إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

إقبال ضعيف رغم العيد و"الموسم": ارتفاع غير مسبوق في أسعار الذهب وركود في "سوق البركة"

 

تونس-الصباح

 الحركية تقريبا منعدمة هذه الأيام في سوق "البركة" الذي يعرف عادة إقبالا هاما تزامنا مع "الموسم"، احتفالا بالمناسبات السعيدة أو تقديم هدية للزوجة أو ما يعرف بـ"حق الذواقة" أو "حق الملح"، إقبال ضعيف يعود لأسباب عدة..

مكاسب هي الأعلى تاريخيا

حيث ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى تاريخي هذا الأسبوع، مما جعل قيمته ترتفع بنسبة تقدر بـ 7% خلال فترة لا تزيد عن 30 يوما.

وأرجع الخبراء هذا الارتفاع المتواتر إلى المخاطر الجيوسياسية الراهنة، مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا والحرب الدائرة في الشرق الأوسط، والتخفيض المتوقع في أسعار الفائدة على الدولار في الولايات المتحدة، وهي أسباب أثرت جميعها على سعر الذهب الذي وصل إلى مستويات هي الأعلى تاريخيا.

أوضاع جيوسياسية عادةً ما تدفع المستثمرين إلى شراء الذهب كوسيلة آمنة للتحوط. حيث أكد الخبراء أن التوقعات بتخفيض البنك الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة كان لها التأثير الأكبر على سعر الذهب، إذ أن العلاقة بينهما عكسية تاريخياً. فعند رفع أسعار الفائدة، ترتفع قيمة العملة الأمريكية، ويؤثر ذلك سلباً على سعر الذهب فينخفض، والعكس صحيح.

وللوقوف على تداعيات هذا الارتفاع على أسعار الذهب في تونس اتصلت "الصباح" برئيس الغرفة الوطنية لتجار المصوغ حاتم بن يوسف الذي أفادنا أن الوضع في بلادنا لا يختلف عما هو عليه في العالم..

ارتفاع تاريخي

حيث أكد بن يوسف أن سعر غرام الذهب الخام عيار 24 بلغ حوالي 230 دينارا أي ما يقابل 74 دولارا للغرام بالأسواق العالمية في حين أن سعر غرام الذهب عيار 18 خام يبلغ 172.500، وأبرز أنه وبعد إضافة تكلفة اليد العاملة فإن معدل غرام الذهب عيار 18 يصل إلى 240 دينارا ويمكن أن يرتفع هذا الثمن إذا كانت قطعة المصوغ تتطلب أكثر جهدا ودقة عند صناعتها، مشيرا إلى أن تكلفة غرام الذهب تصل إلى 220 دينارا فما فوق وقد تصل التكلفة أحيانا إلى 300 دينار تضاف إليها نسبة الربح التي حددها قانون والتي تبلغ 2.5%.

وأبرز أن سعر غرام الذهب ارتفع في غضون عام واحد بما يقارب الـ 70 دينارا، في حين أنه ومنذ الثورة إلى اليوم ارتفع بقرابة ثلاثة أضعاف.

انهيار الدينار عمق الأزمة

واعتبر أن أسعار الذهب تشهد ارتفاعا صاروخيا منذ سنوات إلا أنها ازدادت حدة خلال الأشهر الأخيرة وذلك بسبب الوضع العالمي والذي تأثر بالحرب الروسية الأوكرانية ثم حرب الكيان الصهيوني على فلسطين.

مستدركا بالقول أن السبب الأهم هو انهيار قيمة الدينار مقابل العملات المرجعية لاسيما الدولار، وهو ما يستوجب تعافي الدينار وتماسك الاقتصاد الوطني واستئناف نسق خلق الثروة ودفع النمو إذ أن تونس أصبحت دولة استهلاكية بامتياز كونها تورد أغلب حاجياتها من قمح وسكر وأسمدة وأدوية بما في ذلك بعض المنتوجات الفلاحية التي تراجع إنتاجها بفعل الشح المائي.

