للمرة الخامسة على التوالي منذ عملية طوفان الأقصى يعود وزير الخارجية الأمريكي بلينكن الى منطقة الشرق الأوسط ملوحا بمنح قطاع غزة مزيد المساعدات الغذائية والإنسانية وهو ما يؤكد سلفا أن موقف الإدارة الأمريكية مما يحدث في قطاع غزة لا يتغير وأن زيارة المسؤول الأمريكي إنما تأتي لتجديد دعم بلاده الى الحليف الإسرائيلي معتقدا بأن بعض فتات المساعدات الى غزة يمكن أن يؤجج غضب الأهالي ضد المقاومة وهو ما يعزز القناعة مجددا بان حياة ودماء الفلسطينيين والعرب عموما لا قيمة لها في بورصة الخارجية الأمريكية.. زيارة المسؤول الأمريكي التي تأجلت لساعات في أعقاب جريمة اغتيال العاروري تأتي وسط تصعيد الاحتلال نسق جرائم الحرب اليومية في قطاع غزة الذي حذرت الأونروا من أنه لا وجود لمكان آمن فيه.. بلغة الأرقام فإن الزيارة تتزامن مع اليوم الثاني والتسعين للعدوان والحصيلة تتجاوز الثمانين ألفا بين شهيد وجريح دون اعتبار لمن كانوا تحت الأنقاض.. كما تأتي في خضم التصعيد الإقليمي الحاصل وبعد يومين فقط على جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في العاصمة اللبنانية بيروت والتي تكتمت بشأنها واشنطن ولم تصدر أي موقف أو بيان إدانة أو استنكار لاستهداف الدولة اللبنانية.. وتأتي أيضا في أعقاب الهجومين الإرهابيين في إيران والذي سارع بالأمس تنظيم "داعش" بتبنيه وسط تهديدات إيران بأن الانتقام لن يتأخر وتأتي أيضا في أعقاب قتل مسؤول في الحشد الشعبي في بغداد بمسيرة أمريكية وإعلان السلطات العراقية رفضها انتهاك سيادتها ..
المشهد إذن متأجج على أكثر من صعيد فضلا عما يحدث في البحر الأحمر مع تحركات الحوثيين لرصد كل سفن متجهة الى إسرائيل في حركة لدعم غزة أمام العدوان الإسرائيلي الذي يتخذ صبغة دولية بالنظر الى حجم الدعم العسكري والحربي واللوجستي الذي تحظى به إسرائيل في محاربتها لحركة حماس ..
جولة بلينكن التي تستمر أسبوعا ستأخذه كما في السابق الى خمس محطات عربية وهي مصر والأردن والإمارات والسعودية وقطر وكذلك تركيا واليونان الى جانب تل أبيب والضفة.. والواضح أن ما يحرك زعيم الديبلوماسية الأمريكية هي مسألة الرهائن الذين لا يزالون في قبضة حماس والسعي الى مزيد الضغط على قيادات حماس في الدوحة لتحقيق اختراق في هذه الأزمة ومنح نتنياهو فرصة تحقيق انتصار وهمي في هذه الحرب. أما النقطة التالية التي سيبحثها بلينكن ولكن دون أي ضغط على إسرائيل فتتعلق بالقبول بإدخال مزيد المساعدات لأهالي القطاع الذي يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة بتأكيد مختلف المنظمات والهيئات الدولية التي ما انفكت تطالب بإيقاف الحرب.. والنقطة الثالثة المهمة بالنسبة لبلينكين فتتعلق بحث إسرائيل على عدم الانسياق وراء توسيع دائرة الحرب مع لبنان بعد اغتيال العاروري.. زيارة بلينكن سبقتها زيارة مستشار وزارة الخارجية ديريك شوليت إلى إسرائيل والأردن وكذلك مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف والتي يمكن القول إنها تصب في نفس الهدف وهو تجديد الالتزام بأمن إسرائيل وبأن ما تقوم به يتنزل في إطار الدفاع عن النفس وليس فيه ما يدعو الى الاعتقاد أن جرائم حرب ارتكبت في القطاع ...
