*عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف باللحوم الحمراء والألبان لـ"الصباح ": 200 ألف عائلة لن تضحي
تونس-الصباح
إقبال ضعيف ان لم نقل منعدم على شراء أضاحي العيد وذلك على خلفية الارتفاع الكبير في الأسعار خاصة في ظل تراجع حجم القطيع .
أفاد يحي مسعود عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف باللحوم الحمراء والألبان لـ"الصباح " ان تراجع حجم القطيع هو بسبب التفريط فيه على خلفية ارتفاع كلفة الإنتاج التي تضاعفت ب3 و4 مرات ، وابرز قائلا ان سعر التبن كانت في حدود 4\5 د فأصبح في حدود 12\13 دينارا .
اما سعر القرط ، وهو من الأعلاف الخشنة اللازمة كغذاء للماشية، فقد كان في حدود 12 د فأصبحت مابين 24\25 دينارا .
وواصل مبينا انه اذا ما تحدثنا عن مادة السداري التي كان سعرها 12 د وكانت تصل حوالي 90% من الكمية للفلاح المربي خلال العام الماضي فانها خلال ال6 أشهر من العام الحالي لم تصل للمربي سوى 40 % من الكمية المطلوبة فتجده مضطر لشراء باقي الكمية لتغذية القطيع من السوق السوداء التي انتعشت على حساب المقدرة الشرائية للفلاحة حيث بلغ سعر كيس السداري 55 دينارا .
اما الشعير العلفي والذي تورده الدولة، بسبب ضعف الإنتاج، فانها لم تتحصل سوى على 60% من الشحنات المطلوبة من الأسواق العالمية هذا مع خسارة 20% من الكمية الموردة في مسالك التوزيع اذ يستحوذ عليها المضاربون وتباع في السوق السوداء بسعر مرتفع جدا حيث يباع الكيس المدعم مابين 27 د و30 دينارا في حين ان الكيس في السوق السوداء يصل للمربي في حدود 75 دينارا اي تقريبا ب 3 إضعاف سعر المدعم ، ورغم ذلك تجد المربي مضطرا لشراء هذه المادة الأساسية لتربية الماشية خشية خسارة القطيع وخسارة رأس المال فهو يسعى لتدوير رأس المال حتى لا يخسر .
وأبرز يحي مسعود عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف باللحوم الحمراء والألبان ان كل هذا قد أدى إلى ارتفاع كلفة الإنتاج بحوالي 20% بالمائة مقارنة بالعام الماضي ما دفع الاتحاد للمطالبة بإحداث نقاط بيع من المنتج الى المستهلك، بالتعاون مع وزارتي الفلاحة والتجارة في كل الجهات وخاصة المدن الكبرى لقطع الطريق أمام "القشارة".
وبررت هذا الطلب بالقول ان الفلاح سيزيد في سعر البيع نسبة ضئيلة من تكلفة الإنتاج ليصل سعر الخروف الى المستهلك بين 650 و700 دينار
في حين انه اذا وصلت هذه الأضاحي الى "الرحبة" ونقاط البيع العشوائية وغير المراقبة فان سعرها سيصل الى 900 د وحتى أكثر من 1200 دينار بما انه سير على "القشارة" والسماسرة والمضاربين المستكرشين الذين لا يهمهم سوى الربح فقط.
وكشف ان الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري طالب بإحداث نقاط بيع منظمة بالميزان تكون من المنتج الى المستهلك حتى ينتفع الفلاح الذي سيبيع بسعر يتماشى وتكلفة الإنتاج من جهة ويكون السعر في متناول المستهلك من جهة أخرى.
وابرز محدثنا ان السعر المرجعي لكلغ العلوش الحي سيكون في حدود 17500 بعد أن كان خلال العام الماضي في حدود 15 دينار في حين انه وفي باقي نقاط البيع العشوائية ستكون الأسعار أعلى بكثير ليصبح سعر الأضاحي مشطا جدا .
وبين يحي مسعود ان على الحكومة القضاء على مسالك التوزيع الموازية وتطهير مسالك التوزيع المنظمة وان تراقب الجودة لان الحفاظ على السيادة الوطنية يكون عبر حماية ودعم السيادة الغذائية، اذ لا سيادة وطنية دون سيادة غذائية.
إعتبر ان التحكم في سعر التكلفة لا يكون الا من خلال مراقبة مسالك التوزيع وقتل المسالك العشوائية وخاصة توفير مستلزمات الإنتاج للفلاح سواء إنتاج مستلزمات اللحوم الحمراء او الإنتاج النباتي في الوقت المناسب وليس من خلال توفير كميات لا تلبي الحاجة ما يضطر الفلاح للاتجاه الى السوق السوداء مع وجوب مراقبة جودة الإنتاج، بالإضافة الى إحداث نقاط تقرب المنتج من المستهلك ، واكد بالقول في هذا السياق "حينها فقط ينهض القطاع الفلاحي وهذا لن يتحقق بالتسقيف غير المدروس للأسعار والقرارات أحادية الجانب التي لن تنفع لا المستهلك ولا المنتج ".
وأشار ان مراقبة مسالك التوزيع تساهم ب50% في وفرة الإنتاج وفي السعر .
وعن تفاعل الوزارات المعنية مع مقترح إحداث نقاط البيع فبين أن الجهات المعنية مستعدة لإحداث هذه النقاط الا انها أكدت عدم تسرعها في الإعلان عن القرار بتوفير كل ظروف نجاحها .
