كاهية مدير مكلف بإدارة أملاك الأجانب بالشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسية لـ"الصباح": ندير 7645 عقارا فوتنا في أكثر من 40% منها
عدد البنايات المتداعية للسقوط من أملاك الدولة وأملاك الأجانب في حدود 500 محل
تونس- الصباح
عند تجولنا في كل ولايات الجمهورية نلاحظ بناءات مشيدة ومغلقة فعل فيها الزمن فعله فتحولت إلى أطلال تشوه مراكز الولايات والمناطق الحيوية وتهدد سلامة المارة بعد أن أصبحت خرابا لاسيما البناءات التي على ملك الأجانب والتي مازالت محل نزاع إلى يومنا هذا.
ألاف البناءات المهجورة والتي تعد مخزونا عقاريا مهما ويمكنها أن تمثل حلا جذريا للتقليص من كتلة المصاريف المهدورة في كراء مقرات إدارية لمؤسسات الدولة في كل جهات الجمهورية ، مخزون عقاري يمكن أيضا بيعه للمستثمرين ما سيدر عائدات مهمة لخزينة الدولة.
عقارات أخرى شاغرة تم إحداثها الا انها بقيت دون استغلال وهو ما يطرح اكثر من نقطة استفهام حول مآلها، وفي هذا الخصوص يمكن أن تستحضر ما آل إليه وضع مقرات التجمع المنحل في كل مناطق الجمهورية والتي بقي أغلبها إلى اليوم دون استغلال.
ملف صفحة الجهات اليوم حول البناءات المتروكة وغير المستغلة سواء على ملك الدولة أو على ملك الأجانب والتي
أفاد بلال محجوب كاهية مدير مكلف بالإشراف على إدارة أملاك الأجانب بالشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسية "سنيت" أن الشركة تتصرف في عقارات راجعة بالملكية للدولة وعددها ما يقارب عن 7645 اغلبها في تونس العاصمة ثم بنزرت ثم الشمال الغربي ثم الوسط فالجنوب، كاشفا انه قد تم التفويت في ما يفوق 3000 محل سواء محل سكني أو تجاري أو مهني او قطع أرض بيضاء وهو ما يمثل أكثر من 40 % من العقارات مع تواصل النظر في باقي الملفات، مبرزا ان 80 % من العقارات تم النظر في ملفاتها.
كما أفاد محدثنا ان الدولة اقتنت هذه العقارات في إطار الاتفاقيات الثنائية التونسية الفرنسية قصد تسوية وضعية شاغليها المتمتعين بحق البقاء وحق الأولوية في الشراء، مبرزا انها تسعى جاهدة لحماية هذه الطبقة عبر الدفع في نسق التفويت. كما ابرز محدثنا على سبيل الذكر ان بنزرت تتضمن حوالي 2600 محل على ملك الدولة تم التفويت في ما يقارب 1800 محل بالإضافة إلى معالجة أكثر من 300 ملف . وأكد ان كل شاغل او متسوغ اعد ملفا مكتملا اثر التنبيه عليه بتكوين ملف تفويت يتم إحالة ملفه على أنظار اللجنة الوطنية للتفويت بوزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية للبت فيه.
كما أشار كاهية مدير المكلف بإدارة أملاك الأجانب بالشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسية "سنيت" ان عدد العقارات الراجعة لأجانب يقارب 5000 محل، تتصرف فيها الشركة بموجب مقررات تصرف صادرة سابقا عن وزارة الإسكان وحاليا عن وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية، هذا ويمكن للوكلاء العقاريين المرخص لهم التصرف في عقارات على ملك أجانب.
كما كشف السيد محجوب ان عدد البنايات المتداعية للسقوط من أملاك الدولة وأملاك الأجانب التي تم حصرها هي في حدود 500 محل بين تجاري وسكني ومهني موزعة على كامل مناطق الجمهورية وقد تمت إحالة ملفاتها على أنظار السيد المكلف العام بنزاعات الدولة لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة في شأنها قصد إخلائها من شاغليها .
وبين أن الشركة لا توجد لديها عقارات شاغرة وفي حالة الشغور يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة اما بالبيع او بالكراء عن طريق بتات عمومية بالإشهار والمزاد العلني بعد الحصول على موافقة وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية.
حنان قيراط
منوبة: بنايات ومنشآت مهملة.. ومليارات في مهب الريح !
ظاهرة تهميش المنشآت والبنايات في ولاية منوبة ليست بالأمر الجديد على الجهة منذ ما قبل تأسيسها وإعلانها ولاية سنة 2000 لتستمر الظاهرة بعد ذلك و تأخذ شكلا ونسقا اخطر خاصة بعد الثورة .
ولئن كانت البداية بتهميش قصور البايات الحسينيين مطلع الاستقلال وبعده والتي تعد 30 قصرا حيث أهملت إهمالا ممنهجا ولم يتبقّ منها سوى سبعة قصور يتم استغلالها من قبل بعض الإدارات كمقر الولاية ومتاحف عسكرية ومؤسسات تربوية، فيما تم تهميش بقيتها وكان بالإمكان ترميمها وتهيئتها واستغلالها وحسن توظيفها بما يحقق المنفعة العامة للجهة ومتساكنيها ، إهمال تواصل على مدى سنوات طويلة ليمتد إلى اليوم ليشمل عديد البنايات والمنشآت التابعة للدولة ويكون أكثر حدة مع ما تتسم به تفاعلات السلط المحلية والجهوية مع هذا الملف وتهربها من تحمل مسؤوليات أطراف أخرى وتبعات أخطائهم.
المركب التجاري بطبربة..وشبهات فساد
ويمكن الاستدلال في هذا المستوى بالمركب التجاري بطبربة المحدث بين سنتي 2016 و2017 وصرفت لأجله مئات الملايين من الدينارات دون أن يقع استغلال اي فضاء به ولو ليوم واحد، ما يطرح عديد الأسئلة حول ظروف إحداثه ومن تحصل على الصفقة ومن وقف وراء تعطيل استغلاله والحديث عن شبهات فساد تحيط بانجازه. وحول هذا المركب أكد محمود ملالة معتمد طبربة في تصريح لمراسل "الصباح " أنه قام بإشعار السلط الجهوية بما يتعرض له هذا المركب من تخريب وسرقة وطالب بالتدخل السريع لإنقاذه باعتبار أنه ملك المجلس الجهوي وقد قامت لجنة بزيارة المكان وقامت برفع ملاحظاتها دون أن يقع اتخاذ أي قرار بشأنه منذ ذلك الحين ، بين محدثنا أنه يمكن استغلال هذا المركب التجاري ليشمل عديد الأنشطة ويساهم في خلق مواطن رزق جديدة وتنشيط الحركة التجارية في اكبر الأحياء الشعبية في طبربة.
تهميش القرية الحرفية ببرج العامري
القرية الحرفية ببرج العامري لا يختلف وضعها عن المركب التجاري بطبربة وقد تم إنشاؤها سنة 2013 لتشهد فشلا ذريعا في الاستغلال حيث كان مصيرها التهميش والتخريب وسرقة كل ما توفر فيها دون استغلال اي محل بها. ويرى المهتمون بالشأن المحلي في معتمدية برج العامري ان أحداث هذه القرية كان مجرد مشروع أحدث دون اية دراسة مسبقة وتخطيط وقراءة لطرق الاستغلال والمردودية ودرجة النفع للأشخاص وللمنطقة فكان بمثابة إنجاز للتباهي وتسجيل نقاط سياسية ليرتقي ذلك إلى مرتبة الفساد وسوء التصرف في المال العام ، وقد سعت السلطات الجهوية والمحلية خلال السنوات الاخيرة إلى إيجاد حل لاستغلال هذه القرية ليبرم اتفاق مع الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد على ان تحول إلى نقطة توزيع للتبغ، وحول ذلك أكد معتمد برج العامري في تصريح لـ"الصباح " أن الاتفاق المبرم شهد فترة من التعطيل بسبب تحويرات شملت مناصب إدارية بوكالة التبغ والوقيد وان السلط الجهوية بولاية منوبة أعادت طرح الملف وينتظر أن ينتهي الأمر باستغلال القرية الحرفية لصالح الوكالة المذكورة خلال الفترة القريبة القادمة .
مركب الحبيبية نقطة استفهام
المركب الرياضي الترفيهي بالحبيبية يعد بدوره أهم وأبرز المنشات المتكاملة التي عانت لسنوات متعاقبة التهميش وفشل كل المتعاقبين على تسيير شؤون الولاية وكل الوزارات المعنية في استغلاله وجلب المستثمرين للانتفاع بما يمكن أن يحققه من فوائد ومصالح متعددة للجهة وشبابها وباءت كل المحاولات بالفشل وكل الوعود بالسقوط في الماء. وحول هذا المركب تحدث لطفي الماجري معتمد الجديدة عن صعوبات جمة تحيط بهذا الملف أبرزها التعطيلات الإدارية وكثرة الإجراءات التي جعلت المستثمرين يعدلون عن استغلال هذا المركب المتكامل علاوة عن استقالة مريبة وغير مفهومة لعديد الإطراف ما يبعث على الإحباط والتراجع عن اي مسعى جديد لإيجاد حل وطرق للاستغلال رغم انه مركب قادر على قلب الوضع في جهة الجديدة رأسا على عقب ويحقق نقلة نوعية على المستوى الرياضي والتجاري والسياحي في حال حسن استغلاله وتوظيفه .
