إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

محمد حسين قريع لـ"الصباح": الفن لم يختارني أنا اخترته والثقافة تستحق الدور الأول في منوال التنمية

تونس– الصباح

محمد حسين قريع ممثل مفضل لعدد من المخرجين على رأسهم الجيلاني السعدي، يتلون في أدواره ويتحدى نجاحاته بنجاحات أكبر بهدوء ينساب لوجدان المشاهد،هو العاشق للأدب والسينما الذي ترك التدريس والتعليم واختار مهنة لم تختاره، شغوف بالركح ويبحث دوما في مشواره عن منطلقات جديدة تكسر جمود الثوابت وفي لقائه مع "الصباح" حدثنا عن مشاريعه، هواجسه الفنية والفكرية، أسباب دعمه لصناع الأفلام الشباب، لحظات الشك في الخيارات ووجهة نظره في عدد من إشكاليات القطاع الفني والثقافي في تونس

حاورته نجلاء قموع

*أحدث أعمالك السينمائية كانت مع يوسف الشابي في "أشكال" في البداية ما الذي شدك في هذا الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجه؟

- سبق وقدمت مع يوسف الشابي فيلمه القصير الأول "نحو الشمال" وأدركت أن هذا المخرج ينتظره مستقبل واعد وحين عرض علي سيناريو "أشكال" شدتني الخصوصية على مستوى الكتابة والرؤية فيوسف الشابي يبحث في ما وراء الأشياء ولا يكتفي بالظاهر وهذا يفسر لماذا اختار "أشكال" عنوانا لفيلمه. وبعد تجارب معينة في مسيرتي أًصبحت أبحث عن أعمال أتحدى من خلالها أدواتي الفنية وفي هذا الفيلم وجدت مع المخرج مساحة للاشتغال على تجربة مختلفة هي أصعب صراحة إلى جانب الحركة في الفيلم والتصوير ليلا والتعب الجسدي المرتبط بالدور هناك حافز وإثارة أكبر بعيدا عن الثوابت التي تعودت العمل من خلالها كمنطلقات وهذه الأجواء المهنية تغذي روح التجديد في أداء الممثل.

*ألا تخشى التعاون مع صناع الأفلام في أولى تجاربهم السينمائية؟

- بالعكس الفن فضاء للتجريب وأسعد بالتعاون مع شباب الإخراج في تونس ولكن في البداية أحاول معرفة لماذا مخرج في تجربته الأولى يسعى للتعاون معي وغالبا ما يكون شاهدني في أعمال وأسعى لاستكشاف الأسباب هل يريد الاستنساخ من أدواري السابقة أو له مقول آخر ورؤية مختلفة وهذا يفرق كثيرا في قراري خاصة حين نكون في مستوى البحث نفسه يكون إثراء العمل أعمق فالسينما تجريب في فراغ مجالها نظري أكثر قبل التصوير وبالتالي هي آنية أكثر من المسرح الذي يمكن تطوير مشاريعه في "البروفات" ومجاله التطبيقي أوسع.

*حين نتحدث عن سينما الجيلاني السعدي لا يمكن تجاوز حضورك اللافت في أفلامه هل يمكننا الحديث هنا عن "الممثل المفضل" ومسارات هذه التجربة؟

- فيلم "خرمة" كان الفيلم الروائي الطويل الأول لجيلاني السعدي وهو كذلك تجربتي الأولى وقصة الفيلم تمسني شخصيا كما أخذ منا العمل الكثير من الوقت للاشتغال على تفاصيله وإيجاد مسار للقاء وأعتقد أن هذه التجربة الأولى لكلينا أثرت رصيدنا على مستوى تماشي كل منا ومنحتنا مساحة أكبر للتعاون. علاقتنا إنسانية ومهنية وممارستي للإخراج المسرحي والسينمائي تجعلني أدرك جيدا أسباب وجود ما يسمى بـ"الممثل المفضل" فالمخرج يبحث عن أدوات فنية وحين يجدها في ممثل يسعى لمواصلة التعاون معه ومسيرة كل منا تأثرت بهذه العلاقة الفنية والإنسانية التي تتخللها لحظات الشك في الخيارات، الفن والحياة تصل أحيانا لحد انتقاد الذات والتساؤل عن أسباب اختيارنا لهذه المهنة.

