*ان الأنشطة الثقافية التي تمارس خلال ساعات الدراسة (برنامج الثقافة في المدرسة) لها بعض الخصائص المميزة مقارنة بالأنشطة الثقافية التي تتم خارج ساعات الدرس
تعتبر الحياة المدرسية إطارا لتنمية شخصية التلميذ ومواهبه وللتمرّس بالعيش الجماعي، تتجسم فيه علاقات تربوية بين المتعلمين من ناحية وبينهم وبين بقية أطراف الأسرة التربوية من ناحية ثانية، وهي علاقة تقوم على مبادئ الاحترام والإنصاف والموضوعية وتلازم الحقوق والواجبات. أمر عدد 2437 لسنة 2004 مؤرخ في 19 أكتوبر 2004 يتعلق بتنظيم الحياة المدرسية. وتتمثل الحياة المدرسية، بوصفها امتداد للتعلّمات في الاقسام، في ما يمارسه التلاميذ من أنشطة تربوية وثقافية وترفيهية ورياضية وما يسدى لهم من خدمات اجتماعية وصحية في انسجام مع رسالة التربية ووظائف المدرسة.، يتعلق الأمر بـ "جميع الأنشطة التي تتم تحت مسؤولية المؤسسة، سواء أكانت تعليمية أم لا، سواء كانت تتم في القسم أوخارجه، بما في ذلك أوقات الفراغ والأنشطة خارج المؤسسة" ، ،تتمثل إحدى المهام الرئيسية للحياة المدرسية في تعزيز الشعور بالمواطنة لدى التلاميذ، مع مراعاة أبعادهم الاجتماعية وخصوصيات كل واحد منهم، ولا سيما ظروف معيشتهم خارج المؤسسة التربوية. والملاحظ أن الحياة المدرسية، في بلادنا أضحت تشتغل دائما في أوضاع استثنائية وفي مواجهة الطوارئ، (إدارة النزاعات والتوتر والزمن المدرسي وما إلى ذلك) ومهارات التعامل مع الآخرين، من خلال ممارسة، من بين أمور أخرى، في مواجهة الازمات. يشير الفصل 24من الامر الى ما يلي : تعمل ادارة المؤسسة التربوية وكل الاطراف المتعايشين داخلها وكذلك الاولياء على تكريس قواعد العيش معا التي تقتضي احترام الآخرين وصون حرمة المؤسسة وحفظ كرامة العاملين فيها ونبذ السّلوكات المنافية للأخلاق وكل اشكال العنف والتسيّب. إن هذه الأهداف الأساسية لا تنفصل عن القيم الأساسية للمشروع، مثل التفكير النقدي، وروح المبادرة والإبداع، والحرية المسؤولة، واحترام الآخرين،واحترام الطبيعة وتقدير القيم الاجتماعية.
الحياة المدرسية ورشة مفتوحة للعمل الجماعي معًا من أجل مجتمع ديمقراطي ومنصف: نرغب في أن تساعدنا الحياة المدرسية على بناء مجتمع أكثر صدقاً وعدلاً وأخوة وأكثر إنصافاً وحرية. نريد ألا تعيق التعلمات والبرامج المكثفة والزمن المدرسي المغلق عواطف أبنائنا وخيالهم وطاقتهم الإبداعية ولا ارتباطهم بالواقع وما يفرضه من جهد وصبر ومثابرة في تحقيق مشاريعهم.
