إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. هل أتاكم حديث خبز الأعلاف؟.

 

كتبنا كتبنا حتى جفت الأقلام

بكينا بكينا حتى جفت المآقي

لا الكلمات قادرة على وصف مأساة غزة

لا الدموع قادرة على نقل الوجيعة ..

لا التحذيرات منعت الجريمة

 لا بيانات الإدانة ردعت الاحتلال

 ولا مشاعر قلق وانزعاج حضرة الأمم المتحدة حركت السواكن أو أنقذت الأطفال أو أسكتت القنابل أو منعت الإبادة الجماعية ...

مشهد الأطفال في شوارع غزة و هم يحاولون جمع بعض الطحين الذي اختلط بتراب الأرض وحده يعكس الكارثة الإنسانية التي يعيش على وقعها قطاع غزة الذي تحول إلى مخبر مفتوح لأحدث الأسلحة الإسرائيلية و الأمريكية و غيرها من أنواع السلاح الذي يستهدف كل يوم أهالي القطاع ..

نعم أهل غزة يقتاتون مما تنبته الأرض من أعشاب والأطفال يأكلون عشبة الزعتر إن توفّرت.. المخابز أو ما أمكن للأهالي استخدامه يستعملون أعلاف الحيوانات لصناعة شيء يمكن يشبه الخبز الحافي ولعلّه اشد مرارة واستساغة في الحلق...  ليس هذا من وحي الخيال ولا من عناوين الأفلام السينمائية بل هذا واقع الحال في غزة المنكوبة وأهلها الذين خذلهم العالم  في محنتهم التي طال أمدها مع كيان الاحتلال الذي وجد في صمت المقابر السائد منذ بداية الحرب ما يدفعه كل يوم لارتكاب مزيد الجرائم والانتهاكات التي شهد مجددا أمس محام دولة جنوب إفريقيا أمام العدل الدولية أنها فاقت فظاعة نظام "الابرتييد" في جنوب إفريقيا والتي اعتبرها قبل يوم واحد رئيس البرازيل لولا داسيلفيا بأنه لم يحدث لها مثيلا إلا على أيدي هتلر أيام النازيين.. كل العالم استنفر مطالبا بإنهاء المجازر.. المشهد في غزة ينزف حيث لم تمهل قوات الاحتلال العروسين عبد الله أبو نحل ومريم الديب اللذان منحا اطفال غزة فرصة الفرح  وسط الحرب والدمار بزفافهما أكثر من ثمان وأربعين ساعة لتحويلهما إلى  أشلاء في غارة إسرائيلية استهدفت الأحد، استراحة سياحية تأوي نازحين في منطقة "خربة العدس" شمال شرق رفح.

حتى الحكومات الأكثر تحالفا مع كيان الاحتلال ونقصد بريطانيا عدّلت خطابها بعد أن منيت حكومة سوناك بهزيمتين انتخابيتين جهويتين وبعد أن ارتفعت أصوات البريطانيين أكثر وأكثر مطالبة البرلمان البريطاني بدعم وقف لإطلاق النار، ولي العهد البريطاني، الأمير وليام  الذي تجنب الحديث عن العدوان المستمر في غزة دعا بالأمس ولأوّل مرّة إلى إنهاء القتال في غزة بأسرع وقت ممكن مصرحا "أنا مثل كثيرين آخرين، أريد أن أرى نهاية للقتال في أقرب وقت ممكن و إن هناك حاجة ماسة لزيادة الدعم الإنساني لغزة"...

وحدها واشنطن تصرّ على معارضة كل مطالب وقف الحرب وتواصل منح الضوء الأخضر لناتنياهو لمواصلة العدوان اعتقادا منها انه سيحقق أهدافه العسكرية في القضاء نهائيا على حماس وهي بذلك تمنحه فرصة بعد أخرى لضمان خروج يجنبه  الإهانة والمحاكمة ويمسح به آثار الهزيمة التي مني بها على وقع عملية طوفان الأقصى.