*الطرح الفكري والاجتماعي للفيلم هل يهمك بدرجة أولى عند قراءتك لسيناريو العمل؟

- يهمني كثيرا مضمون الفيلم وهذا يرجع لاختياري للمهنة فأنا من اختارها لم تخترني فقد كنت في التعليم وشغفي بالأدب والكتابة والاهتمام بالقضايا الإنسانية في الفلسفة والرواية والأدب حملني لهذا العالم والفنان حين يجد الإشكاليات، التي تعنيه فكريا في عمل فني يتفاعل مع مكوناته فالعمل الفني ليس مجرد منتج أو مّادة للإشهار والترفيه.

*يعتبر الكثيرون محمد حسين قريع ممثلا محظوظا سينمائيا هل أنت كذلك؟

- أعتقد أني ممثل مطلوب في السينما التونسية وقد بدأت من الفن السابع وأحيانا أقدم أفلاما أكثر من المسرح ولكن وجهة نظري في هذه المسألة هي أن السينما مظلومة في تونس فرغم الإشعاع الدولي وتنوع التجارب بين سينما مؤلف، أفلام تجارية و"سينما النوع" فتجارب الجيلاني السعدي ليست هي رؤية نصر الدين السهيلي أو يوسف الشابي، علاء الدين سليم، مريم جوبير وغيرهم وبالتالي هذا التنوع، الذي يميز حاليا السينما التونسية مقارنة بعشريات سابقة لا يملك الإمكانات القادرة على منحه المكانة المستحقة في غياب الصناعة لذلك أعتبر السينما التونسية مظلومة رغم أنها قطاع مهم في منوال التنمية.

*هذا التناقض المؤلم بين الإشعاع السينمائي الدولي وحال القطاع ماهي إشكالياته من منظورك؟

- الوجع كبير حقيقة وسبب تردي حال قطاع السينما تشريعيا وإنتاجيا هو غياب سياسة ثقافية فمن حين إلى آخر هناك تغييرات تساند أفكار جديدة شخصيا أؤمن بأن لا شي يمر إلا بالثقافة فالمناشير السياسية غير قادرة على خلق مخيال جديد ومعظم شعوب العالم،التي حققت الرقي والتطور منحت الثقافة دورا أول وليس ثان وبالتالي وفر هذا القطاع مواطن شغل وساهم في النمو ودعم منوال التنمية. وأعتقد أن قانون الفنان من أكبر المعضلات وأعود هنا لمعاني ودلالات فيلم "أشكال" فالبناية المهجورة لن يسكنها شخص تقي لذلك لا يمكن لتونس التقدم دون مشاريع قوانين وحسب ما نزرع تنبت الأرض.

*بعد الجدل الأخير حول تصور أيام قرطاج السينمائية ماهي وجهة نظرك في هذا السياق؟

- المطلوب هو استقلالية أيام قرطاج السينمائية خارج الدائرة السياسية فالوضع الحالي سببه التشريع وضرورة إحداث قانون أساسي وهيكل تشريعي خاص بالتظاهرة لتعمل على إيجاد روح متجددة تتطلع لتكون البوابة للسينما الافريقية وحاليا أرى أن أيام قرطاج السينمائية هي مجرد مصلحة من مصالح وزارة الثقافة وهي تقرر إلغاء أو استمرار رغم أن كل صناع الأفلام والفاعلين في القطاع السينمائي طالبوا بتطوير تصور المهرجان بعيدا عن المصالح الذاتية الضيقة.

*وماذا يمكن أن نعرف عن أعمالك الفترة القادمة وهل من مشروع فني هو هاجس تأمل في تنفيذه قريبا؟

- أستعد لمسرحية جديدة مع غازي الزغباني ومشاريع سينمائية عديدة من بينها الفيلم الطويل الأول لنجيب بوكثير وسيصور بين تونس وانقلترا وسبق أن قدمت مع المخرج الفيلم القصير "ترينو" ومعجب برؤيته وكتابته لمشاريعه السينمائية. وأرى في"المونودرام" التجربة الهاجس التي أرغب في خوضها قريبا ولكن لم أجد بعد شكل الكتابة والتعبير عن أفكاري في هذا المحمل الفني.