تنمي قيمة حب الاستكشاف والإبداع: يمكن انتأخذ أنشطة الحياة المدرسية شكل العمل الفردي أو الجماعي،فينطلق من مراكز اهتمام التلاميذ ليشير إلى الأحداث الجارية في انفتاح على محيط المؤسسة التربوية سواء كان قريبًا أو بعيدًا (الشركات والجمعيات والخبراء والثقافة والمتاحف والبلديات) (عبر الرحلات المدرسية والرحلات على وجه الخصوص) يعطي معنى ويخلق روابط بين التعلم والواقع. من خلال الإنجازات الملموسة، يدرك التلميذ من خلال أنشطة الحياة المدرسية فائدة التعلم واهمية المدرسة كأن ينخرط في تأليف مشروع مسرحي، او يشارك في ندوات فكرية أو رحلات تثقيفية تربوية،أو يقوم بكتابة القصص القصيرة،الأغاني،لفصل 13 (جديد)من الأمر عدد 827 لسنة 2012 مؤرخ في 11 جويلية 2012 يتعلق بتنقيح وإتمام الأمر عدد 2437 لسنة 2004 المؤرخ في 19 أكتوبر 2004 المتعلق بتنظيم الحياة المدرسية: تتمثل المهمة الرئيسية لمجلس المؤسسة التربوية في وضع مشروع المدرسة وتقييمه وتعديله عند الاقتضاء. يستهدف مشروع المدرسة تطوير طرق عمل المؤسسة وتحسين مناخها وتجويد خدماتها التربوية في إطار الأهداف التربوية الوطنية. وتراعي المؤسسة عند وضع مشروعها خصائص محيطها الاجتماعي وحاجيات التلاميذ الخصوصية. وهو ما يستدعي تفعيل مشروع المؤسسة بصفة استعجالية والنأي به عن كل توظيف سياسي.
تنمية احترام الذات والآخرين نتطلع الى حياة مدرسية التلاميذ على بناء صورة إيجابية عن أنفسهم وعن العالم من حولهم، دون الوقوع في فخ النمطية والاحكام المسبقة والقوالب الجاهزة التي توفرها وسائط الاتصال والاعلام.هي حياة مدرسية تمتن علاقة التلاميذ بالروح النقدية،واليقظة الذهنية الدائمة،
ساحة المدرسة ليست مكانًا عاديا انها فضاء للحركة والتواصل وكثيرا ما تكون تجربة العزلة هناك مؤلمة لعدد من التلاميذ. يدرك التلاميذ هذا منذ بداية عهدهم بالمدرسة وهم يبذلون الكثير من الطاقة والجهد للتواصل مع أقرانهم، وهو ما يعني تطوير طرق عمل المؤسسة وتحسين مناخها وتجويد خدماتها التربوية.
تنظيم الأنشطة الثقافية والاجتماعية داخل المؤسسة
ان الأنشطة الثقافية التي تمارس خلال ساعات الدراسة (برنامج الثقافة في المدرسة) لها بعض الخصائص المميزة مقارنة بالأنشطة الثقافية التي تتم خارج ساعات الدرس.،يتسنى للتلاميذ خوض تجارب ثقافية في القسم بطريقة نشطة وتشاركية وان تتاح لهم الفرصة لملاقاة الفنانين والكتاب وممثلي الجمعيات الثقافية المهنية (اتحاد الكتاب /اتحاد المسرحيين/اتحاد الناشرين)، ولكن يمكن أيضًا أن تتم خارج المؤسسة. على سبيل المثال، يمكن لمجموعة من التلاميذ الذين يقدمون مسرحية حضور عرض مسرحي لإثراء مشروعهم.. وثمة احتمال كبير ان تكمل الموارد الثقافية المستخدمة في سياق الحياة المدرسية تلك التي يتم اعتمادها خلال ساعات الدراسة داخل الأقسام.
ان التلميذ كائن في طور النمو، وينبغي للحياة المدرسية بكل مكوناتها الإدارية والتربوية البيداغوجية والمدنية أن تراعي خصوصياته وتاريخه، وماضيه المدرسي، وتجاربه الشخصية وحالته الصحية الجسدية والعقلية. ومن المؤكد أن تبرز الاختلافات والتباينات في السلوك وفي المواقف بين التلاميذ بناء على تجارب كل فرد منهم .وهنا تكمن قوة المشرفين على الحياة المدرسية تكمن في كيفية تحويل اختلافات هؤلاء التلاميذ الى كعامل لإثراء العلاقات المشتركة،فتكون مدخلا إلى التعايش بين المواقف المختلفة. لا توجد حقيقة مطلقة ولكن هناك العديد من الطرق الممكنة للنظر إلى العالم، وبواسطة هذه الرؤية المنفتحة التي تقدمها لنا الحياة يمكن ان نقلص من العنف ومن التنمر ومن العدوانية والتحرش داخل مدارسنا.
