تونس-الصباح
الاعتداءات على سواق التاكسي الفردي جريمة تستهدفهم بشكل متواتر وتكاد تتحول الى ظاهرة ينفذها منحرفون وأصحاب سوابق من بينهم قصر.
عصابات تستهدف "التاكسيستية" وتهدد حياتهم حتى ان بعضهم فقد حياته بالفعل خلال "براكاج" في مفترقات ونقاط سوداء باتت تشكل خطرا حقيقيا المار منها مفقود والخارج منها مولود.
مفيدة القيزاني
آخر "البراكاجات" التي تستهدف سواق التاكسي الفردي تمثلت في محاولة قتل سائقين يوم 3 جانفي الجاري على مستوى مفترق حي هلال بالعاصمة حيث تعرض السائق الأول الى طعنات بواسطة آلة حادة في أماكن مختلفة من جسده كما سرقت سيارته منه.
وبإيلاء الموضوع الأهمية القصوى وتكثيف التحريات الميدانية وتكوين فريق أمني تابع للإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية وحدات الدعم، وشرطة النجدة ووحدات التدخل أمكن التعرف على ذوي الشبهة وهما شاب وقاصر من مواليد 2004 و2008 وتحديد مكان تواجدهما بجهة السيدة المنوبية واسترجاع السيارة المسروقة فيما لاذا المظنون فيهما بالفرار.
للغرض تم التحول على عين المكان ونصب كمين للمعنيين والقبض عليهما في وقت وجيز وحجز لديهما سكين وهاتف جوال ومبلغ مالي قدره 70 دينارا.
بالتحري معهما اعترفا بكل ما نسب إليهما، كما أفادا أنهما قاما بعملية افتكاك سيارة تاكسي أخرى بجهة نهج الساحل تحت طائلة الاعتداء بالعنف الشديد بواسطة سلاح أبيض.
وبعرض هويتهما على الناظم الآلي تبين أن أحدهما محل تفتيش لفائدة مركز الأمن الوطني بحي هلال من أجل "العنف الشديد" ومحل تتبعات في قضايا عدلية من أجل "السرقة من داخل محل مسكون باستعمال التهديد بواسطة سلاح أبيض، افتكاك متاع الغير تحت طائلة التهديد بواسطة آلة حادة، الاضرار عمدا بملك الغير الخاص".
باستشارة النيابة العمومية بتونس 2 أذنت بالاحتفاظ بهما وفرقة الشرطة العدلية بالسيجومي متعهدة بمواصلة البحث.
وحول الاعتداءات التي تستهدف من حين لآخر سواق التاكسي الفردي أفاد فوزي الخبوشي رئيس الاتحاد التونسي للتاكسي الفردي في تصريح إعلامي أن ظاهرة "البراكاجات" التي تستهدف "التاكسيستية" في تنامٍ وتم تسجيل 100 "براكاج" في 2022.
وكان لاحظ ان اغلب الذين يرتكبون "البراكاجات" من أصحاب السوابق العدلية مشيرا الى ان هناك تشكيات من سواق التاكسي الفردي بسبب "البراكاجات" التي أصبحت تستهدفهم والتي أصبح ينفذها أطفال قصر مشيرا الى انه تم تسجيل خمسة "براكاجات" خلال الفترة الاخيرة استهدفت "التاكسيستية".
وقال رئيس الاتحاد التونسي للتاكسي الفردي أن أحد السواق تعرض مؤخرا الى "براكاج" مروع كاد ان يفقده سيارته قبل ان تتدخل الوحدات الأمنية.
في المقابل، دعا الخبوشي إلى ضرورة وضع حد لهذه الظاهرة التي أصبحت تضع حياة السواق في خطر.
وللاشارة فإن الاتحاد التونسي للتاكسي الفردي كان قد تقدم خلال الفترة الماضية بجملة من المقترحات لحماية السواق اثناء ممارستهم لنشاطهم وتنظيم القطاع الذي يعاني من عديد الإشكاليات.
عصابات..وضحايا
وبالعودة للحديث عن "البراكاجات" التي تستهدف سواق التاكسي الفردي فقد توفرت في وقت سابق معلومات لدى فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بفوشانة مفادها تعمد أشخاص أصيلي شبدة فوشانة اعتراض سبيل سيارات الأجرة والاعتداء عليهم بواسطة آلات حادة وسلبهم لأموالهم.
