إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. المرسوم "رقم 431" ..

 

يرويها: ابو بكر الصغير

   لكل حضارة تاريخها المحدد، ولكل إنسان حضارته.

 العديد من الأسماء مثل باش حامبة أو بازار باشا أو التارزي أو بن دمير لها تناغمات تركية واضحة.

  نفس الأمر كأسماء كازدغلي، كارابيبن، كوردغلي، كارابورني، وغيرها لها أصول تركية.

   على سبيل المثال، لقب كزدغلي، اسم جغرافي ينقسم على النحو التالي: كاز (الإوز)، وداغ (الجبل)، وأغلو (ابن).

      انّه قرن من الزمن مضى ..

    امتد الحكم العثماني لتونس 452 عاما .

  تحولت طموحات القرصان خير الدين بربروس في فترة تكالب الجيوش الاستعمارية الأوروبية خاصة الأسبان من الانتقام على تونس من عمليات قرصنة وكسب الغنائم إلى السياسة والسلطة والنفوذ بإعلان ولائه. للسلطان العثماني سليم الأول مؤسسا بذلك مرحلة جديدة ستتواصل لأكثر من 450 عاما من الحكم العثماني في تونس.

‎في مثل هذا اليوم، تحديدا في 3 مارس 1924، انتهت الخلافة العثمانية رسميا بإزاحة الخليفة العثماني عبد المجيد الثاني ونفيه هو وجميع أفراد أسرته وذلك على يد كمال أتاتورك.

    عام 1534، سيطرت الإمبراطورية العثمانية على منطقتنا واستقرت فيها، بحوالي 10 آلاف جندي، بعد أن طلب السكان المحليون مساعدتها حماية من غزو الإمبراطورية الإسبانية .

    منذ ذلك الحين، وفي ظل الهيمنة العثمانية، استعمر الإنكشاريون الأتراك وسيطروا على الحياة السياسية في تونس لعدة قرون .

  النتيجة في النهاية، تغير المظهر العرقي لتونس مع هجرة الإنكشارية والأتراك من الأناضول وظهور الكولوغليس، وهم شعب ذو دماء أوروبية وتونسية مختلطة.

تعيش عائلات من أصل إنكشاري أو تركي بشكل رئيسي بالقرب من المدن الساحلية مثل تونس والمهدية والحمامات وجربة، على الرغم من أن العديد منهم يعيشون أيضًا في وسط تونس.

 ابتدأت سيطرة الدولة العثمانية منذ عام 1574 حيث كان آخر عام لحكم الحفصيين تحولت بعدها إفريقيا الشمالية إلى ولاية من ولايات الدولة العثمانية.

  ومنذ عام 1590 بدأ العثمانيون يحكمون تونس بواسطة الداي وبعده الباي .

  حكم الدايات من 1598 إلى 1630، والبايات من 1631 إلى 1702.

 ثلاثة أيام فقط بعد تولي عبد المجيد الثاني الخلافة، انعقد مؤتمر لوزان في سويسرا وحضره وفد تركي فقط، اشترط رئيس الوفد البريطاني كرزون أربع مسائل للاعتراف باستقلال تركيا، وهي: إلغاء الخلافة الإسلامية وطرد الخليفة العثماني خارج الحدود وإعلان علمانية الدولة ومصادرة أملاك وأموال بني عثمان.

    رفض الوفد التركي هذه الشروط، فاتجهت بريطانيا إلى افتعال مشاكل وأزمات سياسية بالبلاد وإعلان عجز الخليفة العثماني عن إدارة الدولة ونهاية حكم الخلافة، اجتمعت الجمعية الوطنية التركية الكبرى،ودعت أتاتورك لتشكيل الوزارة، فوافق بشرط ألا ترفض الجمعية شروطه ليعلن قيام الجمهورية، وينتخب أول رئيس لها ويتخذ من أنقرة عاصمة جديدة قاطعا مع اسطنبول عاصمة الخلافة تاريخيا .

 لم تمض أربعة أشهر على هذا القرار التاريخي، حتى انعقد اجتماع سري في بداية مارس 1924 وبطلب من أتاتورك نفسه، الذي قدم المرسوم "رقم 431" القاضي بإنهاء الخلافة الإسلامية وطرد الخليفة عبد المجيد الثاني والعائلة العثمانية خارج البلاد.

 من المفارقة أن الحكام العثمانيين لتونس بنوا سلطتهم على الانتماء الديني فالإسلام الذي ساندوه واستمدوا منه شرعية حكمهم كان بمثابة مفتاح القبول لدى الشعب .

  للسلطان عبد الحميد الثاني مقولة تاريخية ذكر فيها:“ما يتكرر هو الأخطاء وليس التاريخ ” !.

     لولا أنّ الناس يخطئون لما اخترعت الممحاة .

    يتقرر الفشل إلى حد كبير بالأشياء التي نسمح بحدوثها .