*باحث مختص في علم الاجتماع
بقلم : د. منذر عافي (*)
*ان الأنشطة الثقافية التي تمارس خلال ساعات الدراسة (برنامج الثقافة في المدرسة) لها بعض الخصائص المميزة مقارنة بالأنشطة الثقافية التي تتم خارج ساعات الدرس
تعتبر الحياة المدرسية إطارا لتنمية شخصية التلميذ ومواهبه وللتمرّس بالعيش الجماعي، تتجسم فيه علاقات تربوية بين المتعلمين من ناحية وبينهم وبين بقية أطراف الأسرة التربوية من ناحية ثانية، وهي علاقة تقوم على مبادئ الاحترام والإنصاف والموضوعية وتلازم الحقوق والواجبات. أمر عدد 2437 لسنة 2004 مؤرخ في 19 أكتوبر 2004 يتعلق بتنظيم الحياة المدرسية. وتتمثل الحياة المدرسية، بوصفها امتداد للتعلّمات في الاقسام، في ما يمارسه التلاميذ من أنشطة تربوية وثقافية وترفيهية ورياضية وما يسدى لهم من خدمات اجتماعية وصحية في انسجام مع رسالة التربية ووظائف المدرسة.، يتعلق الأمر بـ "جميع الأنشطة التي تتم تحت مسؤولية المؤسسة، سواء أكانت تعليمية أم لا، سواء كانت تتم في القسم أوخارجه، بما في ذلك أوقات الفراغ والأنشطة خارج المؤسسة" ، ،تتمثل إحدى المهام الرئيسية للحياة المدرسية في تعزيز الشعور بالمواطنة لدى التلاميذ، مع مراعاة أبعادهم الاجتماعية وخصوصيات كل واحد منهم، ولا سيما ظروف معيشتهم خارج المؤسسة التربوية. والملاحظ أن الحياة المدرسية، في بلادنا أضحت تشتغل دائما في أوضاع استثنائية وفي مواجهة الطوارئ، (إدارة النزاعات والتوتر والزمن المدرسي وما إلى ذلك) ومهارات التعامل مع الآخرين، من خلال ممارسة، من بين أمور أخرى، في مواجهة الازمات. يشير الفصل 24من الامر الى ما يلي : تعمل ادارة المؤسسة التربوية وكل الاطراف المتعايشين داخلها وكذلك الاولياء على تكريس قواعد العيش معا التي تقتضي احترام الآخرين وصون حرمة المؤسسة وحفظ كرامة العاملين فيها ونبذ السّلوكات المنافية للأخلاق وكل اشكال العنف والتسيّب. إن هذه الأهداف الأساسية لا تنفصل عن القيم الأساسية للمشروع، مثل التفكير النقدي، وروح المبادرة والإبداع، والحرية المسؤولة، واحترام الآخرين،واحترام الطبيعة وتقدير القيم الاجتماعية.
الحياة المدرسية ورشة مفتوحة للعمل الجماعي معًا من أجل مجتمع ديمقراطي ومنصف: نرغب في أن تساعدنا الحياة المدرسية على بناء مجتمع أكثر صدقاً وعدلاً وأخوة وأكثر إنصافاً وحرية. نريد ألا تعيق التعلمات والبرامج المكثفة والزمن المدرسي المغلق عواطف أبنائنا وخيالهم وطاقتهم الإبداعية ولا ارتباطهم بالواقع وما يفرضه من جهد وصبر ومثابرة في تحقيق مشاريعهم.
