين فيه .
ما أمكن التعرف عليه من خلال ما نشر حول هذا المؤتمر وما تم الإعلان عنه في نشرياته بخصوص غايات هذا المؤتمر ودلالاته أنه يأتي في سياق عالمي يعرف تفشي مظاهر القلق لدى الشعوب وحالة من اللا يقين في معرفة المستقبل وحيرة في تأمين الحياة وتحقيق الأمن والاستقرار وبلوغ حياة السعادة المفقودة. فهو ينطلق من حالة الظلم وفقدان العدالة في العالم ليطرح مقاربة التشافي مع الروح طريقا للخلاص وللتخلص من هذه الاتعاب ومنهجا للارتقاء بالنفس نحو بلوغ راحتها نحو سعادتها من خلال التدرّب على كيفية بلوغ ما يسمى بغذاء الروح النفسي ووسائل لمعالجة الشقاء الإنساني فرغم كل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والحياتية هناك مخرج لكل هذه المصاعب ومن مضامين هذا المؤتمر نجد ورشة تتناول موضوع التحرر العاطفي والتشافي بالطاقة وفيزياء الكم والطب الشمولي والروحانيات، بهدف تعزيز الانسجام بين الجسم والعقل والعواطف وورشات أخرى تركز على تقنيات مختلفة لكيفية إدارة الصدمات، والتأمل، واليوغا وهي عبادة في الديانة البوذية، والتنفس، والنظام الغذائي الحي والذبذبي، بهدف تعزيز الرفاهية والتوافق الداخلي للمشاركين.
طرح المؤتمر على جمهوره الذي دفع مقابلا ماليا في حدود 180 دينارا في اليوم الأول ليصل إلى 900 دينار خلال الأيام الثلاث جملة من الآليات العلاجية تقوم على توظيف الطاقات الروحية وما يعرف بالطاقة الحيوية " الشكرات " وهي كلمة هندوسية قديمة وتعني مراكز الطاقة المبثوثة في الكون التي لم يتسن لنا استعمالها وتشغيلها ويوجد في جسم الإنسان سبع مناطق طاقة رئيسية وهناك ذبذبات كثيرة ايجابية وسلبية هي من يؤثر في حياتنا وعلينا فقط الاستفادة من هذه الذبذبات وادخالها في أجسامنا عبر مسام لتتحول إلى طاقة روحية تحقق الوعي الإيجابي المساعد على مواصلة الحياة وهذه الروح الإيجابية يتم الكشف عنها من خلال التدرب عليها بواسطة مدرب مختص في هذا المجال.
موضوع السعادة هو المحور الذي يشتغل عليه المدربون وهو الشعار الجذاب الذي يغري طالبي هذه الحياة السعيدة التي يبحث عنها الكثير من الناس والتي يتسبب فقدانها في حدوث الكثير من المآسي وتقدم هذه المعالجة الروحية على أنها علم روحاني أو طب بديل يعتمد على مخاطبة الروح ومحاورة النفس.
إلى حد الآن يبدو الأمر عاديا والمؤتمر لا يمثل إشكالا ويمكن اعتباره لقاء في مجال التنمية البشرية لتدريب الأفراد على كيفية التخلص من منغصات الحياة وما يرهق النفس باستعمال الطاقة الروحية الكامنة في الأنفس وفي الطبيعة وتوظيف الطاقة الكامنة في الكون والتعلم على كيفية استجلاب الذبذبات الإيجابية في الوجود وتوظيفها في البدن بالاستعانة بنوع من الرياضة الروحية التي تحقق الشفاء والتشافي مع النفس والبدن والروح ، ولكن بشيء من البحث والتركيز على الجهات التي تقف وراءه وهي غير معروفة ومجهولة ومن خلال التمعن في مضامين الورشات المبرمجة في هذا المؤتمر والاستماع إلى محاضرات بعض المدربين المنخرطين في هذه الرؤية وهذا المشروع يتضح أن أفكار هذا المؤتمر لها رابط بالثقافة الهندوسية والديانة البوذية وطقوسها الوثنية والكثير من أفكارها مأخوذة من الديانات الشركية الأسيوية فالجلسات التأملية التي تقترحها وساعات الإرتخاء التي تعرضها وعملية تفريغ الذهن بتلك الطريقة التي نراها في تمرين اليوغا والحركات المصاحبة لها وإن قدمت على أنها رياضة روحية إلا أن لها منزعا شيطانيا ومنبتا وثنيا ورابطا مع الطقوس غير التوحيدية فحديث الروح هو تدريب على التقاء الإنسان والكون والإله في مجال واحد وعملية تصالح مع الكون طريقا للنجاة من أمراض الأرض وهذا الطقس هو طقس وثني قديم يعود اليوم في شكل تدريب في إطار التنمية البشرية ويقدم على أنه من مجالات العلم الحديث والطب البديل.
