إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد: نعم.. لو كنت فلسطينيا لحاربت الاحتلال...

 

"لو كنت فلسطينياً لحاربت إسرائيل من أجل حريتي".. الكلام للرئيس الأسبق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) عامي أيالون، خلال مقابلة مع قناة "إيه بي سي" الأميركية للحديث عن الحرب على قطاع غزة.

وردّاً منه على سؤال عن وضع الفلسطينيين الذين يتعرضون للاعتداءات الإسرائيلية، قال أيالون: "هي حياة الناس الذين يحلمون بالحرية، ولكنهم لا يستطيعون رؤيتها"، مضيفاً: "سواء أعجبنا ذلك أم لا فإننا نتحكم في حياة الملايين".... وتابع: "من وجهة نظري، فإن الطريقة الوحيدة التي سيحصل بها الإسرائيليون على الأمن هي عندما يكون لدى الفلسطينيين أمل"..تصريحات غير مسبوقة لمسؤول  أمني إسرائيلي  سابق وقناعتنا أن هذا أيضا ما يعتقده قادة وحكام كيان الاحتلال حتى وإن لا يجاهرون ولن يجاهروا بذلك وهم يعلمون جيدا بحكم تاريخ الاحتلال الطويل لفلسطين وبحكم معرفتهم أيضا بطبيعة وشخصية الفلسطيني وعقليته أن رفض الاحتلال ومقاومته بشتى الطرق المتاحة سواء كانت مقاومة مسلحة أو مقاومة شعبية مسألة لن تتوقف طالما بقي الاحتلال قائما وأنه حتى وإن تمكن جيش الاحتلال بحكم التفوق العسكري من تحييد أو القضاء على حركة المقاومة بكل مكوناتها في غزة المحاصرة برا وبحرا وجوا فلا شيء يمكن أن يمنع هذه المقاومة بعد جيل أو اقل أو أكثر وربما يكون الجيل القادم أكثر شراسة وأكثر قدرة على التعاطي مع الذكاء الاصطناعي لتطويعه لفائدته وهذا ما كانت عملية "طوفان الأقصىّ في السابع من أكتوبر أكدته.. ولاشك أن ما يجري من عقوبات جماعية وإبادة غير مسبوقة ضد مختلف أهالي غزة بأطفالها ونسائها وشيوخها إنما تتنزل في إطار الانتقام والرغبة في التشفي بعد الصفعة التي فشلت كل الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية والأمريكية الدقيقة التي تمتلك كل الأدوات لرصد ما يحدث في كل العالم في استباقها، ومن هنا أيضا دور الضوء الأخضر الأمريكي والغربي لإسرائيل في سياسة حرق الأخضر واليابس دون تردد أو خوف من الملاحقة أو المحاسبة أيا كان مأتاها وحتى إن كانت  صادرة عن محكمة العدل الدولية أعلى هيئة قانونية أممية..ومن هنا أيضا جدلية الحق في المقاومة التي أقرتها القوانين الدولية لكل الشعوب على حد سواء التي تعاني من الاحتلال والاضطهاد والتي تجعل الشعب الفلسطيني أولى بهذا الحق في الدفاع عن أرضه ووجوده وبقائه.. وهو الحق الذي تريد إسرائيل التفرد به حتى تكون الاستثناء يتعارض بالتأكيد مع هذه القرارات التي تفقد كل معنى أو قيمة كلما تعلق الأمر بإسرائيل وطموحاتها التوعية الاحتلالية غير المشروعة..

وقد جاءت تصريحات ناليدي باندور،  وزيرة خارجية جنوب إفريقيا أمس من واشنطن لتذكر مجددا بأنه لا حق لإسرائيل في الدفاع عن النفس باعتبارها قوة احتلال، وقد اتهمت الوزيرة إسرائيل بتسجيل سابقة في تحدّيها قرارات أرفع محكمة في الأمم المتحدة.. القرار يتعلق بمنع الإبادة الجماعية خلال  الحرب مع حماس في غزة.

باندور خلصت إلى أن إسرائيل تجاهلت كل قرارات المحكمة والنتيجة أن العالم يشاهد "حالياً أمام أعيننا تجويعاً جماعياً ومجاعة"..

