إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

لقب ببلبل الاذاعة .. رحيل الاعلامي نبيل بن زكري بعد مسيرة طويلة وعلاقة قوية مع المصدح والمستمعين

 

تونس- الصباح

تلقت الساحة الاعلامية والثقافية خبر رحيل الاعلامي والمنشط الاذاعي ( الاذاعة الوطنية)  نبيل بن زكري الذي وافته المنية يوم الثلاثاء بعد وعكة صحية حادة فارق على اثرها الحياة رغم التدخل الجراحي ومحاولات الطواقم الطبية انقاذه وهبّة عائلته واصدقائه وزملائه من أجله.

وقد  خلف خبر رحيل نبيل بن زكري الملقب ببلبل الاذاعة حزنا كبيرا في الساحة الاعلامية وضجت وسائل التواصل الاعلامي بالخبر الحزين وحرص الكثيرون على نعية بكلمات مؤثرة تؤكد ما كان يتمتع به الراحل من مكانة لدى الزملاء والاصدقاء الذين  شددوا بالخصوص على  حسن اخلاقه وعلى معدنه الطيب.

وقد نعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الاعلامي الراحل كما تقدمت  وزارة الشؤون الثقافية بالتعزية إلى كل الأسرة الإعلامية على اثر المصاب الجلل.

وقد تم تأبين الفقيد أمس في مقر مؤسسة  الاذاعة التونسية التي كانت عبارة عن داره الثانية بحضور العديد من الزملاء وقد انتظم للغرض موكب مؤثر قبل أن ينقل جثمان الفقيد إلى مقبرة سيدي الجبالي بأريانة أين وري جسده الطاهر الثرى.

ويعتبر نبيل بن زكري من ابرز الاصوات الاذاعية وكان يتميز بشخصية محببة للجماهير، اذ سرعان ما كان يرفع الكلفة مع مستمعيه الأمر الذي مكنه من  تكوين  قاعدة جماهيرية واسعة.

وانطلقت مسيرة الراحل في الاذاعة الوطنية  منذ شبابه المبكروقدم أو شارك في تقديم عدد هام  من البرامج الإذاعية الثقافية والاجتماعية. ومن بين عناوين برامجه نذكر "انس وصفاء" و"جيران ان القمر" و "يوم سعيد" و "دروب الشمس" و"أمواج الصيف" و"مدن وأرياف" و "شراع الليل" و"ثلاثة على الهواء" و"نوار عشية"و"على كيفك" و"شيشخان" وغيرها.

وكانت للراحل تجربة تلفزيونية مع برنامجي "لا تخرج هذا المساء" و"لمة ونجوم".

 ويصعب على من لا يعرف نبيل  بن زكري أن يفهم حجم الألم والحزن الشديد الذي غمر زملاءه سواء كانوا من الاذاعة أو من مؤسسات اعلامية أخرى منذ اعلان الخبر، خاصة وأنهم كانوا يأملون في نجاته بعد  اصابته بوعكة حادة، نقل على اثرها  إلى مستشفى الرابطة ثم إلى مستشفى المنجي بن حميدة للأعصاب بالعاصمة.

يصعب  أن يفهموا  حجم المحبة الصادقة التي يكنها الزملاء لنبيل بن زكري،  لانهم لا  يعرفون أن وجود نبيل بن زكري في مكان ما، يعني آليا لحظات من الفرح الصادق ومن الضحك العفوي  ومن النكت التي تجعلك تنسى همومك. فهو انسان ميال للفرح، محب للحياة ويفتح قلبه للناس بسهولة. يضحك بعفوية ويسبق في القاء التحية ويستقبلك مهللا ولا تسمع منه إلا أخي أو اختي. هو انسان تلقائي جدا وغير متصنع سواء في علاقته مع الزملاء أو مع الجماهير التي يتفاعل معها في برامجه بكل عفوية حتى أن الناس سرعان ما تالفه وتتعلق به. وهي لصفات نادرة على الرغم من أن الامر قد يبدو بديهيا لبعضهم. فالبشاشة واللطف ولين الطباع التي كان يتحلى بها نبيل بن زكري هي  اليوم عملة نادرة لذلك  كان بكاء الزملاء أمس وحزنهم لرحيله صادقا.

