إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مباركة عواينية البراهمي لـ"الصباح": على الوزراء الفاشلين في حكومة بودن الاعتذار من الشعب

 

يخطئ من يعتقد أن المرأة اليوم في خطر

تونس – الصباح

أكدت مباركة عواينية البراهمي، القيادية في التيار الشعبي ورئيسة مركز الشهيد محمد البراهمي للسلم والتضامن، أن المرأة في تونس مثلما كانت صمام أمان في المراحل الصعبة التي عرفتها بلادنا في مرحلة ما بعد ثورة 2011، حققت التوازن وكانت محل رهان وترجيح كفة كل الأحزاب السياسية التي كانت فاعلة في منظومة الحكم سواء منها حركة النهضة أو نداء تونس أو غيرها من الأحزاب الأقلية، فإنها قادرة اليوم أكثر من أي وقت مضى على قلب الموازين في المشهد السياسي نظرا لكونها شجاعة ومجاهدة ولها قدرة على التضحية لصنع وكسب التحدي.

وعبرت في حديثها لـ"الصباح"، عن استنكارها لما يروج له البعض من كون المرأة مستهدفة وأن هناك عملية إقصاء وإبعاد لها من الحياة السياسية وقالت في نفس الإطار: "أستغرب مما يروج له البعض من أفكار من هذا القبيل ومرد ذلك في تقديري أن الأغلبية لم يفهموا بعد حقيقة الوضع والمتغيرات في تونس ولم يستخلصوا العبر من التجارب التي عاشتها بلادنا في عشرية ما قبل 2021، وهي أن الأحزاب والجمعيات كتنظيمات لم تعد آلية قادرة على استقطاب الناس بعد فشلها في تحقيق انتظاراتهم وتقديم برامج وطنية شاملة هادفة، مقابل اقتصارها على تحقيق وخدمة مصالح فئوية وحزبية ضيقة، وهذا ما جعل الأحزاب وغيرها من الهياكل والتنظيمات تعيش أزمة وهذا ليس شأنا تونسيا فحسب بل يشكل واقع الأحزاب في العالم".

كما أفادت البرلمانية السابقة أن عددا كبيرا من الأحزاب المكونة للمشهد السياسي في تونس والفاعلة في منظومة الحكم السابقة لم يعد لها وجود وبعضها الآخر لا يزال ينازع البقاء على غرار نداء تونس وقلب تونس والنهضة وفسرت ذلك بقولها: "بعد الإطاحة بمنظومة الراحل زين العابدين بن علي التي كانت تمسك الواقع السياسي بقبضة من حديد، عرفت بلادنا إسهالا حزبيا وجمعياتيا ومدنيا ولكن أغلب الطبقة السياسية اتجهت إلى خدمة المصالح الحزبية والشخصية الضيقة. لذا علينا جميعا اليوم أن نعي أن الشعب لم يعد يثق في هذه المكونات وأننا كناشطين في الحقل السياسي مطالبون بالقيام بالمراجعات الحقيقية المطلوبة ومراعاة هذه المعادلة الجديدة".

في المقابل دعت مباركة البراهمي المختصين في علمي الاجتماع والنفس والمؤرخين والنخب بشكل عام، للاشتغال على هذه النقاط والظواهر خاصة في ظل الأفق القصير الذي يغلب على البعض.

في جانب آخر أكدت محدثتنا أنها تواصل نشاطها كقيادية ضمن اللجنة المركزية للتيار الشعبي باعتباره جسما سياسيا يسعى ليكون فاعلا في الحياة السياسية في تونس الجديدة وذلك عبر بلورة أفكاره وبرامجه وتوجهاته وفقا لمتطلبات مرحلة الإصلاح والبناء لتونس الجديدة في هذه المرحلة التي وصفتها بالصعبة جدا. لأنها تعتبر الأحزاب التي لم تشارك في ما وصفته بـ"المهازل" التي قادتها أحزاب النهضة ونداء تونس وغيرها، استوعبت خصوصيات المرحلة ومتغيراتها الشاملة وتعمل على أعادة التشكل والتنظم الهادف والبناء.

فيما انتقدت عواينية طيفا آخر من السياسيين قائلة:"هناك أحزاب للأسف تغير لونها مع كل حقبة ومنظومة ورغم انكشاف كل الألاعيب والأجندات تواصل اليوم الهرولة وراء طموحاتها من أجل المناصب، فقد كانت شركاء في حكومات "الترويكا" فالنداء والنهضة... وهؤلاء المتلونين هم أخطر فئة سياسية على تونس من أعدائها الخارجيين".

كما أفادت مباركة عوانينية البراهمي أن مركز الشهيد محمد البراهمي للسلم والتضامن يواصل اشتغاله على عدة ملفات حارقة من بينها ملف إعادة العلاقات بين تونس وسوريا وملف الاغتيالات السياسية والإرهاب وغيرها.

 يفترض أنها حكومة حرب لكن!

