الأمة هوية، الشعب هوية، الإنسان هوية، والهوية ثقافة، والثقافة دين، ولسان، وانتماء وارتباط بوطن.
يتم الخلط بين الهوية الشخصية والتمثيل الذي لدينا عن أنفسنا.
ومع ذلك، فإن التمثيل الواعي للذات لا يمكن أن يكون إلا جزئيًا، بمجرد أن ندرك وجود اللاوعي .
المعرفة الكاملة للذات تأتي من خلال استكشاف اللاوعي. لا يمكننا، في نهاية المطاف، أن نتماثل تمامًا مع الجزء الواعي من أنفسنا.
في علاقاتنا مع الآخرين تتشكل هويتنا.
في الواقع، نحن لا نصل إلى أنفسنا إلا من خلال انعطاف الآخرين.
وبالتالي فإن الهوية الشخصية ليست مجالا مغلقا، حيث يجد المرء نفسه في حميمية داخلية بعيدة عن الرؤية.
هذا هو الوعي الذاتي الذي نكتسبه من خلال الاجتماع والتبادل والصراع مع الآخرين في كثير من الأحيان.
يشعر الجميع بأنهم فريدون ومتفردون، ولكن في الوقت نفسه، في حين يمكن فهم الهويات البيولوجية والاجتماعية بشكل موضوعي، فإن الهوية الشخصية تبدو بعيدة المنال.
فهل هذه أسطورة أم أنها تغطي حقيقة ثابتة؟.
لكن في نهاية الأمر نبقى بحاجة إلى تلك الوثيقة الهوية الرسمية، التي دونها لن يكون لنا وجود أو صفة مواطنة أو حتى قضاء حاجاتنا أو التحرك قيد أنملة في انجاز أمر ما !.
اغلب المطارات في بلدان العالم المتقدم أدخلت في خدماتها نظام الصعود البيومتري لرحلات طيران بما في ذلك منطقة شنغن.
توفر هذه التقنية، التي تم تطويرها كجزء من مبادرة "التجربة البيومترية"، للمسافرين إمكانية تسجيل الوصول عبر تطبيق تجربة القياسرات الحيوية، المتوفر على نظامي IOS وAndroid. للقيام بذلك، يجب عليهم التقاط صورة ذاتية وتقديم بطاقة الصعود إلى الطائرة أو جواز السفر الإلكتروني أو بطاقة الهوية.
في بطاقات الهوية البيومترية توجد رقاقة الكترونية تحتوي على معلومات التعريف البيومتري - صورة تفاصيل الوجه لصاحب البطاقة وقد تشمل بصمات الأصابع ومسح قزحية العين أو طريقة الفرد في فعل شيء ما ، مثل الطريقة التي يسير أو يكتب بها .
تسمح وسائل التعريف هذه بالتعرّف الكامل على حاملها .
تتجه تونس بداية من السنة الحالية 2024 إلى تطوير جواز السفر الحالي إلى جواز سفر بيومتري مقروء آليا حاملا لشريحة الكترونية تمكن من التعرف على الهوية باستخدام التقنيات البيومترية حول الشخص بواسطة الصورة والبصمة.
يتطلب الحصول على جواز السفر البيومتري قبل ذلك ضرورة بطاقة التعريف الوطنية البيومترية حيث تعتبر قاعدة البيانات البيومترية حجر الأساس والعمود الفقري لتطوير جواز السفر الحالي.
تونس تأخرت كثيرا في تحيين وثائق الهوية لمواطنيها كما طالبت بذلك المنظمة العالمية للطيران المدني في بيانها المتعلق بالتعاون الدولي على حماية امن وسلامة جوازات السفر علاوة على ضبط قواعد وتوصيات جديدة لمكافحة تزوير الجوازات ووثائق السفر الأخرى، بما خلّف متاعب وقلق عديد المواطنين، بل أصبح المسافر التونسي يجد أحيانا صعوبة إن لم يكن الأمر مستحيلا لاستكمال ترتيبات السفر في بعض المطارات ودخول البلدان، ناهيك أن عديد الرخص والشهادات الأخرى كالسياقة والإقامة أصبحت مرتبطة بالهوية البيومترية .
لكن هذا الانجاز للضرورة الدولية لم يمنع منظمات من المجتمع المدني لتعلن بعض تحفظاتها على مشروع القانون بسبب مخاوف من عدم قدرة السلطات على حماية قاعدة البيانات لنحو ثمانية ملايين مواطن تونسي سيحملون بطاقات الهوية الجديدة وجوازات السفر بنسختها البيومترية من دون توفير ضمانات كافية لحماية معطياتهم الشخصية ومكان حفظها ومدة الاحتفاظ بها، والجهات التي سيُرخص لها الاطلاع عليها، وآليات تأمين قاعدة البيانات نفسها !.
مع العلم أن الجرائم السيبرانية قائمة وموجودة، حتى البلدان المتقدمة ليست بمأمن منها، كانت تونس شهدت قبل فترة مثل هذه الجرائم استهدفت البنك المركزي ومصارف خاصة .
لكن في النهاية تلك ضرورات التطور والتقدم حتى بما هو موصول بحياة الإنسان، إذ هناك من يتذمر لأن للورد شوكاً، وهناك من يتفاءل لأن فوق الشوك وردة !.
البعض يريد أحيانا أجوبة سهلة ولكن الحياة ليست كذلك .
