إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي: زلزال المغرب.. والكوارث الطبيعية

 

بقلم: عقل أبو قرع

بقوة تزيد على 7 درجات على مقياس ريختر، وبحدث غير مسبوق في المغرب منذ حوالى قرن، وبضحايا بالآلاف من البشر بين قتلى وجرحى، وتدمير قرى بأكملها، وخسائر مادية هائلة، يعتبر الزلزال الذي ضرب المغرب حدثاً غير عادي، ويأتي في ظل تغيرات مناخية وبيئية عنيفة تجتاح العالم هذه الأيام.

وقد لا تتوفر العلاقة المباشرة أو الأدلة العلمية والبحثية في الوقت الحالي لربط التغيرات المناخية العنيفة التي تتجلى في الارتفاع الحاد بدرجات الحرارة في العالم، مع ما يحدث من زلازل قوية وغير مسبوقة، مثل ما حدث في المغرب قبل عدة أيام، وما حدث في تركيا وسورية قبل عدة أشهر، رغم أنه وبشكل نظري يمكن القول أو الاعتقاد بأن ما يؤثر على ظاهرة معينة في هذا الكوكب قد تكون له تداعيات مباشرة أو غير مباشرة على ظواهر أخرى ليست في الحسبان، ومنها الزلازل بمكانها وحدّتها، سواء بشكل تراكمي بعيد المدى أو بشكل فوري.

وكذلك ربما في يوم ما، ونتيجة أبحاث علمية، قد نجد هناك رابطاً مباشراً أو غير مباشر بين التغيرات المناخية وما يحدث لحركات لطبقات الأرض وبشكل عنيف، وما لذلك من تداعيات مميتة ومذهلة كما نشاهد هذه الأيام، وبعيداً عن الزلازل والبراكين وحركات طبقات أو صفائح الأرض، فمن دون شك أن هناك علاقة مباشرة بين التداعيات البيئية التي أحدثها البشر، وما نتج عنها من تغيرات مناخية يشهدها العديد من دول العالم، وبين كوارث طبيعية عديدة، مثل الفيضانات والتصحّر وتغيرات الطقس العنيفة في الزمان والمكان، وشحّة المياه، والمجاعات الناتجة عن تداعي الأمن الغذائي بالنوعية والكمية، وتفشي أوبئة وانتشار حشرات، لم نعتد عليها من قبل، كافية لتدمير المحاصيل واضمحلال الأمن الغذائي.

وتزداد شدة تداعيات التغيرات المناخية العنيفة التي تعصف بالكرة الأرضية، رغم دق ناقوس الخطر الحقيقي بعد الصورة القاتمة التي وصلت إليها الأرض، وبالأخص تلوث الهواء، ومن ثم الاحتباس الحراري وتشكل ما بات يعرف بغازات الدفيئة، وانعكاسات ذلك من خلال ارتفاع درجة حرارة الأرض الكبير والمستدام خلال السنوات الماضية، وتضاؤل كمية الأمطار، وتشكّل الأمطار الحامضية، والتصحّر أي عدم القدرة على زراعة التربة، أو الجفاف وتهديد التنوع الحيوي، وتلوث المياه، وذوبان الجليد والفيضانات، وما يمكن أن يجر ذلك من كوارث لم يعتد عليها نظامنا البيئي من قبل.

ومع الذهول الذي يجتاح العالم من تداعيات الزلزال الذي ضرب المغرب قبل عدة أيام، ومع تجاوز أعداد الضحايا الآلاف، ومع صور المآسي والفواجع التي نشاهدها، ومع دق ناقوس الخطر الحقيقي لكوكب الأرض، ومع تواصل غياب العدالة المناخية في هذا العالم، أي تأثر المناطق الضعيفة أكثر بما تقوم به المناطق القوية والغنية، فإننا في فلسطين، ورغم أننا لسنا بالبلد الصناعي أو الزراعي ذي التأثير الملموس على البيئة والمناخ في العالم، إلا أننا أصبحنا نتأثر بما يقوم به الآخرون في العالم، ومعرضون لكوارث طبيعية قد تحدث عاجلاً أو آجلاً، وهذا يستدعي أخذ هذه الأمور بمنتهى الجدية، وعمل التحضيرات والتجهيزات والخطط لأمرٍ ما قد يحدث وبشكل فجائي، ودون تحذير، مثل ما حدث في المغرب قبل أيام.