فالذي لم يقع الإفصاح عنه في منشورات هذا المؤتمر واللقاءات الصحفية أن حديث الروح يهدف إلى العودة بالإنسان إلى عبادة الطبيعة واستحضار الفلسفة الهندوسية والبوذية في تقديس النفس والتوحد مع الكون وتقديم ذلك على أنه ارتقاء روحي وتسام بالنفس واتحادها مع الكون والطبيعة والاتحاد مع الإله.
المؤتمر اقترح عقيدة جديدة ظاهرها التدرب على العلاج الروحي والتشافي الذاتي والعلاج بالطاقة الحيوية وتنظيف المجال الطاقي والتماثل وقانون الجذب وتنظيف الشاكرات والتخاطر والإسقاط النجمي وقوانين الاستحقاق والكود الكوني وسحب الطاقة السلبية وغيرها من دورات المعالجين بالطاقة هي دورات لتغيير المعتقد الديني وتحريف ثوابت الشريعة وهي كلها طقوس وثنية وعبادة شركية.
إن عقد مؤتمر بهذه الأفكار وبهذا المحتوى وتقديم مضمونه على أنه من العلوم الجديدة والطب البديل القادر على تحقيق التعافي من مشاكل الحياة فوق الأرض يطرح السؤال الكبير حول موقع الدين الإسلامي في هذا السياق ومكان الايمان والعقيدة الإسلامية في هذه المرحلة التي تعرف هجمة شرسة عليه وعلى شريعته وقيمه وأخلاقه ويطرح سؤال قدرة الإسلام على التعامل مع هواجس الانسان المعاصر وبمعنى أكثر وضوحا هل أن عقيدة الإسلام وشريعته وقيمه وأخلاقه وعباداته غير كاف ولا مجد لمعالجة اسقام المجتمعات المعاصرة بما يجعل عقد مؤتمر في أرض إسلامية بهذا المضمون الخطير إقرارا أن ما نملكه من قيم دينية غير كاف ولا مجد للإجابة على أسئلة الإنسان الحائرة بما يجعل من المبرر البحث عن حلول ومناهج أخرى من خارج دائرة العقيدة والإيمان الديني فهل أن ديننا الإسلامي بما يحمل من حمولة عقائدية وإيمانية غير كاف ولا قادر على تحقيق السعادة للإنسان وهو الذي جاء لإسعاد البشر وتحقيق الأمن لهم قال تعالى " فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف "
عقد مؤتمر حديث الروح بهذا الشعار المموّه والمخاتل يطرح إشكالا كبيرا يتعلق بالجواب على سؤال هل يعرف مجتمعنا معنى عقيدته ؟ وهل يتوفر على ما يكفي من الحصانة المانعة من أي تأثير في إيمانه ؟ وهل فعلا أن الحضور الإيماني غائب من حياة وسلوك أفراده ؟ وتلك معضلة كبرى تنم عن تحول كبير يشهده المجتمع في صورة تدينه وعلاقته بدينه.
مؤتمر حديث الروح في تونس
حديث الروح يهدف إلى العودة بالإنسان إلى عبادة الطبيعة واستحضار الفلسفة الهندوسية والبوذية في تقديس النفس والتوحد مع الكون!!
بقلم نوفل سلامة:
التأم بأحد النزل بالعاصمة في الفترة الممتدة بين 19 و 21 من شهر أفريل الجاري النسخة الأولى من مؤتمر عالمي في التنمية البشرية أطلق عليه إسم “حديث الروح " تحت شعار " تونس منارة الحب والسلام والتشافي " حضره عدد كبير من الاخصائيين من دول عربية وأفريقية وأوروبية وبمشاركة أسماء معروفة على الساحة الفكرية في تونس من بينهم ألفة يوسف .