العدوان على غزة يقترب من يومه المائة والأربعين ولا مؤشرات على نهاية الجحيم الذي يتمدد كل يوم أكثر بعد أن اختار العالم الانحناء للظلم و يقف موقف المتفرج لما ستؤول إليه الأحداث في القطاع ..

المشهد واضح ولا يحتاج ذكاء خارقا لقراءة ما ستحمله الساعات والأيام القادمة.. وإذا لم يتم إيقاف مجزرة رفح فإن الجريمة ستكون مشتركة وستحمل توقيع كل المجتمع الدولي دون استثناء.. ليس هناك خيارات كثيرة فإما التحرك عمليا وإيقاف العدوان بكل أنواع الضغط المطلوب وإنقاذ مسار القضية الفلسطينية احتراما لتضحيات ودماء الفلسطينيين وما قدموه في هذه الحرب القذرة من خسائر لا تقدر بثمن وإلا فإنها آخر فصول التغريبة التي ستمنح هذا الاحتلال البغيض فرصة التمكن من غزة والإنفراد لاحقا بالضفة ...

حتى هذه المرحلة يمكن القول أن الساعات القادمة ستكون حاسمة وبعد ذلك ستفتح محكمة التاريخ على مصراعيها... من هنا أهمية عودة الشارع العربي والإسلامي إلى التحرك وهذا أضعف الإيمان وأقل ما يمكن القيام به للضغط على الأنظمة وعلى شركائها لمنع المحرقة.. المظاهرات الاحتجاجية يجب أن تكون كما نراه في العواصم الغربية حاشدة ومتواصلة وحاملة لرسالة واضحة وأنه أن الأوان لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الحق الفلسطيني المشروع في الحرية... وعدا ذلك فإن كل حديث عن الكارثة لن يكون له معنى إلّا الهروب من المسؤولية وهي مسؤولية سياسية وتاريخية وإنسانية وأخلاقية ...

أسيا العتروس

ممنوع من الحياد..   هل أتاكم حديث خبز الأعلاف؟.

 

كتبنا كتبنا حتى جفت الأقلام

بكينا بكينا حتى جفت المآقي

لا الكلمات قادرة على وصف مأساة غزة

لا الدموع قادرة على نقل الوجيعة ..

لا التحذيرات منعت الجريمة

 لا بيانات الإدانة ردعت الاحتلال

 ولا مشاعر قلق وانزعاج حضرة الأمم المتحدة حركت السواكن أو أنقذت الأطفال أو أسكتت القنابل أو منعت الإبادة الجماعية ...

مشهد الأطفال في شوارع غزة و هم يحاولون جمع بعض الطحين الذي اختلط بتراب الأرض وحده يعكس الكارثة الإنسانية التي يعيش على وقعها قطاع غزة الذي تحول إلى مخبر مفتوح لأحدث الأسلحة الإسرائيلية و الأمريكية و غيرها من أنواع السلاح الذي يستهدف كل يوم أهالي القطاع ..

نعم أهل غزة يقتاتون مما تنبته الأرض من أعشاب والأطفال يأكلون عشبة الزعتر إن توفّرت.. المخابز أو ما أمكن للأهالي استخدامه يستعملون أعلاف الحيوانات لصناعة شيء يمكن يشبه الخبز الحافي ولعلّه اشد مرارة واستساغة في الحلق...  ليس هذا من وحي الخيال ولا من عناوين الأفلام السينمائية بل هذا واقع الحال في غزة المنكوبة وأهلها الذين خذلهم العالم  في محنتهم التي طال أمدها مع كيان الاحتلال الذي وجد في صمت المقابر السائد منذ بداية الحرب ما يدفعه كل يوم لارتكاب مزيد الجرائم والانتهاكات التي شهد مجددا أمس محام دولة جنوب إفريقيا أمام العدل الدولية أنها فاقت فظاعة نظام "الابرتييد" في جنوب إفريقيا والتي اعتبرها قبل يوم واحد رئيس البرازيل لولا داسيلفيا بأنه لم يحدث لها مثيلا إلا على أيدي هتلر أيام النازيين.. كل العالم استنفر مطالبا بإنهاء المجازر.. المشهد في غزة ينزف حيث لم تمهل قوات الاحتلال العروسين عبد الله أبو نحل ومريم الديب اللذان منحا اطفال غزة فرصة الفرح  وسط الحرب والدمار بزفافهما أكثر من ثمان وأربعين ساعة لتحويلهما إلى  أشلاء في غارة إسرائيلية استهدفت الأحد، استراحة سياحية تأوي نازحين في منطقة "خربة العدس" شمال شرق رفح.