فضاءات وبنايات ومنشآت أخرى في ولاية منوبة على غرار المنتزه العائلي بطبربة ، المسبح البلدي بطبربة ، وحدة تصفية الدم بطبربة ، أملاك المجلس الجهوي بالمناطق الريفية وصرفت لأجل أحداثها مليارات من العمليات يتم إهمالها وتهميشها منذ سنوات أو الفشل في كل محاولات إيجاد الحلول لاستغلالها بشكل يدعو للاستغراب ما جعلها عرضة للتخريب والسرقة أمام أعين الجميع دون تحريك اي ساكن..
نماذج متعددة لبنايات من أملاك الدولة لكن أبوابها موصودة منذ سنين، تقرضه الرياح والأمطار والشمس الحارقة مع عدم وضوح الرؤية لمصيرها لتتحول البعض منها الى أوكار للجانحين والعابثين يقابله رفض تام لأن تطاله يد الإصلاح والتغيير وبعث فرص لإعادة إحيائها وإحياء نفوس شباب محرومين ببقاع معدمة على أطراف النسيان .
مراسلة "الصباح"رصدت انطباعات المواطنين بعدد من معتمديات الجهة، لتكون ملامح الصورة بنفس العناوين والألوان والمضامين.
مبان مهجورة عنوان العجز والقتامة
في المعتمديات البعيدة بأقاصي الجهة وخاصة منها الحدودية على غرار معتمدية حيدرة تنتشر بعض البنيات التابعة لأملاك الدولة كأشباح تثقل مساحة الأرض وتخنق الأنفس ولكنها غير مستغلة ومهملة ، يقول العضو البلدي ببلدية حيدرة مراد زارعي في توصيف للمشهد بحيدرة ، هنا تنتصب بناية محطة للسكة الحديدية على مساحة كبرى بقلب المدينة منذ سنوات عديدة دون أية إستراتيجية واضحة حتى على المدى البعيد لمصيرها لتبقى كتراث ومعلم شاهد على خط حديدي يمر من تونس الى القطر الجزائري
وحتى اقتراح مشروع لبناء محطة للنقل البري لاستغلال المساحة الفارغة بالمكان سالف الذكر خاصة وان الحافلات الخاصة بالنقل التلمذي تربض بالمكان دون حماية ،بقي مجرد حلم رغم تعدد زيارات مصالح وزارة النقل واللوجستيك للمكان.
وأشار لوجود بناءات أخرى مهملة على غرار نقطة أمنية متقدمة قديمة العهد بمنطقة الطباقة ، حيث تم تغيير مكان المركز الأمني إلى مكان آخر لدواع أمنية منذ 2010 ليبقى المقر القديم مغلقا ورغم تقدم مجموعة من الشباب بملف للسلط المعنية لتغييره الى ناد شبابي بالمنطقة المحرومة من أدنى المرافق الأساسية للعيش الكريم ولأماكن للترفيه والابداع للشباب والصغار لكن الفكرة ماتت حتى قبل أن تبدأ .
وأكد محدثنا وجود بناية تابعة للفرع المحلي للإدارة الجهوية للتجهيز غير مستغل ومغلق منذ أكثر من 15 سنة رغم مساحته الشاسعة ، ليتحول الى مكان لرمي بقايا الخردة.
وفي فريانة تنتصب مساحة شاسعة على سكك محطة القطار تعرف ب"المازينتة" والتي يقول المستشار البلدي ببلدية فريانة لـ"الصباح" بأنهم لا يعلمون لأية إدارة تعود ملكيتها وقد استعملت قبل سنة 2011 لمكاتب العمد ومقر التضامن المحلي بفريانة ولكنها بقيت مهجورة الى اليوم منذ سنوات طويلة رغم تقديم مطالب من الجمعيات لاستغلالها الا أنها أصبحت خرابا ووكرا للجانحين ، علما وان البلدية قدمت عدة مطالب لاستغلالها كمحطة لسيارات الأجرة.
هذا الى جانب تواجد بناية ملاصقة لأحد النزل نزل فريانة على ملك البلدية مغلقة منذ سنوات ومتداعية ولا بد من استغلالها لصالح الجهة وفقا لمحدثنا.
وفي معتمدية ماجل بلعباس يفيد الناشط بالمجتمع المدني مبارك فارحي لـ"الصباح" بتواجد عدة بناءات غير مستغلة بالمنطقة منها فضاء كبير وعصري على مقربة من مقر معتمدية ماجل بلعباس تحت مسمى عرض وبيع المنتوجات الفلاحية بالنظر الى قيمة المعتمدية فلاحيا،الأولى وطنيا في انتاج الفستق ورائدة في زيت الزيتون البيولوجي، ولكن لم يتم استغلاله منذ اكتماله ولأكثر من عامين، متسائلا عن عدم استغلاله كمقر لفروع إدارية بالجهة أو دار للخدمات تجتمع بها شتى الفروع خاصة مع تقادم مقرات فروع هناك على غرار مقر القباضة خدمة للمصلحة العامة وتقريب الخدمات الإدارية للمواطن .
كما تحدث عن بعض المساكن الوظيفية التابعة لبعض الإدارات الفلاحية أوبمؤسسات تربوية مغلقة ومتداعية منذ سنوات وغير مستغلة الى جانب السوق البلدي الذي يمتد على أكثر من 2 هكتار ولكن يستغل منه فقط بعض الدكاكين في حين ينتصب السوق الأسبوعي بماجل بلعباس على السكة الحديدية رغم وجود مكان مخصص للباعة ولكن غير مستغل منذ دخوله حيز الاستغلال سنة 2006.
كما تم إعدام أهم منبت بعمادة ماجل العكروت بماجل بلعباس بغلقه ما بعد الثورة والممتد على مساحة 5 هكتارات وكان يوفر مورد رزق لأكثر من 50 شخصا وخاص بالمشاتل الغابية والرعوية النوعية وطرد عامليه وبقائه مهملا.
في منطقة بلهيجات من معتمدية القصرين الجنوبية توجد مدرسة ابتدائية ببلهيجات تنتظر قرار الإفراج من المندوبية الجهوية للتربية بالقصرين لتستقبل تلاميذ المناطق الريفية بالمنطقة والمناطق المجاورة رغم تبرع أحد المواطنين بهذه الأرض التي بنيت عليها المدرسة الا أنها لم تستغل منذ 2014 بتعلة عدم توفر العدد الكافي للتلاميذ لتفتح أبوابها وتحولت الى مكان مهجور خاص بوضع بقايا الخردة والكراسي والطاولات المتلفة للمندوبية رغم قطع تلاميذ المنطقة لمسافات تناهز 8 كلم يوميا للدراسة في مناطق بعيدة على غرار الدغرة.
مقر الإدارة الجهوية لأملاك الدولة المحترق على رأس البناءات المهجورة
يتحدث الناشط الجمعياتي نبيل شعباني لـ"الصباح" عن أن احتراق مقر الإدارة الجهوية لأملاك الدولة والشؤون العقارية بالقصرين منذ الثورة وبقائه محترقا مهجورا بوسط مدينة القصرين يعد دلالة كبرى لمآل فروع إدارية أو بناءات تعود لملك الدولة وعدم الاكتراث بإعادة استغلالها لصالح الجهة.
كما يؤكد على ضرورة إعادة استغلال المقرات الكبرى للتجمع "المنحل" بشتى المعتمديات بفروع إدارية تفتقر اليها الجهات أو مشاريع للشباب العاطل عن العمل وهو ما ذهب اليه عديد الأهالي ونشطاء المجتمع المدني بالجهات خاصة مع وجود عدة إدارات جهوية ومرافق هي على وجه الكراء بمبالغ مالية ضخمة شهريا وسنويا على غرار مقرات المرفق القضائي بالقصرين من مقر الإدارة الجهوية للعدل وصولا الى مختلف أنواع المحاكم (الابتدائية، الاستئناف، الإدارية، العقارية..) وكذلك الشأن لبعض الصناديق الاجتماعية وبالتالي فالأولوية تقتضي أن يتم استغلال هذه المقرات المهملة بدل المصاريف والتكاليف المالية للكراء .
عقارات أخرى مهملة وغير مستغلة بالجهات تستدعي إعادة التفكير ورؤية جديدة لبعث الحياة بها وتقديم الفائدة للبلاد والعباد منها مقر الشؤون الاجتماعية بتالة المغلق منذ سنوات في المقابل تعمل الإدارة على وجه الكراء في مقر آخر الى جانب غلق مصنع للخياطة موجه للفتيات سابقا في مساحة تابعة لمقر المعتمدية وعقارات أخرى تعود لمستشفى تالة القديم وديوان الحبوب غير مستغلة كما يجب.
كما تقف ديار ومساكن الرصد الجوي المتداعية شاهدة على تاريخ كبير لأفضل الفرق التابعة للمرصد الجوي بتالة وعددها يقارب 16 مسكنا وتمثل حاليا خطرا على المتساكنين وفقا لروايات ناشطين بالجهة لـ"الصباح" .
ديار الكبانية وبناءات الأجانب شاهدة على ضعف الإرادة والنزاعات
تمثل معتمدية سبيطلة النموذج العميق لبناءات تداخلت فيها الملكيات والنزاعات لتبقى مهملة وغير مستغلة لصالح أفضل البلديات السياحية بالوسط الغربي ويقدم الناشط السياسي عمري زواوي قراءته العميقة للمشهد في مدينته لـ"الصباح" ، مبينا ان مقر شركة السكك الحديدية بات هاجسا مؤرقا للسكان حيث تحول الفضاء بالمحطة مرتعا للجانحين ولتعاطي المخدرات وما يترتب عن ذلك من مشاكل وأخطار تهدد المواطن بعد أن كانت منارة للحركية تربط بين القصرين وولايات الساحل.