محصلة جولة بلينكن لن تحتاج لبيان ختامي لإعلان أهدافها والرسالة واضحة من العنوان.. وأنه لا تغيير في توجهات إدارة الرئيس الأمريكي وأن كل ما يمكن تقديمه بعض المساعدات الإنسانية مع إفساح المجال لجيش الاحتلال لإنهاء ما بدأه في غزة.. وعملية تحرير الرهائن أو عدد منهم لن تختلف عما سبق هدنة مؤقتة تحقق فيها حكومة نتنياهو ما تطلبه ثم تعود لمواصلة القصف وأسر المئات بل الآلاف من الفلسطينيين بما في ذلك الأسرى المحررين كما هو الحال في الضفة الغربية.. بما يعني مواصلة سياسة المكيالين والانتصار للجلاد وقهر الضحية والدوس على مليوني غزاوي تحت القصف بل والتوجه الى عرقلة كل محاولة لإدانة الاحتلال أمام الجنائية الدولية أو العدال الدولية بما يعني بكل بساطة مفاقمة الوضع ومزيد تعقيده بتأجيج مزيد الصراعات الدموية في المنطقة.. نكاد نجزم أن إدارة بايدن تدرك جيدا أن ثمن الرهان على العدالة الدولية والسلام اقل تكلفة من الرهان على الصراعات والحروب ولكن واشنطن ترفض هذا المنطق لان إسرائيل واللوبيات المتنفذة في أمريكا لا تريد هذا الحل.. ونكاد نجزم أن الإدارات الأمريكية تدرك جيدا أن في موقفها الغارق في الانحياز لكيان الاحتلال يعمق الإحساس بالظلم والقهر ويدفع الى رفض هذا الدور الأمريكي الخطير الذي يمنح الاحتلال كل الأسباب لمواصلة غطرسته وعدوانه.. ما يحدث اليوم في غزة يؤكد أن واشنطن شريك في هذه الحرب وليست مجرد حليف.. كل العالم يعرف أن واشنطن وحدها قادرة على إنهاء الحرب وعدم رفع الفيتو في مجلس الأمن وردع إسرائيل ولكنها لا تفعل.. فهل تستوعب الفصائل الفلسطينية الأمر وهل تعيد تحديد البوصلة باتجاه فلسطين؟
آسيا العتروس
للمرة الخامسة على التوالي منذ عملية طوفان الأقصى يعود وزير الخارجية الأمريكي بلينكن الى منطقة الشرق الأوسط ملوحا بمنح قطاع غزة مزيد المساعدات الغذائية والإنسانية وهو ما يؤكد سلفا أن موقف الإدارة الأمريكية مما يحدث في قطاع غزة لا يتغير وأن زيارة المسؤول الأمريكي إنما تأتي لتجديد دعم بلاده الى الحليف الإسرائيلي معتقدا بأن بعض فتات المساعدات الى غزة يمكن أن يؤجج غضب الأهالي ضد المقاومة وهو ما يعزز القناعة مجددا بان حياة ودماء الفلسطينيين والعرب عموما لا قيمة لها في بورصة الخارجية الأمريكية.. زيارة المسؤول الأمريكي التي تأجلت لساعات في أعقاب جريمة اغتيال العاروري تأتي وسط تصعيد الاحتلال نسق جرائم الحرب اليومية في قطاع غزة الذي حذرت الأونروا من أنه لا وجود لمكان آمن فيه.. بلغة الأرقام فإن الزيارة تتزامن مع اليوم الثاني والتسعين للعدوان والحصيلة تتجاوز الثمانين ألفا بين شهيد وجريح دون اعتبار لمن كانوا تحت الأنقاض.. كما تأتي في خضم التصعيد الإقليمي الحاصل وبعد يومين فقط على جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في العاصمة اللبنانية بيروت والتي تكتمت بشأنها واشنطن ولم تصدر أي موقف أو بيان إدانة أو استنكار لاستهداف الدولة اللبنانية.. وتأتي أيضا في أعقاب الهجومين الإرهابيين في إيران والذي سارع بالأمس تنظيم "داعش" بتبنيه وسط تهديدات إيران بأن الانتقام لن يتأخر وتأتي أيضا في أعقاب قتل مسؤول في الحشد الشعبي في بغداد بمسيرة أمريكية وإعلان السلطات العراقية رفضها انتهاك سيادتها ..