وبالنسبة للقطيع المتوفر وخاصة بالنسبة للذكور فبين مصدرنا انه في حدود 800 ألف ، متوقعا ان يشهد الإقبال على الشراء تراجعا بالنظر لتراجع المقدرة الشرائية ، كاشفا انه من المتوقع عزوف 200 ألف عائلة عن التضحية خلال هذا العيد .
وبين ان القطيع بلغ العام الماضي مليون و450 ألف رأس غنم ما يعني فقدان 600 ألف رأس وهذا نتيجة ذبح الإناث منذ شهر أكتوبر بكميات كبيرة حيث خسرنا 600 ألف أنثى.
حنان قيراط
مدنين.. مواطنون يشتكون من غلاء الأسعار.. والمربون من ندرة الأعلاف
بدأت الاستعدادات لعيد الأضحى المبارك بولاية مدنين وفي لقاءات خاطفة لمراسل "الصباح " بولاية مدنين مع عدد من المواطنين أكد هؤلاء ان أسعار الأضاحي مرتفعة هذه السنة مع تدهور المقدرة الشرائية ما ستجعل العديد منهم غير قادر على شراء أضاحي خلال هذه السنة .
ماذا عن مربي الماشية ؟
وفي سياق متصل أفاد " الجيلاني شعوي" رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بمدنين لمراسل "الصباح" ان مربي الماشية بمختلف معتمديات ولاية مدنين تعترضهم صعوبات عدة متمثلة خاصة في ندرة الأعلاف، بالإضافة الى ان أصحاب وحدات التسمين لاحق لهم في الأعلاف المدعمة في ظل غلاءها ما أدى ، بحسب رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بمدنين، الى ارتفاع كلفة الإنتاج مع تدهور المقدرة الشرائية للمواطنين ما جعل أسواق الأضاحي تعرف، هذه الفترة ، حال من الركود.
"الصباح" تكشف متوفرات الأضاحي بالولاية
وأضاف مصدرنا انه يتوفر بولاية مدنين حوالي 50 رأسا من الأضاحي وهي كما يلي :
*خرفان وزن ما بين 25و 40كلغ 18000راس
*بركوس اكثر من 40 كلغ 20000 رأس
*برشني 12000 رأس
وبخصوص كلفة الإنتاج للخرفان التي يبلغ وزنها ما بين 25 و 40كلغ فتبلغ 17دينارا /للكلغ اما البركوس الذي يزن اكثر من 40 كلغ تبلغ كلفته 16دينارا /للكلغ الواحد .
وبين رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بمدنين أن أسعار الأعلاف فهي تتراوح بالنسبة لبالة القرط بين 20الى 23دينارا .
أما سعر بالة التبن فقد تراوح بين 14.5دينار الي 15دينارا
أسعار بيع العلوش والبرشني
وبخصوص الأسعار فقد كشف ان سعر الخرفان وزن ما بين 25 و 40 كلغ حي يتراوح ما بين 800دينار و 850 دينار .
اما البركوس وزن أكثر من 40 كلغ حي يتراوح ما بين 1250 دينار و1300دينار .
في حين سعر البرشني وزن ما بين 25 و 40 كلغ حي يتراوح ما بين 700 دينار و 800 دينار .
اما البرشني وزن أكثر من 40 كلغ حي يتراوح ما بين 1000دينار و1200دينار .
ماذا عن الوضع على الحدود التونسية الليبية ؟!
وفي الأخير وبالنسبة إلي دخول او خروج "العلوش" عبر الحدود التونسية الليبية فقد أكد الجيلاني شعوي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بمدنين لمراسل "الصباح" أنه لم تقع ملاحظة اي عملية تهريب او تبادل في الاتجاهين من والى ليبيا خلال هذه الفترة .
ميمون التونسي
صفاقس.. سعر الأضاحي هذا الموسم سيصل إلى 1600 دينار
يحتد النقاش خلال هذه الفترة بين المواطنين عن مخزون الأضاحي وأسعارها مع اقتراب موعد عيد الأضحى ،في المقابل يشتكي مربو الماشية من غلاء الأعلاف ومن عدة إشكاليات أخرى ، فيما يذهب البعض الٱخر إلى حد إلغاء نحر الأضاحي هذا الموسم لغلاء سعرها.؟!
أسعار الأضاحي مابين 800 و1600د
تعتبر أسعار الأضاحي لموسم 2023 مرتفعة جدا نظرا للارتفاع المشط في أسعار الأعلاف حيث تتراوح الأسعار في جهة صفاقس مابين 800 دينار و 1600 دينار ، ويبلغ سعر الكلغ الواحد للأضحية في صنف الخروف أقل من 25 كلغ 40 دينارا ويبلغ 34 دينارا للخرفان ذات الوزن الأكثر من 25 كغ ، كما يعتبر المخزون كافيا ومتوفرا بالنسبة لهذا الموسم في جهة صفاقس ، وفق ما أكده في تصريح لـ"الصباح"رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بصفاقس "محمد شلاڨو".
ويُقدّر عدد الأضاحي المتوفرة بجهة صفاقس بحوالي 90 ألف أضحية تتوزع الى ثلاثة أصناف وهي ، خرفان لا يقل وزنها عن 25 كغ ب 66 ألف أضحية ، خرفان من نوع "بركوس" بحوالي 19 ألف أضحية وأضاحي من صنف "برشني" يبلغ عددها حوالي 5 ٱلاف أضحية، وفق النقابة التونسية للفلاحة.
