إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم.. عقل قرش ..!

 

يرويها: أبو بكر الصغير

  ما أجمل أن يكون الإنسان مثل البحر لا أحد يعرف أسراره.

 لا حديث هذه الأيام إلا عن أسماك القرش وخطرها، وحلم كلّ مواطن بعطلة صيفية بحرية آمنة.

 ترك فيلم «القرش المفترس "(Jaws)الشهير، عام 1975، بصماته على جيل كامل.

   يصور القرش على أنه مفترس متعطش للدماء، خاصة القرش الأبيض الكبير، الذي أصبح رهاب السباح، مفترسا خطيرا وحيوانا بحريا فضوليا .

   هنالك 500 نوع معروفة من أسماك القرش، من صغيرة إلى حجم حافلة، تتجول في مياه كوكبنا، لا يزال العلماء يحاولون كشف أسرار هذه الأسماك المسننة.

  عندما اكتشف الباحثون أن أسماك القرش لديها أدمغة، فاجأهم ذلك، رغم إنها معروفة جيدًا، بالفراغ العاطفي، صحراء عقلية، الحياة الداخلية لسمك القرش مثل جلده: ناعمة و باردة مثل ماء الأعماق.

أظهرت دراسات عن دماغ سمك القرش أنه شبيه ببعض النواحي بدماغ الإنسان، ما يسمح بتطوير وسائل جديدة وبصرية بشكل خاص لحماية الأشخاص في البحر.

    سمك القرش الأبيض الضخم المسؤول عن غالبية الحوادث المميتة في أستراليا لديه أجزاء كبيرة في الدماغ مرتبطة بالإدراك البصري، ما يعني أنه يتأثر بالمنفرات البصرية بشكل أكبر من الأنواع الحيوانية الأخرى.

  لكن رغم ذلك يبقى آلة قتل تعيث فسادا لبعض الوقت على سواحل البحار .

 تخرج هذه الأسماك للمناطق القريبة من الشواطئ في ثلاث حالات، أولها عندما تلقي بعض المراكب الحيوانات النافقة في المياه، أما الحالة الثانية عندما يقدم أصحاب المراكب طعاما لأسماك القرش ما يغير من طبيعة تغذيتها، والحالة الثالثة في وضع الولادة.

  تعتبر الرائحة أفضل حاسة لدى أسماك القرش، يمكن لها أن تشم رائحة الدم من مسافة كيلومتر، تحدد بإمكاناتها الفطرية مسافة الرائحة وشدتها، كذلك مسار  ومصدر هذه الرائحة، تتحقق من الاتجاه والمسافة، وبالتالي تعدل وجهتها .

  يتساءل البعض، عن سبب عودة انتشار اسماك القرش، في بحارنا، تحديدا المتوسّط،  لماذا تنامى خطرها بهذا الشكل فجأة؟

   الجواب سهل ينقله لنا الخبراء والمختصون وهو تنامي عدد الجثث الآدمية التي تلقي بها مراكب الموت لـ"الحراقة" كلّ يوم جعلت حدودنا البحرية بيئة مغرية لهذا النوع من الأسماك بما أدى إلى تكاثرها والاستقرار فيها .

   لكن بالمقابل يقول بعض العلماء انه لا يوجد شيء اسمه سمكة قرش خطيرة، فالمواقف التي نخلقها تحت الماء يمكن أن تكون هي الخطر بعينه.

 بالتالي يوجهون نصائح مهمة للحماية من هذه القروش، يمكن اختصارها في أربع كلمات:  الوجه - الدليل - الدفع – التحرك، بمعنى أن يبقى المرء  في وضعية مواجهة  لقرش البحر، لا يرتبك ولا يهرب منه، يظل واقفا عموديا ثمّ يكون دليل هذا القرش ويحاول توجيهه برفق في اتجاه آخر، إن لزم الأمر دفعه، فالتحرك وأخذ مسافة منه .

   فأسماك القرش بطبعها فضوليّة وعادة ما تريد فقط معرفة من يكون بالضبط أمامها وأفضل الحالات أن تجعلها تراك مفترسًا خطرا عليها وليس فريسة.

 البحر وحده لا يبوح بسرّ أحدٍ لأحد، فهو قطرات، وإن في كل قطرة كل ما في البحر من عوالم ومعاني.

