ما أعلنه ونستون تشرشل رئيس وزراء المملكة المتحدة في القرن الماضي بكون "إمبراطوريات المستقبل ستكون إمبراطوريات العقل"، ليس إلا تأكيدًا لما يحدث اليوم، فالدول المتقدمة هي التي سخرت العقل في بنائها .
لا يجب أن نغضب ضد شخص بسيط التفكير أو شخص معاق عقليًا، فهذا سيكون في الواقع غباء.
بينما نغضب من هؤلاء أصحاب العقول الكبيرة والذين يرون في أنفسهم القدرة على التحكم في مصائر أمم وشعوب.
إذا كان غباء معاصرينا، أو غباء أنفسنا، اعتمادا على الحكم بأثر رجعي مثيرا للغضب، فذلك على وجه التحديد لأننا توقعنا الأفضل منهم أو حتى من أنفسنا.
في المقابل الذكاء هو القدرة على تمييز العلاقات، مهما كانت: العلاقات الناتجة، والسببية، والشمولية، والهوية، والاختلاف، والأسبقية، والمساواة، والتفوق، وما إلى ذلك. يكون الفرد أكثر ذكاءً كلما تمكن من تمييز المزيد من العلاقات بين الأشياء والأفراد والأفكار.
إن عمل التمييز هذا في حد ذاته يتطلب قوتين: روح التحليل وروح التركيب.
من الصعب بل من الضروري، فهم الاختلافات الدقيقة التي يكشفها الجهد التحليلي كما هو الحال مع فهم العلاقات بين الكليات الكبيرة التي أبرزتها ملكة التركيب. الذكاء مثل التصوير الفوتوغرافي: الالتقاط الأمين الصادق للواقع كما هو بأفضل شكل ممكن، بما يحتاج إلى تكبير كبير وزاوية شاسعة واسعة.
في كيفية تعريف الذكاء، بلا شك هناك طرق متعددة، تعتمد على جوانب الذكاء المعتبرة: ذكاء العلاقات المنطقية والعقلانية، ذكاء العلاقات الإنسانية، بين الأفراد والمجتمع، ذكاء العلاقات المكانية والزمانية، ذكاء الجسد، الذكاء العملي، القدرة على المراقبة والترقب .
لانّ التخلّف أساسا، لا يعود إلى التأخر في بداية الانطلاق وإنما يرجع إلى غياب العقل والفكر الصًائب والرّؤية الواضحة، يرجع إلى الجهل بنقطة البداية أو الرفض الضمني والصريح لهذه البداية.
تحولت بلادنا إلى اكبر مخبر تجارب في القوانين والتشاريع والمراسيم، لم تثبت الدولة ولم تستقرّ على خيارات مؤسسية واحدة، أو منهاج اقتصادي أو اجتماعي واحد أو حتى فلسفة في مفهوم الدولة وأدوارها ..
إن كلَ الأعمال بنتائجها، كما سياسات الأنظمة وما تحققه وتنجزه لشعوبها.
لكلّ نجاح وانجاز مفتاح واحد هو العقل، أي تلك النخب القادرة بشكل جماعي مشترك على استنباط الحلول بتوجيه قائد يستوعب الرّؤية ويدرك ما هو الأفضل والأجدر والأحسن كحلول لكل الأزمات لشعبه.
لكن ما فائدة العقل في عالم اللامعقول، في عالم تسوده الشعبوية والإصرار على الخطأ .
لهذا لا يصحّ فينا إلا ذلك القول بأنّنا مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر .
ففي عمل العقل وحده راحة القلوب .
أليست الحكمة خلاصة عقل يتأمل باعتبار أنّ أجمل الأشياء تلك التي يقترحها الجنون ويكتبها العقل.
يرويها: أبو بكر الصغير
ما أعلنه ونستون تشرشل رئيس وزراء المملكة المتحدة في القرن الماضي بكون "إمبراطوريات المستقبل ستكون إمبراطوريات العقل"، ليس إلا تأكيدًا لما يحدث اليوم، فالدول المتقدمة هي التي سخرت العقل في بنائها .
لا يجب أن نغضب ضد شخص بسيط التفكير أو شخص معاق عقليًا، فهذا سيكون في الواقع غباء.
بينما نغضب من هؤلاء أصحاب العقول الكبيرة والذين يرون في أنفسهم القدرة على التحكم في مصائر أمم وشعوب.
إذا كان غباء معاصرينا، أو غباء أنفسنا، اعتمادا على الحكم بأثر رجعي مثيرا للغضب، فذلك على وجه التحديد لأننا توقعنا الأفضل منهم أو حتى من أنفسنا.
في المقابل الذكاء هو القدرة على تمييز العلاقات، مهما كانت: العلاقات الناتجة، والسببية، والشمولية، والهوية، والاختلاف، والأسبقية، والمساواة، والتفوق، وما إلى ذلك. يكون الفرد أكثر ذكاءً كلما تمكن من تمييز المزيد من العلاقات بين الأشياء والأفراد والأفكار.
إن عمل التمييز هذا في حد ذاته يتطلب قوتين: روح التحليل وروح التركيب.
من الصعب بل من الضروري، فهم الاختلافات الدقيقة التي يكشفها الجهد التحليلي كما هو الحال مع فهم العلاقات بين الكليات الكبيرة التي أبرزتها ملكة التركيب. الذكاء مثل التصوير الفوتوغرافي: الالتقاط الأمين الصادق للواقع كما هو بأفضل شكل ممكن، بما يحتاج إلى تكبير كبير وزاوية شاسعة واسعة.
في كيفية تعريف الذكاء، بلا شك هناك طرق متعددة، تعتمد على جوانب الذكاء المعتبرة: ذكاء العلاقات المنطقية والعقلانية، ذكاء العلاقات الإنسانية، بين الأفراد والمجتمع، ذكاء العلاقات المكانية والزمانية، ذكاء الجسد، الذكاء العملي، القدرة على المراقبة والترقب .
لانّ التخلّف أساسا، لا يعود إلى التأخر في بداية الانطلاق وإنما يرجع إلى غياب العقل والفكر الصًائب والرّؤية الواضحة، يرجع إلى الجهل بنقطة البداية أو الرفض الضمني والصريح لهذه البداية.
تحولت بلادنا إلى اكبر مخبر تجارب في القوانين والتشاريع والمراسيم، لم تثبت الدولة ولم تستقرّ على خيارات مؤسسية واحدة، أو منهاج اقتصادي أو اجتماعي واحد أو حتى فلسفة في مفهوم الدولة وأدوارها ..
إن كلَ الأعمال بنتائجها، كما سياسات الأنظمة وما تحققه وتنجزه لشعوبها.
لكلّ نجاح وانجاز مفتاح واحد هو العقل، أي تلك النخب القادرة بشكل جماعي مشترك على استنباط الحلول بتوجيه قائد يستوعب الرّؤية ويدرك ما هو الأفضل والأجدر والأحسن كحلول لكل الأزمات لشعبه.
لكن ما فائدة العقل في عالم اللامعقول، في عالم تسوده الشعبوية والإصرار على الخطأ .
لهذا لا يصحّ فينا إلا ذلك القول بأنّنا مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر .
ففي عمل العقل وحده راحة القلوب .
أليست الحكمة خلاصة عقل يتأمل باعتبار أنّ أجمل الأشياء تلك التي يقترحها الجنون ويكتبها العقل.