الدكتور مراد بهلول: مشروعه يلتقي مع فكر الرواد في باب تأصيل التلازم العضوي في الفكر والسلوك بين المعرفة والحرية
طلبته يدعون إلى الاهتمام بارثه العلمي والفكري
تونس- الصباح
فقدت الساحة العلمية والتربوية مؤخرا احد اعلامها الاستاذ احمد شبشوب الذي يعتبر رائدا لعلوم التربية في تونس.
وقد احيى المعهد الاعلى لعلوم التربية والتكوين المستمر بتونس يوم الاحد 18 جوان الجاري موكب اربعينية الراحل بحضور طلبته وزملائه بالجامعة واصدقائه إلى جانب عائلته.
وقد كان الموكب مؤثرا وحرص من عرف الراحل عن قرب على التعبير بالمناسبة عن آيات العرفان للاستاذ احمد شبشوب الذي قضى عقودا كاملة من حياته في البحث والتدريس وفي تكوين المربين وخصص وقتا طويلا للتفكير في سبل تطوير علوم التربية وفي تطوير مناهج التكوين ويحسب له أنه اسس مدرس الدكتوراة لعلوم التربية بتونس وتخرجت على يديه أجيال من المربين ومن بينهم من تحمل مسؤولية المواصلة على نفس النهج الذي أسسه الراحل.
والاستاذ أحمد شبشوب(من مواليد 1947 بصفاقس) حاصل على شهادة دكتوراه دولة في علم النفس التربوي من جامعة السربون بباريس وذلك بعد أن انهى تعليمه الجامعي في تونس بالحصول على الاستاذية في علم النفس. واضافة إلى البحث والتأليف خاصة في مجال البيداغوجيا، شغل الاستاذ أحمد شبشوب عدة مسؤوليات في وزارتي التربية والتعليم العالي فشغل منصب مدير مدرسة الدكتوراه لعلوم التربية ومدير المركز البيداغوجي الجامعي بجامعة تونس ومدير مصلحة علم النفس وعلوم التربية بالمعهد الاعلى لعلوم التربية والتكوين المستمر. وكان الراحل استاذا زائرا بالجامعة الجزائرية ومستشارا لدى البنك الدولي في مجال تكوين الاطار التربوي وتقييمه.
وكما سبق وذكرنا فقد تتلمذ على يدي الراحل العديد من المختصين في علوم التربية ومن بينهم الدكتور مراد بهلول الذي سبق له أن نشر على اعمدة الصباح مقالات حول تطوير مناهج التكوين العلمي في المجال التربوي الذي قدم لنا الشهادة التالية حول استاذه الراحل:
إن كل من عايش الرجل وعمل معه يشهد له بعمق فكره وصرامته ودقته وحبه اللامتناهي للعمل وأثره في مجال علوم التربية في بعدها الاكاديمي البحثي ولكن أيضا في بعدها العملي والتقنوي.
للفقيد مؤلفات كثيرة وعميقة في مجال البحوث التربوية والتعلمية باللسانين العربي والفرنسي اللذان كان يحذقهما بشكل جيد وكان يدعو الطلبة والباحثين الى ضرورة تملك اللغات وحذقها. للفقيد أيضا إضافات كبيرة على المستوى المؤسساتي في تاصيل علوم التربية في الجامعة التونسية وبعث مسالك تكوين المتفقدين والمساعدين البيداغوجيين والمعاهد العليا لتكوين المعلمين منذ إصلاح 1991 مع المرحوم محمد الشرفي. للفقيد مسيرة ثرية من العطاء والتدريس والتكوين والإشراف العلمي الوطني والدولي.
