الفقر لم يمنع التحاق أطفال الأسر الأكثر فقرا بالمدارس بنسبة 92،3 بالمائة متجاوزا بذلك نسبة تمدرس أطفال الأسر الأكثر ثراء بنسبة 89،5 بالمائة.
تونس – الصباح
أّكد ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في تونس، ميشال لو باشو، في تصريح إعلامي، على هامش فعاليات تقديم نتائج المسح الوطني العنقودي متعدد المؤشرات لسنة 2023، أنّ المؤشّرات التي سجّلتها تونس خاصّة على مستوى نسبة الالتحاق بالمدارس والرعاية الصحية للأم والطفل تبقى جيدة مقارنة بالدول الإفريقية الأخرى.
وشدّد "لو باشو" على قدرة تونس على تعزيز جودة التعليم في تونس لضمان استكمال كل طفل لدراسته دون انقطاع، خاصّة وأنّ تونس حققت أشواطا هامة في قطاع التعليم والتكوين فأصبحت تتميز بقيمة مواردها البشرية، معتبرا أنّ انخفاض بعض المؤشرات مقارنة بسنة 2018، قد يكون مرتبطا بتأثير أزمة كوفيد - 19 على المؤسسات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية في البلاد.
إيمان عبد اللطيف
أصدر المسح الوطني العنقودي متعدّد المؤشرات 2023 بخصوص "وضعية الأم والطفل في تونس" العديد من النتائج الإحصائية شملت 11 محورا من بينها "تنمية الطفولة المبكرة"، "التعليم"، "المهارات الأساسية لدى الأطفال البالغين من العمر من 7 إلى 14 سنة"، "تأديب الأطفال في الوسط العائلي" و"عمل الأطفال" إلى جانب محاور أخرى.
بخصوص الالتحاق بالبرامج التربوية للطفولة المبكرة، شهدت معدلات الانتفاع بها، وفق نتائج المسح، تحسنا خلال سنة 2023 ولكنها تظلّ متسمة بفوارق كبيرة، خاصة حسب مستوى رفاه العائلات وتعليم الأم.
فقد أفرزت النتائج أنّ 47،2 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات يستفيدون من البرامج التربوية للطفولة المبكرة مقابل 50،6 بالمائة سنة 2018. وهذا يعني أن أكثر من نصف الأطفال لا يتمتعون بهذه البرامج.
بيّن المسح أيضا وجود تباينات هامة بين الوسطين الحضري والريفي وحسب الوضع الاقتصادي للأسر والمستوى التعليمي للأم، فـ35،4 بالمائة فقط من الأطفال في المناطق الريفية يتمتعون بالبرامج التربوية للطفولة المبكّرة أي أن أكثر من 6 من كل 10 أطفال بالمناطق الريفية لا يستفيدون من هذه الخدمات. وقد سجّلت هذه النسبة ارتفاعا مقارنة مع سنة 2018 بـ27،6 بالمائة.
من النتائج أيضا أنّ 17،4 بالمائة فقط من الأطفال من العائلات الأكثر فقرا يستفيدون من البرامج التربوية المبكّرة أي أن أكثر من 8 من كل 10 أطفال لا يستفيدون منها، بالمقارنة مع 56،3 بالمائة من العائلات الأكثر ثراء. إلى جانب 11،4 بالمائة فقط من أطفال النساء اللاتي ليس لهن مستوى تعليمي يستفيدون من البرامج التربوية للطفولة المبكرة أي أنّ حوالي 9 من كل 10 أطفال لا يستفيدون منها. بينما هذه النسبة 64 بالمائة من أطفال النساء الحاصلات على تعليم عال. وقد سجلت جهات الوسط الغربي أدنى نسبة للأطفال الذين يستفيدون من هذه الخدمات بنسبة 37،7 بالمائة، تليها منطقة الشمال الشرقي بنسبة 43،3 بالمائة.