مضيفا أن على مقربة منها تنتصب ديار الكبانية وهي منازل قديمة للعاملين وإطارات أجانب لمحطة القطار زمن الاستعمار ثم العاملين بعد تلك الفترة لتبقى حاليا المنازل والمساحات التابعة لها ككل والمقدرة ب10 هكتارات عنوان الخراب والفراغ وسط مدينة سبيطلة بمؤسساتها الحيوية والعصرية ، داعيا الى ضرورة النظر في هذه المعالم اما بتثمينها وإدخالها دائرة التراث في بلدية سياحية أو استغلالها في مشاريع تواكب متطلبات العصر ومقدرات معتمدية سبيطلة.
الى جانب مقر تعاضدية الخدمات الفلاحية التي كانت على ملك الأجانب ومغلق منذ أكثر من 10 سنوات ومحل نزاع بين الخواص وبلدية سبيطلة وكذلك الحال لعديد العقارات والفضاءات تعود ملكيتها للأجانب وبها عمليات تحوز ووضع يد دون موجب قانوني منها وضعيات عقارية لمساكن تابعة لبلدية سبيطلة ، مشيرا الى أن حوالي 60 بالمائة من المتساكنين لم يتمكنوا من الحصول على شهادة ملكية عقارية نظرا لهذا النزاع وتداخل أطرافه.
كما تحدث مصدرنا عن المدرسة الفلاحية "ديمو" التي تعود لمعمر فرنسي ورغم استرجاعها من قبل الدولة الا أنه لم يتم استغلالها على الوجه الأمثل.
كما يمثل مقر ديوان الحبوب هاجسا كبيرا بمساحة هامة بمدينة سبيطلة اذ تحول إلى خراب ومهمل منذ ما يزيد عن 10 سنوات .
كما ينتظر أكثر من 100 مسكن اجتماعي بهذه المعتمدية منذ سنوات شارة التسليم للمستحقين ليداهمه التصدع قبل انبعاث الحياة داخلها نتيجة الإهمال والتأخر في تحديد القائمات النهائية وفقا لروايات لبعض النشطاء بالمنطقة .
من المؤكد أن العقارات الشاغرة تمثل صداعا للإدارات المعنية في جهة بنزرت الممزقة بين الحفاظ على الثروة العقارية لاستغلالها عند الحاجة وأطماع رؤوس الأموال الراغبين في الحصول على مبان شاسعة في مواقع ممتازة " بلاش فلوس " بعد انهيارها مثل ما حدث يومي 8 و 16 أكتوبر 2017 في منطقة المدة و8 نوفمبر 2018 وسط مدينة بنزرت و أخيرا يوم 3 افريل 2022 وسط مدينة منزل بورقيبة مما استدعى إصدار قرارات هدم متأخرة بعضها لم ينفذ او عزل البنايات والتحذير من خطرها مثلما حدث مع مقر النادي الأهلي الماطري في المدينة التي تعج بالفضاءات الشاغرة.
أدارت تتسوغ مقرات والفضاءات الشاغرة بالمئات
حسب المعطيات الرسمية تضم جهة بنزرت 300 محل شاغر تنتظر الصيانة منها 55 عقارا تتطلب الإخلاء الفوري لكن الرصيد العقاري الهام لم يستغل لاحتضان إدارات بعضها يتسوغ محلات لا تفي أحيانا بالشروط الدنيا لاستقبال الحرفاء وتوزيع الأعوان على غرار الوحدة المحلية للنهوض الاجتماعي ببنزرت الشمالية وتمثيلية السجل الوطني للمؤسسات ببنزرت التي تستغل مقرا ضيقا في مكان منعزل على رصيف شارع 14 جانفي 2011 وهي نفس وضعية الديوان الوطني للتطهير وقباضة التصرف في المؤسسات العمومية بشارع فرحات حشاد بنزرت.
اما في مدينة ماطر فتمثل كنيسة "النحالية " احد آيات الإهمال حيث تحولت لمخزن كابلات ونقطة التقاء القوارض والحيوانات السائبة رغم انها محمية نظريا بمقتضى اتفاقية بين البلاد التونسية و" الفاتيكان" حاول في فيفري 2016 استغلالها عدد من أبناء المدينة للضغط جهويا ووطنيا قصد تحويل الفضاء الديني الى مركب ثقافي على غرار ما حدث منذ عقود في مدينة بنزرت ويوم 8 افريل 2023 في باجة اين أعلنت وزيرة الثقافة عن انطلاق مشروع لترميم كنيسة وسط المدينة وتحويلها الى قطب ثقافي.
وضعية الكنيسة تكشف حجم الضيم التي تتعرض له ماطر وهو ما وقع التنديد به عبر تحركات احتجاجية وبيانات بتواريخ 8 ديسمبر 2017 و23 مارس 2018 و6 اكتوبر 2020 و9 نوفمبر 2020 و12 نوفمبر 2022 للمطالبة بالإصغاء لمطالب الأهالي عبر إعادة مجد مستشفى الإمراض الصدرية بسيدي عبد الله في الفضاء المتداعي رغم بذل المجلس الجهوي 200 ألف دينار لتطويره وإحداث تمثيليات كاملة الصلاحيات للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه ،الصندوق الوطني للتامين على المرض ، الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية ، الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مما يخفض من كلفة الاحداثات الجديدة وينهي تدريجيا تبعية ماطر المفرطة للجارة منزل بورقيبة اين تستغل بعض الجمعيات الفضاءات القديمة والخاصة في انتظار انتهاء أشغال دار الثقافة بيرم التونسي ويحلم السكان بتحويل البناية المتداعية للمركز الجهوي للوقاية وحفظ الصحة المعروف "بعزيزة عثمانة " الى مخبر متطور تستغله الإدارة الجهوية للهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية التي يتجشم أعوانها عناء انتظار نتائج تحليل العينات في مخابر العاصمة. من جهتهم ينتظر أهالي جومين ان يتم استغلال مجمع الصيد البحري بالطواجنية كمقر لفرقة محلية قارة للحماية المدنية.
القطاع الخاص ناجز
لكن أماني المواطنين تجابهها عقبات البيروقراطية الإدارية وغياب التمويل وضعف التشريعات رغم ان الإدارة الجهوية لأملاك الدولة والشؤون العقارية ببنزرت قادرة تقنيا على تسوية وضعية هذه العقارات وتخصيصها لفائدة الإدارات الراغبة في ذلك شرط اتباع التسلسل المطلوب.
وفي الإثناء يستغل القطاع الخاص هذه العقارات ( الفرص ) بطريقة مثالية حيث تحولت بناية متداعية بنهاية شارع الحبيب ثامر بنزرت الى تحفة معمارية والأمر سيان في شارع الحبيب بورقيبة بنزرت اين حول مالكون جدد العشرات من المحلات السكنية المتداعية الى عيادات ومكاتب شركات تشغل المئات وهو ما حدث أيضا بطريقة مبهرة في شارع حسن النوري اين تحولت "خربة" شوهت لسنوات وجه المدينة الى عمارات ومحلات سكنية في انتظار ان يبلغ التغيير احد المباني الشاسعة المتداعية للسقوط على نفس الجادة سواء من القطاع الخاص او الإدارات العمومية .
ساسي الطرابلسي
البنايات القديمة بجندوبة:مخزون عقاري مهدور
تنتشر بمختلف معتمديات ولاية جندوبة ظاهرة البنايات المتداعية للسقوط والتي تعود لملك عدد من المعمرين الفرنسيين والايطاليين وتتمثل أساسا في مساكن وعقارات ومحلات تجارية ،وبمرور السنوات فعل فيها الزمن فعله وتحول البعض منها إلى أطلال والبعض الآخر يعاني من الإهمال دون أن يستفيد المواطن او الجهة منها .
إشكاليات متعددة
تتمثل أملاك الأجانب بجهة جندوبة خاصة في مساكن وعقارات أغلبها مهجور وغير مستغل وتعاني من الإهمال ما جعلها تشكل أحيانا خطرا على المواطن خاصة وأن معظمها يتواجد بشوارع رئيسية، بالإضافة إلى ذلك فإنها غيرت كثيرا من ملامح الخصائص المعمارية ولم تعد تتماشى وروح العصر،كما أن وفاة بعض المعمرين عقّدت هذه المسألة واستحال تسوية العديد من الملفات نظرا لغياب الممثل القانوني ومالك العقار وكثرة الورثة،إلى جانب ذلك تم الاستيلاء على بعض العقارات خلال الثورة واستغلالها في مآرب شخصية.
بالإضافة إلى هذه الإشكاليات فان أملاك الأجانب والبنايات المهجورة خاصة منها المساكن والفيلات تمثل خطرا على المارة بعد أن أصبح أغلبها متداع للسقوط دون أن تحرك سلطة الإشراف أو الجهات المحلية أو الجهوية ساكنا ،وبفعل قسوة المناخ فان هذه المساكن تحولت إلى أطلال وخراب يتوسط المدن خاصة منها السياحية مثل طبرقة وعين دراهم.