رأي:   زلزال المغرب.. والكوارث الطبيعية

 

بقلم: عقل أبو قرع

بقوة تزيد على 7 درجات على مقياس ريختر، وبحدث غير مسبوق في المغرب منذ حوالى قرن، وبضحايا بالآلاف من البشر بين قتلى وجرحى، وتدمير قرى بأكملها، وخسائر مادية هائلة، يعتبر الزلزال الذي ضرب المغرب حدثاً غير عادي، ويأتي في ظل تغيرات مناخية وبيئية عنيفة تجتاح العالم هذه الأيام.

وقد لا تتوفر العلاقة المباشرة أو الأدلة العلمية والبحثية في الوقت الحالي لربط التغيرات المناخية العنيفة التي تتجلى في الارتفاع الحاد بدرجات الحرارة في العالم، مع ما يحدث من زلازل قوية وغير مسبوقة، مثل ما حدث في المغرب قبل عدة أيام، وما حدث في تركيا وسورية قبل عدة أشهر، رغم أنه وبشكل نظري يمكن القول أو الاعتقاد بأن ما يؤثر على ظاهرة معينة في هذا الكوكب قد تكون له تداعيات مباشرة أو غير مباشرة على ظواهر أخرى ليست في الحسبان، ومنها الزلازل بمكانها وحدّتها، سواء بشكل تراكمي بعيد المدى أو بشكل فوري.

وكذلك ربما في يوم ما، ونتيجة أبحاث علمية، قد نجد هناك رابطاً مباشراً أو غير مباشر بين التغيرات المناخية وما يحدث لحركات لطبقات الأرض وبشكل عنيف، وما لذلك من تداعيات مميتة ومذهلة كما نشاهد هذه الأيام، وبعيداً عن الزلازل والبراكين وحركات طبقات أو صفائح الأرض، فمن دون شك أن هناك علاقة مباشرة بين التداعيات البيئية التي أحدثها البشر، وما نتج عنها من تغيرات مناخية يشهدها العديد من دول العالم، وبين كوارث طبيعية عديدة، مثل الفيضانات والتصحّر وتغيرات الطقس العنيفة في الزمان والمكان، وشحّة المياه، والمجاعات الناتجة عن تداعي الأمن الغذائي بالنوعية والكمية، وتفشي أوبئة وانتشار حشرات، لم نعتد عليها من قبل، كافية لتدمير المحاصيل واضمحلال الأمن الغذائي.

وتزداد شدة تداعيات التغيرات المناخية العنيفة التي تعصف بالكرة الأرضية، رغم دق ناقوس الخطر الحقيقي بعد الصورة القاتمة التي وصلت إليها الأرض، وبالأخص تلوث الهواء، ومن ثم الاحتباس الحراري وتشكل ما بات يعرف بغازات الدفيئة، وانعكاسات ذلك من خلال ارتفاع درجة حرارة الأرض الكبير والمستدام خلال السنوات الماضية، وتضاؤل كمية الأمطار، وتشكّل الأمطار الحامضية، والتصحّر أي عدم القدرة على زراعة التربة، أو الجفاف وتهديد التنوع الحيوي، وتلوث المياه، وذوبان الجليد والفيضانات، وما يمكن أن يجر ذلك من كوارث لم يعتد عليها نظامنا البيئي من قبل.

ومع الذهول الذي يجتاح العالم من تداعيات الزلزال الذي ضرب المغرب قبل عدة أيام، ومع تجاوز أعداد الضحايا الآلاف، ومع صور المآسي والفواجع التي نشاهدها، ومع دق ناقوس الخطر الحقيقي لكوكب الأرض، ومع تواصل غياب العدالة المناخية في هذا العالم، أي تأثر المناطق الضعيفة أكثر بما تقوم به المناطق القوية والغنية، فإننا في فلسطين، ورغم أننا لسنا بالبلد الصناعي أو الزراعي ذي التأثير الملموس على البيئة والمناخ في العالم، إلا أننا أصبحنا نتأثر بما يقوم به الآخرون في العالم، ومعرضون لكوارث طبيعية قد تحدث عاجلاً أو آجلاً، وهذا يستدعي أخذ هذه الأمور بمنتهى الجدية، وعمل التحضيرات والتجهيزات والخطط لأمرٍ ما قد يحدث وبشكل فجائي، ودون تحذير، مثل ما حدث في المغرب قبل أيام.