قطاع الماشية أنهكته "السياسات"
ويمر قطاع تربية الماشية والأغنام بالخصوص بوضعية صعبة جدا لعدة أسباب أهمها غلاء الأعلاف المركزة في السنتين الأخيرتين باعتبار أن كل مدخلات الأعلاف المستوردة من ذرة وصوجا وشعير إرتفعت أسعارها بسبب الجفاف الذي ضرب عديد الدول في العالم بالإضافة الى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وفق ما عبر عنه في تصريح لـ"الصباح " عضو المكتب التنفيذي للنقابة التونسية للفلاحين والمختص في السياسات الزراعية "فوزي الزياني".
كما اعتبر "الزياني"أن خفض الدولة لكميات الأعلاف المدعمة من "شعير علفي وسداري" الموجهة للمربين في 3 سنوات الأخيرة الى النصف وفي بعض المناطق الى أكثر من النصف احد أهم أسباب تراجع القطيع وارتفاع الأسعار.
وارجع الزياني كل هذا إلى عدم وجود سياسة فلاحية في قطاع تربية الماشية في صفاقس فعلى سبيل المثال لم يقع استغلال المياه المستعملة المعالجة بالحاجب منذ سنوات وبقيت أغلب كميات المياه تسكب في البحر دون أن يستفيد منها مربي المنطقة ، إلى جانب وجود محطة أخرى لمعالجة المياه المستعملة غير المستغلة.
كما أن تراجع الدولة عن دعم مربي الماشية في المناطق ذات المناخ الجاف وشبه الجاف من خلال دعمهم في زراعة التين الشوكي وغراسة الأشجار العلفية ، يعتبر كذلك من بين الأسباب التي أضرت بهذا القطاع، ووجب على الدولة إيجاد حلول بديلة ، مبرزا ان الدولة لم تبحث على تطوير الزراعات العلفية المحلية التي من شأنها أن تقي الفلاح من تبعية التوريد وتحافظ على مخزون البلاد من العملة الصعبة وتحمي المربين الصغار , وفق قوله.
كما اعتبر المختصة في السياسات الزراعية ان أسعار الأضاحي من المتوقع أن تكون مرتفعة، وقد بدأ التداول في أسعار بين 20 و 22 دينارا للكلغ الواحد ل "العلوش الحي" بحسب الوزن، وقد نلاحظ عزوف العديد من العائلات هذه السنة عن شراء الأضحية باعتبار المقدرة الشرائية المهترئة للمستهلك التونسي ، وفق تأكيده.
يرى بعض المواطنين أن عيد الأضحى مناسبة دينية لا تكتمل إلا بوجود أضحية في المنزل ،و في نحرها احتفاء للكبار والصغار ومناسبة لتجميع الأسر وتٱزرها ولا يمكن بأي حال الاستغناء عنها وان ارتفعت الأسعار ، فيما يعتبر البعض الآخر أن سعر الأضحية في المواسم الأخيرة بات يُثقل كاهل أرباب الأسر حتى أن بعضهم يلجأ الى التداين لشراء أضحية لأبنائه، وبعضهم لا يرى مانعا في عدم شراء أضحية والتخلي بعض المواسم عن نحر الأضاحي حتى تتوفر رؤوس الأغنام ما سيعزز مخزونها وهذا سيؤدي طبعا الى انخفاض أسعارها .
عتيقة العامري
بنزرت: فرحة الصغار نغصها السمسار
بعد تجاوز غصرة رمضان والعيد الصغير ثم تكاليف الدروس الخصوصية في نهاية السنة الدراسية ستخضع العائلات البنزرتية خلال الأسابيع القادمة لاختبار جديد يتطلب بذل الكثير من المال وتوفر العدد الكافي من الأضاحي بالجودة المطلوبة و الا البحث عن حلول بديلة ليفرح الصغار بتكاليف معقولة.
شهرية العيد الكبير
من المنتظر ان يتوافق عيد الأضحى او "العيد الكبير" مع يوم 28 جوان 2023 أي أيام قليلة بعد صرف " شهرية " الآلاف من أعوان الوظيفة العمومية والقطاع العام الذي يوفر منحا بالمناسبة لموظفيه مثل الشركات الخاصة التي تدعم أعوانها اما بتسبقة على المرتب او بشراء الأضحية مباشرة على ان يدفع ثمنها العون على أقساط ميسرة في حين ستخصص وزارة الشؤون الاجتماعية كعادتها مساعدات مادية لقرابة 15300 عائلة معوزة في جهة بنزرت تستخلصها من مراكز البريد اين ستنتظر ألاف الأسر المتبقية أبنائهم بالمهجر لإرسال التحويلات المالية اللازمة حتى تحتفل كما يجب بالعيد الكبير..
وستصرف الأموال لاحقا اما في نقاط البيع الرسمية بالميزان في بني عوف ,القصر الأحمر ,عميلة معتمدية بنزرت الجنوبية و بوشكارة منزل جميل او عند كساب محلي او سمسار يبيع الأضاحي في نقاط البيع العشوائية التي ستنتشر خلال الأيام القادمة في الساحات العامة ولطرقات الرئيسية غير بعيد عن الفضاءات التي ستخصصها البلديات، للشراء عبر الانترنات من إسطبلات معروفة في بنزرت الجنوبية ومنزل جميل في حين ستكون وجهة الأغلبية أسواق الدواب ببنزرت المدينة ، ماطر، رأس الجبل و منزل بورقيبة التي تشهد حاليا إقبالا ضعيفا .
