*يتعين على القادة العرب الخروج من هذا الاختبار القديم الجديد بأخف الأضرار
كانت القمة الأخيرة على مستوى الزعماء العرب للجامعة العربية التي تظم 22 دولة المنعقدة بالجزائر في نوفمبر 2022 التي كانت الأولى بعد توقف طال 3 سنوات بسبب أزمة كوفيد 19 ، حيث تطرق القادة العرب في هذه القمة النزاعات الإقليمية خصوصا في سوريا وليبيا ، وكذلك تطبيع بعض الدول العربية في الأعوام الأخيرة مع العدو الصهيوني ، مشددا البيان الختامي الصادر عن قمة الجزائر التمسك بمبدأ الحلول العربية للمشاكل العربية رافضا أي تدخلات خارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية ،مؤكدا أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده السياسية و الاقتصادية و الغذائية والطاقوية والمائية والبيئية والمساهمة في حل وإنهاء الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية ، مع ضرورة تقوية دور جامعة الدول العربية في الوقاية من الأزمات وحلها بالطرق السلمية، والعمل على تعزيز العلاقات العربية العربية.
تم الاتفاق خلال قمة لم الشمل بالجزائر على عقد القمة العربية القادمة في الرياض ، بحيث استضافت المملكة العربية السعودية القمة الثانية والثلاثين بتاريخ 19/05/2023 مع حرص المؤسسات المعنية بالمملكة لضمان خروج القمة بأفضل صورة ممكنة، وبما يلبي لتطلعات المواطن العربي ، فهي تأتي في ظل تحولات جذرية لا في المنطقة فقط بل في التوازنات السياسية والدولية ، وما يمكن أن يلعبه العرب من أدوار في المستقبل. فعلى المستوى السياسي يعرف عالمنا العربي اليوم متغيرا جذريا متعلقا باستعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية بعد 12 سنة من القطيعة وهي مسألة لا يمكن لعاقل معارضتها أو رفضها فوحدها الأوطان باقية إلا أنها تبقى اليوم ، مهددة في حدودها وهويتها، لذا فحق الأجيال القادمة في هذه الأوطان مسالة وقت يفترض أن تدفع إلى أعادة ترتيب الحسابات وربما لتأجيل الخلافات ضمانا لحق الأجيال في أرضهم بخلاف ذلك نجد اليوم مشرعون أمريكيون ولعدم طي صفحة أكثر من عقد من القطيعة مع سوريا قدموا مشروع قانون يناهض تطبيع العلاقات مع النظام السوري الحالي .
إضافة لما تقدم تأتي قمة الرياض في سياق مصالحة سعودية عربية ، ما سيؤمن حالة استقرار استراتيجي للمنطقة ، بعد أن كانت إيران تصنف عدوا مرهقا يفرض على دول الخليج نمطا من اقتصاديات الحرب ، لذا فان الاستقرار الاستراتيجي مهم للدول العربية لأنه سيسمح بالانفتاح الجماعي على إيران وينشط مجالات كثيرة للتعاون مع هذه الدولة الإقليمية متى ظلت محترمة للخصوصيات العربية، وللأمن القومي العربي ، لذا فالمنطقة العربية مؤهلة اليوم لتكون لاعبا رئيسيا في اللعبة السياسية الدولية في المستقبل العاجل والاجل ، باندماجها في المتغيرات الدولية كفاعلين لا كمفعول بهم وذلك بفضل المقدرات البشرية والجغرافية والطبيعية والموقع الاستراتيجي، والتي لا ترغب القوى الاستعمارية في توحده وتكتله لأنه بكل هذه المقدرات سيكون فاعلا رئيسيا في التوازنات الدولية ومساهما رئيسيا في بناء مستقبل الإنسانية، ولقد أكد الرئيس التونسي قيس سعيد في قمة الرياض في الخصوص أن العالم بصدد التشكل من جديد ولا ينبغي أن يتشكل على حساب الأمة العربية ومقدرات شعوبها بل يتعين أن يقوم النظام العالمي الجديد على الاستقرار والسلم الأهلية ، مع دعوته إلى رفع التحديات التي تواجه المنطقة العربية وأهمها الحفاظ على دولها ومؤسساتها لأن من هناك يسعى لتفكيكها والتأمر على مصالحها .
يعرف عالمنا العربي اليوم عديد الملفات الشائكة والمعقدة والحارقة يتعين على القادة العرب الخروج من هذا الاختبار القديم الجديد بأخف الأضرار الممكنة في علاقة بالعلاقات العربية العربية ، أولى هذه القضايا القضية الفلسطينية ومستقبلها ،على ضوء ما تعرفه الساحة الفلسطينية من انقسامات وصراعات داخلية مع تواصل قيام العدو الصهيوني بجرائمه التي لا تتوقف ، ولآلة القتل والترهيب التي لا تهدأ اليوم والذي تجلت خصوصا أعقاب العدوان الأخير على غزة و ما أفرزه من دمار وضحايا نتيجة الإبادة والتصفية العرقية الأخطر منذ عقود تعزز مؤخرا بإحياء الأمم المتحدة للمرة الأولى في تاريخها إعلان قيام دولة إسرائيل في 15/05/1948 ومطالبة محمد عباس في خطابه بالأمم المتحدة مؤخرا بتعليق عضوية إسرائيل في المنظمة على خلفية اعتداءاتها على الفلسطينيين واحتلال لأرض فلسطينية ويأتي ذلك بالتزامن مع إحياء آلاف الفلسطينيين في رام الله الذكرى 75 للنكبة مؤكدين على حقهم في العودة الشيء الذي يستوجب اليوم من العرب موقفا جريئا بما فيها رفض التطبيع نهائيا مع العدو والعمل على إنهاء محرقة الاحتلال على اثر الأفعال المفترقة من العدو لتهويد القدس .
