إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. تونسي في الأكاديمية!.

 

يرويه: أبو بكر الصغير

يفكَر ويبدع الإنسان،  هذه هي عظمته.

إذا كان الكون يستطيع أن يسحق الإنسان، فإن الإنسان أنبل مما يقتله، لأنه يعلم أنه يموت.

الإنسان نصف جسد ونصف روح.

وعقل كامل، كذلك.

قد يكبل الجسد ويرمى في أعتى السجون، ولكن العقل الحر غير قابل للتكبيل أو الاعتقال .

إذ يمكن رؤية أشياء أخرى بشكل أوضح من خلال عين العقل لا عين القلب مركز الجسد.

   دون أن نشعر ساهمنا في دعم الحمقى التافهين، انتصرنا للغباء ونشرنا الجهل.

  في هذا البلد الذي أصبحت التفاهة صفة مميزة فيه، يصبح المجرم نجما، والفاسقة متصدرة تلفزيون معشوقة الجماهير، والسجين مبدعا، ليس ذلك إلا مؤذّنا بفوضى قادمة.

   فقدنا تلك قوى الضبط والبنى المؤسساتية التي كانت تعدّل وتنظّم  وتضع المحاذير من مزيد السّقوط.

  تساهم كذلك في حلّ المشاكل التي يواجهها المجتمع مهما استعصت واشتدّت حدّتها.

   انتُخب الفيلسوف المتخصص في الإسلام "كريستيان جامبيه" عضوا في الأكاديمية الفرنسية، وذلك قبل أشهر قليلة من بلوغه الـ75 عاما، وهي السن القصوى للانضمام إلى هذه المؤسسة الفرنسية العريقة.

   سيشغل كريستيان جامبيه المقعد السادس في الأكاديمية الشاغر منذ وفاة المؤرخ  "مارك فومارولي" عام 2020، وقد حصل على 13 صوتا من أصل 25 في الجولة الثالثة، بعد 12 في الأولى و11 في الثانية.

   وكان أبرز منافسيه الكاتب التونسي الهادي قدور مؤلف كتاب "المتفوقون" الذي حصل على 7 أصوات في الجولة الأولى، ثم على 6 في الثانية.

 لو فاز لكان العربي الثاني الذي ينضمّ إلى الأكاديمية الفرنسية بعد الطاهر بن جلون.

  كان كتاب قدور :"المتفوقون" الذي يروي فيه حقبة الاستعمار بشمال إفريقيا في العشرينيات من القرن الماضي حدثا ثقافيا فكريا مهما عند صدوره.

يسرد في روايته "المتفوقون" عالما على وشك الانهيار بوتيرة لاهثة راسما صورة قاسية عن مجتمع استعماري متسمر في عشرينات القرن الماضي في منطقة إفريقيا الشمالية.

    عندما سئل الهادي قدور عن مفهومه لمهمة الكتاب قال "هو العمل على استخدام اللغة المكتوبة بجمالية". وقال:"نحن نعمل في الظل ومن وقت إلى آخر تضيء مؤسسة عريقة على عملنا".

      كان قدور إثر فوزه بالجائزة الكبرى للرواية، عبر  عن فرحته قائلا: "أنا شخص بطيء ومتعقل"، مضيفا أنه على قناعة أن "اللغة الفرنسية بحاجة إلى أعمال تشرفها ".

 إنّ الأكاديمية عبارة عن مؤسسة تفكير وإنتاج قيم ومعارف. فهي شعلة ومحرَك أي مشروع تنموي، ترعى وتشجع وتثمن جهود العلماء والشعراء والفلاسفة والمفكرين والمترجمين لتتقدم البلاد إلى صدارة الأمم.

 إنّ بداية التقدم الإنجاز، وبداية الإنجاز الإبداع، وبداية الإبداع التميّز…

  إن العظماء لا يُصنعون في الشارع أو في صالات التدريب، العظماء  يُصنعون من أشياء عميقة في داخلهم هي: الإرادة والحُلم والرؤية، ولا يمكن ذلك إلا في فضاءات الخلق والإبداع !.