السماسرة سيطروا على السوق
حسب المعطيات المتوفرة يضم قطيع المجترات الصغرى في بنزرت 25150 خروفا ( علوش ) ،3650 بركوسا و 4200 راس ماعز تتوزع بنسب متفاوتة على إسطبلات و مراعي اوتيك ،بنزرت الجنوبية، سجنان ، جومين ماطر، غزالة ،غار الملح ،العالية و منزل جميل. كما توفر ولايات باجة و منوبة المجاورة ألاف من رؤوس الأغنام للعائلات المقيمة خاصة في المناطق الحدودية اما البقية فسينتظرون توافد المربون من القيروان وسيدي بوزيد لشراء الأضحية بأسعار ستتراوح حسب التقديرات المبدئية بين 600 و700 د بحساب 15 الى 15.500 د للكغ قد تصل الى 17.500 د في نقاط البيع المنظمة أي بزيادة قدرها 3 د مقارنة بالسنة الماضية بسبب ارتفاع الكلفة وغياب الأعلاف طيلة الفترة الماضية، لكن أسعار الأضاحي قد تشهد ارتفاعا غير مسبوق حسب وليد احبابو رئيس النقابة المحلية للفلاحين باوتيك المنضوية تحت لواء النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت، الذي أضاف ان مربي الماشية يبذل في المعدل بين 200 و 250 د لتربية الرأس خلال الأشهر الأولى، وبين انه و في غياب العلف والمرعى ترتفع التكلفة الى 350 د ويحاول المربي الحصول على هامش ربح يمكنه من مواصلة نشاطه وتغطية مصاريفه المتعددة فيكون سعر الأضحية المناسبة في حدود 650 -700 د كأقصى حد. وابرز محدثنا انه وبعد ان غزا السماسرة مناطق الإنتاج لشراء العشرات من رؤوس الماشية في حزمة واحدة بسعر 20 د للكغ( على بعضو جويد و خشين ) أي بمعدل 750- 800 د للأضحية الواحدة ليتم بيعها لاحقا في ولايات ساحلية أخرى بأسعار تتراوح بين 1000 و1300 د ما ينغص فرحة العائلات البنزرتية التي ستنتظر الى أخر لحظة ان " يرخ" السوق وهو أمر متوقع بشدة حسب محدثنا صاحب الخبرة الطويلة في تربية الماشية.
بين هذا وذاك وفي محاولة لكبح المصاريف والمحافظة على صلة الرحم تختار بعض العائلات ذبح أضحية واحدة في الدار الكبيرة سواء في بنزرت او في مسقط الرأس في حين تعهد اسر أخرى بملف عيد الأضحى الى أصدقاء او أقارب من مناطق فلاحية نائية لشراء المطلوب بسعر مقبول سواء بالحاضر او حتى بالتقسيط لارضاء الصغار و تجاوز غصرة العيد.
ساسي الطرابلسي
القيروان: الوضعية الصحية للقطيع عادية.. وتوفر 125 ألف رأس غنم
أفاد رئيس دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقيروان نور الدين الحمدي لـ"الصباح"، أن الحالة الصحية لقطيع الأغنام بالجهة عادية وخالية من الأمراض الوبائية الخطيرة والمعدية باستثناء بعض الأمراض الفردية التي قال إنه يتم التعامل معها في الإبان ومباشرة الإحاطة بها و معالجتها.
وأضاف الحمدي أن المصالح البيطرية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية باشرت بالقيام بحملات تلقيح قطيع الأغنام بالجهة ضد جدري الأغنام والحمى القلاعية، مع الحرص على المتابعة المتواصلة للحالة الصحية للقطيع عبر رفع التحاليل بشكل متواصل للتثبت من سلامته، مؤكدا حرص المندوبية على تسخير عدد من الأطباء البياطرة لتأمين المراقبة البيطرية للأضاحي في فترة العيد وذلك بصفة تطوعية.
وأوضح الحمدي ،أن ولاية القيروان بمختلف معتمدياتها توفر هذه السنة مخزونا يتكون من 125 ألف رأس من أضاحي العيد، موزعة بين 110 ألف رأس من الخرفان " البركوس " و15 ألف من الماعز في حين بلغ عدد الأضاحي في الجهة للسنة الفارطة في حدود 135 ألف أضحية أي ما يمثل عُشُر الأضحية في الجمهورية تتوزع بين 15 ألف برشني و120 ألف بين خروف و علوش عربي.
وبين المصدر ذاته في تصريح لـ"الصباح" أن هذا النقص قد يساهم في ارتفاع أثمان الأضاحي بمعدل يتراوح بين 70 و 150 دينارا ، وأن معدل الأسعار التي يتم تداولها في الفترة الحالية يتراوح بين 550 دينارا و 1200 دينار، مذكرا بأنه مع اقتراب موعد عيد الأضحى ينتظر أن تشهد الأسعار تغيرا إما نزولا أو صعودا حسب قاعدة العرض والطلب. و أختتم الحمدي حديثه بأن التغيرات المناخية الصعبة التي مرت بها الجهة طيلة الموسم الفلاحي بسبب انحباس الأمطار وندرة المراعي الطبيعية ونقص المواد العلفية المركبة والخشنة وارتفاع سعرها أثرت في أسعار الأضاحي لهذه السنة.