في مدينتي طبرقة وعين دراهم تلحظ هذا التنوع المعماري المجسد في عمارات ومنازل تتوسط هذه الشوارع والأنهج وهي ذات أبواب كبيرة الحجم ودائرية ونوافذ مستطيلة الشكل ويعلو أسقفها القرميد الأحمر الناصع والذي تم صنعه من الطين وبوسائل بدائية كالفرن، ورغم أهميتها التاريخية الا أن الإهمال طال هذه البناءات التي تحول لونها الى داكن قاتم لا يتماشى ومدن تمتاز بطابعها السياحي، فهذه العمارات مهددة بالسقوط وأصبحت تشكلا خطرا على المارة الى جانب ما تفرزه من روائح كريهة جراء إلقاء الفضلات عبر النوافذ وشكلت أيضا ملجأ للمنحرفين لتعاطي أم الخبائث.
الجهات المعنية من بلديات خاصة مدعوة للاهتمام بهذه الخصائص المعمارية الفريدة واستثمارها في السياحة الثقافية ولما لا استغلال هذه الفضاءات في أنشطة متنوعة حتى لا تبقى بناءات مهجورة .
أملاك الأجانب بعين دراهم كارثة حقيقية
عينة من الإهمال الذي تعرفه هذه الأملاك بعين دراهم إذ يوجد بشارع الحبيب بورقيبة 33 عقاراعلى ملك معمرين أجانب في حالة مزرية وعبث المناخ القاسي والإنسان بهذه الممتلكات التي تحولت إلى خراب وأماكن مهجورة تتوسط المدينة ما حولها لملجأ للمنحرفين ، بالإضافة إلى بعض الأراضي المتواجدة في مداخل المدينة ووسطها والتي لم تستغل إلى حد الآن ما أثار استياء العديد من المواطنين خاصة الذين تضرروا من الكارثة الثلجية لسنة 2011 وفي الوقت الذي تم فيه اختيار قطعة أرض لإحداث مساكن اجتماعية تبين في آخر الدراسة الفنية وجود 3 أمتار على ملك معمر أجنبي ما جعل هذا المشروع يتعطل إلى حد الآن في انتظار تسوية الوضعية العقارية .
عمار مويهبي
زغوان : تعددت العقارات العمومية المهملة وغابت المبادرات لاستغلالها من جديد
بمجرد دخولنا مدينة زغوان من الجهة الجنوبية ( طريق حمام بنت الجديدي ) يعترضنا حي النزهة المشتمل لوحده على ثلاث بنايات متروكة يتمثل الأوّل في مركّب المعهد النموذجي الذي أستغل لسنوات قليلة ثمّ أُغلقت أبوابه مطلع السنة الدراسية الحالية بعد أن شيّدت الدولة مؤسسة مماثلة له بمدينة المقرن من نفس المعتمدية وإلى الآن لم تفصح وزارة الإشراف ولا السلط الجهوية عن مآله كمنشأة مشيدة في شكل مركّب صالح للاستغلال في أي مسلك من مسالك التربية والتعليم .
بناءات شيدت بالملايين..وأهملت
وتهم البناية الثانية محطة النقل العمومي التي شُيّدت منذ 2008 وعدلت الجهة الإدارية المعنية بها عن إتمام الجزء المتبقي من أشغالها لأسباب غير معلنة لتظل، منذ ذاك الوقت، شاهدة على عدم الاهتمام بالموضوع ومشيرة كذلك إلى غياب المراقبة والمتابعة من لدن المصالح المركزية للمشاريع التي أنفقت عليها الدولة ما أنفقت ولم ينتفع المواطنون بالخدمات المنتظرة منها .
أما المنشأة الثالثة فهي تتعلق بالملعب الرياضي المعشّب الذي تُرك على حاله منذ 2001 وتمّ الاعتداء على جميع تجهيزاته في مرحلة أولى ثمّ شهد نفس العملية بعد أن أنفقت عليه الدولة أموالا إضافية لإصلاح ما فسد منه. وها هو اليوم يئن تحت وطأة هذا العدوان المتكرر ولم يحض بعدُ بعناية لمن بيده السلطة وذلك رغم الحاجة الملحة إلى خدماته في الحياة الرياضية بالجهة .
وغير بعيد عن هذا الموقع ، يعترضنا مقسم بحوالي 5000 م2 كائن بمدخل المنطقة الصناعية تصرّفت فيه الإدارة الجهوية للصحّة طيلة سنوات وأقامت في جزء منه بعض المكاتب والورشات ثمّ غادرته وبقي في حالة خراب لسنوات طويلة أخرى إلى أن أعلن الموقع الرسمي للولاية بتاريخ 28 أكتوبر2021 أن المجلس الجهوي قد أسترجعه في ذات اليوم بصفته مالكا له وذلك بعد أن تمّ إخراج شخص أقام فيه لمدة من الزمن بصفة غير قانونية. ولكن ورغم هذا التدخل، فإن وضعيته ظلّت تراوح مكانها وازدادت حالته البيئية حرجا .
وبالتحوّل إلى الشارع الرئيسى للمدينة وتحديدا قبالة المركّب الثقافي، تطالعنا بناية ضخمة يعود تاريخها إلى الفترة الاستعمارية استُعملت منذ البداية وإلى حدود مطلع سبعينيات القرن الماضي كمبيت للمدرسة الابتدائية التابعة لها ثم احتضنت مصالح مركز الولاية انطلاقا من 1976 ( سنة الانبعاث بعد عقدين من استقلال البلاد ) ثم استقرت فيها مصالح المندوبية الجهوية للتعليم طيلة سنوات وغادرتها منذ خمس سنوات تقريبا إلى مبناها الجديد المحاذي لمعهد سليمان بن سليمان. وكغيرها من المنشآت ، فقد أبقت عليها الجهات المعنية مغلقة وباتت في وضعية عقارية وبيئية حرجة.
وعلى بُعد أمتار من هذه المنشأة ، تعترضنا بناية كبرى محاذية للسوق المركزية شُيّدت زمن الاستعمار أيضا واستُغِلّت في إطار قباضة مالية ثمّ تواصل العمل صلبها في نفس الغرض لسنوات بعد الاستقلال. وفي مرحلة موالية ، وُضعت تحت تصرف مصالح الأمن الوطني إلى غاية بناء المقر الجديد للمنطقة في محيط ساحة باب والي وظلت ، بعد ذلك ، شاغرة لمدة زمنية طويلة لم تشملها العناية المطلوبة من الإدارة المالكة لها إلى أن ساءت حالتها البيئية بسبب ما قام به الدخلاء صلبها وفي محيطها من عبث.
وفي نفس الشارع ، وما أن نغادر هذا الموقع ونصل الى مستوى محطة سيارات الأجرة حتى تبرز لنا محلات عمومية متروكة تابعة للمعتمدية تتمثل في مخزنين متداعيين للسقوط ومكتب سابق لعمدة المدينة ومقر سكنى وظيفي عتيق منتصب بالجهة العلوية للفضاء الشاسع الموضوع على ذمة هذه الإدارة منذ عقود من الزمن. وعلى أمتار من هذه المجموعة ، يوجد المقر السابق لشركة " سنيت " الذي تمّ التخلي عنه منذ سنوات وبقي شاغرا إلى الساعة .
وبمواصلة الطريق نحو نهج السوق بالمدينة العتيقة ، تستوقفنا الحالة المزرية للمقر القديم لبلدية المكان المتميز بخصوصياته المعمارية والتراثية والذي غادرته مصالحه الإدارية والفنية نحو البناية الجديدة منذ 33 عاما . ومع ازدياد حالته تعكرا من سنة إلى أخرى ورغم الطلبات الصادرة عن نشطاء المجتمع المدني ، فإنّ المجالس المتعاقبة لم تفلح في صيانته وإعادة استغلاله في شأن من الشؤون الإدارية أو التجارية أو الجمعياتية باستثناء جمعية صيانة المدينة التي جعلت من أحد مكاتبها مقرا لها والذي أفادنا رئيسها ، مؤخرا ، بوجود برنامج مستقبلي لتعهدها وإدراجها ضمن خطة تنموية .
وفي محيط الرحبة المتميز بكثافة التنشيط الثقافي والسياحي والتجاري ، يوجد مركّب للطفولة تابع لمندوبية الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن توقّف عن النشاط منذ سنتين لأسباب غير معلومة وتحاذيه الكنيسة القديمة التي كثر الحديث، من دون نتيجة ، حول تحويلها إلى متحف ثم دُشّنت سنة 2016 كمركز ثقافي يحمل اسم المرحومة شافية السخيري - مؤرخة وابنة الجهة - ولم يتواصل أمرها على هذا النحو. وفي نفس المكان ينتصب المقر القديم " للبريد والبرق والهاتف " الذي ظل مغلقا لعقود من الزمن وتمّ منذ مطلع الشهر الحالي الشروع في تهيئته لكي يعزز المركز الحالي للخدمات البريدية ويساهم ، بالتالي، في تقريب الخدمات من المواطن من المواطنين وتحسين ظروف عمل الأعوان والإطارات وتنشيط الحياة الاقتصادية بالمدينة العتيقة. وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبا واسعا من قِبل المتساكنين والنشطاء.
وفي نفس الإطار ، وعند مرورنا بالطريق المؤدية إلى مركز الولاية ، يطالعنا مقر لجنة تنسيق التجمع المنحل وقد حاصره الإهمال من كل الجوانب منذ قيام الثورة وقِيل ، في أكثر من مرة ، بأنه سيحتضن مصالح التسجيل العقاري الا أن شيئا من ذلك لم يتحقق إلى الساعة لأسباب بيروقراطية لتتواصل معه معاناة سكان الولاية في التنقل الى ولاية بن عروس للحصول على أبسط الخدمات المطلوبة في هذا المجال . وقبالة هذه البناية يوجد المسبح البلدي المغلق منذ سنوات لأسباب غير معلنة .