وفي إجابتها عن تقييمها لمدى نجاح حكومة بودن منذ مباشرة مهامها إلى اليوم، أفادت رئيسة مركز محمد البراهمي للسلم والتضامن أن هذه الحكومة وجدت تركة ثقيلة بعد ما خلفته منظومة الحكم السابقة فضلا عن تداعيات أزمة كوفيد 19 العالمية والحرب الأوكرانية الروسية والجفاف، ولكن ذلك لا يبرؤها من الفشل وتحميلها مسؤولية الفشل الذريع في إدارة شؤون الدولة وعدم القدرة على تقديم مردود وبرنامج ينسجم ويتناغم مع توجهات ومطالب وانتظارات مسار ما بعد 25 جويلية 2021، حسب رأيها. وأضافت قائلة:"كل متابع للوضع اليوم يقر ويؤكد التقصير والقصور وغياب التنسيق والعجز والفشل الذريع لحكومة بودن، لذا على وزراء هذه الحكومة الاعتراف بعجزهم والاعتذار من الشعب التونسي لأنه يفترض أنها حكومة حرب تراهن على الكفاءات القادرة على الخدمة والتغيير للأفضل وليس الاكتفاء بالامتيازات والسعي للمصالح الضيقة وعلى كل من تحمل مسؤولية يجب أن يكون في مستوى تلك المسؤولية. وعلى الجميع الاتعاظ ممن سبقوهم وسلكوا نفس المنهج فأغلبهم اليوم يلاحقهم القضاء أو فارين من العدالة". وهي تعتبر أنه يفترض اليوم أن تكون المحاسبة بعد التقييم أولوية في هذه الحكومة للوزراء وأصحاب المسؤوليات.

كما أضافت: "بلادنا تزخر بالكفاءات وعلى رئيس الجمهورية مراجعة التعيينات في الحكومة وفي الإدارات والمؤسسات لأن المرحلة والبلاد لم تعد تحتمل مزيدا من التأخير في هذا الأمر، وهناك من هم قادرون على صنع ربيع تونس ووضع المصلحة العليا للوطن والشعب فوق كل اعتبار".

  أداء ضعيف

وفي تطرقها لمجلس نواب الشعب اعتبرت عواينية أن أداء البرلمان الحالي يعد ضعيفا خاصة أنه يغلب على أعضائه أنهم مستقلين وبعضهم الآخر تقف وراءه جهات حزبية. وأرجعت ذلك إلى أن أغلبهم ليست له تجارب سياسية سابقة. وترى أنه مع الوقت يمكن لهؤلاء اكتساب التجربة أو يكونوا سياسيي المستقبل الذين يختلفون عن الجيل السياسي الكلاسيكي.

نزيهة الغضباني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مباركة عواينية البراهمي لـ"الصباح":  على الوزراء الفاشلين في حكومة بودن الاعتذار من الشعب

 

يخطئ من يعتقد أن المرأة اليوم في خطر

تونس – الصباح

أكدت مباركة عواينية البراهمي، القيادية في التيار الشعبي ورئيسة مركز الشهيد محمد البراهمي للسلم والتضامن، أن المرأة في تونس مثلما كانت صمام أمان في المراحل الصعبة التي عرفتها بلادنا في مرحلة ما بعد ثورة 2011، حققت التوازن وكانت محل رهان وترجيح كفة كل الأحزاب السياسية التي كانت فاعلة في منظومة الحكم سواء منها حركة النهضة أو نداء تونس أو غيرها من الأحزاب الأقلية، فإنها قادرة اليوم أكثر من أي وقت مضى على قلب الموازين في المشهد السياسي نظرا لكونها شجاعة ومجاهدة ولها قدرة على التضحية لصنع وكسب التحدي.

وعبرت في حديثها لـ"الصباح"، عن استنكارها لما يروج له البعض من كون المرأة مستهدفة وأن هناك عملية إقصاء وإبعاد لها من الحياة السياسية وقالت في نفس الإطار: "أستغرب مما يروج له البعض من أفكار من هذا القبيل ومرد ذلك في تقديري أن الأغلبية لم يفهموا بعد حقيقة الوضع والمتغيرات في تونس ولم يستخلصوا العبر من التجارب التي عاشتها بلادنا في عشرية ما قبل 2021، وهي أن الأحزاب والجمعيات كتنظيمات لم تعد آلية قادرة على استقطاب الناس بعد فشلها في تحقيق انتظاراتهم وتقديم برامج وطنية شاملة هادفة، مقابل اقتصارها على تحقيق وخدمة مصالح فئوية وحزبية ضيقة، وهذا ما جعل الأحزاب وغيرها من الهياكل والتنظيمات تعيش أزمة وهذا ليس شأنا تونسيا فحسب بل يشكل واقع الأحزاب في العالم".