حتى الحكومات الأكثر تحالفا مع كيان الاحتلال ونقصد بريطانيا عدّلت خطابها بعد أن منيت حكومة سوناك بهزيمتين انتخابيتين جهويتين وبعد أن ارتفعت أصوات البريطانيين أكثر وأكثر مطالبة البرلمان البريطاني بدعم وقف لإطلاق النار، ولي العهد البريطاني، الأمير وليام  الذي تجنب الحديث عن العدوان المستمر في غزة دعا بالأمس ولأوّل مرّة إلى إنهاء القتال في غزة بأسرع وقت ممكن مصرحا "أنا مثل كثيرين آخرين، أريد أن أرى نهاية للقتال في أقرب وقت ممكن و إن هناك حاجة ماسة لزيادة الدعم الإنساني لغزة"...

وحدها واشنطن تصرّ على معارضة كل مطالب وقف الحرب وتواصل منح الضوء الأخضر لناتنياهو لمواصلة العدوان اعتقادا منها انه سيحقق أهدافه العسكرية في القضاء نهائيا على حماس وهي بذلك تمنحه فرصة بعد أخرى لضمان خروج يجنبه  الإهانة والمحاكمة ويمسح به آثار الهزيمة التي مني بها على وقع عملية طوفان الأقصى.

العدوان على غزة يقترب من يومه المائة والأربعين ولا مؤشرات على نهاية الجحيم الذي يتمدد كل يوم أكثر بعد أن اختار العالم الانحناء للظلم و يقف موقف المتفرج لما ستؤول إليه الأحداث في القطاع ..

المشهد واضح ولا يحتاج ذكاء خارقا لقراءة ما ستحمله الساعات والأيام القادمة.. وإذا لم يتم إيقاف مجزرة رفح فإن الجريمة ستكون مشتركة وستحمل توقيع كل المجتمع الدولي دون استثناء.. ليس هناك خيارات كثيرة فإما التحرك عمليا وإيقاف العدوان بكل أنواع الضغط المطلوب وإنقاذ مسار القضية الفلسطينية احتراما لتضحيات ودماء الفلسطينيين وما قدموه في هذه الحرب القذرة من خسائر لا تقدر بثمن وإلا فإنها آخر فصول التغريبة التي ستمنح هذا الاحتلال البغيض فرصة التمكن من غزة والإنفراد لاحقا بالضفة ...

حتى هذه المرحلة يمكن القول أن الساعات القادمة ستكون حاسمة وبعد ذلك ستفتح محكمة التاريخ على مصراعيها... من هنا أهمية عودة الشارع العربي والإسلامي إلى التحرك وهذا أضعف الإيمان وأقل ما يمكن القيام به للضغط على الأنظمة وعلى شركائها لمنع المحرقة.. المظاهرات الاحتجاجية يجب أن تكون كما نراه في العواصم الغربية حاشدة ومتواصلة وحاملة لرسالة واضحة وأنه أن الأوان لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الحق الفلسطيني المشروع في الحرية... وعدا ذلك فإن كل حديث عن الكارثة لن يكون له معنى إلّا الهروب من المسؤولية وهي مسؤولية سياسية وتاريخية وإنسانية وأخلاقية ...

أسيا العتروس