وقد كانت علاقته  قوية مع المصدح وساعدته في ذلك موهبته التي تجعله يتحدث  أمام المصدح براحة تامة وبسلاسة وأيضا  نبرته الخاصة، اذ  تستطيع أن تميز صوته من بين الجميع  وتقول ببساطة هذا نبيل بن زكري،  وهذا في حد ذاته، ليس بالأمر الهين، لأن كل ذلك لم يأت من فراغ وانما من كثرة العمل والصبر.

فجيل نبيل بن زكري، الذي حمل المشعل عن  اسماء كبيرة مثل نجيب الخطاب وصالح جغام،  تعلم على الكبار وتعلم منهم تقدير عملهم وصبرهم عليه. انه من جيل  يصبر على الظلم وكثيرا ما كانوا يظلمون.  انه من جيل تعلم تغليب  مصلحة المستمعين على كل شيء. وكل ذلك يكلف الكثير. إنه يستنزف الأعصاب ويتلفها ونحن في بلد  وللأسف لا يعترف دائما بالجهد ولا يقدر الكفاءات الحقيقية ويغلب في اكثر الاحيان ما هو ذاتي على ما هو موضوعي.

ولئن استسلم نبيل بن زكري الذي كان يحمل لقب بلبل الاذاعة عن استحقاق وجدارة، للمرض ورحل متأثرا به، لتقف بذلك مسيرته مع المصدح الذي أحبه وعلاقته مع جمهور المستمعين التي كانت علاقة مميزة، فإنه يكفيه فخرا محبة الناس الصادقة التي عبروا  عنها أولا عند انتشار خبر مرضه، حيث رافقته الدعوات بالشفاء في كل حين، ثم عند اعلان رحيله، حيث بكاه الكثيرون وذكره الكثيرون بخير. فهذا شرف لا  يناله إلا انسان صادق وبشوش مثله.

 ح س

لقب ببلبل الاذاعة .. رحيل الاعلامي  نبيل بن زكري  بعد مسيرة طويلة وعلاقة قوية مع المصدح والمستمعين

 

تونس- الصباح

تلقت الساحة الاعلامية والثقافية خبر رحيل الاعلامي والمنشط الاذاعي ( الاذاعة الوطنية)  نبيل بن زكري الذي وافته المنية يوم الثلاثاء بعد وعكة صحية حادة فارق على اثرها الحياة رغم التدخل الجراحي ومحاولات الطواقم الطبية انقاذه وهبّة عائلته واصدقائه وزملائه من أجله.

وقد  خلف خبر رحيل نبيل بن زكري الملقب ببلبل الاذاعة حزنا كبيرا في الساحة الاعلامية وضجت وسائل التواصل الاعلامي بالخبر الحزين وحرص الكثيرون على نعية بكلمات مؤثرة تؤكد ما كان يتمتع به الراحل من مكانة لدى الزملاء والاصدقاء الذين  شددوا بالخصوص على  حسن اخلاقه وعلى معدنه الطيب.

وقد نعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الاعلامي الراحل كما تقدمت  وزارة الشؤون الثقافية بالتعزية إلى كل الأسرة الإعلامية على اثر المصاب الجلل.

وقد تم تأبين الفقيد أمس في مقر مؤسسة  الاذاعة التونسية التي كانت عبارة عن داره الثانية بحضور العديد من الزملاء وقد انتظم للغرض موكب مؤثر قبل أن ينقل جثمان الفقيد إلى مقبرة سيدي الجبالي بأريانة أين وري جسده الطاهر الثرى.

ويعتبر نبيل بن زكري من ابرز الاصوات الاذاعية وكان يتميز بشخصية محببة للجماهير، اذ سرعان ما كان يرفع الكلفة مع مستمعيه الأمر الذي مكنه من  تكوين  قاعدة جماهيرية واسعة.