تنمي قيمة حب الاستكشاف والإبداع: يمكن انتأخذ أنشطة الحياة المدرسية شكل العمل الفردي أو الجماعي،فينطلق من مراكز اهتمام التلاميذ ليشير إلى الأحداث الجارية في انفتاح على محيط المؤسسة التربوية سواء كان قريبًا أو بعيدًا (الشركات والجمعيات والخبراء والثقافة والمتاحف والبلديات) (عبر الرحلات المدرسية والرحلات على وجه الخصوص) يعطي معنى ويخلق روابط بين التعلم والواقع. من خلال الإنجازات الملموسة، يدرك التلميذ من خلال أنشطة الحياة المدرسية فائدة التعلم واهمية المدرسة كأن ينخرط في تأليف مشروع مسرحي، او يشارك في ندوات فكرية أو رحلات تثقيفية تربوية،أو يقوم بكتابة القصص القصيرة،الأغاني،لفصل 13 (جديد)من الأمر عدد 827 لسنة 2012 مؤرخ في 11 جويلية 2012 يتعلق بتنقيح وإتمام الأمر عدد 2437 لسنة 2004 المؤرخ في 19 أكتوبر 2004 المتعلق بتنظيم الحياة المدرسية: تتمثل المهمة الرئيسية لمجلس المؤسسة التربوية في وضع مشروع المدرسة وتقييمه وتعديله عند الاقتضاء. يستهدف مشروع المدرسة تطوير طرق عمل المؤسسة وتحسين مناخها وتجويد خدماتها التربوية في إطار الأهداف التربوية الوطنية. وتراعي المؤسسة عند وضع مشروعها خصائص محيطها الاجتماعي وحاجيات التلاميذ الخصوصية. وهو ما يستدعي تفعيل مشروع المؤسسة بصفة استعجالية والنأي به عن كل توظيف سياسي.
تنمية احترام الذات والآخرين نتطلع الى حياة مدرسية التلاميذ على بناء صورة إيجابية عن أنفسهم وعن العالم من حولهم، دون الوقوع في فخ النمطية والاحكام المسبقة والقوالب الجاهزة التي توفرها وسائط الاتصال والاعلام.هي حياة مدرسية تمتن علاقة التلاميذ بالروح النقدية،واليقظة الذهنية الدائمة،
ساحة المدرسة ليست مكانًا عاديا انها فضاء للحركة والتواصل وكثيرا ما تكون تجربة العزلة هناك مؤلمة لعدد من التلاميذ. يدرك التلاميذ هذا منذ بداية عهدهم بالمدرسة وهم يبذلون الكثير من الطاقة والجهد للتواصل مع أقرانهم، وهو ما يعني تطوير طرق عمل المؤسسة وتحسين مناخها وتجويد خدماتها التربوية.
تنظيم الأنشطة الثقافية والاجتماعية داخل المؤسسة
ان الأنشطة الثقافية التي تمارس خلال ساعات الدراسة (برنامج الثقافة في المدرسة) لها بعض الخصائص المميزة مقارنة بالأنشطة الثقافية التي تتم خارج ساعات الدرس.،يتسنى للتلاميذ خوض تجارب ثقافية في القسم بطريقة نشطة وتشاركية وان تتاح لهم الفرصة لملاقاة الفنانين والكتاب وممثلي الجمعيات الثقافية المهنية (اتحاد الكتاب /اتحاد المسرحيين/اتحاد الناشرين)، ولكن يمكن أيضًا أن تتم خارج المؤسسة. على سبيل المثال، يمكن لمجموعة من التلاميذ الذين يقدمون مسرحية حضور عرض مسرحي لإثراء مشروعهم.. وثمة احتمال كبير ان تكمل الموارد الثقافية المستخدمة في سياق الحياة المدرسية تلك التي يتم اعتمادها خلال ساعات الدراسة داخل الأقسام.
ان التلميذ كائن في طور النمو، وينبغي للحياة المدرسية بكل مكوناتها الإدارية والتربوية البيداغوجية والمدنية أن تراعي خصوصياته وتاريخه، وماضيه المدرسي، وتجاربه الشخصية وحالته الصحية الجسدية والعقلية. ومن المؤكد أن تبرز الاختلافات والتباينات في السلوك وفي المواقف بين التلاميذ بناء على تجارب كل فرد منهم .وهنا تكمن قوة المشرفين على الحياة المدرسية تكمن في كيفية تحويل اختلافات هؤلاء التلاميذ الى كعامل لإثراء العلاقات المشتركة،فتكون مدخلا إلى التعايش بين المواقف المختلفة. لا توجد حقيقة مطلقة ولكن هناك العديد من الطرق الممكنة للنظر إلى العالم، وبواسطة هذه الرؤية المنفتحة التي تقدمها لنا الحياة يمكن ان نقلص من العنف ومن التنمر ومن العدوانية والتحرش داخل مدارسنا.