أحمد بالشيخ
كاهية مدير مكلف بإدارة أملاك الأجانب بالشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسية لـ"الصباح": ندير 7645 عقارا فوتنا في أكثر من 40% منها
عدد البنايات المتداعية للسقوط من أملاك الدولة وأملاك الأجانب في حدود 500 محل
تونس- الصباح
عند تجولنا في كل ولايات الجمهورية نلاحظ بناءات مشيدة ومغلقة فعل فيها الزمن فعله فتحولت إلى أطلال تشوه مراكز الولايات والمناطق الحيوية وتهدد سلامة المارة بعد أن أصبحت خرابا لاسيما البناءات التي على ملك الأجانب والتي مازالت محل نزاع إلى يومنا هذا.
ألاف البناءات المهجورة والتي تعد مخزونا عقاريا مهما ويمكنها أن تمثل حلا جذريا للتقليص من كتلة المصاريف المهدورة في كراء مقرات إدارية لمؤسسات الدولة في كل جهات الجمهورية ، مخزون عقاري يمكن أيضا بيعه للمستثمرين ما سيدر عائدات مهمة لخزينة الدولة.
عقارات أخرى شاغرة تم إحداثها الا انها بقيت دون استغلال وهو ما يطرح اكثر من نقطة استفهام حول مآلها، وفي هذا الخصوص يمكن أن تستحضر ما آل إليه وضع مقرات التجمع المنحل في كل مناطق الجمهورية والتي بقي أغلبها إلى اليوم دون استغلال.
ملف صفحة الجهات اليوم حول البناءات المتروكة وغير المستغلة سواء على ملك الدولة أو على ملك الأجانب والتي
أفاد بلال محجوب كاهية مدير مكلف بالإشراف على إدارة أملاك الأجانب بالشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسية "سنيت" أن الشركة تتصرف في عقارات راجعة بالملكية للدولة وعددها ما يقارب عن 7645 اغلبها في تونس العاصمة ثم بنزرت ثم الشمال الغربي ثم الوسط فالجنوب، كاشفا انه قد تم التفويت في ما يفوق 3000 محل سواء محل سكني أو تجاري أو مهني او قطع أرض بيضاء وهو ما يمثل أكثر من 40 % من العقارات مع تواصل النظر في باقي الملفات، مبرزا ان 80 % من العقارات تم النظر في ملفاتها.
كما أفاد محدثنا ان الدولة اقتنت هذه العقارات في إطار الاتفاقيات الثنائية التونسية الفرنسية قصد تسوية وضعية شاغليها المتمتعين بحق البقاء وحق الأولوية في الشراء، مبرزا انها تسعى جاهدة لحماية هذه الطبقة عبر الدفع في نسق التفويت. كما ابرز محدثنا على سبيل الذكر ان بنزرت تتضمن حوالي 2600 محل على ملك الدولة تم التفويت في ما يقارب 1800 محل بالإضافة إلى معالجة أكثر من 300 ملف . وأكد ان كل شاغل او متسوغ اعد ملفا مكتملا اثر التنبيه عليه بتكوين ملف تفويت يتم إحالة ملفه على أنظار اللجنة الوطنية للتفويت بوزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية للبت فيه.
كما أشار كاهية مدير المكلف بإدارة أملاك الأجانب بالشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسية "سنيت" ان عدد العقارات الراجعة لأجانب يقارب 5000 محل، تتصرف فيها الشركة بموجب مقررات تصرف صادرة سابقا عن وزارة الإسكان وحاليا عن وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية، هذا ويمكن للوكلاء العقاريين المرخص لهم التصرف في عقارات على ملك أجانب.
كما كشف السيد محجوب ان عدد البنايات المتداعية للسقوط من أملاك الدولة وأملاك الأجانب التي تم حصرها هي في حدود 500 محل بين تجاري وسكني ومهني موزعة على كامل مناطق الجمهورية وقد تمت إحالة ملفاتها على أنظار السيد المكلف العام بنزاعات الدولة لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة في شأنها قصد إخلائها من شاغليها .
وبين أن الشركة لا توجد لديها عقارات شاغرة وفي حالة الشغور يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة اما بالبيع او بالكراء عن طريق بتات عمومية بالإشهار والمزاد العلني بعد الحصول على موافقة وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية.
حنان قيراط
منوبة: بنايات ومنشآت مهملة.. ومليارات في مهب الريح !
ظاهرة تهميش المنشآت والبنايات في ولاية منوبة ليست بالأمر الجديد على الجهة منذ ما قبل تأسيسها وإعلانها ولاية سنة 2000 لتستمر الظاهرة بعد ذلك و تأخذ شكلا ونسقا اخطر خاصة بعد الثورة .
ولئن كانت البداية بتهميش قصور البايات الحسينيين مطلع الاستقلال وبعده والتي تعد 30 قصرا حيث أهملت إهمالا ممنهجا ولم يتبقّ منها سوى سبعة قصور يتم استغلالها من قبل بعض الإدارات كمقر الولاية ومتاحف عسكرية ومؤسسات تربوية، فيما تم تهميش بقيتها وكان بالإمكان ترميمها وتهيئتها واستغلالها وحسن توظيفها بما يحقق المنفعة العامة للجهة ومتساكنيها ، إهمال تواصل على مدى سنوات طويلة ليمتد إلى اليوم ليشمل عديد البنايات والمنشآت التابعة للدولة ويكون أكثر حدة مع ما تتسم به تفاعلات السلط المحلية والجهوية مع هذا الملف وتهربها من تحمل مسؤوليات أطراف أخرى وتبعات أخطائهم.
المركب التجاري بطبربة..وشبهات فساد
ويمكن الاستدلال في هذا المستوى بالمركب التجاري بطبربة المحدث بين سنتي 2016 و2017 وصرفت لأجله مئات الملايين من الدينارات دون أن يقع استغلال اي فضاء به ولو ليوم واحد، ما يطرح عديد الأسئلة حول ظروف إحداثه ومن تحصل على الصفقة ومن وقف وراء تعطيل استغلاله والحديث عن شبهات فساد تحيط بانجازه. وحول هذا المركب أكد محمود ملالة معتمد طبربة في تصريح لمراسل "الصباح " أنه قام بإشعار السلط الجهوية بما يتعرض له هذا المركب من تخريب وسرقة وطالب بالتدخل السريع لإنقاذه باعتبار أنه ملك المجلس الجهوي وقد قامت لجنة بزيارة المكان وقامت برفع ملاحظاتها دون أن يقع اتخاذ أي قرار بشأنه منذ ذلك الحين ، بين محدثنا أنه يمكن استغلال هذا المركب التجاري ليشمل عديد الأنشطة ويساهم في خلق مواطن رزق جديدة وتنشيط الحركة التجارية في اكبر الأحياء الشعبية في طبربة.
تهميش القرية الحرفية ببرج العامري
القرية الحرفية ببرج العامري لا يختلف وضعها عن المركب التجاري بطبربة وقد تم إنشاؤها سنة 2013 لتشهد فشلا ذريعا في الاستغلال حيث كان مصيرها التهميش والتخريب وسرقة كل ما توفر فيها دون استغلال اي محل بها. ويرى المهتمون بالشأن المحلي في معتمدية برج العامري ان أحداث هذه القرية كان مجرد مشروع أحدث دون اية دراسة مسبقة وتخطيط وقراءة لطرق الاستغلال والمردودية ودرجة النفع للأشخاص وللمنطقة فكان بمثابة إنجاز للتباهي وتسجيل نقاط سياسية ليرتقي ذلك إلى مرتبة الفساد وسوء التصرف في المال العام ، وقد سعت السلطات الجهوية والمحلية خلال السنوات الاخيرة إلى إيجاد حل لاستغلال هذه القرية ليبرم اتفاق مع الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد على ان تحول إلى نقطة توزيع للتبغ، وحول ذلك أكد معتمد برج العامري في تصريح لـ"الصباح " أن الاتفاق المبرم شهد فترة من التعطيل بسبب تحويرات شملت مناصب إدارية بوكالة التبغ والوقيد وان السلط الجهوية بولاية منوبة أعادت طرح الملف وينتظر أن ينتهي الأمر باستغلال القرية الحرفية لصالح الوكالة المذكورة خلال الفترة القريبة القادمة .
مركب الحبيبية نقطة استفهام
المركب الرياضي الترفيهي بالحبيبية يعد بدوره أهم وأبرز المنشات المتكاملة التي عانت لسنوات متعاقبة التهميش وفشل كل المتعاقبين على تسيير شؤون الولاية وكل الوزارات المعنية في استغلاله وجلب المستثمرين للانتفاع بما يمكن أن يحققه من فوائد ومصالح متعددة للجهة وشبابها وباءت كل المحاولات بالفشل وكل الوعود بالسقوط في الماء. وحول هذا المركب تحدث لطفي الماجري معتمد الجديدة عن صعوبات جمة تحيط بهذا الملف أبرزها التعطيلات الإدارية وكثرة الإجراءات التي جعلت المستثمرين يعدلون عن استغلال هذا المركب المتكامل علاوة عن استقالة مريبة وغير مفهومة لعديد الإطراف ما يبعث على الإحباط والتراجع عن اي مسعى جديد لإيجاد حل وطرق للاستغلال رغم انه مركب قادر على قلب الوضع في جهة الجديدة رأسا على عقب ويحقق نقلة نوعية على المستوى الرياضي والتجاري والسياحي في حال حسن استغلاله وتوظيفه .