أما في ما يخصّ المشاركة في التعليم الرسمي (سنة واحدة أصغر من العمر الرسمي للالتحاق بالمدرسة الابتدائية) السنة التحضيرية، فقد عرفت نسبة التحاق الأطفال الذين تبلغ أعمارهم سنة واحدة قبل السن الرسمي للالتحاق بالمدرسة الابتدائية انخفاضا طفيفا سنة 2023 بنسبة 89،3 بالمائة مقارنة بسنة 2018 إذ بلغت 90،3 بالمائة.
اهتمّ المسح الوطني العنقودي أيضا بالمهارات الأساسية لدى الأطفال البالغين من العمر 7 إلى 14 سنة، فتعلقت الاستنتاجات بالمهارات الأساسية في القراءة وفي الحساب. فبالنسبة للقراءة فقد شهدت نسبة الأطفال الذين هم من هذه الفئة العمرية والذين يمتلكون مهارات أساسية في القراءة انخفاضا 64 بالمائة سنة 2023 مقارنة بـ66 بالمائة سنة 2018. وتختلف هذه النسبة بصفة ملحوظة حسب مكان الإقامة وحسب المستوى التعليمي للأم ووضع الأسرة الاقتصادي وجنس الطفل. فكانت أعلى في المناطق الحضرية بنسبة 71،1 بالمائة مقارنة بالمناطق الريفية بنسبة 50،7 بالمائة وبين أطفال الأمهات اللاتي لديهن مستوى تعليمي جامعي بنسبة 75،4 بالمائة مقارنة بأطفال الأمهات غير المتعلمات بنسبة 42،8 بالمائة.
كما لوحظ تفاوتا كبيرا بين أطفال الأسر الأكثر فقرا 46،8 بالمائة وأطفال الأسر الأكثر ثراء بنسبة 80 بالمائة. كما ظهر هذا التباين في المهارات، لكن بصفة أقل بين الإناث بنسبة 66،5 بالمائة والذكور 61،4 بالمائة.
أما في ما يتعلّق بالمهارات الأساسية في الحساب، فقد عرفت نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 عاما والذين يمتلكون مهارات أساسية في الحساب تحسنا طفيفا سنة 2023 بنسبة 31،7 بالمائة مقارنة بسنة 2018 بنسبة 28،2 بالمائة. كما بلغت النسبة المسجلة في المناطق الحضرية 34،9 بالمائة مقارنة بالمناطق الريفية 25،7 بالمائة.
وفاقت نسبة امتلاك المهارات الأساسية في الحساب لدى الأطفال المنتسبين للعائلات الأكثر ثراء 48،6 بالمائة ما هي عليه لدى العائلات الأكثر فقرا بنسبة 19،2 بالمائة.
وتعتبر هذه النسبة أيضا أعلى لدى أطفال الأمهات اللاتي لديهن مؤهلا جامعيا 41،6 بالمائة مقارنة بأطفال الأمهات غير المتعلمات 16،4 بالمائة. أي أنّ 3 على 10 أطفال فقط يتقنون المهارات الأساسية في الحساب.
في سياق متّصل، تناول المسح الوطني العنقودي بالبحث مسألة التعليم، فأبرزت النتائج أنّ نسبة الالتحاق الصافية بالمدارس الابتدائية قد شهدت انخفاضا خلال العشر سنوات الماضية بنسبة 92،2 بالمائة سنة 2023 مقابل 96،9 بالمائة سنة 2018 و98 بالمائة سنة 2012. وسجل الوسط الريفي نسبة أعلى في الالتحاق الصافي بالتعليم الابتدائي 93،9 بالمائة مقارنة بالوسط الحضري 91،3 بالمائة.
وبالمثل تختلف نسبة الالتحاق حسب المستوى التعليمي للأمهات: 87،2 بالمائة للأمهات غير المتعلمات مقابل 92،6 بالمائة للأمهات الحاصلات على تعليم جامعي. فلوحظ، وفق ما جاء في المسح، أنّ الفقر لم يكن عائقا لالتحاق أطفال الأسر الأكثر فقرا بالمدارس بنسبة 92،3 بالمائة متجاوزا بذلك نسبة تمدرس أطفال الأسر الأكثر ثراء بنسبة 89،5 بالمائة.