 

حكاياتهم  .. المرسوم "رقم 431" ..

 

يرويها: ابو بكر الصغير

   لكل حضارة تاريخها المحدد، ولكل إنسان حضارته.

 العديد من الأسماء مثل باش حامبة أو بازار باشا أو التارزي أو بن دمير لها تناغمات تركية واضحة.

  نفس الأمر كأسماء كازدغلي، كارابيبن، كوردغلي، كارابورني، وغيرها لها أصول تركية.

   على سبيل المثال، لقب كزدغلي، اسم جغرافي ينقسم على النحو التالي: كاز (الإوز)، وداغ (الجبل)، وأغلو (ابن).

      انّه قرن من الزمن مضى ..

    امتد الحكم العثماني لتونس 452 عاما .

  تحولت طموحات القرصان خير الدين بربروس في فترة تكالب الجيوش الاستعمارية الأوروبية خاصة الأسبان من الانتقام على تونس من عمليات قرصنة وكسب الغنائم إلى السياسة والسلطة والنفوذ بإعلان ولائه. للسلطان العثماني سليم الأول مؤسسا بذلك مرحلة جديدة ستتواصل لأكثر من 450 عاما من الحكم العثماني في تونس.

‎في مثل هذا اليوم، تحديدا في 3 مارس 1924، انتهت الخلافة العثمانية رسميا بإزاحة الخليفة العثماني عبد المجيد الثاني ونفيه هو وجميع أفراد أسرته وذلك على يد كمال أتاتورك.

    عام 1534، سيطرت الإمبراطورية العثمانية على منطقتنا واستقرت فيها، بحوالي 10 آلاف جندي، بعد أن طلب السكان المحليون مساعدتها حماية من غزو الإمبراطورية الإسبانية .

    منذ ذلك الحين، وفي ظل الهيمنة العثمانية، استعمر الإنكشاريون الأتراك وسيطروا على الحياة السياسية في تونس لعدة قرون .

  النتيجة في النهاية، تغير المظهر العرقي لتونس مع هجرة الإنكشارية والأتراك من الأناضول وظهور الكولوغليس، وهم شعب ذو دماء أوروبية وتونسية مختلطة.

تعيش عائلات من أصل إنكشاري أو تركي بشكل رئيسي بالقرب من المدن الساحلية مثل تونس والمهدية والحمامات وجربة، على الرغم من أن العديد منهم يعيشون أيضًا في وسط تونس.

 ابتدأت سيطرة الدولة العثمانية منذ عام 1574 حيث كان آخر عام لحكم الحفصيين تحولت بعدها إفريقيا الشمالية إلى ولاية من ولايات الدولة العثمانية.

  ومنذ عام 1590 بدأ العثمانيون يحكمون تونس بواسطة الداي وبعده الباي .

  حكم الدايات من 1598 إلى 1630، والبايات من 1631 إلى 1702.

 ثلاثة أيام فقط بعد تولي عبد المجيد الثاني الخلافة، انعقد مؤتمر لوزان في سويسرا وحضره وفد تركي فقط، اشترط رئيس الوفد البريطاني كرزون أربع مسائل للاعتراف باستقلال تركيا، وهي: إلغاء الخلافة الإسلامية وطرد الخليفة العثماني خارج الحدود وإعلان علمانية الدولة ومصادرة أملاك وأموال بني عثمان.

    رفض الوفد التركي هذه الشروط، فاتجهت بريطانيا إلى افتعال مشاكل وأزمات سياسية بالبلاد وإعلان عجز الخليفة العثماني عن إدارة الدولة ونهاية حكم الخلافة، اجتمعت الجمعية الوطنية التركية الكبرى،ودعت أتاتورك لتشكيل الوزارة، فوافق بشرط ألا ترفض الجمعية شروطه ليعلن قيام الجمهورية، وينتخب أول رئيس لها ويتخذ من أنقرة عاصمة جديدة قاطعا مع اسطنبول عاصمة الخلافة تاريخيا .

 لم تمض أربعة أشهر على هذا القرار التاريخي، حتى انعقد اجتماع سري في بداية مارس 1924 وبطلب من أتاتورك نفسه، الذي قدم المرسوم "رقم 431" القاضي بإنهاء الخلافة الإسلامية وطرد الخليفة عبد المجيد الثاني والعائلة العثمانية خارج البلاد.

 من المفارقة أن الحكام العثمانيين لتونس بنوا سلطتهم على الانتماء الديني فالإسلام الذي ساندوه واستمدوا منه شرعية حكمهم كان بمثابة مفتاح القبول لدى الشعب .

  للسلطان عبد الحميد الثاني مقولة تاريخية ذكر فيها:“ما يتكرر هو الأخطاء وليس التاريخ ” !.

     لولا أنّ الناس يخطئون لما اخترعت الممحاة .

    يتقرر الفشل إلى حد كبير بالأشياء التي نسمح بحدوثها .