ان مؤلفات المرحوم احمد شبشوب وهي ما هي عليه من تنوع وثراء تتحد مع جوهر المشروع الذي حمله رواد مدرسة الجمهورية منذ إصلاح المرحوم المسعدي 1958 وتواصل مع إصلاح المرحوم الشرفي 1991 : لا بد ان تعمل المدرسة التونسية على إعادة تأصيل التلازم العضوي في الفكر والسلوك بين المعرفة والحرية. وضمن هذا السياق انتظمت اربعينية احمد شبشوب يوم الاحد 18 جوان ببادرة من المعهد الاعلى للتربية والتكوين المستمر الذي اشتغل فيه لمدة تزيد عن اربعين سنة ولكن ايضا من عائلته واصدقائه وطلبته. تداول اغلب الحاضرين كلمات التأبين. فلا تسمع ولا تقرأ غير جمل التبجيل والتكريم والاعتراف بالفضل. حبّ رهيب ملأ الفضاء. لست ادري ما عساه يقول لنا. انا اعرف الاستاذ احمد شبشوب. انه من أولئك الّذين يزهدون في المدح الظاهر والباطن. فقد كان يدعو دائما الى الاشتغال على ما هو جدير بالفكر والعلم والمعرفة. لذلك على اهمية الحدث والاحتفاء بالاربعينية والمشاعر الطيبة والإحساسات النبيلة فاني اعتقد ان تقدير احمد شبشوب لايكون مناسبتيا تحت تأثيرالانفعالات الظرفيّة العابرة، وانما بنقد وتطوير ما انتج وما كتب. وليس ذلك في جوهره إلاّ من باب الاحترام والتقدير للرجل بل أكاد أقول من باب الحبّ له. ان انتاح البحوث والأعمال النقديّة هو الذي ينزّل احمد شبشوب المنزلة الّتي هو بها جدير: منزلة الكبار.
وشدد المتحدث على أن تحمّل المسؤوليّة في مستواها العلمي والاخلاقي ومواصلة التفكير العميق في المسائل التربوية الّتي تتقاطع ضمنها العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة والفلسفة والآداب والفنون بمختلف أنواعها هو الاعتراف والتقدير الحقيقي والمتواصل للاستاذ الراحل وهو موقف يتفق معه جل طلبته الاستاذ احمد شبشوب الذين يعتبرون أن ما تركه من ارث علمي وفكري جدير بالاهتمام وهو نتيجة جهد كبير وعمل استمر أكثر من اربعة عقود وهو بالخصوص نابع من ايمان بأن عملية التربية والتكوين هي الجوهر والاصل في الاشياء في المجتمع.
ح س
الدكتور مراد بهلول: مشروعه يلتقي مع فكر الرواد في باب تأصيل التلازم العضوي في الفكر والسلوك بين المعرفة والحرية
طلبته يدعون إلى الاهتمام بارثه العلمي والفكري
تونس- الصباح
فقدت الساحة العلمية والتربوية مؤخرا احد اعلامها الاستاذ احمد شبشوب الذي يعتبر رائدا لعلوم التربية في تونس.
وقد احيى المعهد الاعلى لعلوم التربية والتكوين المستمر بتونس يوم الاحد 18 جوان الجاري موكب اربعينية الراحل بحضور طلبته وزملائه بالجامعة واصدقائه إلى جانب عائلته.
وقد كان الموكب مؤثرا وحرص من عرف الراحل عن قرب على التعبير بالمناسبة عن آيات العرفان للاستاذ احمد شبشوب الذي قضى عقودا كاملة من حياته في البحث والتدريس وفي تكوين المربين وخصص وقتا طويلا للتفكير في سبل تطوير علوم التربية وفي تطوير مناهج التكوين ويحسب له أنه اسس مدرس الدكتوراة لعلوم التربية بتونس وتخرجت على يديه أجيال من المربين ومن بينهم من تحمل مسؤولية المواصلة على نفس النهج الذي أسسه الراحل.
والاستاذ أحمد شبشوب(من مواليد 1947 بصفاقس) حاصل على شهادة دكتوراه دولة في علم النفس التربوي من جامعة السربون بباريس وذلك بعد أن انهى تعليمه الجامعي في تونس بالحصول على الاستاذية في علم النفس. واضافة إلى البحث والتأليف خاصة في مجال البيداغوجيا، شغل الاستاذ أحمد شبشوب عدة مسؤوليات في وزارتي التربية والتعليم العالي فشغل منصب مدير مدرسة الدكتوراه لعلوم التربية ومدير المركز البيداغوجي الجامعي بجامعة تونس ومدير مصلحة علم النفس وعلوم التربية بالمعهد الاعلى لعلوم التربية والتكوين المستمر. وكان الراحل استاذا زائرا بالجامعة الجزائرية ومستشارا لدى البنك الدولي في مجال تكوين الاطار التربوي وتقييمه.