المشهد إذن متأجج على أكثر من صعيد فضلا عما يحدث في البحر الأحمر مع تحركات الحوثيين لرصد كل سفن متجهة الى إسرائيل في حركة لدعم غزة أمام العدوان الإسرائيلي الذي يتخذ صبغة دولية بالنظر الى حجم الدعم العسكري والحربي واللوجستي الذي تحظى به إسرائيل في محاربتها لحركة حماس ..
جولة بلينكن التي تستمر أسبوعا ستأخذه كما في السابق الى خمس محطات عربية وهي مصر والأردن والإمارات والسعودية وقطر وكذلك تركيا واليونان الى جانب تل أبيب والضفة.. والواضح أن ما يحرك زعيم الديبلوماسية الأمريكية هي مسألة الرهائن الذين لا يزالون في قبضة حماس والسعي الى مزيد الضغط على قيادات حماس في الدوحة لتحقيق اختراق في هذه الأزمة ومنح نتنياهو فرصة تحقيق انتصار وهمي في هذه الحرب. أما النقطة التالية التي سيبحثها بلينكن ولكن دون أي ضغط على إسرائيل فتتعلق بالقبول بإدخال مزيد المساعدات لأهالي القطاع الذي يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة بتأكيد مختلف المنظمات والهيئات الدولية التي ما انفكت تطالب بإيقاف الحرب.. والنقطة الثالثة المهمة بالنسبة لبلينكين فتتعلق بحث إسرائيل على عدم الانسياق وراء توسيع دائرة الحرب مع لبنان بعد اغتيال العاروري.. زيارة بلينكن سبقتها زيارة مستشار وزارة الخارجية ديريك شوليت إلى إسرائيل والأردن وكذلك مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف والتي يمكن القول إنها تصب في نفس الهدف وهو تجديد الالتزام بأمن إسرائيل وبأن ما تقوم به يتنزل في إطار الدفاع عن النفس وليس فيه ما يدعو الى الاعتقاد أن جرائم حرب ارتكبت في القطاع ...
محصلة جولة بلينكن لن تحتاج لبيان ختامي لإعلان أهدافها والرسالة واضحة من العنوان.. وأنه لا تغيير في توجهات إدارة الرئيس الأمريكي وأن كل ما يمكن تقديمه بعض المساعدات الإنسانية مع إفساح المجال لجيش الاحتلال لإنهاء ما بدأه في غزة.. وعملية تحرير الرهائن أو عدد منهم لن تختلف عما سبق هدنة مؤقتة تحقق فيها حكومة نتنياهو ما تطلبه ثم تعود لمواصلة القصف وأسر المئات بل الآلاف من الفلسطينيين بما في ذلك الأسرى المحررين كما هو الحال في الضفة الغربية.. بما يعني مواصلة سياسة المكيالين والانتصار للجلاد وقهر الضحية والدوس على مليوني غزاوي تحت القصف بل والتوجه الى عرقلة كل محاولة لإدانة الاحتلال أمام الجنائية الدولية أو العدال الدولية بما يعني بكل بساطة مفاقمة الوضع ومزيد تعقيده بتأجيج مزيد الصراعات الدموية في المنطقة.. نكاد نجزم أن إدارة بايدن تدرك جيدا أن ثمن الرهان على العدالة الدولية والسلام اقل تكلفة من الرهان على الصراعات والحروب ولكن واشنطن ترفض هذا المنطق لان إسرائيل واللوبيات المتنفذة في أمريكا لا تريد هذا الحل.. ونكاد نجزم أن الإدارات الأمريكية تدرك جيدا أن في موقفها الغارق في الانحياز لكيان الاحتلال يعمق الإحساس بالظلم والقهر ويدفع الى رفض هذا الدور الأمريكي الخطير الذي يمنح الاحتلال كل الأسباب لمواصلة غطرسته وعدوانه.. ما يحدث اليوم في غزة يؤكد أن واشنطن شريك في هذه الحرب وليست مجرد حليف.. كل العالم يعرف أن واشنطن وحدها قادرة على إنهاء الحرب وعدم رفع الفيتو في مجلس الأمن وردع إسرائيل ولكنها لا تفعل.. فهل تستوعب الفصائل الفلسطينية الأمر وهل تعيد تحديد البوصلة باتجاه فلسطين؟