فضاءات وبنايات ومنشآت أخرى في ولاية منوبة على غرار المنتزه العائلي بطبربة ، المسبح البلدي بطبربة ، وحدة تصفية الدم بطبربة ، أملاك المجلس الجهوي بالمناطق الريفية وصرفت لأجل أحداثها مليارات من العمليات يتم إهمالها وتهميشها منذ سنوات أو الفشل في كل محاولات إيجاد الحلول لاستغلالها بشكل يدعو للاستغراب ما جعلها عرضة للتخريب والسرقة أمام أعين الجميع دون تحريك اي ساكن..
نماذج متعددة لبنايات من أملاك الدولة لكن أبوابها موصودة منذ سنين، تقرضه الرياح والأمطار والشمس الحارقة مع عدم وضوح الرؤية لمصيرها لتتحول البعض منها الى أوكار للجانحين والعابثين يقابله رفض تام لأن تطاله يد الإصلاح والتغيير وبعث فرص لإعادة إحيائها وإحياء نفوس شباب محرومين ببقاع معدمة على أطراف النسيان .
مراسلة "الصباح"رصدت انطباعات المواطنين بعدد من معتمديات الجهة، لتكون ملامح الصورة بنفس العناوين والألوان والمضامين.
مبان مهجورة عنوان العجز والقتامة
في المعتمديات البعيدة بأقاصي الجهة وخاصة منها الحدودية على غرار معتمدية حيدرة تنتشر بعض البنيات التابعة لأملاك الدولة كأشباح تثقل مساحة الأرض وتخنق الأنفس ولكنها غير مستغلة ومهملة ، يقول العضو البلدي ببلدية حيدرة مراد زارعي في توصيف للمشهد بحيدرة ، هنا تنتصب بناية محطة للسكة الحديدية على مساحة كبرى بقلب المدينة منذ سنوات عديدة دون أية إستراتيجية واضحة حتى على المدى البعيد لمصيرها لتبقى كتراث ومعلم شاهد على خط حديدي يمر من تونس الى القطر الجزائري
وحتى اقتراح مشروع لبناء محطة للنقل البري لاستغلال المساحة الفارغة بالمكان سالف الذكر خاصة وان الحافلات الخاصة بالنقل التلمذي تربض بالمكان دون حماية ،بقي مجرد حلم رغم تعدد زيارات مصالح وزارة النقل واللوجستيك للمكان.
وأشار لوجود بناءات أخرى مهملة على غرار نقطة أمنية متقدمة قديمة العهد بمنطقة الطباقة ، حيث تم تغيير مكان المركز الأمني إلى مكان آخر لدواع أمنية منذ 2010 ليبقى المقر القديم مغلقا ورغم تقدم مجموعة من الشباب بملف للسلط المعنية لتغييره الى ناد شبابي بالمنطقة المحرومة من أدنى المرافق الأساسية للعيش الكريم ولأماكن للترفيه والابداع للشباب والصغار لكن الفكرة ماتت حتى قبل أن تبدأ .
وأكد محدثنا وجود بناية تابعة للفرع المحلي للإدارة الجهوية للتجهيز غير مستغل ومغلق منذ أكثر من 15 سنة رغم مساحته الشاسعة ، ليتحول الى مكان لرمي بقايا الخردة.
وفي فريانة تنتصب مساحة شاسعة على سكك محطة القطار تعرف ب"المازينتة" والتي يقول المستشار البلدي ببلدية فريانة لـ"الصباح" بأنهم لا يعلمون لأية إدارة تعود ملكيتها وقد استعملت قبل سنة 2011 لمكاتب العمد ومقر التضامن المحلي بفريانة ولكنها بقيت مهجورة الى اليوم منذ سنوات طويلة رغم تقديم مطالب من الجمعيات لاستغلالها الا أنها أصبحت خرابا ووكرا للجانحين ، علما وان البلدية قدمت عدة مطالب لاستغلالها كمحطة لسيارات الأجرة.
هذا الى جانب تواجد بناية ملاصقة لأحد النزل نزل فريانة على ملك البلدية مغلقة منذ سنوات ومتداعية ولا بد من استغلالها لصالح الجهة وفقا لمحدثنا.
وفي معتمدية ماجل بلعباس يفيد الناشط بالمجتمع المدني مبارك فارحي لـ"الصباح" بتواجد عدة بناءات غير مستغلة بالمنطقة منها فضاء كبير وعصري على مقربة من مقر معتمدية ماجل بلعباس تحت مسمى عرض وبيع المنتوجات الفلاحية بالنظر الى قيمة المعتمدية فلاحيا،الأولى وطنيا في انتاج الفستق ورائدة في زيت الزيتون البيولوجي، ولكن لم يتم استغلاله منذ اكتماله ولأكثر من عامين، متسائلا عن عدم استغلاله كمقر لفروع إدارية بالجهة أو دار للخدمات تجتمع بها شتى الفروع خاصة مع تقادم مقرات فروع هناك على غرار مقر القباضة خدمة للمصلحة العامة وتقريب الخدمات الإدارية للمواطن .
كما تحدث عن بعض المساكن الوظيفية التابعة لبعض الإدارات الفلاحية أوبمؤسسات تربوية مغلقة ومتداعية منذ سنوات وغير مستغلة الى جانب السوق البلدي الذي يمتد على أكثر من 2 هكتار ولكن يستغل منه فقط بعض الدكاكين في حين ينتصب السوق الأسبوعي بماجل بلعباس على السكة الحديدية رغم وجود مكان مخصص للباعة ولكن غير مستغل منذ دخوله حيز الاستغلال سنة 2006.
كما تم إعدام أهم منبت بعمادة ماجل العكروت بماجل بلعباس بغلقه ما بعد الثورة والممتد على مساحة 5 هكتارات وكان يوفر مورد رزق لأكثر من 50 شخصا وخاص بالمشاتل الغابية والرعوية النوعية وطرد عامليه وبقائه مهملا.
في منطقة بلهيجات من معتمدية القصرين الجنوبية توجد مدرسة ابتدائية ببلهيجات تنتظر قرار الإفراج من المندوبية الجهوية للتربية بالقصرين لتستقبل تلاميذ المناطق الريفية بالمنطقة والمناطق المجاورة رغم تبرع أحد المواطنين بهذه الأرض التي بنيت عليها المدرسة الا أنها لم تستغل منذ 2014 بتعلة عدم توفر العدد الكافي للتلاميذ لتفتح أبوابها وتحولت الى مكان مهجور خاص بوضع بقايا الخردة والكراسي والطاولات المتلفة للمندوبية رغم قطع تلاميذ المنطقة لمسافات تناهز 8 كلم يوميا للدراسة في مناطق بعيدة على غرار الدغرة.
مقر الإدارة الجهوية لأملاك الدولة المحترق على رأس البناءات المهجورة
يتحدث الناشط الجمعياتي نبيل شعباني لـ"الصباح" عن أن احتراق مقر الإدارة الجهوية لأملاك الدولة والشؤون العقارية بالقصرين منذ الثورة وبقائه محترقا مهجورا بوسط مدينة القصرين يعد دلالة كبرى لمآل فروع إدارية أو بناءات تعود لملك الدولة وعدم الاكتراث بإعادة استغلالها لصالح الجهة.
كما يؤكد على ضرورة إعادة استغلال المقرات الكبرى للتجمع "المنحل" بشتى المعتمديات بفروع إدارية تفتقر اليها الجهات أو مشاريع للشباب العاطل عن العمل وهو ما ذهب اليه عديد الأهالي ونشطاء المجتمع المدني بالجهات خاصة مع وجود عدة إدارات جهوية ومرافق هي على وجه الكراء بمبالغ مالية ضخمة شهريا وسنويا على غرار مقرات المرفق القضائي بالقصرين من مقر الإدارة الجهوية للعدل وصولا الى مختلف أنواع المحاكم (الابتدائية، الاستئناف، الإدارية، العقارية..) وكذلك الشأن لبعض الصناديق الاجتماعية وبالتالي فالأولوية تقتضي أن يتم استغلال هذه المقرات المهملة بدل المصاريف والتكاليف المالية للكراء .
عقارات أخرى مهملة وغير مستغلة بالجهات تستدعي إعادة التفكير ورؤية جديدة لبعث الحياة بها وتقديم الفائدة للبلاد والعباد منها مقر الشؤون الاجتماعية بتالة المغلق منذ سنوات في المقابل تعمل الإدارة على وجه الكراء في مقر آخر الى جانب غلق مصنع للخياطة موجه للفتيات سابقا في مساحة تابعة لمقر المعتمدية وعقارات أخرى تعود لمستشفى تالة القديم وديوان الحبوب غير مستغلة كما يجب.
كما تقف ديار ومساكن الرصد الجوي المتداعية شاهدة على تاريخ كبير لأفضل الفرق التابعة للمرصد الجوي بتالة وعددها يقارب 16 مسكنا وتمثل حاليا خطرا على المتساكنين وفقا لروايات ناشطين بالجهة لـ"الصباح" .
ديار الكبانية وبناءات الأجانب شاهدة على ضعف الإرادة والنزاعات
تمثل معتمدية سبيطلة النموذج العميق لبناءات تداخلت فيها الملكيات والنزاعات لتبقى مهملة وغير مستغلة لصالح أفضل البلديات السياحية بالوسط الغربي ويقدم الناشط السياسي عمري زواوي قراءته العميقة للمشهد في مدينته لـ"الصباح" ، مبينا ان مقر شركة السكك الحديدية بات هاجسا مؤرقا للسكان حيث تحول الفضاء بالمحطة مرتعا للجانحين ولتعاطي المخدرات وما يترتب عن ذلك من مشاكل وأخطار تهدد المواطن بعد أن كانت منارة للحركية تربط بين القصرين وولايات الساحل.