بيّنت نتائج المسح أيضا وجود تفاوتا كبيرا بين المناطق حيث تمّ تسجيل أعلى نسبة تمدرس في منطقة الشمال الغربي بنسبة 97،8 بالمائة وأقل نسبة في تونس الكبرى بنسبة 88،4 بالمائة والوسط الغربي بنسبة 88،5 بالمائة.
بالنسبة للالتحاق بالمرحلة الأولى من التعليم الثانوي، أكثر من ثلاثة أرباع التلاميذ 76،5 بالمائة الذين هم في سن الالتحاق بهذه المرحلة الدراسية يتواجدون في المدارس الإعدادية. وشهدت هذه النسبة انخفاضا مقارنة بما كانت عليه سنة 2018 بنسبة 82 بالمائة.
وتباينت هذه النسبة بصفة ملحوظة بين الوسطين الريفي 67،4 بالمائة والحضري 80،6 بالمائة، وكذلك حسب المستوى التعليمي للأطفال الأمهات غير المتعلمات مقابل 89،9 بالمائة لأطفال الأمهات ذوات المستوى الجامعي. وكانت هذه النسبة متفاوتة حسب وضعية الأسرة الاجتماعية والاقتصادية، إذ بلغت 57،2 بالمائة لدى أفقرها مقابل 88،1 بالمائة لأكثرها ثراء.
وفي ما يتعلّق بالمرحلة الثانية من التعليم الثانوي، فلم تشهد نسبة التمدرس تغيّرا سنة 2023 إذ بلغت 59،4 بالمائة مقارنة بما كانت عليه سنة 2018 بنسبة 59،3 بالمائة. ومع ذلك، لا تزال هناك فوارق كبيرة بين المناطق الحضرية بـ64،5 بالمائة والمناطق الريفية بـ48 بالمائة، وبين التلاميذ الذين ينتمون إلى الأسر الأكثر فقرا بنسبة 37،2 بالمائة مقارنة بالذين ينتمون إلى الأسر الأكثر ثراء بـ77،3 بالمائة. علما وأنّ هذه النسب تأخذ في الحسبان الشبان والشابات الملتحقين/ات بالتدريب المهني.
وتظهر هذه الفوارق أيضا بصورة واضحة في نسبة التمدرس حسب المستوى التعليمي للأمهات (41،7 بالمائة أطفال الأمهات غير المتعلمات مقابل 79،9 بالمائة أطفال الأمهات الحاصلات على مستوى جامعيا) وكذلك بناء على الجنس 48،9 بالمائة للذكور مقابل 69،9 بالمائة للإناث. وقد سجلت أعلى نسبة بجهات الجنوب الغربي بنسبة 70،3 بالمائة وأقلها بجهات الوسط الغربي بنسبة 47،3 بالمائة.
تطرقت نتائج المسح الوطني العنقودي إلى معدل الإنهاء الدراسي، فبالنسبة للمستوى الابتدائي فقد شهد المعدل انخفاضا سنة 2023 بنسبة 92،5 بالمائة مقارنة سنة 2018 بنسبة 95 بالمائة مع انخفاض أكثر وضوحا بالنسبة لأطفال الأسر الأكثر فقرا (-7 نقاط بالمائة).
كما عرفت هذه النسبة ارتفاعا لدى الفتيات 94،5 بالمائة مقارنة بما هو عليه لدى الفتيان 90،4 بالمائة. وبالمثل، فإن هذا المعدل كان أفضل في المناطق الحضرية 95 بالمائة مقارنة بالمناطق الريفية 86،7 بالمائة.
ومع ذلك، فإنه سجل تفاوت حسب الوضع الاقتصادي للأسر: 80،9 بالمائة بالنسبة لأطفال الأسر الأكثر فقرا مقارنة بـ99،5 بالمائة لأطفال الأسر الأكثر ثراء ويلاحظ هذا التفاوت أيضا حسب المستوى التعليمي للأمهات 82،8 من أطفال الأمهات غير المتعلمات مقابل 98 بالمائة من أطفال الأمهات ذوات المستوى الجامعي.