مروان الدعلول
*عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف باللحوم الحمراء والألبان لـ"الصباح ": 200 ألف عائلة لن تضحي
تونس-الصباح
إقبال ضعيف ان لم نقل منعدم على شراء أضاحي العيد وذلك على خلفية الارتفاع الكبير في الأسعار خاصة في ظل تراجع حجم القطيع .
أفاد يحي مسعود عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف باللحوم الحمراء والألبان لـ"الصباح " ان تراجع حجم القطيع هو بسبب التفريط فيه على خلفية ارتفاع كلفة الإنتاج التي تضاعفت ب3 و4 مرات ، وابرز قائلا ان سعر التبن كانت في حدود 4\5 د فأصبح في حدود 12\13 دينارا .
اما سعر القرط ، وهو من الأعلاف الخشنة اللازمة كغذاء للماشية، فقد كان في حدود 12 د فأصبحت مابين 24\25 دينارا .
وواصل مبينا انه اذا ما تحدثنا عن مادة السداري التي كان سعرها 12 د وكانت تصل حوالي 90% من الكمية للفلاح المربي خلال العام الماضي فانها خلال ال6 أشهر من العام الحالي لم تصل للمربي سوى 40 % من الكمية المطلوبة فتجده مضطر لشراء باقي الكمية لتغذية القطيع من السوق السوداء التي انتعشت على حساب المقدرة الشرائية للفلاحة حيث بلغ سعر كيس السداري 55 دينارا .
اما الشعير العلفي والذي تورده الدولة، بسبب ضعف الإنتاج، فانها لم تتحصل سوى على 60% من الشحنات المطلوبة من الأسواق العالمية هذا مع خسارة 20% من الكمية الموردة في مسالك التوزيع اذ يستحوذ عليها المضاربون وتباع في السوق السوداء بسعر مرتفع جدا حيث يباع الكيس المدعم مابين 27 د و30 دينارا في حين ان الكيس في السوق السوداء يصل للمربي في حدود 75 دينارا اي تقريبا ب 3 إضعاف سعر المدعم ، ورغم ذلك تجد المربي مضطرا لشراء هذه المادة الأساسية لتربية الماشية خشية خسارة القطيع وخسارة رأس المال فهو يسعى لتدوير رأس المال حتى لا يخسر .
وأبرز يحي مسعود عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف باللحوم الحمراء والألبان ان كل هذا قد أدى إلى ارتفاع كلفة الإنتاج بحوالي 20% بالمائة مقارنة بالعام الماضي ما دفع الاتحاد للمطالبة بإحداث نقاط بيع من المنتج الى المستهلك، بالتعاون مع وزارتي الفلاحة والتجارة في كل الجهات وخاصة المدن الكبرى لقطع الطريق أمام "القشارة".
وبررت هذا الطلب بالقول ان الفلاح سيزيد في سعر البيع نسبة ضئيلة من تكلفة الإنتاج ليصل سعر الخروف الى المستهلك بين 650 و700 دينار
في حين انه اذا وصلت هذه الأضاحي الى "الرحبة" ونقاط البيع العشوائية وغير المراقبة فان سعرها سيصل الى 900 د وحتى أكثر من 1200 دينار بما انه سير على "القشارة" والسماسرة والمضاربين المستكرشين الذين لا يهمهم سوى الربح فقط.
وكشف ان الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري طالب بإحداث نقاط بيع منظمة بالميزان تكون من المنتج الى المستهلك حتى ينتفع الفلاح الذي سيبيع بسعر يتماشى وتكلفة الإنتاج من جهة ويكون السعر في متناول المستهلك من جهة أخرى.
وابرز محدثنا ان السعر المرجعي لكلغ العلوش الحي سيكون في حدود 17500 بعد أن كان خلال العام الماضي في حدود 15 دينار في حين انه وفي باقي نقاط البيع العشوائية ستكون الأسعار أعلى بكثير ليصبح سعر الأضاحي مشطا جدا .
وبين يحي مسعود ان على الحكومة القضاء على مسالك التوزيع الموازية وتطهير مسالك التوزيع المنظمة وان تراقب الجودة لان الحفاظ على السيادة الوطنية يكون عبر حماية ودعم السيادة الغذائية، اذ لا سيادة وطنية دون سيادة غذائية.
إعتبر ان التحكم في سعر التكلفة لا يكون الا من خلال مراقبة مسالك التوزيع وقتل المسالك العشوائية وخاصة توفير مستلزمات الإنتاج للفلاح سواء إنتاج مستلزمات اللحوم الحمراء او الإنتاج النباتي في الوقت المناسب وليس من خلال توفير كميات لا تلبي الحاجة ما يضطر الفلاح للاتجاه الى السوق السوداء مع وجوب مراقبة جودة الإنتاج، بالإضافة الى إحداث نقاط تقرب المنتج من المستهلك ، واكد بالقول في هذا السياق "حينها فقط ينهض القطاع الفلاحي وهذا لن يتحقق بالتسقيف غير المدروس للأسعار والقرارات أحادية الجانب التي لن تنفع لا المستهلك ولا المنتج ".
وأشار ان مراقبة مسالك التوزيع تساهم ب50% في وفرة الإنتاج وفي السعر .
وعن تفاعل الوزارات المعنية مع مقترح إحداث نقاط البيع فبين أن الجهات المعنية مستعدة لإحداث هذه النقاط الا انها أكدت عدم تسرعها في الإعلان عن القرار بتوفير كل ظروف نجاحها .
