صدر هذا الكتاب عن "جمعية الشابي للتنمية الثقافية والإجتماعية" في طبعته الأولى سنة 2024 في 222 صفحة من القطع الكبير وهو الأول من نوعه في تونس الذي يتناول فيه صاحبه شخصية البيروني بالدقة والتفصيل والشمولية بما يمكن للقارئ المهتم من معرفة جيدة به.
انتظم الكتاب في مقدمة وثلاثة فصول فضلا عن فهرس بالمصادر والمراجع وآخر للأعلام والأماكن .
يقول الدكتور علي الشابي الذي أهدى الكتاب إلى أستاذه الدكتور يحي الخشاب بجامعة القاهرة رمز وفاء متجدد مع الأيام وتقدير لا ينقطع له مدد، يقول في المقدمة " إن صلتي بأبي الريحان البيروني ( ت 440/1048) ترتد إلى عقود طويلة خلت حيث كانت البداية في سنة 1958 حين كلفني أستاذي المرحوم الدكتور يحي الخشاب في كلية الأداب بجامعة القاهرة بكتابة بحث عن صدى إيران في كتاب البيروني ( في تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة) ، ومنذ ذلك التاريخ لم تنقطع صلتي بأعماله، بل إنها كانت تزداد مع الأيام إحكاما، وتتأكد آصرتي بهذه الأعمال التي هي مرآة كاشفة للثقافات الذائعة في القرن الخامس، وهي الثقافة العربية واليونانية والفارسية والهندية"
خصص الكاتب الفصل الأول من الكتاب لترجمة البيروني وسيرته انطلاقا من النشأة والبيئة فالمرحلة الأولى من حياته المتضمنة خاصة علاقاته ودوره كمستشار لدى أبي العباس مأمون خوارزمشاه ثم المرحلة الثانية التي التقى خلالها بالسلطان محمود الغزنوي
الذي عرف بدمويته وكرهه للعرب وللعلماء رغم أنه يحيط مجلسه بهالة منهم يختارهم وفقا لأهوائه فتفرغه للبحث في الهند وغزنة وأخيرا شخصيته وثقافته الثرية والمتنوعة
أما الفصل الثاني من الكتاب فقد خصصه الدكتور علي الشابي إلى" المنهج التاريخي عند البيروني" ويقدم من خلاله أسس هذا المنهج والمقارنة بين منهج البيروني ومنهج ابن الهيثم أي بين منهج البحث في العلوم الإنسانية ومنهج البحث في العلوم الطبيعية كما يعرض الفصل مقابلات بين البيروني والبيهقي ثم بينه وبين ابن خلدون.
ويستعرض في الفصل الثالث من الكتاب علاقة البيروني باللغة والأدب من خلال البحث في معرفته باللغات ورأيه في اللغتين العربية والفارسية وأخيرا بالحديث عن البيروني الأديب.
لا شك أن هذا الكتاب الذي يعد نموذجا في البحث العلمي الدقيق والرصين سيشكل التأكيد إضافة حقيقية للمكتبة العربية لثراء الشخصية موضوع الدرس وكذلك لأهمية المرحلة التاريخية التي تعج بالأحداث والتي تخصص الدكتور علي الشابي في دراستها وقد صدر له منذ أعوام كتاب حول الأدب الفارسي في العصر الغزنوي.
فالشكر كل الشكر للعلامة الأستاذ علي الشابي على هذه الإضافة والتحية لجمعية الشابي للتنمية الثقافية والاجتماعية التي أتاحت للقارئ مثل هذه النفائس التي دأبت على نشرها.
تقديم: محمد الهاشمي بلوزة
تونس-الصباح
صدر هذا الكتاب عن "جمعية الشابي للتنمية الثقافية والإجتماعية" في طبعته الأولى سنة 2024 في 222 صفحة من القطع الكبير وهو الأول من نوعه في تونس الذي يتناول فيه صاحبه شخصية البيروني بالدقة والتفصيل والشمولية بما يمكن للقارئ المهتم من معرفة جيدة به.
انتظم الكتاب في مقدمة وثلاثة فصول فضلا عن فهرس بالمصادر والمراجع وآخر للأعلام والأماكن .
يقول الدكتور علي الشابي الذي أهدى الكتاب إلى أستاذه الدكتور يحي الخشاب بجامعة القاهرة رمز وفاء متجدد مع الأيام وتقدير لا ينقطع له مدد، يقول في المقدمة " إن صلتي بأبي الريحان البيروني ( ت 440/1048) ترتد إلى عقود طويلة خلت حيث كانت البداية في سنة 1958 حين كلفني أستاذي المرحوم الدكتور يحي الخشاب في كلية الأداب بجامعة القاهرة بكتابة بحث عن صدى إيران في كتاب البيروني ( في تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة) ، ومنذ ذلك التاريخ لم تنقطع صلتي بأعماله، بل إنها كانت تزداد مع الأيام إحكاما، وتتأكد آصرتي بهذه الأعمال التي هي مرآة كاشفة للثقافات الذائعة في القرن الخامس، وهي الثقافة العربية واليونانية والفارسية والهندية"
خصص الكاتب الفصل الأول من الكتاب لترجمة البيروني وسيرته انطلاقا من النشأة والبيئة فالمرحلة الأولى من حياته المتضمنة خاصة علاقاته ودوره كمستشار لدى أبي العباس مأمون خوارزمشاه ثم المرحلة الثانية التي التقى خلالها بالسلطان محمود الغزنوي
الذي عرف بدمويته وكرهه للعرب وللعلماء رغم أنه يحيط مجلسه بهالة منهم يختارهم وفقا لأهوائه فتفرغه للبحث في الهند وغزنة وأخيرا شخصيته وثقافته الثرية والمتنوعة
أما الفصل الثاني من الكتاب فقد خصصه الدكتور علي الشابي إلى" المنهج التاريخي عند البيروني" ويقدم من خلاله أسس هذا المنهج والمقارنة بين منهج البيروني ومنهج ابن الهيثم أي بين منهج البحث في العلوم الإنسانية ومنهج البحث في العلوم الطبيعية كما يعرض الفصل مقابلات بين البيروني والبيهقي ثم بينه وبين ابن خلدون.
ويستعرض في الفصل الثالث من الكتاب علاقة البيروني باللغة والأدب من خلال البحث في معرفته باللغات ورأيه في اللغتين العربية والفارسية وأخيرا بالحديث عن البيروني الأديب.
لا شك أن هذا الكتاب الذي يعد نموذجا في البحث العلمي الدقيق والرصين سيشكل التأكيد إضافة حقيقية للمكتبة العربية لثراء الشخصية موضوع الدرس وكذلك لأهمية المرحلة التاريخية التي تعج بالأحداث والتي تخصص الدكتور علي الشابي في دراستها وقد صدر له منذ أعوام كتاب حول الأدب الفارسي في العصر الغزنوي.
فالشكر كل الشكر للعلامة الأستاذ علي الشابي على هذه الإضافة والتحية لجمعية الشابي للتنمية الثقافية والاجتماعية التي أتاحت للقارئ مثل هذه النفائس التي دأبت على نشرها.