مراجعة الانتدابات في شركات البستنة..، اعتقد انّه أهم قرار تمّ اتخاذه هذه الفترة .
يمكن وصف علاقات العمل على أنها تبادل منافع:فالعمال مستعدون للعمل بجهد ومثابرة مقابل أجر ومكافأة.
تمشيا مع هذه الفرضية، سلطت العديد من الأعمال التي تفترض وجود علاقة ثنائية بين صاحب العمل والعامل الضوء على قاعدة المعاملة بالمثل الإيجابية في هذه المواقف: يختار العمال بشكل منهجي جهودًا أكبر استجابة لوفرة العرض وحجم الأجر الأكثر.
يكمن السؤال في متانة هذه النتيجة عند النظر في العديد من العاملين داخل شركة أو إدارة.
فالعمل هو الثمن الذي تدفعه في مقابل المساحة التي تشغلها على سطح الأرض، فنحن ندرس ونتعلم ونتخرّج بعد جهد جهيد لكي نجد عملا مرموقا في نهاية الأمر.
يرتبط مفهوم العمل اليوم ارتباطا جوهريا بفكرة الإنتاج والمكافأة . العمل هو بذل جهد والحصول على أجر في المقابل .
إن العمل وحده يساهم في تحقيق الذات لكنّه كذلك الثمن الذي ندفعه مقابل المال الذي نقبضه .
تونس، حالة استثناء عالمية، عشرات الآلاف من الشباب والمواطنين يتسلمون منحا وأجورا دون أي مقابل عمل أو جهد، بعض هذه الأجور تفوق ما يتسلّمه شاب طبيب متربّص بمؤسسة صحية عمومية بعد سبع سنوات دراسة جامعية !!.
إن العمل لقاء لا شيء، يجعل المرء كسولا، بل إن هؤلاء تفنّنوا ليس في الكسل فحسب بل كذلك في التحيّل أمام ضعف إدارة وسلطة وغياب أي شكل من أشكال الرقابة .
عندما اجتهدت إحدى المصالح الإدارية للقيام بعملية جرد وتثبّت من قائمات هؤلاء المستفيدين من برنامج "شركات البستنة"، لم نرهم يوما غرسوا فسيلة واحدة، عمّت موجة احتجاجات واعتصامات وتمّ اعتبار مثل هذا الإجراء مسّا بكرامة الشباب المستفيد دون وجه حقّ .
لكن ما هو أخطر، إن عصابات تقف وراء مثل هذه الشركات، لا يكفي أنها لا تعمل ولا تفيد شيئا اقتصاد البلاد، ولا تنتج ثروة بل إنها وفي سياق موجات احتجاج وضغط تعطّل حتى المؤسسات ومراكز الإنتاج مثلما حصل قبل أشهر بمنطقة قبلي حيث عمد أتباع إحدى هذه الشركات إلى نصب خيام في الطريق الوطنية رقم 16 الرابطة بين ولايتي قبلي وقابس لمنع دخول وخروج الشاحنات المخصصة لنقل المحروقات بما كلّف المجموعة الوطنية خسائر بعشرات المليارات .
إن هذه الشركات وهذا النمط في العمل والتأجير، أرقى أشكال الفساد، بمثابة رشوة اجتماعية وسياسة تشغيل هشة لا يرجى منها أي منفعة أو فائدة لا الدولة ولا للمجموعة الوطنية !.
لو أراد الإنسان أن يعيش حقاً، فعليه أن يعمل ويجتهد وأن يكون مفيدا لأهله ووطنه .
إن عملا يجهد ولا فراغ يفسد، فالانضباط والعمل هما روح وجودنا، لا يجب أن نستهين بأبعادهما.
الحب والعمل هما الشيئان الحقيقيان الوحيدان في حياتنا.
يرويها: أبو بكر الصغير
مراجعة الانتدابات في شركات البستنة..، اعتقد انّه أهم قرار تمّ اتخاذه هذه الفترة .
يمكن وصف علاقات العمل على أنها تبادل منافع:فالعمال مستعدون للعمل بجهد ومثابرة مقابل أجر ومكافأة.
تمشيا مع هذه الفرضية، سلطت العديد من الأعمال التي تفترض وجود علاقة ثنائية بين صاحب العمل والعامل الضوء على قاعدة المعاملة بالمثل الإيجابية في هذه المواقف: يختار العمال بشكل منهجي جهودًا أكبر استجابة لوفرة العرض وحجم الأجر الأكثر.
يكمن السؤال في متانة هذه النتيجة عند النظر في العديد من العاملين داخل شركة أو إدارة.
فالعمل هو الثمن الذي تدفعه في مقابل المساحة التي تشغلها على سطح الأرض، فنحن ندرس ونتعلم ونتخرّج بعد جهد جهيد لكي نجد عملا مرموقا في نهاية الأمر.
يرتبط مفهوم العمل اليوم ارتباطا جوهريا بفكرة الإنتاج والمكافأة . العمل هو بذل جهد والحصول على أجر في المقابل .
إن العمل وحده يساهم في تحقيق الذات لكنّه كذلك الثمن الذي ندفعه مقابل المال الذي نقبضه .
تونس، حالة استثناء عالمية، عشرات الآلاف من الشباب والمواطنين يتسلمون منحا وأجورا دون أي مقابل عمل أو جهد، بعض هذه الأجور تفوق ما يتسلّمه شاب طبيب متربّص بمؤسسة صحية عمومية بعد سبع سنوات دراسة جامعية !!.
إن العمل لقاء لا شيء، يجعل المرء كسولا، بل إن هؤلاء تفنّنوا ليس في الكسل فحسب بل كذلك في التحيّل أمام ضعف إدارة وسلطة وغياب أي شكل من أشكال الرقابة .
عندما اجتهدت إحدى المصالح الإدارية للقيام بعملية جرد وتثبّت من قائمات هؤلاء المستفيدين من برنامج "شركات البستنة"، لم نرهم يوما غرسوا فسيلة واحدة، عمّت موجة احتجاجات واعتصامات وتمّ اعتبار مثل هذا الإجراء مسّا بكرامة الشباب المستفيد دون وجه حقّ .
لكن ما هو أخطر، إن عصابات تقف وراء مثل هذه الشركات، لا يكفي أنها لا تعمل ولا تفيد شيئا اقتصاد البلاد، ولا تنتج ثروة بل إنها وفي سياق موجات احتجاج وضغط تعطّل حتى المؤسسات ومراكز الإنتاج مثلما حصل قبل أشهر بمنطقة قبلي حيث عمد أتباع إحدى هذه الشركات إلى نصب خيام في الطريق الوطنية رقم 16 الرابطة بين ولايتي قبلي وقابس لمنع دخول وخروج الشاحنات المخصصة لنقل المحروقات بما كلّف المجموعة الوطنية خسائر بعشرات المليارات .
إن هذه الشركات وهذا النمط في العمل والتأجير، أرقى أشكال الفساد، بمثابة رشوة اجتماعية وسياسة تشغيل هشة لا يرجى منها أي منفعة أو فائدة لا الدولة ولا للمجموعة الوطنية !.
لو أراد الإنسان أن يعيش حقاً، فعليه أن يعمل ويجتهد وأن يكون مفيدا لأهله ووطنه .
إن عملا يجهد ولا فراغ يفسد، فالانضباط والعمل هما روح وجودنا، لا يجب أن نستهين بأبعادهما.
الحب والعمل هما الشيئان الحقيقيان الوحيدان في حياتنا.