ثاني القضايا الحارقة الصراع الحاصل في السودان اليوم وما يتطلبه من إرادة قوية لإنهاء اللهيب المتأجج التي تهدد المنطقة بامتداد الحريق ، والأكيد أن إعلان هدنة و الدفع نحو عودة الحكم للمدنيين وعودة الجيش إلى ثكناته أولوية مطلقة لإنقاذ البلاد التي تتجه لمزيد التقسيم ومزيد الماسي للسودانيين الواقعيين في قبضة الفقر والحرب بأياد ومخططات خصوصا اسرائيلية إلى جانب ملفات محاربة الإرهاب في المنطقة العربية والوضع في ليبيا واليمن والصومال كذلك لبنان التي تعرف وضعا سياسيا استثنائيا في ظل فراغ منصب رئيس الجمهورية ، والمتغيرات المتسارعة منذ بداية الحرب الأوكرانية والتي لابد على الدول العربية إن تتعامل مع تلك المستجدات وفقا لمصالحها العربية المشتركة إضافة لملف الأمن الغذائي العربي الذي يمكن أن يؤدي لتحقيق الحد الأدنى من التضامن العربي من خلال إنقاذ الدول العربية التي تواجه أزمة اقتصادية ومالية خانقة ، وتجنبها اهانة وابتزاز الضغوط الدولية ،إلى جانب الأمن المائي في ظل التطورات التي تشهدها موضوع سد النهضة الذي أصبح يمثل خطرا حقيقيا على الأمن المائي في مصر والسودان هذا إلى جانب ضرورة تفعيل منطقة التبادل التجاري الحر بين الدول العربية التي ظلت حبرا على ورق هذا إلى جانب التطرق إلى ملف أزمة الطاقة والتغيرات المناخية.
*باحث وناشط في الحقل الجمعياتي بمدينة بنزرت
بقلم : الحبيب الذوادي (*)
*يتعين على القادة العرب الخروج من هذا الاختبار القديم الجديد بأخف الأضرار
كانت القمة الأخيرة على مستوى الزعماء العرب للجامعة العربية التي تظم 22 دولة المنعقدة بالجزائر في نوفمبر 2022 التي كانت الأولى بعد توقف طال 3 سنوات بسبب أزمة كوفيد 19 ، حيث تطرق القادة العرب في هذه القمة النزاعات الإقليمية خصوصا في سوريا وليبيا ، وكذلك تطبيع بعض الدول العربية في الأعوام الأخيرة مع العدو الصهيوني ، مشددا البيان الختامي الصادر عن قمة الجزائر التمسك بمبدأ الحلول العربية للمشاكل العربية رافضا أي تدخلات خارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية ،مؤكدا أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده السياسية و الاقتصادية و الغذائية والطاقوية والمائية والبيئية والمساهمة في حل وإنهاء الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية ، مع ضرورة تقوية دور جامعة الدول العربية في الوقاية من الأزمات وحلها بالطرق السلمية، والعمل على تعزيز العلاقات العربية العربية.
تم الاتفاق خلال قمة لم الشمل بالجزائر على عقد القمة العربية القادمة في الرياض ، بحيث استضافت المملكة العربية السعودية القمة الثانية والثلاثين بتاريخ 19/05/2023 مع حرص المؤسسات المعنية بالمملكة لضمان خروج القمة بأفضل صورة ممكنة، وبما يلبي لتطلعات المواطن العربي ، فهي تأتي في ظل تحولات جذرية لا في المنطقة فقط بل في التوازنات السياسية والدولية ، وما يمكن أن يلعبه العرب من أدوار في المستقبل. فعلى المستوى السياسي يعرف عالمنا العربي اليوم متغيرا جذريا متعلقا باستعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية بعد 12 سنة من القطيعة وهي مسألة لا يمكن لعاقل معارضتها أو رفضها فوحدها الأوطان باقية إلا أنها تبقى اليوم ، مهددة في حدودها وهويتها، لذا فحق الأجيال القادمة في هذه الأوطان مسالة وقت يفترض أن تدفع إلى أعادة ترتيب الحسابات وربما لتأجيل الخلافات ضمانا لحق الأجيال في أرضهم بخلاف ذلك نجد اليوم مشرعون أمريكيون ولعدم طي صفحة أكثر من عقد من القطيعة مع سوريا قدموا مشروع قانون يناهض تطبيع العلاقات مع النظام السوري الحالي .