هذا المؤتمر الأول من نوعه في العالم العربي والذي تم الإعداد له منذ أشهر وتم الإعلان عنه والترويج له منذ فترة وخصصت له فقرات في بعض البرامج الإذاعية وقدم على أنه حدث هام ونوعي في بلادنا تناول جملة من القضايا والمواضيع يحوم حولها غموض كبير وأسئلة حول جملة من المفاهيم والرؤى التي رافقت الترويج له جاءت على لسان بعض الفاعلين فيه .
ما أمكن التعرف عليه من خلال ما نشر حول هذا المؤتمر وما تم الإعلان عنه في نشرياته بخصوص غايات هذا المؤتمر ودلالاته أنه يأتي في سياق عالمي يعرف تفشي مظاهر القلق لدى الشعوب وحالة من اللا يقين في معرفة المستقبل وحيرة في تأمين الحياة وتحقيق الأمن والاستقرار وبلوغ حياة السعادة المفقودة. فهو ينطلق من حالة الظلم وفقدان العدالة في العالم ليطرح مقاربة التشافي مع الروح طريقا للخلاص وللتخلص من هذه الاتعاب ومنهجا للارتقاء بالنفس نحو بلوغ راحتها نحو سعادتها من خلال التدرّب على كيفية بلوغ ما يسمى بغذاء الروح النفسي ووسائل لمعالجة الشقاء الإنساني فرغم كل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والحياتية هناك مخرج لكل هذه المصاعب ومن مضامين هذا المؤتمر نجد ورشة تتناول موضوع التحرر العاطفي والتشافي بالطاقة وفيزياء الكم والطب الشمولي والروحانيات، بهدف تعزيز الانسجام بين الجسم والعقل والعواطف وورشات أخرى تركز على تقنيات مختلفة لكيفية إدارة الصدمات، والتأمل، واليوغا وهي عبادة في الديانة البوذية، والتنفس، والنظام الغذائي الحي والذبذبي، بهدف تعزيز الرفاهية والتوافق الداخلي للمشاركين.
طرح المؤتمر على جمهوره الذي دفع مقابلا ماليا في حدود 180 دينارا في اليوم الأول ليصل إلى 900 دينار خلال الأيام الثلاث جملة من الآليات العلاجية تقوم على توظيف الطاقات الروحية وما يعرف بالطاقة الحيوية " الشكرات " وهي كلمة هندوسية قديمة وتعني مراكز الطاقة المبثوثة في الكون التي لم يتسن لنا استعمالها وتشغيلها ويوجد في جسم الإنسان سبع مناطق طاقة رئيسية وهناك ذبذبات كثيرة ايجابية وسلبية هي من يؤثر في حياتنا وعلينا فقط الاستفادة من هذه الذبذبات وادخالها في أجسامنا عبر مسام لتتحول إلى طاقة روحية تحقق الوعي الإيجابي المساعد على مواصلة الحياة وهذه الروح الإيجابية يتم الكشف عنها من خلال التدرب عليها بواسطة مدرب مختص في هذا المجال.
موضوع السعادة هو المحور الذي يشتغل عليه المدربون وهو الشعار الجذاب الذي يغري طالبي هذه الحياة السعيدة التي يبحث عنها الكثير من الناس والتي يتسبب فقدانها في حدوث الكثير من المآسي وتقدم هذه المعالجة الروحية على أنها علم روحاني أو طب بديل يعتمد على مخاطبة الروح ومحاورة النفس.