*دراميا غبت عن أعمال رمضان التونسية وسجلت مشاركة عربية في معاوية كيف تصف هذه التجربة في عمل تاريخي أثار الجدل؟

- لم أجد نفسي في مضامين أعمال رمضان 2023 في تونس لذلك لا يؤسفني الغياب أمّا في مسلسل "معاوية" قدمت الدور نفسه في مسلسل "عمر" مع الراحل حاتم علي وهو شخصية "هرقل" والحقيقة أعتقد أني ندمت على خوض التجربة ليس لتكرار نفس الدور ففي "عمر" كان المشاهد داخلية ومع المخرج طارق العريان في "معاوية" اشتغلنا على اللغة اللاتينية في الحوار والمشاهد الخارجية غير أن التعامل مع الأثر التاريخي والمادة الدرامية أقلقني وأنا من الممثلين الذين يعنيني محتوى العمل ولا تبهرني الميزانية الضخمة وعوامل البهرج ولا أحبذ تقديم أعمال دون روح تميزها وترتقي بها.

*بعد مشاركة أفلام جسدت بطولتها في مهرجانات كبرى وأحدها ترشح للقائمة القصيرة للأوسكار هل أًصبحت تفكر في فرص عمل خارج تونس؟

- في السابق كان المخرجون العالميون يصورون أعمالا في تونس وشاركت في عدد منها كما صورت في انتاجات إيطالية خارج تونس وعملت مع عمر الشريف ومخرجين لهم مكانتهم دوليا. المسألة اليوم اختلفت والوضع العام غير مستقر في كل القطاعات ولا يشجع على البقاء لذلك أعتقد أني منفتح أكثر على الفرص الفنية الأجنبية إذ توفرت.

 

 

 

 

 

 

 

محمد حسين قريع لـ"الصباح":  الفن لم يختارني أنا اخترته والثقافة تستحق الدور الأول في منوال التنمية

تونس– الصباح

محمد حسين قريع ممثل مفضل لعدد من المخرجين على رأسهم الجيلاني السعدي، يتلون في أدواره ويتحدى نجاحاته بنجاحات أكبر بهدوء ينساب لوجدان المشاهد،هو العاشق للأدب والسينما الذي ترك التدريس والتعليم واختار مهنة لم تختاره، شغوف بالركح ويبحث دوما في مشواره عن منطلقات جديدة تكسر جمود الثوابت وفي لقائه مع "الصباح" حدثنا عن مشاريعه، هواجسه الفنية والفكرية، أسباب دعمه لصناع الأفلام الشباب، لحظات الشك في الخيارات ووجهة نظره في عدد من إشكاليات القطاع الفني والثقافي في تونس

حاورته نجلاء قموع

*أحدث أعمالك السينمائية كانت مع يوسف الشابي في "أشكال" في البداية ما الذي شدك في هذا الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجه؟

- سبق وقدمت مع يوسف الشابي فيلمه القصير الأول "نحو الشمال" وأدركت أن هذا المخرج ينتظره مستقبل واعد وحين عرض علي سيناريو "أشكال" شدتني الخصوصية على مستوى الكتابة والرؤية فيوسف الشابي يبحث في ما وراء الأشياء ولا يكتفي بالظاهر وهذا يفسر لماذا اختار "أشكال" عنوانا لفيلمه. وبعد تجارب معينة في مسيرتي أًصبحت أبحث عن أعمال أتحدى من خلالها أدواتي الفنية وفي هذا الفيلم وجدت مع المخرج مساحة للاشتغال على تجربة مختلفة هي أصعب صراحة إلى جانب الحركة في الفيلم والتصوير ليلا والتعب الجسدي المرتبط بالدور هناك حافز وإثارة أكبر بعيدا عن الثوابت التي تعودت العمل من خلالها كمنطلقات وهذه الأجواء المهنية تغذي روح التجديد في أداء الممثل.