وبالنسبة للقطيع المتوفر وخاصة بالنسبة للذكور فبين مصدرنا انه في حدود 800 ألف ، متوقعا ان يشهد الإقبال على الشراء تراجعا بالنظر لتراجع المقدرة الشرائية ، كاشفا انه من المتوقع عزوف 200 ألف عائلة عن التضحية خلال هذا العيد .
وبين ان القطيع بلغ العام الماضي مليون و450 ألف رأس غنم ما يعني فقدان 600 ألف رأس وهذا نتيجة ذبح الإناث منذ شهر أكتوبر بكميات كبيرة حيث خسرنا 600 ألف أنثى.
حنان قيراط
مدنين.. مواطنون يشتكون من غلاء الأسعار.. والمربون من ندرة الأعلاف
بدأت الاستعدادات لعيد الأضحى المبارك بولاية مدنين وفي لقاءات خاطفة لمراسل "الصباح " بولاية مدنين مع عدد من المواطنين أكد هؤلاء ان أسعار الأضاحي مرتفعة هذه السنة مع تدهور المقدرة الشرائية ما ستجعل العديد منهم غير قادر على شراء أضاحي خلال هذه السنة .
ماذا عن مربي الماشية ؟
وفي سياق متصل أفاد " الجيلاني شعوي" رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بمدنين لمراسل "الصباح" ان مربي الماشية بمختلف معتمديات ولاية مدنين تعترضهم صعوبات عدة متمثلة خاصة في ندرة الأعلاف، بالإضافة الى ان أصحاب وحدات التسمين لاحق لهم في الأعلاف المدعمة في ظل غلاءها ما أدى ، بحسب رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بمدنين، الى ارتفاع كلفة الإنتاج مع تدهور المقدرة الشرائية للمواطنين ما جعل أسواق الأضاحي تعرف، هذه الفترة ، حال من الركود.
"الصباح" تكشف متوفرات الأضاحي بالولاية
وأضاف مصدرنا انه يتوفر بولاية مدنين حوالي 50 رأسا من الأضاحي وهي كما يلي :
*خرفان وزن ما بين 25و 40كلغ 18000راس
*بركوس اكثر من 40 كلغ 20000 رأس
*برشني 12000 رأس
وبخصوص كلفة الإنتاج للخرفان التي يبلغ وزنها ما بين 25 و 40كلغ فتبلغ 17دينارا /للكلغ اما البركوس الذي يزن اكثر من 40 كلغ تبلغ كلفته 16دينارا /للكلغ الواحد .
وبين رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بمدنين أن أسعار الأعلاف فهي تتراوح بالنسبة لبالة القرط بين 20الى 23دينارا .
أما سعر بالة التبن فقد تراوح بين 14.5دينار الي 15دينارا
أسعار بيع العلوش والبرشني
وبخصوص الأسعار فقد كشف ان سعر الخرفان وزن ما بين 25 و 40 كلغ حي يتراوح ما بين 800دينار و 850 دينار .
اما البركوس وزن أكثر من 40 كلغ حي يتراوح ما بين 1250 دينار و1300دينار .
في حين سعر البرشني وزن ما بين 25 و 40 كلغ حي يتراوح ما بين 700 دينار و 800 دينار .
اما البرشني وزن أكثر من 40 كلغ حي يتراوح ما بين 1000دينار و1200دينار .
ماذا عن الوضع على الحدود التونسية الليبية ؟!
وفي الأخير وبالنسبة إلي دخول او خروج "العلوش" عبر الحدود التونسية الليبية فقد أكد الجيلاني شعوي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بمدنين لمراسل "الصباح" أنه لم تقع ملاحظة اي عملية تهريب او تبادل في الاتجاهين من والى ليبيا خلال هذه الفترة .
ميمون التونسي
صفاقس.. سعر الأضاحي هذا الموسم سيصل إلى 1600 دينار
يحتد النقاش خلال هذه الفترة بين المواطنين عن مخزون الأضاحي وأسعارها مع اقتراب موعد عيد الأضحى ،في المقابل يشتكي مربو الماشية من غلاء الأعلاف ومن عدة إشكاليات أخرى ، فيما يذهب البعض الٱخر إلى حد إلغاء نحر الأضاحي هذا الموسم لغلاء سعرها.؟!
أسعار الأضاحي مابين 800 و1600د
تعتبر أسعار الأضاحي لموسم 2023 مرتفعة جدا نظرا للارتفاع المشط في أسعار الأعلاف حيث تتراوح الأسعار في جهة صفاقس مابين 800 دينار و 1600 دينار ، ويبلغ سعر الكلغ الواحد للأضحية في صنف الخروف أقل من 25 كلغ 40 دينارا ويبلغ 34 دينارا للخرفان ذات الوزن الأكثر من 25 كغ ، كما يعتبر المخزون كافيا ومتوفرا بالنسبة لهذا الموسم في جهة صفاقس ، وفق ما أكده في تصريح لـ"الصباح"رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بصفاقس "محمد شلاڨو".
ويُقدّر عدد الأضاحي المتوفرة بجهة صفاقس بحوالي 90 ألف أضحية تتوزع الى ثلاثة أصناف وهي ، خرفان لا يقل وزنها عن 25 كغ ب 66 ألف أضحية ، خرفان من نوع "بركوس" بحوالي 19 ألف أضحية وأضاحي من صنف "برشني" يبلغ عددها حوالي 5 ٱلاف أضحية، وفق النقابة التونسية للفلاحة.