وانطلقت مسيرة الراحل في الاذاعة الوطنية  منذ شبابه المبكروقدم أو شارك في تقديم عدد هام  من البرامج الإذاعية الثقافية والاجتماعية. ومن بين عناوين برامجه نذكر "انس وصفاء" و"جيران ان القمر" و "يوم سعيد" و "دروب الشمس" و"أمواج الصيف" و"مدن وأرياف" و "شراع الليل" و"ثلاثة على الهواء" و"نوار عشية"و"على كيفك" و"شيشخان" وغيرها.

وكانت للراحل تجربة تلفزيونية مع برنامجي "لا تخرج هذا المساء" و"لمة ونجوم".

 ويصعب على من لا يعرف نبيل  بن زكري أن يفهم حجم الألم والحزن الشديد الذي غمر زملاءه سواء كانوا من الاذاعة أو من مؤسسات اعلامية أخرى منذ اعلان الخبر، خاصة وأنهم كانوا يأملون في نجاته بعد  اصابته بوعكة حادة، نقل على اثرها  إلى مستشفى الرابطة ثم إلى مستشفى المنجي بن حميدة للأعصاب بالعاصمة.

يصعب  أن يفهموا  حجم المحبة الصادقة التي يكنها الزملاء لنبيل بن زكري،  لانهم لا  يعرفون أن وجود نبيل بن زكري في مكان ما، يعني آليا لحظات من الفرح الصادق ومن الضحك العفوي  ومن النكت التي تجعلك تنسى همومك. فهو انسان ميال للفرح، محب للحياة ويفتح قلبه للناس بسهولة. يضحك بعفوية ويسبق في القاء التحية ويستقبلك مهللا ولا تسمع منه إلا أخي أو اختي. هو انسان تلقائي جدا وغير متصنع سواء في علاقته مع الزملاء أو مع الجماهير التي يتفاعل معها في برامجه بكل عفوية حتى أن الناس سرعان ما تالفه وتتعلق به. وهي لصفات نادرة على الرغم من أن الامر قد يبدو بديهيا لبعضهم. فالبشاشة واللطف ولين الطباع التي كان يتحلى بها نبيل بن زكري هي  اليوم عملة نادرة لذلك  كان بكاء الزملاء أمس وحزنهم لرحيله صادقا.

وقد كانت علاقته  قوية مع المصدح وساعدته في ذلك موهبته التي تجعله يتحدث  أمام المصدح براحة تامة وبسلاسة وأيضا  نبرته الخاصة، اذ  تستطيع أن تميز صوته من بين الجميع  وتقول ببساطة هذا نبيل بن زكري،  وهذا في حد ذاته، ليس بالأمر الهين، لأن كل ذلك لم يأت من فراغ وانما من كثرة العمل والصبر.

فجيل نبيل بن زكري، الذي حمل المشعل عن  اسماء كبيرة مثل نجيب الخطاب وصالح جغام،  تعلم على الكبار وتعلم منهم تقدير عملهم وصبرهم عليه. انه من جيل  يصبر على الظلم وكثيرا ما كانوا يظلمون.  انه من جيل تعلم تغليب  مصلحة المستمعين على كل شيء. وكل ذلك يكلف الكثير. إنه يستنزف الأعصاب ويتلفها ونحن في بلد  وللأسف لا يعترف دائما بالجهد ولا يقدر الكفاءات الحقيقية ويغلب في اكثر الاحيان ما هو ذاتي على ما هو موضوعي.

ولئن استسلم نبيل بن زكري الذي كان يحمل لقب بلبل الاذاعة عن استحقاق وجدارة، للمرض ورحل متأثرا به، لتقف بذلك مسيرته مع المصدح الذي أحبه وعلاقته مع جمهور المستمعين التي كانت علاقة مميزة، فإنه يكفيه فخرا محبة الناس الصادقة التي عبروا  عنها أولا عند انتشار خبر مرضه، حيث رافقته الدعوات بالشفاء في كل حين، ثم عند اعلان رحيله، حيث بكاه الكثيرون وذكره الكثيرون بخير. فهذا شرف لا  يناله إلا انسان صادق وبشوش مثله.

 ح س