*ألا تخشى التعاون مع صناع الأفلام في أولى تجاربهم السينمائية؟

- بالعكس الفن فضاء للتجريب وأسعد بالتعاون مع شباب الإخراج في تونس ولكن في البداية أحاول معرفة لماذا مخرج في تجربته الأولى يسعى للتعاون معي وغالبا ما يكون شاهدني في أعمال وأسعى لاستكشاف الأسباب هل يريد الاستنساخ من أدواري السابقة أو له مقول آخر ورؤية مختلفة وهذا يفرق كثيرا في قراري خاصة حين نكون في مستوى البحث نفسه يكون إثراء العمل أعمق فالسينما تجريب في فراغ مجالها نظري أكثر قبل التصوير وبالتالي هي آنية أكثر من المسرح الذي يمكن تطوير مشاريعه في "البروفات" ومجاله التطبيقي أوسع.

*حين نتحدث عن سينما الجيلاني السعدي لا يمكن تجاوز حضورك اللافت في أفلامه هل يمكننا الحديث هنا عن "الممثل المفضل" ومسارات هذه التجربة؟

- فيلم "خرمة" كان الفيلم الروائي الطويل الأول لجيلاني السعدي وهو كذلك تجربتي الأولى وقصة الفيلم تمسني شخصيا كما أخذ منا العمل الكثير من الوقت للاشتغال على تفاصيله وإيجاد مسار للقاء وأعتقد أن هذه التجربة الأولى لكلينا أثرت رصيدنا على مستوى تماشي كل منا ومنحتنا مساحة أكبر للتعاون. علاقتنا إنسانية ومهنية وممارستي للإخراج المسرحي والسينمائي تجعلني أدرك جيدا أسباب وجود ما يسمى بـ"الممثل المفضل" فالمخرج يبحث عن أدوات فنية وحين يجدها في ممثل يسعى لمواصلة التعاون معه ومسيرة كل منا تأثرت بهذه العلاقة الفنية والإنسانية التي تتخللها لحظات الشك في الخيارات، الفن والحياة تصل أحيانا لحد انتقاد الذات والتساؤل عن أسباب اختيارنا لهذه المهنة.

*الطرح الفكري والاجتماعي للفيلم هل يهمك بدرجة أولى عند قراءتك لسيناريو العمل؟

- يهمني كثيرا مضمون الفيلم وهذا يرجع لاختياري للمهنة فأنا من اختارها لم تخترني فقد كنت في التعليم وشغفي بالأدب والكتابة والاهتمام بالقضايا الإنسانية في الفلسفة والرواية والأدب حملني لهذا العالم والفنان حين يجد الإشكاليات، التي تعنيه فكريا في عمل فني يتفاعل مع مكوناته فالعمل الفني ليس مجرد منتج أو مّادة للإشهار والترفيه.

*يعتبر الكثيرون محمد حسين قريع ممثلا محظوظا سينمائيا هل أنت كذلك؟

- أعتقد أني ممثل مطلوب في السينما التونسية وقد بدأت من الفن السابع وأحيانا أقدم أفلاما أكثر من المسرح ولكن وجهة نظري في هذه المسألة هي أن السينما مظلومة في تونس فرغم الإشعاع الدولي وتنوع التجارب بين سينما مؤلف، أفلام تجارية و"سينما النوع" فتجارب الجيلاني السعدي ليست هي رؤية نصر الدين السهيلي أو يوسف الشابي، علاء الدين سليم، مريم جوبير وغيرهم وبالتالي هذا التنوع، الذي يميز حاليا السينما التونسية مقارنة بعشريات سابقة لا يملك الإمكانات القادرة على منحه المكانة المستحقة في غياب الصناعة لذلك أعتبر السينما التونسية مظلومة رغم أنها قطاع مهم في منوال التنمية.