إلى حد الآن يبدو الأمر عاديا والمؤتمر لا يمثل إشكالا ويمكن اعتباره لقاء في مجال التنمية البشرية لتدريب الأفراد على كيفية التخلص من منغصات الحياة وما يرهق النفس باستعمال الطاقة الروحية الكامنة في الأنفس وفي الطبيعة وتوظيف الطاقة الكامنة في الكون والتعلم على كيفية استجلاب الذبذبات الإيجابية في الوجود وتوظيفها في البدن بالاستعانة بنوع من الرياضة الروحية التي تحقق الشفاء والتشافي مع النفس والبدن والروح ، ولكن بشيء من البحث والتركيز على الجهات التي تقف وراءه وهي غير معروفة ومجهولة ومن خلال التمعن في مضامين الورشات المبرمجة في هذا المؤتمر والاستماع إلى محاضرات بعض المدربين المنخرطين في هذه الرؤية وهذا المشروع يتضح أن أفكار هذا المؤتمر لها رابط بالثقافة الهندوسية والديانة البوذية وطقوسها الوثنية والكثير من أفكارها مأخوذة من الديانات الشركية الأسيوية فالجلسات التأملية التي تقترحها وساعات الإرتخاء التي تعرضها وعملية تفريغ الذهن بتلك الطريقة التي نراها في تمرين اليوغا والحركات المصاحبة لها وإن قدمت على أنها رياضة روحية إلا أن لها منزعا شيطانيا ومنبتا وثنيا ورابطا مع الطقوس غير التوحيدية فحديث الروح هو تدريب على التقاء الإنسان والكون والإله في مجال واحد وعملية تصالح مع الكون طريقا للنجاة من أمراض الأرض وهذا الطقس هو طقس وثني قديم يعود اليوم في شكل تدريب في إطار التنمية البشرية ويقدم على أنه من مجالات العلم الحديث والطب البديل.
فالذي لم يقع الإفصاح عنه في منشورات هذا المؤتمر واللقاءات الصحفية أن حديث الروح يهدف إلى العودة بالإنسان إلى عبادة الطبيعة واستحضار الفلسفة الهندوسية والبوذية في تقديس النفس والتوحد مع الكون وتقديم ذلك على أنه ارتقاء روحي وتسام بالنفس واتحادها مع الكون والطبيعة والاتحاد مع الإله.
المؤتمر اقترح عقيدة جديدة ظاهرها التدرب على العلاج الروحي والتشافي الذاتي والعلاج بالطاقة الحيوية وتنظيف المجال الطاقي والتماثل وقانون الجذب وتنظيف الشاكرات والتخاطر والإسقاط النجمي وقوانين الاستحقاق والكود الكوني وسحب الطاقة السلبية وغيرها من دورات المعالجين بالطاقة هي دورات لتغيير المعتقد الديني وتحريف ثوابت الشريعة وهي كلها طقوس وثنية وعبادة شركية.
إن عقد مؤتمر بهذه الأفكار وبهذا المحتوى وتقديم مضمونه على أنه من العلوم الجديدة والطب البديل القادر على تحقيق التعافي من مشاكل الحياة فوق الأرض يطرح السؤال الكبير حول موقع الدين الإسلامي في هذا السياق ومكان الايمان والعقيدة الإسلامية في هذه المرحلة التي تعرف هجمة شرسة عليه وعلى شريعته وقيمه وأخلاقه ويطرح سؤال قدرة الإسلام على التعامل مع هواجس الانسان المعاصر وبمعنى أكثر وضوحا هل أن عقيدة الإسلام وشريعته وقيمه وأخلاقه وعباداته غير كاف ولا مجد لمعالجة اسقام المجتمعات المعاصرة بما يجعل عقد مؤتمر في أرض إسلامية بهذا المضمون الخطير إقرارا أن ما نملكه من قيم دينية غير كاف ولا مجد للإجابة على أسئلة الإنسان الحائرة بما يجعل من المبرر البحث عن حلول ومناهج أخرى من خارج دائرة العقيدة والإيمان الديني فهل أن ديننا الإسلامي بما يحمل من حمولة عقائدية وإيمانية غير كاف ولا قادر على تحقيق السعادة للإنسان وهو الذي جاء لإسعاد البشر وتحقيق الأمن لهم قال تعالى " فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف "
عقد مؤتمر حديث الروح بهذا الشعار المموّه والمخاتل يطرح إشكالا كبيرا يتعلق بالجواب على سؤال هل يعرف مجتمعنا معنى عقيدته ؟ وهل يتوفر على ما يكفي من الحصانة المانعة من أي تأثير في إيمانه ؟ وهل فعلا أن الحضور الإيماني غائب من حياة وسلوك أفراده ؟ وتلك معضلة كبرى تنم عن تحول كبير يشهده المجتمع في صورة تدينه وعلاقته بدينه.