أما عن المرحلة الأولى من التعليم الثانوي، فقد بلغ معدل الإنهاء الدراسي 72،8 بالمائة سنة 2023 مقابل 74،2 بالمائة سنة 2018 مع تسجيل فوارق هامة خاصة بين الأوساط الحضرية 79،6 بالمائة والريفية 58،4 بالمائة.
وحسب المستوى التعليم للأم:59،7 بالمائة للأطفال من أمهات غير المتعلمات مقارنة بـ100 بالمائة لأولئك من أمهات ذوات المستوى الجامعي، وحسب الوضعية الاقتصادية للأسرة 93،5 بالمائة للأطفال من الأسر الأكثر ثراء مقارنة بـ46،6 بالمائة للأطفال من الأسر الأكثر فقرا. وتطور معدل الإنهاء الدراسي بالنسبة للفتيات 83،8 بالمائة في حين تراجع لدى الفتيان 61،5 بالمائة.
في ذات السياق، تمّ تسجيل تراجع هام في نسبة التلاميذ الذين ينهون المرحلة الثانية من التعليم الثانوي سنة 2023 إذ بلغت النسبة 35،4 بالمائة مقارنة بسنة 2023 بنسبة 48،7 بالمائة، منهم 41،3 بالمائة في المناطق الحضرية و22،8 بالمائة في المناطق الريفية.
وتمثل نسبة التلاميذ المنتمين للعائلات الأفقر سوى 12،2 بالمائة مقارنة بنسبة 59،4 بالمائة للمنتمين منهم للأسر الأكثر ثراء.
وقد تضاعفت هذه النسبة لدى الإناث 46،8 بالمائة مقارنة بالذكور الذين انخفضت نسبة إنهائهم للمرحلة الثانية بـ15 نقطة مائوية (25،1 بالمائة) مقارنة بـ2018 (40،1 بالمائة).
وقد تمّ تسجيل أعلى نسبة في تونس الكبرى 45،2 بالمائة، وأدنى النسب في جهات الوسط الغربي 22 بالمائة، تليها جهات الشمال الغربي 26،9 بالمائة.
-وفق المسح العنقودي:
الفقر لم يمنع التحاق أطفال الأسر الأكثر فقرا بالمدارس بنسبة 92،3 بالمائة متجاوزا بذلك نسبة تمدرس أطفال الأسر الأكثر ثراء بنسبة 89،5 بالمائة.
تونس – الصباح
أّكد ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في تونس، ميشال لو باشو، في تصريح إعلامي، على هامش فعاليات تقديم نتائج المسح الوطني العنقودي متعدد المؤشرات لسنة 2023، أنّ المؤشّرات التي سجّلتها تونس خاصّة على مستوى نسبة الالتحاق بالمدارس والرعاية الصحية للأم والطفل تبقى جيدة مقارنة بالدول الإفريقية الأخرى.
وشدّد "لو باشو" على قدرة تونس على تعزيز جودة التعليم في تونس لضمان استكمال كل طفل لدراسته دون انقطاع، خاصّة وأنّ تونس حققت أشواطا هامة في قطاع التعليم والتكوين فأصبحت تتميز بقيمة مواردها البشرية، معتبرا أنّ انخفاض بعض المؤشرات مقارنة بسنة 2018، قد يكون مرتبطا بتأثير أزمة كوفيد - 19 على المؤسسات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية في البلاد.
إيمان عبد اللطيف
أصدر المسح الوطني العنقودي متعدّد المؤشرات 2023 بخصوص "وضعية الأم والطفل في تونس" العديد من النتائج الإحصائية شملت 11 محورا من بينها "تنمية الطفولة المبكرة"، "التعليم"، "المهارات الأساسية لدى الأطفال البالغين من العمر من 7 إلى 14 سنة"، "تأديب الأطفال في الوسط العائلي" و"عمل الأطفال" إلى جانب محاور أخرى.
بخصوص الالتحاق بالبرامج التربوية للطفولة المبكرة، شهدت معدلات الانتفاع بها، وفق نتائج المسح، تحسنا خلال سنة 2023 ولكنها تظلّ متسمة بفوارق كبيرة، خاصة حسب مستوى رفاه العائلات وتعليم الأم.