قطاع الماشية أنهكته "السياسات"
ويمر قطاع تربية الماشية والأغنام بالخصوص بوضعية صعبة جدا لعدة أسباب أهمها غلاء الأعلاف المركزة في السنتين الأخيرتين باعتبار أن كل مدخلات الأعلاف المستوردة من ذرة وصوجا وشعير إرتفعت أسعارها بسبب الجفاف الذي ضرب عديد الدول في العالم بالإضافة الى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وفق ما عبر عنه في تصريح لـ"الصباح " عضو المكتب التنفيذي للنقابة التونسية للفلاحين والمختص في السياسات الزراعية "فوزي الزياني".
كما اعتبر "الزياني"أن خفض الدولة لكميات الأعلاف المدعمة من "شعير علفي وسداري" الموجهة للمربين في 3 سنوات الأخيرة الى النصف وفي بعض المناطق الى أكثر من النصف احد أهم أسباب تراجع القطيع وارتفاع الأسعار.
وارجع الزياني كل هذا إلى عدم وجود سياسة فلاحية في قطاع تربية الماشية في صفاقس فعلى سبيل المثال لم يقع استغلال المياه المستعملة المعالجة بالحاجب منذ سنوات وبقيت أغلب كميات المياه تسكب في البحر دون أن يستفيد منها مربي المنطقة ، إلى جانب وجود محطة أخرى لمعالجة المياه المستعملة غير المستغلة.
كما أن تراجع الدولة عن دعم مربي الماشية في المناطق ذات المناخ الجاف وشبه الجاف من خلال دعمهم في زراعة التين الشوكي وغراسة الأشجار العلفية ، يعتبر كذلك من بين الأسباب التي أضرت بهذا القطاع، ووجب على الدولة إيجاد حلول بديلة ، مبرزا ان الدولة لم تبحث على تطوير الزراعات العلفية المحلية التي من شأنها أن تقي الفلاح من تبعية التوريد وتحافظ على مخزون البلاد من العملة الصعبة وتحمي المربين الصغار , وفق قوله.
كما اعتبر المختصة في السياسات الزراعية ان أسعار الأضاحي من المتوقع أن تكون مرتفعة، وقد بدأ التداول في أسعار بين 20 و 22 دينارا للكلغ الواحد ل "العلوش الحي" بحسب الوزن، وقد نلاحظ عزوف العديد من العائلات هذه السنة عن شراء الأضحية باعتبار المقدرة الشرائية المهترئة للمستهلك التونسي ، وفق تأكيده.
يرى بعض المواطنين أن عيد الأضحى مناسبة دينية لا تكتمل إلا بوجود أضحية في المنزل ،و في نحرها احتفاء للكبار والصغار ومناسبة لتجميع الأسر وتٱزرها ولا يمكن بأي حال الاستغناء عنها وان ارتفعت الأسعار ، فيما يعتبر البعض الآخر أن سعر الأضحية في المواسم الأخيرة بات يُثقل كاهل أرباب الأسر حتى أن بعضهم يلجأ الى التداين لشراء أضحية لأبنائه، وبعضهم لا يرى مانعا في عدم شراء أضحية والتخلي بعض المواسم عن نحر الأضاحي حتى تتوفر رؤوس الأغنام ما سيعزز مخزونها وهذا سيؤدي طبعا الى انخفاض أسعارها .
عتيقة العامري
بنزرت: فرحة الصغار نغصها السمسار
بعد تجاوز غصرة رمضان والعيد الصغير ثم تكاليف الدروس الخصوصية في نهاية السنة الدراسية ستخضع العائلات البنزرتية خلال الأسابيع القادمة لاختبار جديد يتطلب بذل الكثير من المال وتوفر العدد الكافي من الأضاحي بالجودة المطلوبة و الا البحث عن حلول بديلة ليفرح الصغار بتكاليف معقولة.
شهرية العيد الكبير
من المنتظر ان يتوافق عيد الأضحى او "العيد الكبير" مع يوم 28 جوان 2023 أي أيام قليلة بعد صرف " شهرية " الآلاف من أعوان الوظيفة العمومية والقطاع العام الذي يوفر منحا بالمناسبة لموظفيه مثل الشركات الخاصة التي تدعم أعوانها اما بتسبقة على المرتب او بشراء الأضحية مباشرة على ان يدفع ثمنها العون على أقساط ميسرة في حين ستخصص وزارة الشؤون الاجتماعية كعادتها مساعدات مادية لقرابة 15300 عائلة معوزة في جهة بنزرت تستخلصها من مراكز البريد اين ستنتظر ألاف الأسر المتبقية أبنائهم بالمهجر لإرسال التحويلات المالية اللازمة حتى تحتفل كما يجب بالعيد الكبير..
وستصرف الأموال لاحقا اما في نقاط البيع الرسمية بالميزان في بني عوف ,القصر الأحمر ,عميلة معتمدية بنزرت الجنوبية و بوشكارة منزل جميل او عند كساب محلي او سمسار يبيع الأضاحي في نقاط البيع العشوائية التي ستنتشر خلال الأيام القادمة في الساحات العامة ولطرقات الرئيسية غير بعيد عن الفضاءات التي ستخصصها البلديات، للشراء عبر الانترنات من إسطبلات معروفة في بنزرت الجنوبية ومنزل جميل في حين ستكون وجهة الأغلبية أسواق الدواب ببنزرت المدينة ، ماطر، رأس الجبل و منزل بورقيبة التي تشهد حاليا إقبالا ضعيفا .