كما أفادت البرلمانية السابقة أن عددا كبيرا من الأحزاب المكونة للمشهد السياسي في تونس والفاعلة في منظومة الحكم السابقة لم يعد لها وجود وبعضها الآخر لا يزال ينازع البقاء على غرار نداء تونس وقلب تونس والنهضة وفسرت ذلك بقولها: "بعد الإطاحة بمنظومة الراحل زين العابدين بن علي التي كانت تمسك الواقع السياسي بقبضة من حديد، عرفت بلادنا إسهالا حزبيا وجمعياتيا ومدنيا ولكن أغلب الطبقة السياسية اتجهت إلى خدمة المصالح الحزبية والشخصية الضيقة. لذا علينا جميعا اليوم أن نعي أن الشعب لم يعد يثق في هذه المكونات وأننا كناشطين في الحقل السياسي مطالبون بالقيام بالمراجعات الحقيقية المطلوبة ومراعاة هذه المعادلة الجديدة".

في المقابل دعت مباركة البراهمي المختصين في علمي الاجتماع والنفس والمؤرخين والنخب بشكل عام، للاشتغال على هذه النقاط والظواهر خاصة في ظل الأفق القصير الذي يغلب على البعض.

في جانب آخر أكدت محدثتنا أنها تواصل نشاطها كقيادية ضمن اللجنة المركزية للتيار الشعبي باعتباره جسما سياسيا يسعى ليكون فاعلا في الحياة السياسية في تونس الجديدة وذلك عبر بلورة أفكاره وبرامجه وتوجهاته وفقا لمتطلبات مرحلة الإصلاح والبناء لتونس الجديدة في هذه المرحلة التي وصفتها بالصعبة جدا. لأنها تعتبر الأحزاب التي لم تشارك في ما وصفته بـ"المهازل" التي قادتها أحزاب النهضة ونداء تونس وغيرها، استوعبت خصوصيات المرحلة ومتغيراتها الشاملة وتعمل على أعادة التشكل والتنظم الهادف والبناء.

فيما انتقدت عواينية طيفا آخر من السياسيين قائلة:"هناك أحزاب للأسف تغير لونها مع كل حقبة ومنظومة ورغم انكشاف كل الألاعيب والأجندات تواصل اليوم الهرولة وراء طموحاتها من أجل المناصب، فقد كانت شركاء في حكومات "الترويكا" فالنداء والنهضة... وهؤلاء المتلونين هم أخطر فئة سياسية على تونس من أعدائها الخارجيين".

كما أفادت مباركة عوانينية البراهمي أن مركز الشهيد محمد البراهمي للسلم والتضامن يواصل اشتغاله على عدة ملفات حارقة من بينها ملف إعادة العلاقات بين تونس وسوريا وملف الاغتيالات السياسية والإرهاب وغيرها.

 يفترض أنها حكومة حرب لكن!

وفي إجابتها عن تقييمها لمدى نجاح حكومة بودن منذ مباشرة مهامها إلى اليوم، أفادت رئيسة مركز محمد البراهمي للسلم والتضامن أن هذه الحكومة وجدت تركة ثقيلة بعد ما خلفته منظومة الحكم السابقة فضلا عن تداعيات أزمة كوفيد 19 العالمية والحرب الأوكرانية الروسية والجفاف، ولكن ذلك لا يبرؤها من الفشل وتحميلها مسؤولية الفشل الذريع في إدارة شؤون الدولة وعدم القدرة على تقديم مردود وبرنامج ينسجم ويتناغم مع توجهات ومطالب وانتظارات مسار ما بعد 25 جويلية 2021، حسب رأيها. وأضافت قائلة:"كل متابع للوضع اليوم يقر ويؤكد التقصير والقصور وغياب التنسيق والعجز والفشل الذريع لحكومة بودن، لذا على وزراء هذه الحكومة الاعتراف بعجزهم والاعتذار من الشعب التونسي لأنه يفترض أنها حكومة حرب تراهن على الكفاءات القادرة على الخدمة والتغيير للأفضل وليس الاكتفاء بالامتيازات والسعي للمصالح الضيقة وعلى كل من تحمل مسؤولية يجب أن يكون في مستوى تلك المسؤولية. وعلى الجميع الاتعاظ ممن سبقوهم وسلكوا نفس المنهج فأغلبهم اليوم يلاحقهم القضاء أو فارين من العدالة". وهي تعتبر أنه يفترض اليوم أن تكون المحاسبة بعد التقييم أولوية في هذه الحكومة للوزراء وأصحاب المسؤوليات.

كما أضافت: "بلادنا تزخر بالكفاءات وعلى رئيس الجمهورية مراجعة التعيينات في الحكومة وفي الإدارات والمؤسسات لأن المرحلة والبلاد لم تعد تحتمل مزيدا من التأخير في هذا الأمر، وهناك من هم قادرون على صنع ربيع تونس ووضع المصلحة العليا للوطن والشعب فوق كل اعتبار".

  أداء ضعيف

وفي تطرقها لمجلس نواب الشعب اعتبرت عواينية أن أداء البرلمان الحالي يعد ضعيفا خاصة أنه يغلب على أعضائه أنهم مستقلين وبعضهم الآخر تقف وراءه جهات حزبية. وأرجعت ذلك إلى أن أغلبهم ليست له تجارب سياسية سابقة. وترى أنه مع الوقت يمكن لهؤلاء اكتساب التجربة أو يكونوا سياسيي المستقبل الذين يختلفون عن الجيل السياسي الكلاسيكي.

نزيهة الغضباني