مسؤولة الديبلوماسية في جنوب إفريقيا حذرت أيضا من أن ما يحدث في غزة سيتحول إلى مثال يحتذى وأن سلوك إسرائيل ستفسره دول أخرى على انه يمكنها القيام بما تريد دون أدنى محاسبة.. وقد كانت واضحة في إشارتها إلى أنه عندما لا تحترم محكمة العدل الدولية من إسرائيل فلا يمكن لوم أو دفع بلد إفريقي إلى احترام هذه المحكمة لأي سبب كان.. وهذه أيضا من التداعيات التي لا يريد الحليف الأمريكي الانتباه لها في دعمه المستميت لإسرائيل والذي يعني بالتأكيد إضعاف الموقف والدور الأمريكي في العالم مستقبلا... والأمر لا يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية وسياسة المكيالين التي تعتمدها الجنائية الدولية في ملاحقة القيادات الروسية وصمتها المريب بشان تصريحات وممارسات القيادات الإسرائيلية الموثقة لدى العدل الدولية والتي تدعو تصف الفلسطينيين مرة بالحيوانات البشرية ومرة تدعو إلى قصفهم بالنووي.. ولا يمكن أيضا للعدالة الدولية الانتقائية أن تجد لها صدى لدى الشعوب المعنية وهي تطالب بملاحقة قيادات في السودان وسوريا وليبيا وهي تتستر على مجرمي الحرب في إسرائيل.. وليست الوثائق والأدلة والبراهين التي تنقصنا.. بل لعلنا أمام الحرب الوحيدة اليوم التي تتكدس فيها الأدلة على الأرض تشهد عليها أشلاء الضحايا وصرخات الأطفال واليتامى والمشردين واستغاثات الثكالى وألام المرضى ودموع الأطباء العاجزين عن تخفيف ألامهم ولكن أيضا تشهد عليها الدماء التي اختلطت برغيف الخبز وبالدقيق الذي ينثره قادة العالم في سماء غزة لتقصفه طائرات الاحتلال... نعم لأول مرة نقول لم يجانب مسؤول الشباك الصواب هذه المرة ...

اسيا العتروس

 ممنوع من الحياد:   نعم.. لو كنت فلسطينيا لحاربت الاحتلال...

 

"لو كنت فلسطينياً لحاربت إسرائيل من أجل حريتي".. الكلام للرئيس الأسبق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) عامي أيالون، خلال مقابلة مع قناة "إيه بي سي" الأميركية للحديث عن الحرب على قطاع غزة.

وردّاً منه على سؤال عن وضع الفلسطينيين الذين يتعرضون للاعتداءات الإسرائيلية، قال أيالون: "هي حياة الناس الذين يحلمون بالحرية، ولكنهم لا يستطيعون رؤيتها"، مضيفاً: "سواء أعجبنا ذلك أم لا فإننا نتحكم في حياة الملايين".... وتابع: "من وجهة نظري، فإن الطريقة الوحيدة التي سيحصل بها الإسرائيليون على الأمن هي عندما يكون لدى الفلسطينيين أمل"..تصريحات غير مسبوقة لمسؤول  أمني إسرائيلي  سابق وقناعتنا أن هذا أيضا ما يعتقده قادة وحكام كيان الاحتلال حتى وإن لا يجاهرون ولن يجاهروا بذلك وهم يعلمون جيدا بحكم تاريخ الاحتلال الطويل لفلسطين وبحكم معرفتهم أيضا بطبيعة وشخصية الفلسطيني وعقليته أن رفض الاحتلال ومقاومته بشتى الطرق المتاحة سواء كانت مقاومة مسلحة أو مقاومة شعبية مسألة لن تتوقف طالما بقي الاحتلال قائما وأنه حتى وإن تمكن جيش الاحتلال بحكم التفوق العسكري من تحييد أو القضاء على حركة المقاومة بكل مكوناتها في غزة المحاصرة برا وبحرا وجوا فلا شيء يمكن أن يمنع هذه المقاومة بعد جيل أو اقل أو أكثر وربما يكون الجيل القادم أكثر شراسة وأكثر قدرة على التعاطي مع الذكاء الاصطناعي لتطويعه لفائدته وهذا ما كانت عملية "طوفان الأقصىّ في السابع من أكتوبر أكدته.. ولاشك أن ما يجري من عقوبات جماعية وإبادة غير مسبوقة ضد مختلف أهالي غزة بأطفالها ونسائها وشيوخها إنما تتنزل في إطار الانتقام والرغبة في التشفي بعد الصفعة التي فشلت كل الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية والأمريكية الدقيقة التي تمتلك كل الأدوات لرصد ما يحدث في كل العالم في استباقها، ومن هنا أيضا دور الضوء الأخضر الأمريكي والغربي لإسرائيل في سياسة حرق الأخضر واليابس دون تردد أو خوف من الملاحقة أو المحاسبة أيا كان مأتاها وحتى إن كانت  صادرة عن محكمة العدل الدولية أعلى هيئة قانونية أممية..ومن هنا أيضا جدلية الحق في المقاومة التي أقرتها القوانين الدولية لكل الشعوب على حد سواء التي تعاني من الاحتلال والاضطهاد والتي تجعل الشعب الفلسطيني أولى بهذا الحق في الدفاع عن أرضه ووجوده وبقائه.. وهو الحق الذي تريد إسرائيل التفرد به حتى تكون الاستثناء يتعارض بالتأكيد مع هذه القرارات التي تفقد كل معنى أو قيمة كلما تعلق الأمر بإسرائيل وطموحاتها التوعية الاحتلالية غير المشروعة..