مضيفا أن على مقربة منها تنتصب ديار الكبانية وهي منازل قديمة للعاملين وإطارات أجانب لمحطة القطار زمن الاستعمار ثم العاملين بعد تلك الفترة لتبقى حاليا المنازل والمساحات التابعة لها ككل والمقدرة ب10 هكتارات عنوان الخراب والفراغ وسط مدينة سبيطلة بمؤسساتها الحيوية والعصرية ، داعيا الى ضرورة النظر في هذه المعالم اما بتثمينها وإدخالها دائرة التراث في بلدية سياحية أو استغلالها في مشاريع تواكب متطلبات العصر ومقدرات معتمدية سبيطلة.
الى جانب مقر تعاضدية الخدمات الفلاحية التي كانت على ملك الأجانب ومغلق منذ أكثر من 10 سنوات ومحل نزاع بين الخواص وبلدية سبيطلة وكذلك الحال لعديد العقارات والفضاءات تعود ملكيتها للأجانب وبها عمليات تحوز ووضع يد دون موجب قانوني منها وضعيات عقارية لمساكن تابعة لبلدية سبيطلة ، مشيرا الى أن حوالي 60 بالمائة من المتساكنين لم يتمكنوا من الحصول على شهادة ملكية عقارية نظرا لهذا النزاع وتداخل أطرافه.
كما تحدث مصدرنا عن المدرسة الفلاحية "ديمو" التي تعود لمعمر فرنسي ورغم استرجاعها من قبل الدولة الا أنه لم يتم استغلالها على الوجه الأمثل.
كما يمثل مقر ديوان الحبوب هاجسا كبيرا بمساحة هامة بمدينة سبيطلة اذ تحول إلى خراب ومهمل منذ ما يزيد عن 10 سنوات .
كما ينتظر أكثر من 100 مسكن اجتماعي بهذه المعتمدية منذ سنوات شارة التسليم للمستحقين ليداهمه التصدع قبل انبعاث الحياة داخلها نتيجة الإهمال والتأخر في تحديد القائمات النهائية وفقا لروايات لبعض النشطاء بالمنطقة .
من المؤكد أن العقارات الشاغرة تمثل صداعا للإدارات المعنية في جهة بنزرت الممزقة بين الحفاظ على الثروة العقارية لاستغلالها عند الحاجة وأطماع رؤوس الأموال الراغبين في الحصول على مبان شاسعة في مواقع ممتازة " بلاش فلوس " بعد انهيارها مثل ما حدث يومي 8 و 16 أكتوبر 2017 في منطقة المدة و8 نوفمبر 2018 وسط مدينة بنزرت و أخيرا يوم 3 افريل 2022 وسط مدينة منزل بورقيبة مما استدعى إصدار قرارات هدم متأخرة بعضها لم ينفذ او عزل البنايات والتحذير من خطرها مثلما حدث مع مقر النادي الأهلي الماطري في المدينة التي تعج بالفضاءات الشاغرة.
أدارت تتسوغ مقرات والفضاءات الشاغرة بالمئات
حسب المعطيات الرسمية تضم جهة بنزرت 300 محل شاغر تنتظر الصيانة منها 55 عقارا تتطلب الإخلاء الفوري لكن الرصيد العقاري الهام لم يستغل لاحتضان إدارات بعضها يتسوغ محلات لا تفي أحيانا بالشروط الدنيا لاستقبال الحرفاء وتوزيع الأعوان على غرار الوحدة المحلية للنهوض الاجتماعي ببنزرت الشمالية وتمثيلية السجل الوطني للمؤسسات ببنزرت التي تستغل مقرا ضيقا في مكان منعزل على رصيف شارع 14 جانفي 2011 وهي نفس وضعية الديوان الوطني للتطهير وقباضة التصرف في المؤسسات العمومية بشارع فرحات حشاد بنزرت.
اما في مدينة ماطر فتمثل كنيسة "النحالية " احد آيات الإهمال حيث تحولت لمخزن كابلات ونقطة التقاء القوارض والحيوانات السائبة رغم انها محمية نظريا بمقتضى اتفاقية بين البلاد التونسية و" الفاتيكان" حاول في فيفري 2016 استغلالها عدد من أبناء المدينة للضغط جهويا ووطنيا قصد تحويل الفضاء الديني الى مركب ثقافي على غرار ما حدث منذ عقود في مدينة بنزرت ويوم 8 افريل 2023 في باجة اين أعلنت وزيرة الثقافة عن انطلاق مشروع لترميم كنيسة وسط المدينة وتحويلها الى قطب ثقافي.
وضعية الكنيسة تكشف حجم الضيم التي تتعرض له ماطر وهو ما وقع التنديد به عبر تحركات احتجاجية وبيانات بتواريخ 8 ديسمبر 2017 و23 مارس 2018 و6 اكتوبر 2020 و9 نوفمبر 2020 و12 نوفمبر 2022 للمطالبة بالإصغاء لمطالب الأهالي عبر إعادة مجد مستشفى الإمراض الصدرية بسيدي عبد الله في الفضاء المتداعي رغم بذل المجلس الجهوي 200 ألف دينار لتطويره وإحداث تمثيليات كاملة الصلاحيات للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه ،الصندوق الوطني للتامين على المرض ، الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية ، الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مما يخفض من كلفة الاحداثات الجديدة وينهي تدريجيا تبعية ماطر المفرطة للجارة منزل بورقيبة اين تستغل بعض الجمعيات الفضاءات القديمة والخاصة في انتظار انتهاء أشغال دار الثقافة بيرم التونسي ويحلم السكان بتحويل البناية المتداعية للمركز الجهوي للوقاية وحفظ الصحة المعروف "بعزيزة عثمانة " الى مخبر متطور تستغله الإدارة الجهوية للهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية التي يتجشم أعوانها عناء انتظار نتائج تحليل العينات في مخابر العاصمة. من جهتهم ينتظر أهالي جومين ان يتم استغلال مجمع الصيد البحري بالطواجنية كمقر لفرقة محلية قارة للحماية المدنية.
القطاع الخاص ناجز
لكن أماني المواطنين تجابهها عقبات البيروقراطية الإدارية وغياب التمويل وضعف التشريعات رغم ان الإدارة الجهوية لأملاك الدولة والشؤون العقارية ببنزرت قادرة تقنيا على تسوية وضعية هذه العقارات وتخصيصها لفائدة الإدارات الراغبة في ذلك شرط اتباع التسلسل المطلوب.
وفي الإثناء يستغل القطاع الخاص هذه العقارات ( الفرص ) بطريقة مثالية حيث تحولت بناية متداعية بنهاية شارع الحبيب ثامر بنزرت الى تحفة معمارية والأمر سيان في شارع الحبيب بورقيبة بنزرت اين حول مالكون جدد العشرات من المحلات السكنية المتداعية الى عيادات ومكاتب شركات تشغل المئات وهو ما حدث أيضا بطريقة مبهرة في شارع حسن النوري اين تحولت "خربة" شوهت لسنوات وجه المدينة الى عمارات ومحلات سكنية في انتظار ان يبلغ التغيير احد المباني الشاسعة المتداعية للسقوط على نفس الجادة سواء من القطاع الخاص او الإدارات العمومية .
ساسي الطرابلسي
البنايات القديمة بجندوبة:مخزون عقاري مهدور
تنتشر بمختلف معتمديات ولاية جندوبة ظاهرة البنايات المتداعية للسقوط والتي تعود لملك عدد من المعمرين الفرنسيين والايطاليين وتتمثل أساسا في مساكن وعقارات ومحلات تجارية ،وبمرور السنوات فعل فيها الزمن فعله وتحول البعض منها إلى أطلال والبعض الآخر يعاني من الإهمال دون أن يستفيد المواطن او الجهة منها .
إشكاليات متعددة
تتمثل أملاك الأجانب بجهة جندوبة خاصة في مساكن وعقارات أغلبها مهجور وغير مستغل وتعاني من الإهمال ما جعلها تشكل أحيانا خطرا على المواطن خاصة وأن معظمها يتواجد بشوارع رئيسية، بالإضافة إلى ذلك فإنها غيرت كثيرا من ملامح الخصائص المعمارية ولم تعد تتماشى وروح العصر،كما أن وفاة بعض المعمرين عقّدت هذه المسألة واستحال تسوية العديد من الملفات نظرا لغياب الممثل القانوني ومالك العقار وكثرة الورثة،إلى جانب ذلك تم الاستيلاء على بعض العقارات خلال الثورة واستغلالها في مآرب شخصية.
بالإضافة إلى هذه الإشكاليات فان أملاك الأجانب والبنايات المهجورة خاصة منها المساكن والفيلات تمثل خطرا على المارة بعد أن أصبح أغلبها متداع للسقوط دون أن تحرك سلطة الإشراف أو الجهات المحلية أو الجهوية ساكنا ،وبفعل قسوة المناخ فان هذه المساكن تحولت إلى أطلال وخراب يتوسط المدن خاصة منها السياحية مثل طبرقة وعين دراهم.