السماسرة سيطروا على السوق
حسب المعطيات المتوفرة يضم قطيع المجترات الصغرى في بنزرت 25150 خروفا ( علوش ) ،3650 بركوسا و 4200 راس ماعز تتوزع بنسب متفاوتة على إسطبلات و مراعي اوتيك ،بنزرت الجنوبية، سجنان ، جومين ماطر، غزالة ،غار الملح ،العالية و منزل جميل. كما توفر ولايات باجة و منوبة المجاورة ألاف من رؤوس الأغنام للعائلات المقيمة خاصة في المناطق الحدودية اما البقية فسينتظرون توافد المربون من القيروان وسيدي بوزيد لشراء الأضحية بأسعار ستتراوح حسب التقديرات المبدئية بين 600 و700 د بحساب 15 الى 15.500 د للكغ قد تصل الى 17.500 د في نقاط البيع المنظمة أي بزيادة قدرها 3 د مقارنة بالسنة الماضية بسبب ارتفاع الكلفة وغياب الأعلاف طيلة الفترة الماضية، لكن أسعار الأضاحي قد تشهد ارتفاعا غير مسبوق حسب وليد احبابو رئيس النقابة المحلية للفلاحين باوتيك المنضوية تحت لواء النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت، الذي أضاف ان مربي الماشية يبذل في المعدل بين 200 و 250 د لتربية الرأس خلال الأشهر الأولى، وبين انه و في غياب العلف والمرعى ترتفع التكلفة الى 350 د ويحاول المربي الحصول على هامش ربح يمكنه من مواصلة نشاطه وتغطية مصاريفه المتعددة فيكون سعر الأضحية المناسبة في حدود 650 -700 د كأقصى حد. وابرز محدثنا انه وبعد ان غزا السماسرة مناطق الإنتاج لشراء العشرات من رؤوس الماشية في حزمة واحدة بسعر 20 د للكغ( على بعضو جويد و خشين ) أي بمعدل 750- 800 د للأضحية الواحدة ليتم بيعها لاحقا في ولايات ساحلية أخرى بأسعار تتراوح بين 1000 و1300 د ما ينغص فرحة العائلات البنزرتية التي ستنتظر الى أخر لحظة ان " يرخ" السوق وهو أمر متوقع بشدة حسب محدثنا صاحب الخبرة الطويلة في تربية الماشية.
بين هذا وذاك وفي محاولة لكبح المصاريف والمحافظة على صلة الرحم تختار بعض العائلات ذبح أضحية واحدة في الدار الكبيرة سواء في بنزرت او في مسقط الرأس في حين تعهد اسر أخرى بملف عيد الأضحى الى أصدقاء او أقارب من مناطق فلاحية نائية لشراء المطلوب بسعر مقبول سواء بالحاضر او حتى بالتقسيط لارضاء الصغار و تجاوز غصرة العيد.
ساسي الطرابلسي
القيروان: الوضعية الصحية للقطيع عادية.. وتوفر 125 ألف رأس غنم
أفاد رئيس دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقيروان نور الدين الحمدي لـ"الصباح"، أن الحالة الصحية لقطيع الأغنام بالجهة عادية وخالية من الأمراض الوبائية الخطيرة والمعدية باستثناء بعض الأمراض الفردية التي قال إنه يتم التعامل معها في الإبان ومباشرة الإحاطة بها و معالجتها.
وأضاف الحمدي أن المصالح البيطرية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية باشرت بالقيام بحملات تلقيح قطيع الأغنام بالجهة ضد جدري الأغنام والحمى القلاعية، مع الحرص على المتابعة المتواصلة للحالة الصحية للقطيع عبر رفع التحاليل بشكل متواصل للتثبت من سلامته، مؤكدا حرص المندوبية على تسخير عدد من الأطباء البياطرة لتأمين المراقبة البيطرية للأضاحي في فترة العيد وذلك بصفة تطوعية.
وأوضح الحمدي ،أن ولاية القيروان بمختلف معتمدياتها توفر هذه السنة مخزونا يتكون من 125 ألف رأس من أضاحي العيد، موزعة بين 110 ألف رأس من الخرفان " البركوس " و15 ألف من الماعز في حين بلغ عدد الأضاحي في الجهة للسنة الفارطة في حدود 135 ألف أضحية أي ما يمثل عُشُر الأضحية في الجمهورية تتوزع بين 15 ألف برشني و120 ألف بين خروف و علوش عربي.
وبين المصدر ذاته في تصريح لـ"الصباح" أن هذا النقص قد يساهم في ارتفاع أثمان الأضاحي بمعدل يتراوح بين 70 و 150 دينارا ، وأن معدل الأسعار التي يتم تداولها في الفترة الحالية يتراوح بين 550 دينارا و 1200 دينار، مذكرا بأنه مع اقتراب موعد عيد الأضحى ينتظر أن تشهد الأسعار تغيرا إما نزولا أو صعودا حسب قاعدة العرض والطلب. و أختتم الحمدي حديثه بأن التغيرات المناخية الصعبة التي مرت بها الجهة طيلة الموسم الفلاحي بسبب انحباس الأمطار وندرة المراعي الطبيعية ونقص المواد العلفية المركبة والخشنة وارتفاع سعرها أثرت في أسعار الأضاحي لهذه السنة.