تراجع الإقبال

وبين حاتم بن يوسف رئيس الغرفة الوطنية لتجار المصوغ أن الإقبال على شراء الذهب، بمناسبة "الموسم" أي هدية المقبلين على الزواج ليلة النصف من شهر رمضان أو ليلة 27 أو في العيد أو كهدية من الزوج لزوجته كاعتراف لها بالجهود التي بذلتها خلال الشهر الكريم أو ما يعرف بـ"حق الذواقة"، شهد تراجعا كبيرا حيث أن الإقبال بات ضعيفا حتى لا نقول منعدما وذلك بسبب تدني المقدرة الشرائية للمواطن إضافة إلى الارتفاع الهام في سعر الذهب رغم أن بعض التجار اعتمدوا تسهيلات في الدفع.

ذهب على مواقع التواصل

وأكد بن يوسف وجود العديد من الصفحات التي تبيع الذهب على مواقع التواصل وهو أمر خطير جدا إذ يكثر التحيل من قبل منتحلي صفة تجار ذهب في حين أنه لا علاقة لهم بالقطاع، بل هم ينشطون في إطار شبكات تهريب وتحيل على الحرفاء.

وأبرز أن تونس بلد عبور الذهب من القطر الليبي في اتجاه الجزائر ومن ثمة نحو دول أخرى. وأكد أن تجار الذهب يقومون بالتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويقدمون كل المعطيات اللازمة حول هويتهم ومكان المحل وذلك لطمأنة الحريف مع تقديم كل الضمانات.

وأشار إلى أن قطاع المصوغ يشغل 15000 بين تجار وحرفيين، منهم2400 تاجر وحوالي 1000 حرفي، وأكثر من 700 أصحاب الكفاءة المهنية والبقية ينشطون في القطاع بين "صقال".. ومسؤول عن المحل وبائع..

حنان قيراط

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إقبال ضعيف رغم العيد و"الموسم":  ارتفاع غير مسبوق في أسعار الذهب وركود في "سوق البركة"

 

تونس-الصباح

 الحركية تقريبا منعدمة هذه الأيام في سوق "البركة" الذي يعرف عادة إقبالا هاما تزامنا مع "الموسم"، احتفالا بالمناسبات السعيدة أو تقديم هدية للزوجة أو ما يعرف بـ"حق الذواقة" أو "حق الملح"، إقبال ضعيف يعود لأسباب عدة..

مكاسب هي الأعلى تاريخيا

حيث ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى تاريخي هذا الأسبوع، مما جعل قيمته ترتفع بنسبة تقدر بـ 7% خلال فترة لا تزيد عن 30 يوما.

وأرجع الخبراء هذا الارتفاع المتواتر إلى المخاطر الجيوسياسية الراهنة، مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا والحرب الدائرة في الشرق الأوسط، والتخفيض المتوقع في أسعار الفائدة على الدولار في الولايات المتحدة، وهي أسباب أثرت جميعها على سعر الذهب الذي وصل إلى مستويات هي الأعلى تاريخيا.

أوضاع جيوسياسية عادةً ما تدفع المستثمرين إلى شراء الذهب كوسيلة آمنة للتحوط. حيث أكد الخبراء أن التوقعات بتخفيض البنك الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة كان لها التأثير الأكبر على سعر الذهب، إذ أن العلاقة بينهما عكسية تاريخياً. فعند رفع أسعار الفائدة، ترتفع قيمة العملة الأمريكية، ويؤثر ذلك سلباً على سعر الذهب فينخفض، والعكس صحيح.

وللوقوف على تداعيات هذا الارتفاع على أسعار الذهب في تونس اتصلت "الصباح" برئيس الغرفة الوطنية لتجار المصوغ حاتم بن يوسف الذي أفادنا أن الوضع في بلادنا لا يختلف عما هو عليه في العالم..