وكما سبق وذكرنا فقد تتلمذ على يدي الراحل العديد من المختصين في علوم التربية ومن بينهم الدكتور مراد بهلول الذي سبق له أن نشر على اعمدة الصباح مقالات حول تطوير مناهج التكوين العلمي في المجال التربوي الذي قدم لنا الشهادة التالية حول استاذه الراحل:
إن كل من عايش الرجل وعمل معه يشهد له بعمق فكره وصرامته ودقته وحبه اللامتناهي للعمل وأثره في مجال علوم التربية في بعدها الاكاديمي البحثي ولكن أيضا في بعدها العملي والتقنوي.
للفقيد مؤلفات كثيرة وعميقة في مجال البحوث التربوية والتعلمية باللسانين العربي والفرنسي اللذان كان يحذقهما بشكل جيد وكان يدعو الطلبة والباحثين الى ضرورة تملك اللغات وحذقها. للفقيد أيضا إضافات كبيرة على المستوى المؤسساتي في تاصيل علوم التربية في الجامعة التونسية وبعث مسالك تكوين المتفقدين والمساعدين البيداغوجيين والمعاهد العليا لتكوين المعلمين منذ إصلاح 1991 مع المرحوم محمد الشرفي. للفقيد مسيرة ثرية من العطاء والتدريس والتكوين والإشراف العلمي الوطني والدولي.
ان مؤلفات المرحوم احمد شبشوب وهي ما هي عليه من تنوع وثراء تتحد مع جوهر المشروع الذي حمله رواد مدرسة الجمهورية منذ إصلاح المرحوم المسعدي 1958 وتواصل مع إصلاح المرحوم الشرفي 1991 : لا بد ان تعمل المدرسة التونسية على إعادة تأصيل التلازم العضوي في الفكر والسلوك بين المعرفة والحرية. وضمن هذا السياق انتظمت اربعينية احمد شبشوب يوم الاحد 18 جوان ببادرة من المعهد الاعلى للتربية والتكوين المستمر الذي اشتغل فيه لمدة تزيد عن اربعين سنة ولكن ايضا من عائلته واصدقائه وطلبته. تداول اغلب الحاضرين كلمات التأبين. فلا تسمع ولا تقرأ غير جمل التبجيل والتكريم والاعتراف بالفضل. حبّ رهيب ملأ الفضاء. لست ادري ما عساه يقول لنا. انا اعرف الاستاذ احمد شبشوب. انه من أولئك الّذين يزهدون في المدح الظاهر والباطن. فقد كان يدعو دائما الى الاشتغال على ما هو جدير بالفكر والعلم والمعرفة. لذلك على اهمية الحدث والاحتفاء بالاربعينية والمشاعر الطيبة والإحساسات النبيلة فاني اعتقد ان تقدير احمد شبشوب لايكون مناسبتيا تحت تأثيرالانفعالات الظرفيّة العابرة، وانما بنقد وتطوير ما انتج وما كتب. وليس ذلك في جوهره إلاّ من باب الاحترام والتقدير للرجل بل أكاد أقول من باب الحبّ له. ان انتاح البحوث والأعمال النقديّة هو الذي ينزّل احمد شبشوب المنزلة الّتي هو بها جدير: منزلة الكبار.
وشدد المتحدث على أن تحمّل المسؤوليّة في مستواها العلمي والاخلاقي ومواصلة التفكير العميق في المسائل التربوية الّتي تتقاطع ضمنها العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة والفلسفة والآداب والفنون بمختلف أنواعها هو الاعتراف والتقدير الحقيقي والمتواصل للاستاذ الراحل وهو موقف يتفق معه جل طلبته الاستاذ احمد شبشوب الذين يعتبرون أن ما تركه من ارث علمي وفكري جدير بالاهتمام وهو نتيجة جهد كبير وعمل استمر أكثر من اربعة عقود وهو بالخصوص نابع من ايمان بأن عملية التربية والتكوين هي الجوهر والاصل في الاشياء في المجتمع.