فقد أفرزت النتائج أنّ 47،2 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات يستفيدون من البرامج التربوية للطفولة المبكرة مقابل 50،6 بالمائة سنة 2018. وهذا يعني أن أكثر من نصف الأطفال لا يتمتعون بهذه البرامج.
بيّن المسح أيضا وجود تباينات هامة بين الوسطين الحضري والريفي وحسب الوضع الاقتصادي للأسر والمستوى التعليمي للأم، فـ35،4 بالمائة فقط من الأطفال في المناطق الريفية يتمتعون بالبرامج التربوية للطفولة المبكّرة أي أن أكثر من 6 من كل 10 أطفال بالمناطق الريفية لا يستفيدون من هذه الخدمات. وقد سجّلت هذه النسبة ارتفاعا مقارنة مع سنة 2018 بـ27،6 بالمائة.
من النتائج أيضا أنّ 17،4 بالمائة فقط من الأطفال من العائلات الأكثر فقرا يستفيدون من البرامج التربوية المبكّرة أي أن أكثر من 8 من كل 10 أطفال لا يستفيدون منها، بالمقارنة مع 56،3 بالمائة من العائلات الأكثر ثراء. إلى جانب 11،4 بالمائة فقط من أطفال النساء اللاتي ليس لهن مستوى تعليمي يستفيدون من البرامج التربوية للطفولة المبكرة أي أنّ حوالي 9 من كل 10 أطفال لا يستفيدون منها. بينما هذه النسبة 64 بالمائة من أطفال النساء الحاصلات على تعليم عال. وقد سجلت جهات الوسط الغربي أدنى نسبة للأطفال الذين يستفيدون من هذه الخدمات بنسبة 37،7 بالمائة، تليها منطقة الشمال الشرقي بنسبة 43،3 بالمائة.
أما في ما يخصّ المشاركة في التعليم الرسمي (سنة واحدة أصغر من العمر الرسمي للالتحاق بالمدرسة الابتدائية) السنة التحضيرية، فقد عرفت نسبة التحاق الأطفال الذين تبلغ أعمارهم سنة واحدة قبل السن الرسمي للالتحاق بالمدرسة الابتدائية انخفاضا طفيفا سنة 2023 بنسبة 89،3 بالمائة مقارنة بسنة 2018 إذ بلغت 90،3 بالمائة.
اهتمّ المسح الوطني العنقودي أيضا بالمهارات الأساسية لدى الأطفال البالغين من العمر 7 إلى 14 سنة، فتعلقت الاستنتاجات بالمهارات الأساسية في القراءة وفي الحساب. فبالنسبة للقراءة فقد شهدت نسبة الأطفال الذين هم من هذه الفئة العمرية والذين يمتلكون مهارات أساسية في القراءة انخفاضا 64 بالمائة سنة 2023 مقارنة بـ66 بالمائة سنة 2018. وتختلف هذه النسبة بصفة ملحوظة حسب مكان الإقامة وحسب المستوى التعليمي للأم ووضع الأسرة الاقتصادي وجنس الطفل. فكانت أعلى في المناطق الحضرية بنسبة 71،1 بالمائة مقارنة بالمناطق الريفية بنسبة 50،7 بالمائة وبين أطفال الأمهات اللاتي لديهن مستوى تعليمي جامعي بنسبة 75،4 بالمائة مقارنة بأطفال الأمهات غير المتعلمات بنسبة 42،8 بالمائة.
كما لوحظ تفاوتا كبيرا بين أطفال الأسر الأكثر فقرا 46،8 بالمائة وأطفال الأسر الأكثر ثراء بنسبة 80 بالمائة. كما ظهر هذا التباين في المهارات، لكن بصفة أقل بين الإناث بنسبة 66،5 بالمائة والذكور 61،4 بالمائة.
أما في ما يتعلّق بالمهارات الأساسية في الحساب، فقد عرفت نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 عاما والذين يمتلكون مهارات أساسية في الحساب تحسنا طفيفا سنة 2023 بنسبة 31،7 بالمائة مقارنة بسنة 2018 بنسبة 28،2 بالمائة. كما بلغت النسبة المسجلة في المناطق الحضرية 34،9 بالمائة مقارنة بالمناطق الريفية 25،7 بالمائة.