ارتفاع تاريخي

حيث أكد بن يوسف أن سعر غرام الذهب الخام عيار 24 بلغ حوالي 230 دينارا أي ما يقابل 74 دولارا للغرام بالأسواق العالمية في حين أن سعر غرام الذهب عيار 18 خام يبلغ 172.500، وأبرز أنه وبعد إضافة تكلفة اليد العاملة فإن معدل غرام الذهب عيار 18 يصل إلى 240 دينارا ويمكن أن يرتفع هذا الثمن إذا كانت قطعة المصوغ تتطلب أكثر جهدا ودقة عند صناعتها، مشيرا إلى أن تكلفة غرام الذهب تصل إلى 220 دينارا فما فوق وقد تصل التكلفة أحيانا إلى 300 دينار تضاف إليها نسبة الربح التي حددها قانون والتي تبلغ 2.5%.

وأبرز أن سعر غرام الذهب ارتفع في غضون عام واحد بما يقارب الـ 70 دينارا، في حين أنه ومنذ الثورة إلى اليوم ارتفع بقرابة ثلاثة أضعاف.

انهيار الدينار عمق الأزمة

واعتبر أن أسعار الذهب تشهد ارتفاعا صاروخيا منذ سنوات إلا أنها ازدادت حدة خلال الأشهر الأخيرة وذلك بسبب الوضع العالمي والذي تأثر بالحرب الروسية الأوكرانية ثم حرب الكيان الصهيوني على فلسطين.

مستدركا بالقول أن السبب الأهم هو انهيار قيمة الدينار مقابل العملات المرجعية لاسيما الدولار، وهو ما يستوجب تعافي الدينار وتماسك الاقتصاد الوطني واستئناف نسق خلق الثروة ودفع النمو إذ أن تونس أصبحت دولة استهلاكية بامتياز كونها تورد أغلب حاجياتها من قمح وسكر وأسمدة وأدوية بما في ذلك بعض المنتوجات الفلاحية التي تراجع إنتاجها بفعل الشح المائي.

تراجع الإقبال

وبين حاتم بن يوسف رئيس الغرفة الوطنية لتجار المصوغ أن الإقبال على شراء الذهب، بمناسبة "الموسم" أي هدية المقبلين على الزواج ليلة النصف من شهر رمضان أو ليلة 27 أو في العيد أو كهدية من الزوج لزوجته كاعتراف لها بالجهود التي بذلتها خلال الشهر الكريم أو ما يعرف بـ"حق الذواقة"، شهد تراجعا كبيرا حيث أن الإقبال بات ضعيفا حتى لا نقول منعدما وذلك بسبب تدني المقدرة الشرائية للمواطن إضافة إلى الارتفاع الهام في سعر الذهب رغم أن بعض التجار اعتمدوا تسهيلات في الدفع.

ذهب على مواقع التواصل

وأكد بن يوسف وجود العديد من الصفحات التي تبيع الذهب على مواقع التواصل وهو أمر خطير جدا إذ يكثر التحيل من قبل منتحلي صفة تجار ذهب في حين أنه لا علاقة لهم بالقطاع، بل هم ينشطون في إطار شبكات تهريب وتحيل على الحرفاء.

وأبرز أن تونس بلد عبور الذهب من القطر الليبي في اتجاه الجزائر ومن ثمة نحو دول أخرى. وأكد أن تجار الذهب يقومون بالتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويقدمون كل المعطيات اللازمة حول هويتهم ومكان المحل وذلك لطمأنة الحريف مع تقديم كل الضمانات.

وأشار إلى أن قطاع المصوغ يشغل 15000 بين تجار وحرفيين، منهم2400 تاجر وحوالي 1000 حرفي، وأكثر من 700 أصحاب الكفاءة المهنية والبقية ينشطون في القطاع بين "صقال".. ومسؤول عن المحل وبائع..

حنان قيراط