حكاياتهم  .. تونسي في الأكاديمية!.

 

يرويه: أبو بكر الصغير

يفكَر ويبدع الإنسان،  هذه هي عظمته.

إذا كان الكون يستطيع أن يسحق الإنسان، فإن الإنسان أنبل مما يقتله، لأنه يعلم أنه يموت.

الإنسان نصف جسد ونصف روح.

وعقل كامل، كذلك.

قد يكبل الجسد ويرمى في أعتى السجون، ولكن العقل الحر غير قابل للتكبيل أو الاعتقال .

إذ يمكن رؤية أشياء أخرى بشكل أوضح من خلال عين العقل لا عين القلب مركز الجسد.

   دون أن نشعر ساهمنا في دعم الحمقى التافهين، انتصرنا للغباء ونشرنا الجهل.

  في هذا البلد الذي أصبحت التفاهة صفة مميزة فيه، يصبح المجرم نجما، والفاسقة متصدرة تلفزيون معشوقة الجماهير، والسجين مبدعا، ليس ذلك إلا مؤذّنا بفوضى قادمة.

   فقدنا تلك قوى الضبط والبنى المؤسساتية التي كانت تعدّل وتنظّم  وتضع المحاذير من مزيد السّقوط.

  تساهم كذلك في حلّ المشاكل التي يواجهها المجتمع مهما استعصت واشتدّت حدّتها.

   انتُخب الفيلسوف المتخصص في الإسلام "كريستيان جامبيه" عضوا في الأكاديمية الفرنسية، وذلك قبل أشهر قليلة من بلوغه الـ75 عاما، وهي السن القصوى للانضمام إلى هذه المؤسسة الفرنسية العريقة.

   سيشغل كريستيان جامبيه المقعد السادس في الأكاديمية الشاغر منذ وفاة المؤرخ  "مارك فومارولي" عام 2020، وقد حصل على 13 صوتا من أصل 25 في الجولة الثالثة، بعد 12 في الأولى و11 في الثانية.

   وكان أبرز منافسيه الكاتب التونسي الهادي قدور مؤلف كتاب "المتفوقون" الذي حصل على 7 أصوات في الجولة الأولى، ثم على 6 في الثانية.

 لو فاز لكان العربي الثاني الذي ينضمّ إلى الأكاديمية الفرنسية بعد الطاهر بن جلون.

  كان كتاب قدور :"المتفوقون" الذي يروي فيه حقبة الاستعمار بشمال إفريقيا في العشرينيات من القرن الماضي حدثا ثقافيا فكريا مهما عند صدوره.

يسرد في روايته "المتفوقون" عالما على وشك الانهيار بوتيرة لاهثة راسما صورة قاسية عن مجتمع استعماري متسمر في عشرينات القرن الماضي في منطقة إفريقيا الشمالية.

    عندما سئل الهادي قدور عن مفهومه لمهمة الكتاب قال "هو العمل على استخدام اللغة المكتوبة بجمالية". وقال:"نحن نعمل في الظل ومن وقت إلى آخر تضيء مؤسسة عريقة على عملنا".

      كان قدور إثر فوزه بالجائزة الكبرى للرواية، عبر  عن فرحته قائلا: "أنا شخص بطيء ومتعقل"، مضيفا أنه على قناعة أن "اللغة الفرنسية بحاجة إلى أعمال تشرفها ".

 إنّ الأكاديمية عبارة عن مؤسسة تفكير وإنتاج قيم ومعارف. فهي شعلة ومحرَك أي مشروع تنموي، ترعى وتشجع وتثمن جهود العلماء والشعراء والفلاسفة والمفكرين والمترجمين لتتقدم البلاد إلى صدارة الأمم.

 إنّ بداية التقدم الإنجاز، وبداية الإنجاز الإبداع، وبداية الإبداع التميّز…

  إن العظماء لا يُصنعون في الشارع أو في صالات التدريب، العظماء  يُصنعون من أشياء عميقة في داخلهم هي: الإرادة والحُلم والرؤية، ولا يمكن ذلك إلا في فضاءات الخلق والإبداع !.