وفاقت نسبة امتلاك المهارات الأساسية في الحساب لدى الأطفال المنتسبين للعائلات الأكثر ثراء 48،6 بالمائة ما هي عليه لدى العائلات الأكثر فقرا بنسبة 19،2 بالمائة.
وتعتبر هذه النسبة أيضا أعلى لدى أطفال الأمهات اللاتي لديهن مؤهلا جامعيا 41،6 بالمائة مقارنة بأطفال الأمهات غير المتعلمات 16،4 بالمائة. أي أنّ 3 على 10 أطفال فقط يتقنون المهارات الأساسية في الحساب.
في سياق متّصل، تناول المسح الوطني العنقودي بالبحث مسألة التعليم، فأبرزت النتائج أنّ نسبة الالتحاق الصافية بالمدارس الابتدائية قد شهدت انخفاضا خلال العشر سنوات الماضية بنسبة 92،2 بالمائة سنة 2023 مقابل 96،9 بالمائة سنة 2018 و98 بالمائة سنة 2012. وسجل الوسط الريفي نسبة أعلى في الالتحاق الصافي بالتعليم الابتدائي 93،9 بالمائة مقارنة بالوسط الحضري 91،3 بالمائة.
وبالمثل تختلف نسبة الالتحاق حسب المستوى التعليمي للأمهات: 87،2 بالمائة للأمهات غير المتعلمات مقابل 92،6 بالمائة للأمهات الحاصلات على تعليم جامعي. فلوحظ، وفق ما جاء في المسح، أنّ الفقر لم يكن عائقا لالتحاق أطفال الأسر الأكثر فقرا بالمدارس بنسبة 92،3 بالمائة متجاوزا بذلك نسبة تمدرس أطفال الأسر الأكثر ثراء بنسبة 89،5 بالمائة.
بيّنت نتائج المسح أيضا وجود تفاوتا كبيرا بين المناطق حيث تمّ تسجيل أعلى نسبة تمدرس في منطقة الشمال الغربي بنسبة 97،8 بالمائة وأقل نسبة في تونس الكبرى بنسبة 88،4 بالمائة والوسط الغربي بنسبة 88،5 بالمائة.
بالنسبة للالتحاق بالمرحلة الأولى من التعليم الثانوي، أكثر من ثلاثة أرباع التلاميذ 76،5 بالمائة الذين هم في سن الالتحاق بهذه المرحلة الدراسية يتواجدون في المدارس الإعدادية. وشهدت هذه النسبة انخفاضا مقارنة بما كانت عليه سنة 2018 بنسبة 82 بالمائة.
وتباينت هذه النسبة بصفة ملحوظة بين الوسطين الريفي 67،4 بالمائة والحضري 80،6 بالمائة، وكذلك حسب المستوى التعليمي للأطفال الأمهات غير المتعلمات مقابل 89،9 بالمائة لأطفال الأمهات ذوات المستوى الجامعي. وكانت هذه النسبة متفاوتة حسب وضعية الأسرة الاجتماعية والاقتصادية، إذ بلغت 57،2 بالمائة لدى أفقرها مقابل 88،1 بالمائة لأكثرها ثراء.
وفي ما يتعلّق بالمرحلة الثانية من التعليم الثانوي، فلم تشهد نسبة التمدرس تغيّرا سنة 2023 إذ بلغت 59،4 بالمائة مقارنة بما كانت عليه سنة 2018 بنسبة 59،3 بالمائة. ومع ذلك، لا تزال هناك فوارق كبيرة بين المناطق الحضرية بـ64،5 بالمائة والمناطق الريفية بـ48 بالمائة، وبين التلاميذ الذين ينتمون إلى الأسر الأكثر فقرا بنسبة 37،2 بالمائة مقارنة بالذين ينتمون إلى الأسر الأكثر ثراء بـ77،3 بالمائة. علما وأنّ هذه النسب تأخذ في الحسبان الشبان والشابات الملتحقين/ات بالتدريب المهني.