وبإيلاء الموضوع الأهمية اللازمة وتفعيل العمل الاسترشادي أمكن لذات الوحدة خلال الليلة الفاصلة بين يومي 27 و 28 أفريل الجاري من إلقاء القبض على شخصين من مقترفي العمليات وبمزيد التحري معهما اعترفا باقترافهما لعمليات السلب.
وبإستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بهما واتخاذ ما يتعين في شأنهما.
وللاشارة فقد قضى بعض مستعملي تلك النقاط السوداء نحبهم خلال رحلة عبورهم، ولعل سائق التاكسي الذي فارق الحياة على مستوى الطريق الحزامية الرابطة بين سيدي حسين وسوق السيارات "اليهودية" متأثرا بإصابة بالرأس واحدا من ضحايا قطاع الطرق، عندما كان يوصل حريفة فأصابته عصابة من المنحرفين بحجر ليتهشم زجاج السيارة ويصيبه الحجر في رأسه مما تسبب له في كسر بالجمجمة أدى الى وفاته على عين المكان.
وكان الطريق الذي جدت به الحادثة في تلك الفترة يفتقر الى الإنارة منذ سنوات طويلة على الرغم من وجود الأعمدة الكهربائية ذلك ما جعله مظلما وهو ما سهل على المنحرفين ارتكاب السرقات تحت جنح الظلام وقد شهدت عدة حوادث مشابهة ونجا منها مستعملو الطريق بأعجوبة.
وكانت نقابة سواق "التاكسي الفردي" التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل أصدرت حينها بيانا نددت فيه بعملية قتل سائق سيارة "التاكسي" بحجارة بجهة سيدي حسين السيجومي، وطالبت سلطة الاشراف بسن قانون يجرّم كل أشكال الاعتداءات المسلطة على "التاكسيستية".
وقالت "إن سواق وأصحاب التاكسي الفردي يعيشون كل ليلة على وقع عمليّة سلب غادرة آخرها أودت بحياة زميلنا وهو يؤدي واجبه المهني تاركا وراءه أما ثكلى، وزوجة أرملة، وأبناء يتامى، وإذ نبهنا لخطورة تكرار عمليات السلب والاعتداءات المسلطة على زملائنا إلا أننا لم نجد تجاوبا من السلطة حتى أصبحنا لقمة سهلة للمجرمين والمنحرفين في غياب وسائل للحماية وقانون خاص يردع المعتدين".
ولكن رغم مرور كل ذلك الوقت على الحادثة إلا أن دار لقمان ظلت على حالها وظل الطريق مسرحا لجرائم دموية حد القتل.
جهاز ذكي
كان المدير التقني والتجاري لشركة الخدمات والسلامة اكد في وقت سابق أنه "أصبح بإمكان سائقي التاكسي الفردي و"اللواج" حماية أنفسهم من خطر السرقة والسطو العنيف والمسلح الذي تفاقم في السنوات الأخيرة بفضل وضع جهاز ذكي داخل سياراتهم لنقل التهديدات المحتملة حينيا بالصوت والصورة".
موضحا أنه بمجرد الشعور بالخطر يضغط السائق على زر لتحذير مركز المراقبة التابع للشركة الذي يتولى بدوره تحديد موقع السيارة وتسجيل الحادثة وإبلاغ السلط الأمنية للتدخل الفوري.
كما أبرز في ذات الإطار أنه في حال سرقة سيارة الأجرة، يقوم مركز المراقبة بتقفي أثرها وغلق الأبواب وإيقاف المحرك عن بعد في انتظار وصول الأمن على عين المكان.
وأضاف "يمكن كذلك لأصحاب الشركات الخاصة للنقل استعمال هذا الجهاز لتتبع مسار الشاحنات التابعة لهم عن بعد والتحكم في استهلاك الوقود علاوة على تمكين الأفراد من حماية أنفسهم من أخطار الطريق".
وأشار إلى استعداد نحو 2000 سائق تاكسي لاقتناء هذا الجهاز، الذي تقدر كلفته بنحو 1300 دينار.