يرويها: أبو بكر الصغير
الأمة هوية، الشعب هوية، الإنسان هوية، والهوية ثقافة، والثقافة دين، ولسان، وانتماء وارتباط بوطن.
يتم الخلط بين الهوية الشخصية والتمثيل الذي لدينا عن أنفسنا.
ومع ذلك، فإن التمثيل الواعي للذات لا يمكن أن يكون إلا جزئيًا، بمجرد أن ندرك وجود اللاوعي .
المعرفة الكاملة للذات تأتي من خلال استكشاف اللاوعي. لا يمكننا، في نهاية المطاف، أن نتماثل تمامًا مع الجزء الواعي من أنفسنا.
في علاقاتنا مع الآخرين تتشكل هويتنا.
في الواقع، نحن لا نصل إلى أنفسنا إلا من خلال انعطاف الآخرين.
وبالتالي فإن الهوية الشخصية ليست مجالا مغلقا، حيث يجد المرء نفسه في حميمية داخلية بعيدة عن الرؤية.
هذا هو الوعي الذاتي الذي نكتسبه من خلال الاجتماع والتبادل والصراع مع الآخرين في كثير من الأحيان.
يشعر الجميع بأنهم فريدون ومتفردون، ولكن في الوقت نفسه، في حين يمكن فهم الهويات البيولوجية والاجتماعية بشكل موضوعي، فإن الهوية الشخصية تبدو بعيدة المنال.
فهل هذه أسطورة أم أنها تغطي حقيقة ثابتة؟.
لكن في نهاية الأمر نبقى بحاجة إلى تلك الوثيقة الهوية الرسمية، التي دونها لن يكون لنا وجود أو صفة مواطنة أو حتى قضاء حاجاتنا أو التحرك قيد أنملة في انجاز أمر ما !.
اغلب المطارات في بلدان العالم المتقدم أدخلت في خدماتها نظام الصعود البيومتري لرحلات طيران بما في ذلك منطقة شنغن.
توفر هذه التقنية، التي تم تطويرها كجزء من مبادرة "التجربة البيومترية"، للمسافرين إمكانية تسجيل الوصول عبر تطبيق تجربة القياسرات الحيوية، المتوفر على نظامي IOS وAndroid. للقيام بذلك، يجب عليهم التقاط صورة ذاتية وتقديم بطاقة الصعود إلى الطائرة أو جواز السفر الإلكتروني أو بطاقة الهوية.
في بطاقات الهوية البيومترية توجد رقاقة الكترونية تحتوي على معلومات التعريف البيومتري - صورة تفاصيل الوجه لصاحب البطاقة وقد تشمل بصمات الأصابع ومسح قزحية العين أو طريقة الفرد في فعل شيء ما ، مثل الطريقة التي يسير أو يكتب بها .
تسمح وسائل التعريف هذه بالتعرّف الكامل على حاملها .
تتجه تونس بداية من السنة الحالية 2024 إلى تطوير جواز السفر الحالي إلى جواز سفر بيومتري مقروء آليا حاملا لشريحة الكترونية تمكن من التعرف على الهوية باستخدام التقنيات البيومترية حول الشخص بواسطة الصورة والبصمة.
يتطلب الحصول على جواز السفر البيومتري قبل ذلك ضرورة بطاقة التعريف الوطنية البيومترية حيث تعتبر قاعدة البيانات البيومترية حجر الأساس والعمود الفقري لتطوير جواز السفر الحالي.
تونس تأخرت كثيرا في تحيين وثائق الهوية لمواطنيها كما طالبت بذلك المنظمة العالمية للطيران المدني في بيانها المتعلق بالتعاون الدولي على حماية امن وسلامة جوازات السفر علاوة على ضبط قواعد وتوصيات جديدة لمكافحة تزوير الجوازات ووثائق السفر الأخرى، بما خلّف متاعب وقلق عديد المواطنين، بل أصبح المسافر التونسي يجد أحيانا صعوبة إن لم يكن الأمر مستحيلا لاستكمال ترتيبات السفر في بعض المطارات ودخول البلدان، ناهيك أن عديد الرخص والشهادات الأخرى كالسياقة والإقامة أصبحت مرتبطة بالهوية البيومترية .
لكن هذا الانجاز للضرورة الدولية لم يمنع منظمات من المجتمع المدني لتعلن بعض تحفظاتها على مشروع القانون بسبب مخاوف من عدم قدرة السلطات على حماية قاعدة البيانات لنحو ثمانية ملايين مواطن تونسي سيحملون بطاقات الهوية الجديدة وجوازات السفر بنسختها البيومترية من دون توفير ضمانات كافية لحماية معطياتهم الشخصية ومكان حفظها ومدة الاحتفاظ بها، والجهات التي سيُرخص لها الاطلاع عليها، وآليات تأمين قاعدة البيانات نفسها !.
مع العلم أن الجرائم السيبرانية قائمة وموجودة، حتى البلدان المتقدمة ليست بمأمن منها، كانت تونس شهدت قبل فترة مثل هذه الجرائم استهدفت البنك المركزي ومصارف خاصة .
لكن في النهاية تلك ضرورات التطور والتقدم حتى بما هو موصول بحياة الإنسان، إذ هناك من يتذمر لأن للورد شوكاً، وهناك من يتفاءل لأن فوق الشوك وردة !.
البعض يريد أحيانا أجوبة سهلة ولكن الحياة ليست كذلك .