حكاياتهم..  عقل قرش ..!

 

يرويها: أبو بكر الصغير

  ما أجمل أن يكون الإنسان مثل البحر لا أحد يعرف أسراره.

 لا حديث هذه الأيام إلا عن أسماك القرش وخطرها، وحلم كلّ مواطن بعطلة صيفية بحرية آمنة.

 ترك فيلم «القرش المفترس "(Jaws)الشهير، عام 1975، بصماته على جيل كامل.

   يصور القرش على أنه مفترس متعطش للدماء، خاصة القرش الأبيض الكبير، الذي أصبح رهاب السباح، مفترسا خطيرا وحيوانا بحريا فضوليا .

   هنالك 500 نوع معروفة من أسماك القرش، من صغيرة إلى حجم حافلة، تتجول في مياه كوكبنا، لا يزال العلماء يحاولون كشف أسرار هذه الأسماك المسننة.

  عندما اكتشف الباحثون أن أسماك القرش لديها أدمغة، فاجأهم ذلك، رغم إنها معروفة جيدًا، بالفراغ العاطفي، صحراء عقلية، الحياة الداخلية لسمك القرش مثل جلده: ناعمة و باردة مثل ماء الأعماق.

أظهرت دراسات عن دماغ سمك القرش أنه شبيه ببعض النواحي بدماغ الإنسان، ما يسمح بتطوير وسائل جديدة وبصرية بشكل خاص لحماية الأشخاص في البحر.

    سمك القرش الأبيض الضخم المسؤول عن غالبية الحوادث المميتة في أستراليا لديه أجزاء كبيرة في الدماغ مرتبطة بالإدراك البصري، ما يعني أنه يتأثر بالمنفرات البصرية بشكل أكبر من الأنواع الحيوانية الأخرى.

  لكن رغم ذلك يبقى آلة قتل تعيث فسادا لبعض الوقت على سواحل البحار .

 تخرج هذه الأسماك للمناطق القريبة من الشواطئ في ثلاث حالات، أولها عندما تلقي بعض المراكب الحيوانات النافقة في المياه، أما الحالة الثانية عندما يقدم أصحاب المراكب طعاما لأسماك القرش ما يغير من طبيعة تغذيتها، والحالة الثالثة في وضع الولادة.

  تعتبر الرائحة أفضل حاسة لدى أسماك القرش، يمكن لها أن تشم رائحة الدم من مسافة كيلومتر، تحدد بإمكاناتها الفطرية مسافة الرائحة وشدتها، كذلك مسار  ومصدر هذه الرائحة، تتحقق من الاتجاه والمسافة، وبالتالي تعدل وجهتها .

  يتساءل البعض، عن سبب عودة انتشار اسماك القرش، في بحارنا، تحديدا المتوسّط،  لماذا تنامى خطرها بهذا الشكل فجأة؟

   الجواب سهل ينقله لنا الخبراء والمختصون وهو تنامي عدد الجثث الآدمية التي تلقي بها مراكب الموت لـ"الحراقة" كلّ يوم جعلت حدودنا البحرية بيئة مغرية لهذا النوع من الأسماك بما أدى إلى تكاثرها والاستقرار فيها .

   لكن بالمقابل يقول بعض العلماء انه لا يوجد شيء اسمه سمكة قرش خطيرة، فالمواقف التي نخلقها تحت الماء يمكن أن تكون هي الخطر بعينه.

 بالتالي يوجهون نصائح مهمة للحماية من هذه القروش، يمكن اختصارها في أربع كلمات:  الوجه - الدليل - الدفع – التحرك، بمعنى أن يبقى المرء  في وضعية مواجهة  لقرش البحر، لا يرتبك ولا يهرب منه، يظل واقفا عموديا ثمّ يكون دليل هذا القرش ويحاول توجيهه برفق في اتجاه آخر، إن لزم الأمر دفعه، فالتحرك وأخذ مسافة منه .

   فأسماك القرش بطبعها فضوليّة وعادة ما تريد فقط معرفة من يكون بالضبط أمامها وأفضل الحالات أن تجعلها تراك مفترسًا خطرا عليها وليس فريسة.

 البحر وحده لا يبوح بسرّ أحدٍ لأحد، فهو قطرات، وإن في كل قطرة كل ما في البحر من عوالم ومعاني.