وتظهر هذه الفوارق أيضا بصورة واضحة في نسبة التمدرس حسب المستوى التعليمي للأمهات (41،7 بالمائة أطفال الأمهات غير المتعلمات مقابل 79،9 بالمائة أطفال الأمهات الحاصلات على مستوى جامعيا) وكذلك بناء على الجنس 48،9 بالمائة للذكور مقابل 69،9 بالمائة للإناث. وقد سجلت أعلى نسبة بجهات الجنوب الغربي بنسبة 70،3 بالمائة وأقلها بجهات الوسط الغربي بنسبة 47،3 بالمائة.
تطرقت نتائج المسح الوطني العنقودي إلى معدل الإنهاء الدراسي، فبالنسبة للمستوى الابتدائي فقد شهد المعدل انخفاضا سنة 2023 بنسبة 92،5 بالمائة مقارنة سنة 2018 بنسبة 95 بالمائة مع انخفاض أكثر وضوحا بالنسبة لأطفال الأسر الأكثر فقرا (-7 نقاط بالمائة).
كما عرفت هذه النسبة ارتفاعا لدى الفتيات 94،5 بالمائة مقارنة بما هو عليه لدى الفتيان 90،4 بالمائة. وبالمثل، فإن هذا المعدل كان أفضل في المناطق الحضرية 95 بالمائة مقارنة بالمناطق الريفية 86،7 بالمائة.
ومع ذلك، فإنه سجل تفاوت حسب الوضع الاقتصادي للأسر: 80،9 بالمائة بالنسبة لأطفال الأسر الأكثر فقرا مقارنة بـ99،5 بالمائة لأطفال الأسر الأكثر ثراء ويلاحظ هذا التفاوت أيضا حسب المستوى التعليمي للأمهات 82،8 من أطفال الأمهات غير المتعلمات مقابل 98 بالمائة من أطفال الأمهات ذوات المستوى الجامعي.
أما عن المرحلة الأولى من التعليم الثانوي، فقد بلغ معدل الإنهاء الدراسي 72،8 بالمائة سنة 2023 مقابل 74،2 بالمائة سنة 2018 مع تسجيل فوارق هامة خاصة بين الأوساط الحضرية 79،6 بالمائة والريفية 58،4 بالمائة.
وحسب المستوى التعليم للأم:59،7 بالمائة للأطفال من أمهات غير المتعلمات مقارنة بـ100 بالمائة لأولئك من أمهات ذوات المستوى الجامعي، وحسب الوضعية الاقتصادية للأسرة 93،5 بالمائة للأطفال من الأسر الأكثر ثراء مقارنة بـ46،6 بالمائة للأطفال من الأسر الأكثر فقرا. وتطور معدل الإنهاء الدراسي بالنسبة للفتيات 83،8 بالمائة في حين تراجع لدى الفتيان 61،5 بالمائة.
في ذات السياق، تمّ تسجيل تراجع هام في نسبة التلاميذ الذين ينهون المرحلة الثانية من التعليم الثانوي سنة 2023 إذ بلغت النسبة 35،4 بالمائة مقارنة بسنة 2023 بنسبة 48،7 بالمائة، منهم 41،3 بالمائة في المناطق الحضرية و22،8 بالمائة في المناطق الريفية.
وتمثل نسبة التلاميذ المنتمين للعائلات الأفقر سوى 12،2 بالمائة مقارنة بنسبة 59،4 بالمائة للمنتمين منهم للأسر الأكثر ثراء.
وقد تضاعفت هذه النسبة لدى الإناث 46،8 بالمائة مقارنة بالذكور الذين انخفضت نسبة إنهائهم للمرحلة الثانية بـ15 نقطة مائوية (25،1 بالمائة) مقارنة بـ2018 (40،1 بالمائة).
وقد تمّ تسجيل أعلى نسبة في تونس الكبرى 45،2 بالمائة، وأدنى النسب في جهات الوسط الغربي 22 بالمائة، تليها جهات الشمال الغربي 26،9 بالمائة.