في مدينتي طبرقة وعين دراهم تلحظ هذا التنوع المعماري المجسد في عمارات ومنازل تتوسط هذه الشوارع والأنهج وهي ذات أبواب كبيرة الحجم ودائرية ونوافذ مستطيلة الشكل ويعلو أسقفها القرميد الأحمر الناصع والذي تم صنعه من الطين وبوسائل بدائية كالفرن، ورغم أهميتها التاريخية الا أن الإهمال طال هذه البناءات التي تحول لونها الى داكن قاتم لا يتماشى ومدن تمتاز بطابعها السياحي، فهذه العمارات مهددة بالسقوط وأصبحت تشكلا خطرا على المارة الى جانب ما تفرزه من روائح كريهة جراء إلقاء الفضلات عبر النوافذ وشكلت أيضا ملجأ للمنحرفين لتعاطي أم الخبائث.
الجهات المعنية من بلديات خاصة مدعوة للاهتمام بهذه الخصائص المعمارية الفريدة واستثمارها في السياحة الثقافية ولما لا استغلال هذه الفضاءات في أنشطة متنوعة حتى لا تبقى بناءات مهجورة .
أملاك الأجانب بعين دراهم كارثة حقيقية
عينة من الإهمال الذي تعرفه هذه الأملاك بعين دراهم إذ يوجد بشارع الحبيب بورقيبة 33 عقاراعلى ملك معمرين أجانب في حالة مزرية وعبث المناخ القاسي والإنسان بهذه الممتلكات التي تحولت إلى خراب وأماكن مهجورة تتوسط المدينة ما حولها لملجأ للمنحرفين ، بالإضافة إلى بعض الأراضي المتواجدة في مداخل المدينة ووسطها والتي لم تستغل إلى حد الآن ما أثار استياء العديد من المواطنين خاصة الذين تضرروا من الكارثة الثلجية لسنة 2011 وفي الوقت الذي تم فيه اختيار قطعة أرض لإحداث مساكن اجتماعية تبين في آخر الدراسة الفنية وجود 3 أمتار على ملك معمر أجنبي ما جعل هذا المشروع يتعطل إلى حد الآن في انتظار تسوية الوضعية العقارية .
عمار مويهبي
زغوان : تعددت العقارات العمومية المهملة وغابت المبادرات لاستغلالها من جديد
بمجرد دخولنا مدينة زغوان من الجهة الجنوبية ( طريق حمام بنت الجديدي ) يعترضنا حي النزهة المشتمل لوحده على ثلاث بنايات متروكة يتمثل الأوّل في مركّب المعهد النموذجي الذي أستغل لسنوات قليلة ثمّ أُغلقت أبوابه مطلع السنة الدراسية الحالية بعد أن شيّدت الدولة مؤسسة مماثلة له بمدينة المقرن من نفس المعتمدية وإلى الآن لم تفصح وزارة الإشراف ولا السلط الجهوية عن مآله كمنشأة مشيدة في شكل مركّب صالح للاستغلال في أي مسلك من مسالك التربية والتعليم .
بناءات شيدت بالملايين..وأهملت
وتهم البناية الثانية محطة النقل العمومي التي شُيّدت منذ 2008 وعدلت الجهة الإدارية المعنية بها عن إتمام الجزء المتبقي من أشغالها لأسباب غير معلنة لتظل، منذ ذاك الوقت، شاهدة على عدم الاهتمام بالموضوع ومشيرة كذلك إلى غياب المراقبة والمتابعة من لدن المصالح المركزية للمشاريع التي أنفقت عليها الدولة ما أنفقت ولم ينتفع المواطنون بالخدمات المنتظرة منها .
أما المنشأة الثالثة فهي تتعلق بالملعب الرياضي المعشّب الذي تُرك على حاله منذ 2001 وتمّ الاعتداء على جميع تجهيزاته في مرحلة أولى ثمّ شهد نفس العملية بعد أن أنفقت عليه الدولة أموالا إضافية لإصلاح ما فسد منه. وها هو اليوم يئن تحت وطأة هذا العدوان المتكرر ولم يحض بعدُ بعناية لمن بيده السلطة وذلك رغم الحاجة الملحة إلى خدماته في الحياة الرياضية بالجهة .
وغير بعيد عن هذا الموقع ، يعترضنا مقسم بحوالي 5000 م2 كائن بمدخل المنطقة الصناعية تصرّفت فيه الإدارة الجهوية للصحّة طيلة سنوات وأقامت في جزء منه بعض المكاتب والورشات ثمّ غادرته وبقي في حالة خراب لسنوات طويلة أخرى إلى أن أعلن الموقع الرسمي للولاية بتاريخ 28 أكتوبر2021 أن المجلس الجهوي قد أسترجعه في ذات اليوم بصفته مالكا له وذلك بعد أن تمّ إخراج شخص أقام فيه لمدة من الزمن بصفة غير قانونية. ولكن ورغم هذا التدخل، فإن وضعيته ظلّت تراوح مكانها وازدادت حالته البيئية حرجا .
وبالتحوّل إلى الشارع الرئيسى للمدينة وتحديدا قبالة المركّب الثقافي، تطالعنا بناية ضخمة يعود تاريخها إلى الفترة الاستعمارية استُعملت منذ البداية وإلى حدود مطلع سبعينيات القرن الماضي كمبيت للمدرسة الابتدائية التابعة لها ثم احتضنت مصالح مركز الولاية انطلاقا من 1976 ( سنة الانبعاث بعد عقدين من استقلال البلاد ) ثم استقرت فيها مصالح المندوبية الجهوية للتعليم طيلة سنوات وغادرتها منذ خمس سنوات تقريبا إلى مبناها الجديد المحاذي لمعهد سليمان بن سليمان. وكغيرها من المنشآت ، فقد أبقت عليها الجهات المعنية مغلقة وباتت في وضعية عقارية وبيئية حرجة.
وعلى بُعد أمتار من هذه المنشأة ، تعترضنا بناية كبرى محاذية للسوق المركزية شُيّدت زمن الاستعمار أيضا واستُغِلّت في إطار قباضة مالية ثمّ تواصل العمل صلبها في نفس الغرض لسنوات بعد الاستقلال. وفي مرحلة موالية ، وُضعت تحت تصرف مصالح الأمن الوطني إلى غاية بناء المقر الجديد للمنطقة في محيط ساحة باب والي وظلت ، بعد ذلك ، شاغرة لمدة زمنية طويلة لم تشملها العناية المطلوبة من الإدارة المالكة لها إلى أن ساءت حالتها البيئية بسبب ما قام به الدخلاء صلبها وفي محيطها من عبث.
وفي نفس الشارع ، وما أن نغادر هذا الموقع ونصل الى مستوى محطة سيارات الأجرة حتى تبرز لنا محلات عمومية متروكة تابعة للمعتمدية تتمثل في مخزنين متداعيين للسقوط ومكتب سابق لعمدة المدينة ومقر سكنى وظيفي عتيق منتصب بالجهة العلوية للفضاء الشاسع الموضوع على ذمة هذه الإدارة منذ عقود من الزمن. وعلى أمتار من هذه المجموعة ، يوجد المقر السابق لشركة " سنيت " الذي تمّ التخلي عنه منذ سنوات وبقي شاغرا إلى الساعة .
وبمواصلة الطريق نحو نهج السوق بالمدينة العتيقة ، تستوقفنا الحالة المزرية للمقر القديم لبلدية المكان المتميز بخصوصياته المعمارية والتراثية والذي غادرته مصالحه الإدارية والفنية نحو البناية الجديدة منذ 33 عاما . ومع ازدياد حالته تعكرا من سنة إلى أخرى ورغم الطلبات الصادرة عن نشطاء المجتمع المدني ، فإنّ المجالس المتعاقبة لم تفلح في صيانته وإعادة استغلاله في شأن من الشؤون الإدارية أو التجارية أو الجمعياتية باستثناء جمعية صيانة المدينة التي جعلت من أحد مكاتبها مقرا لها والذي أفادنا رئيسها ، مؤخرا ، بوجود برنامج مستقبلي لتعهدها وإدراجها ضمن خطة تنموية .
وفي محيط الرحبة المتميز بكثافة التنشيط الثقافي والسياحي والتجاري ، يوجد مركّب للطفولة تابع لمندوبية الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن توقّف عن النشاط منذ سنتين لأسباب غير معلومة وتحاذيه الكنيسة القديمة التي كثر الحديث، من دون نتيجة ، حول تحويلها إلى متحف ثم دُشّنت سنة 2016 كمركز ثقافي يحمل اسم المرحومة شافية السخيري - مؤرخة وابنة الجهة - ولم يتواصل أمرها على هذا النحو. وفي نفس المكان ينتصب المقر القديم " للبريد والبرق والهاتف " الذي ظل مغلقا لعقود من الزمن وتمّ منذ مطلع الشهر الحالي الشروع في تهيئته لكي يعزز المركز الحالي للخدمات البريدية ويساهم ، بالتالي، في تقريب الخدمات من المواطن من المواطنين وتحسين ظروف عمل الأعوان والإطارات وتنشيط الحياة الاقتصادية بالمدينة العتيقة. وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبا واسعا من قِبل المتساكنين والنشطاء.
وفي نفس الإطار ، وعند مرورنا بالطريق المؤدية إلى مركز الولاية ، يطالعنا مقر لجنة تنسيق التجمع المنحل وقد حاصره الإهمال من كل الجوانب منذ قيام الثورة وقِيل ، في أكثر من مرة ، بأنه سيحتضن مصالح التسجيل العقاري الا أن شيئا من ذلك لم يتحقق إلى الساعة لأسباب بيروقراطية لتتواصل معه معاناة سكان الولاية في التنقل الى ولاية بن عروس للحصول على أبسط الخدمات المطلوبة في هذا المجال . وقبالة هذه البناية يوجد المسبح البلدي المغلق منذ سنوات لأسباب غير معلنة .