*هذا التناقض المؤلم بين الإشعاع السينمائي الدولي وحال القطاع ماهي إشكالياته من منظورك؟

- الوجع كبير حقيقة وسبب تردي حال قطاع السينما تشريعيا وإنتاجيا هو غياب سياسة ثقافية فمن حين إلى آخر هناك تغييرات تساند أفكار جديدة شخصيا أؤمن بأن لا شي يمر إلا بالثقافة فالمناشير السياسية غير قادرة على خلق مخيال جديد ومعظم شعوب العالم،التي حققت الرقي والتطور منحت الثقافة دورا أول وليس ثان وبالتالي وفر هذا القطاع مواطن شغل وساهم في النمو ودعم منوال التنمية. وأعتقد أن قانون الفنان من أكبر المعضلات وأعود هنا لمعاني ودلالات فيلم "أشكال" فالبناية المهجورة لن يسكنها شخص تقي لذلك لا يمكن لتونس التقدم دون مشاريع قوانين وحسب ما نزرع تنبت الأرض.

*بعد الجدل الأخير حول تصور أيام قرطاج السينمائية ماهي وجهة نظرك في هذا السياق؟

- المطلوب هو استقلالية أيام قرطاج السينمائية خارج الدائرة السياسية فالوضع الحالي سببه التشريع وضرورة إحداث قانون أساسي وهيكل تشريعي خاص بالتظاهرة لتعمل على إيجاد روح متجددة تتطلع لتكون البوابة للسينما الافريقية وحاليا أرى أن أيام قرطاج السينمائية هي مجرد مصلحة من مصالح وزارة الثقافة وهي تقرر إلغاء أو استمرار رغم أن كل صناع الأفلام والفاعلين في القطاع السينمائي طالبوا بتطوير تصور المهرجان بعيدا عن المصالح الذاتية الضيقة.

*وماذا يمكن أن نعرف عن أعمالك الفترة القادمة وهل من مشروع فني هو هاجس تأمل في تنفيذه قريبا؟

- أستعد لمسرحية جديدة مع غازي الزغباني ومشاريع سينمائية عديدة من بينها الفيلم الطويل الأول لنجيب بوكثير وسيصور بين تونس وانقلترا وسبق أن قدمت مع المخرج الفيلم القصير "ترينو" ومعجب برؤيته وكتابته لمشاريعه السينمائية. وأرى في"المونودرام" التجربة الهاجس التي أرغب في خوضها قريبا ولكن لم أجد بعد شكل الكتابة والتعبير عن أفكاري في هذا المحمل الفني.

*دراميا غبت عن أعمال رمضان التونسية وسجلت مشاركة عربية في معاوية كيف تصف هذه التجربة في عمل تاريخي أثار الجدل؟

- لم أجد نفسي في مضامين أعمال رمضان 2023 في تونس لذلك لا يؤسفني الغياب أمّا في مسلسل "معاوية" قدمت الدور نفسه في مسلسل "عمر" مع الراحل حاتم علي وهو شخصية "هرقل" والحقيقة أعتقد أني ندمت على خوض التجربة ليس لتكرار نفس الدور ففي "عمر" كان المشاهد داخلية ومع المخرج طارق العريان في "معاوية" اشتغلنا على اللغة اللاتينية في الحوار والمشاهد الخارجية غير أن التعامل مع الأثر التاريخي والمادة الدرامية أقلقني وأنا من الممثلين الذين يعنيني محتوى العمل ولا تبهرني الميزانية الضخمة وعوامل البهرج ولا أحبذ تقديم أعمال دون روح تميزها وترتقي بها.

*بعد مشاركة أفلام جسدت بطولتها في مهرجانات كبرى وأحدها ترشح للقائمة القصيرة للأوسكار هل أًصبحت تفكر في فرص عمل خارج تونس؟

- في السابق كان المخرجون العالميون يصورون أعمالا في تونس وشاركت في عدد منها كما صورت في انتاجات إيطالية خارج تونس وعملت مع عمر الشريف ومخرجين لهم مكانتهم دوليا. المسألة اليوم اختلفت والوضع العام غير مستقر في كل القطاعات ولا يشجع على البقاء لذلك أعتقد أني منفتح أكثر على الفرص الفنية الأجنبية إذ توفرت.