إضافة لما تقدم تأتي قمة الرياض في سياق مصالحة سعودية عربية ، ما سيؤمن حالة استقرار استراتيجي للمنطقة ، بعد أن كانت إيران تصنف عدوا مرهقا يفرض على دول الخليج نمطا من اقتصاديات الحرب ، لذا فان الاستقرار الاستراتيجي مهم للدول العربية لأنه سيسمح بالانفتاح الجماعي على إيران وينشط مجالات كثيرة للتعاون مع هذه الدولة الإقليمية متى ظلت محترمة للخصوصيات العربية، وللأمن القومي العربي ، لذا فالمنطقة العربية مؤهلة اليوم لتكون لاعبا رئيسيا في اللعبة السياسية الدولية في المستقبل العاجل والاجل ، باندماجها في المتغيرات الدولية كفاعلين لا كمفعول بهم وذلك بفضل المقدرات البشرية والجغرافية والطبيعية والموقع الاستراتيجي، والتي لا ترغب القوى الاستعمارية في توحده وتكتله لأنه بكل هذه المقدرات سيكون فاعلا رئيسيا في التوازنات الدولية ومساهما رئيسيا في بناء مستقبل الإنسانية، ولقد أكد الرئيس التونسي قيس سعيد في قمة الرياض في الخصوص أن العالم بصدد التشكل من جديد ولا ينبغي أن يتشكل على حساب الأمة العربية ومقدرات شعوبها بل يتعين أن يقوم النظام العالمي الجديد على الاستقرار والسلم الأهلية ، مع دعوته إلى رفع التحديات التي تواجه المنطقة العربية وأهمها الحفاظ على دولها ومؤسساتها لأن من هناك يسعى لتفكيكها والتأمر على مصالحها .
يعرف عالمنا العربي اليوم عديد الملفات الشائكة والمعقدة والحارقة يتعين على القادة العرب الخروج من هذا الاختبار القديم الجديد بأخف الأضرار الممكنة في علاقة بالعلاقات العربية العربية ، أولى هذه القضايا القضية الفلسطينية ومستقبلها ،على ضوء ما تعرفه الساحة الفلسطينية من انقسامات وصراعات داخلية مع تواصل قيام العدو الصهيوني بجرائمه التي لا تتوقف ، ولآلة القتل والترهيب التي لا تهدأ اليوم والذي تجلت خصوصا أعقاب العدوان الأخير على غزة و ما أفرزه من دمار وضحايا نتيجة الإبادة والتصفية العرقية الأخطر منذ عقود تعزز مؤخرا بإحياء الأمم المتحدة للمرة الأولى في تاريخها إعلان قيام دولة إسرائيل في 15/05/1948 ومطالبة محمد عباس في خطابه بالأمم المتحدة مؤخرا بتعليق عضوية إسرائيل في المنظمة على خلفية اعتداءاتها على الفلسطينيين واحتلال لأرض فلسطينية ويأتي ذلك بالتزامن مع إحياء آلاف الفلسطينيين في رام الله الذكرى 75 للنكبة مؤكدين على حقهم في العودة الشيء الذي يستوجب اليوم من العرب موقفا جريئا بما فيها رفض التطبيع نهائيا مع العدو والعمل على إنهاء محرقة الاحتلال على اثر الأفعال المفترقة من العدو لتهويد القدس .
ثاني القضايا الحارقة الصراع الحاصل في السودان اليوم وما يتطلبه من إرادة قوية لإنهاء اللهيب المتأجج التي تهدد المنطقة بامتداد الحريق ، والأكيد أن إعلان هدنة و الدفع نحو عودة الحكم للمدنيين وعودة الجيش إلى ثكناته أولوية مطلقة لإنقاذ البلاد التي تتجه لمزيد التقسيم ومزيد الماسي للسودانيين الواقعيين في قبضة الفقر والحرب بأياد ومخططات خصوصا اسرائيلية إلى جانب ملفات محاربة الإرهاب في المنطقة العربية والوضع في ليبيا واليمن والصومال كذلك لبنان التي تعرف وضعا سياسيا استثنائيا في ظل فراغ منصب رئيس الجمهورية ، والمتغيرات المتسارعة منذ بداية الحرب الأوكرانية والتي لابد على الدول العربية إن تتعامل مع تلك المستجدات وفقا لمصالحها العربية المشتركة إضافة لملف الأمن الغذائي العربي الذي يمكن أن يؤدي لتحقيق الحد الأدنى من التضامن العربي من خلال إنقاذ الدول العربية التي تواجه أزمة اقتصادية ومالية خانقة ، وتجنبها اهانة وابتزاز الضغوط الدولية ،إلى جانب الأمن المائي في ظل التطورات التي تشهدها موضوع سد النهضة الذي أصبح يمثل خطرا حقيقيا على الأمن المائي في مصر والسودان هذا إلى جانب ضرورة تفعيل منطقة التبادل التجاري الحر بين الدول العربية التي ظلت حبرا على ورق هذا إلى جانب التطرق إلى ملف أزمة الطاقة والتغيرات المناخية.