وقد جاءت تصريحات ناليدي باندور،  وزيرة خارجية جنوب إفريقيا أمس من واشنطن لتذكر مجددا بأنه لا حق لإسرائيل في الدفاع عن النفس باعتبارها قوة احتلال، وقد اتهمت الوزيرة إسرائيل بتسجيل سابقة في تحدّيها قرارات أرفع محكمة في الأمم المتحدة.. القرار يتعلق بمنع الإبادة الجماعية خلال  الحرب مع حماس في غزة.

باندور خلصت إلى أن إسرائيل تجاهلت كل قرارات المحكمة والنتيجة أن العالم يشاهد "حالياً أمام أعيننا تجويعاً جماعياً ومجاعة"..

مسؤولة الديبلوماسية في جنوب إفريقيا حذرت أيضا من أن ما يحدث في غزة سيتحول إلى مثال يحتذى وأن سلوك إسرائيل ستفسره دول أخرى على انه يمكنها القيام بما تريد دون أدنى محاسبة.. وقد كانت واضحة في إشارتها إلى أنه عندما لا تحترم محكمة العدل الدولية من إسرائيل فلا يمكن لوم أو دفع بلد إفريقي إلى احترام هذه المحكمة لأي سبب كان.. وهذه أيضا من التداعيات التي لا يريد الحليف الأمريكي الانتباه لها في دعمه المستميت لإسرائيل والذي يعني بالتأكيد إضعاف الموقف والدور الأمريكي في العالم مستقبلا... والأمر لا يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية وسياسة المكيالين التي تعتمدها الجنائية الدولية في ملاحقة القيادات الروسية وصمتها المريب بشان تصريحات وممارسات القيادات الإسرائيلية الموثقة لدى العدل الدولية والتي تدعو تصف الفلسطينيين مرة بالحيوانات البشرية ومرة تدعو إلى قصفهم بالنووي.. ولا يمكن أيضا للعدالة الدولية الانتقائية أن تجد لها صدى لدى الشعوب المعنية وهي تطالب بملاحقة قيادات في السودان وسوريا وليبيا وهي تتستر على مجرمي الحرب في إسرائيل.. وليست الوثائق والأدلة والبراهين التي تنقصنا.. بل لعلنا أمام الحرب الوحيدة اليوم التي تتكدس فيها الأدلة على الأرض تشهد عليها أشلاء الضحايا وصرخات الأطفال واليتامى والمشردين واستغاثات الثكالى وألام المرضى ودموع الأطباء العاجزين عن تخفيف ألامهم ولكن أيضا تشهد عليها الدماء التي اختلطت برغيف الخبز وبالدقيق الذي ينثره قادة العالم في سماء غزة لتقصفه طائرات الاحتلال... نعم لأول مرة نقول لم يجانب مسؤول الشباك الصواب هذه المرة ...

اسيا العتروس